120 ساعة من “نبع السلام”: قوات النظام تبدأ الانتشار في الشمال السوري.. و250 ألف نازح.. والطائرات التركية تقصف قافلة مدنية وتخلف عشرات الشهداء والجرحى.. وارتفاع حصيلة قتلى المقاتلين إلى نحو 250

130

المرصد السوري لحقوق الإنسان

تطورات عدة تشهدها منطقة شمال وشرق سوريا على مدار الأربع وعشرين ساعة الماضية، تزامنا مع إتمام العملية العسكرية التركية المُسماة بـ”نبع السلام” 120 ساعة (5 أيام كاملة)، حيث شهدت الفترة ما بين مساء أمس وحتى اللحظة تطورات متسارعة، مع وصول تحشدات عسكرية ضخمة للقوات التركية والفصائل الموالية لها في ريف مدينة جرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي. وتواترت أنباء عن نية الفصائل وتركيا شن عملية عسكرية ضخمة على “منبج”، تزامنا مع وصول قوات النظام إلى محيطها وفق اتفاق روسي مع قوات سوريا الديمقراطية، إلا أن الهدوء لا يزال سيد الموقف هناك. وفي الوقت ذاته، تشهد مدينة عين العرب (كوباني) هدوءاً حذراً وسط تحليق لطائرات في سماء المنطقة، بينما انتشرت قوات النظام في منطقة “غيبش” بريف تل تمر، كما شوهدت آليات لقوات النظام تتوجه إلى قرى محيطة ببلدة الجرنية بريف الرقة الغربي.

ورصد “المرصد السوري”، صباح اليوم، انتشار قوات النظام في اللواء 93 بمنطقة عين عيسى شمال مدينة الرقة عند خطوط التماس مع القوات التركية، بعد أكثر من 5 سنوات من طردها على أيدي تنظيم “الدولة الإسلامية”، لتعود الآن بموجب الاتفاق الروسي مع “قسد”. وعلى صعيد متصل، انتشرت قوات النظام قرب مدينة الطبقة بريف الرقة، بالإضافة لانتشارهم شمال منطقة تل تمر. كذلك، رصد “المرصد السوري” تحركات لقوات النظام ضمن المنطقة الواقعة بين مدينتي الحسكة ورأس العين (سري كانييه)، حيث تتواجد قوات النظام الآن على بعد نحو 6 كلم من الحدود السورية – التركية، ومن المرتقب أن تتقدم أكثر باتجاه منطقة رأس العين.

وتأتي هذه التحركات في إطار الاتفاق الروسي مع “قسد”، حيث نشر المرصد السوري مساء أمس، أن قوات النظام وقوات روسية انتشرت في المنطقة الفاصلة بين مناطق نفوذ مجلس منبج العسكري ومناطق نفوذ “درع الفرات” بين العريمة وعون الدادات في الريف الحلبي، على أن تستكمل هذا الانتشار لاحقاً عند الحدود السورية – التركية في منطقة عين العرب (كوباني)، وليمتد إلى منطقة الجزيرة والحدود السورية-العراقية من جهة محافظة الحسكة، وجاء الاتفاق وفق وعود روسية بأن تعمل روسيا على إعادة المهجرين من عفرين إلى مناطقهم وأن تقاتل قوات سوريا الديمقراطية تحت مسمى قوات رديفة مع الروس وقوات النظام في محافظة “إدلب”، في حين أبلغت مصادر المرصد السوري أن القوات الأمريكية تحاول عرقلة انتشار قوات النظام والروس في المنطقة.

وتأتي كل تلك التطورات مع اشتباكات عنيفة متواصلة بين القوات التركية والفصائل الموالية لها من جانب وقوات سوريا الديمقراطية والمجالس العسكرية التابعة لها من جانب آخر، على عدة محاور، ما نتج عنها ارتفاع عدد القتلى في صفوف الطرفين، إضافة إلى ارتفاع حصيلة الشهداء المدنيين وتزايد أعداد النازحين. ومنذ انطلاق المعارك، تابع المرصد السوري لحقوق الإنسان التطورات المتسارعة على كل جبهات المعركة، إضافة إلى ما حدث في الداخل السوري من عمليات نزوح أو سقوط شهداء نتيجة القذائف التركية العشوائية التي طالت المدنيين في مختلف أنحاء الشمال السوري.

أعداد النازحين في تزايد مستمر.. وسقوط المزيد من الشهداء المدنيين.. واستهدافات تركية لـ”قافلة مدنية”

منذ الساعات الأولى لصباح يوم الأربعاء 9 أكتوبر/تشرين الأول، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان عمليات نزوح للمدنيين من مناطق متفرقة في منطقة شرق الفرات، فرارا من العملية العسكرية التركية على المنطقة. وبحسب إحصاءات “المرصد”، فإن عدد النازحين تجاوز 250 ألف مدني نزحوا من بلداتهم ومدنهم وقراهم، حيث تتواصل حركة نزوح المدنيين من مناطقهم في تل أبيض ورأس العين والدرباسية وعين العرب وعين عيسى ومناطق أخرى شرق الفرات عند الشريط الحدودي مع تركيا، ووفقا لإحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، تجاوز عدد النازحين 250 ألف مدني نحو عمق المنطقة، وسط أوضاع إنسانية صعبة تعيشها المنطقة من التصاعد الكبير في أعداد النازحين ووجهتهم بالإضافة إلى انقطاع المياه عن مدينة الحسكة، وخروج محطات تغذية كهرباء عن الخدمة بسبب القصف والاشتباكات. وبحسب ما رصدته مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان على الأرض، فإن مدن وبلدات وقرى عدة باتت خالية من السكان تماما.

ولا تزال العملية العسكرية التركية المُسماة بـ”نبع السلام” تأتي بتبعاتها على المدنيين، حيث تزايدت أعداد الشهداء في صفوف المدنيين نتيجة القذائف العشوائية والقصف والمعارك التي تشنها تركيا على شمال سوريا. ووفقا لما وثَّقه المرصد السوري لحقوق الإنسان، ارتفع عدد الشهداء المدنيين الذين سقطوا منذ انطلاق العملية العسكرية التركية إلى 69 شهيدا، وهم 21 بينهم طفل ومسؤولة حزبية ومواطنتان جراء استهدافهم بالرصاص وإعدام ميداني من قبل فصائل موالية لتركيا على الأوتستراد جنوب مدينة تل أبيض ومناطق شمال عين عيسى وبلدة سلوك، و19 جراء غارات جوية تركية استهدفت مدينة رأس العين ومحيطها، و7 بينهم اثنين من موظفي الإدارة الذاتية بالقصف البري على محيط تل أبيض، و6 بينهم طفل ومواطنة ورجلان مسنان جراء قصف صاروخي استهدف أحياء البشيرية وقدوربك والزيتونية بمدينة القامشلي، و5 بينهم طفل في القصف على محيط وريف منطقة رأس العين بريف الحسكة، و4 جراء ضربات جوية تركية على قرية الباجية بمنطقة تل أبيض، و3 جراء عمليات قنص على قرى تابعة لتل أبيض، وطفلة في قصف استهدف ريف القحطانية، ورجل جراء استهدافه بقناص القوات التركية في مدينة الدرباسية، ومواطنة برصاص قناص تركي في مدينة القامشلي، ورجل جراء قصف صاروخي تركي على أطراف قرية قصر ديب بريف المالكية. وعلى صعيد استهداف المدنيين، قصف الطيران التركي قافلة الدعم الإنساني بمدينة “رأس العين” التي وصلت من “تل تمر”، والتي كانت تضم صحفيين أجانب ومحليين، ما أسفر عن مقتل 19 شخصا من بينهم 15 مدنيا من ضمنهم مواطنة و2 مراسلين صحفيين محليين.

52 منطقة في أيدي تركيا وقصف جوي وبري واشتباكات.. وارتفاع حصيلة القتلى بين الطرفين
على مدار 5 أيام، رصد “المرصد السوري” تقدم القوات التركية والفصائل الموالية لها بغطاء جوي وبري مكثف في 49 منطقة على الأقل من منطقي تل أبيض ورأس العين، حيث بسطت القوات التركية سيطرتها على مدينة “تل أبيض”، بالإضافة إلى بلدات وقرى سلوك ومزرعة الحمادي وأبوقبر ومزرعة المسيحي وحميدة والمهيدة والدادات واليابسة والمشرفة وتل فندر وبئر عاشق والتروازية ولزكة وحويران والواسطة والغجير وشوكان والخالدية والعريضة والنبهان وأم الجرن وغزيل والحاوي وطبابين والصواوين وجاموس فيلو والزيدي والدروبية وعين العروس وتل عنتر والبديع وجاسم العلي في محور تل أبيض، وبلدتي مبروكة وتل حلف وقرى الكنطري ووضحة وتويجل وعلوك وكشتو وأقصاص وتل خنزير والعزيزية والبالوجة وأبوالصون وحويش الناصر والنعيم والصحالية والليبية وتل البنات وكاجو والمدائن وناح في محور رأس العين.

وارتفع تعداد القتلى في صفوف قوات سوريا الديمقراطية والمجالس العسكرية وقوى الأمن الداخلي جراء قصف جوي وبري تركي واشتباكات مع القوات التركية والفصائل الموالية لها منذ بدء العملية العسكرية التركية عصر الأربعاء إلى 133، فيما ارتفع تعداد قتلى الفصائل السورية الموالية لـ”أنقرة” وقتلى الخلايا الموالية لتركيا خلال استهدافات واشتباكات مع “قسد” خلال الفترة ذاتها إلى 108 من بينهم 21 من خلايا موالية لـ”أنقرة” قتلوا في اشتباكات مع “قسد”، بالإضافة إلى مقتل 8 جنود أتراك حتى الآن خلال الاشتباكات والاستهدافات اعترفت تركيا بمقتل 5 منهم فقط، وسط معلومات عن قتلى أتراك آخرين على الحدود التركية السورية، كما أن تعداد الذين قتلوا مرشح للارتفاع لوجود عشرات الجرحى بعضهم في حالات خطرة.