جلس الأربعة في انسجام عائلي لمشاهدة الأعمال الرمضانية على الشاشة الصغيرة في منزل الخالة نجوى، ونجلتها نورهان، بحي 15 مايو يتبادلون أطراف الحديث، ويعيدون سرد الذكريات والمواقف بمناسبة قرب أولى أيام العيد حتى أبدا زائر الليل رغبته في المبيت، ورحبت الخالة صاحبة المنزل دون أن تدري أن نجل شقيقتها يضمر لهما الشر.
موضوعات مقترحة
حالة من الهدوء كانت تسيطر على منزل نجوى ونجلتها، وهما يجلسان برفقة ابنة شقيقتها هايدي، إلي أن تفاجئوا بزيارة (أحمد) أحد أقاربهم على غير عادته وطلب المكوث حتى الصباح وقابلت صاحبه المنزل طلبه بالترحاب، وسرعان ما تركتهما "هايدي" وانصرفت متجهة لمنزلها على أن تعاود الاتصال بهم في الصباح.
قبل ساعات قليلة من زيارة أحمد لمنزل خالته نجوى، كانت الأفكار الخبيثة قد اختمرت في رأسه، بعد أن خطط ودبر كيف له أن يحصل على الأموال ليقضي مع رفاق السوء "وقفة العيد"، إلي أن انتهى به شيطانه لزيارة خالته والمبيت رفقتها ومغافلتها أثناء نومها جانب نجلتها وسرقتهما ويلوذ بالفرار.
وتنفيذا لمخططه انتظر حتى انتهوا من تناول وجبه السحور سويا حيث أخبرته "الخالة" بجاهزية الغرفة التي خصصت له للمبيت، وذهبتا للفراش ليخلدا إلى النوم في طمأنينه تامة، ولم يخطر ببال الضحيتين أنهما استضافتا من خان صلة الرحم، وينوي سرقتهما وأن هذه الليلة آخر عهدهما بالحياة.
اختار السارق الوقت المناسب ودخل خلسة لغرفة نومهما فوجد ابنة خالته نائمة بمفردها فانتابه القلق وخرج للبحث عن خالته، وما أن وجد مصباح دورة المياه مضاء أيقن تواجدها بداخله.
فعاد سريعا ودخل الغرفة المتواجدة بها ابن خالته، وقام بالاستيلاء على هواتفهما وحقيبة يدها وأثناء ذلك استفاقت ابنت خالته ونهرته على ما يفعل بمتعلقاتها، وقبل أن تفضحه أمسك بالسكين وانقض عليها ليصيبها بـ٧ طعنات في مواضع متفرقة من جسدها.
وما إن دخلت (خالته) للغرفة مسرعة لنجدة ابنتها على أثر سماعها لصرخاتها، حتى عاجلها هي الأخرى بطعنة بالسكين، وأثناء محاولتها الهرب والاختباء بداخل إحدى الغرف الأخرى لاحقها مستغلا قوة بنيته في كسر الباب، وما إن ظفر بها حتى كال لها ١٢ طعنة متعددة استقرت في مواضع قاتلة بجسدها حتى تيقن من إزهاق روحها.
أسرع القاتل لإخفاء آثار الدماء وقام بغسل أداة الجريمة ووضعها في غرفة الطهي وفر من المنزل، وبحوزته المسروقات؛ حيث أعاد تهيئه بيانات الهواتف المسروقة وتعجل في بيعهما لأحد المحلات وكأن شيئا لم يكن.
وفي صباح يوم العيد عندما عاودت (هايدي) الاتصال هاتفيا بخالتها ونجلتها خلال اليومين التاليين لتهنئتهما بحلول العيد، اكتشفت أن هواتفهما مغلقه فأهداها تفكيرها للاتصال هاتفيا بالمتهم والاطمئنان عليهما فأجابها بأنه غادرهما ورحل منذ اليوم الأول.
فتوجهت لمسكنهما وبالطرق على بابه لم يجب أحد، فاضطرت لدفعه وبدخول فوجئت برائحة كريهة تنبعث وفزعت من منظر المجني عليها الأولى (ابن خالتها) وهي متوفية غارقة في دمائها أعلى سرير الغرفة كما فوجئت بالمجني عليها الثانية (خالتها) جثة هامدة وسط بركة من دمائها في غرفة أخرى.
وبمعاودتها الاتصال بأحمد (ابن خالها) في ذلك التوقيت لإبلاغه بما حدث فأجابها متلعثما في العبارات، ثم أغلق هاتفه فارتابت في أمره وشكت في رده فعله فاتهمته بتحقيقات النيابة بارتكاب واقعه قتل المجني عليهما بغرض السرقة.
اعترف المتهم في تحقيقات النيابة بارتكابه للواقعة وأدلى باعترافات تفصيلية حول جريمته وأقر أنه قصد من قتل خالته وابنتها الفرار بالمسروقات وخشيه افتضاح أمره أمام العائلة كونه سارقا.
أحالت النيابة العامة المتهم أحمد. ر. ع - 27 سنة - عامل - مقيم بشبرا الخيمة أول بمحافظة القليوبية للمحاكمة الجنائية لاتهامه بارتكاب جرائم القتل العمد بحق (خالته ونجلتها) وسرقة منقولات من الشقة محل الواقعة وإحراز سلاح أبيض.