يوافق اليوم 11 سبتمبر من كل عام عيد رأس السنة المصرية القديمة، بداية من شهر توت، ورأس السنة المصرية لم تكن تعتمد على الشمس بقدر ما كانت تعتمد على القمر ، وتضم ١٢ شهرا،ً وهى: توت، بابه، هاتور، كيهك، طوبة، أمشير، برمهات، برمودة، بشنس، بؤونة، أبيب، مسرى.
بدوره يقول الأثري والفلكي هانى ظريف لــ"بوابة الأهرام" إنه من المتعارف عليه فى التاريخ أن تعود أسماء تلك الشهور في الغالب إلى أسماء آلهة وأعياد دينية فرعونية منذ آلاف السنين، فمثلاً شهر توت يعود إلى الإله تحوت رب المعرفه والعلوم، وشهر بابه يعود إلى الإله حابي رب النيل، وشهر هاتور يعود إلى الآلهه حتحور ألخ.
وأضاف أن الشهور المصرية التى مازال معمول بها حتى الآن فى الريف المصري مرتبطة أشد الارتباط بالزراعة ، مؤكدا أن المصريين القدماء كان لدبهم تقويمين، تقويم دينى يعتمد على القمر، وآخر يعتمد على الشمس.
الزراعة في مصر القديمة
يؤكد المؤرخون أن المصريين القدماء تقدموا تقدما كبيرا فى علم الفلك، وعرفوا الميقات الزمنى، ولم يعتمدوا على الشمس، وإنما اعتمدوا على القمر حيث كانت السنة المصرية القديمة أقصر من السنة الشمسية بما يقارب ربع يوم.
وذكر هيرودت "أبو التاريخ" في كتابه عن مصر في فقرة 142 من مؤلفه، أنه خلال عصر ما من التاريخ المصري لم يحدده ولم يذكره، غيرت الشمس مناطقها المألوفة أى أماكن شروقها وغروبها 4 مرات، حسب قوله، حيث أشرقت مرتين حيث تغرب الآن، وغربت مرتين حيث تشرق الآن.
قرية دندرة أحدي أقدم القرى المصرية
ويقول الأثري الفلكى هانى ظريف لــ"بوابة الأهرام" إن عددا من المؤرخين والأثريبن يرون أنما قاله هيردوت يندرج تحت الخرافة، ولكن بمفهومنا البسيط نجزم بان ذلك مستحيل، بل إنه درب من الخيال، ولكن هذه حقيقة فلكية ممكن حدوثها.
وأكد هانى ظريف أنه من دأب الكهنة في مصر القديمة على تلْغيز وتشفير وتعمية وطلسمة الحقائق العلمية، مؤكدا أن الأبراج المعروفة الأثني عشر فى مصر القديمة، قد وُضعت بحيث يكون برج الحمل هو الأول ، وبرج الحوت هو الأخير؛ لأنه وقت وضع نظام الأبراج فيما بين الألف الثاني وحتى الألف الأول قبل الميلاد، كانت الشمس تشرق في الاعتدال الربيعي الذى يوافق 21 مارس في برج الحمل، ولهذا أصبح هو البرج الأول فى الأبراج، وفي نفس ذلك الزمن كانت الشمس تتعامد في الانقلاب الصيفي الذى يوافق 21 يونيو على مدار السرطان شمالاً، وتتعامد في الانقلاب الشتوي 21 ديسمبر على مدار الجدي جنوباً، وهو ما لا يتوافق مع الوقت الحاضر الآن فى زماننا.
وأكد هانى ظريف أن عصرنا لا تشرق فيه الشمس خلال الانقلاب الصيفي 21 يونيو في برج السرطان، ولا تشرق الشمس في الانقلاب الشتوي 21 ديسمبر في برج الجدي.
وأكد إذا اعتبرنا أن ما قاله هيردوت صحيحا فإنه خلال حوالي 4.000 عام غيرت الشمس موضع شروقها في الاعتدال الربيعي مرتين ، من برج الحمل لبرج لحوت ، و من برج الحوت لبرج الدلو، مؤكدا أن المصريين القدماء برعوا فى علم الفلك، وهو العلم الذى سهل لهم وضع التقويم ، بل كتبوا الكثير من البرديات التى تتحدث عن التقويم وعلوم الفلك ، فيما تعج النقوش المتواجدة فى المعابد المصرية على تفوقهم البارع فى علم الفلك الذى جعلهم يرسمون أطوار القمر وأشكال النجوم ببراعة.
ويؤكد المؤرخون أن أقدم دليل على رصد السماء – تحديداً أوجه أو أطوار القمر – يرجع لحوالي 32.000 عام قبل الميلاد، كتقويم لحساب الزمن وضبط الوقت.
نهر النيل
ويضيف هانى ظريف أن هذه حقيقة فلكية معروفة باسم تقدم الاعتدالين، حيث تشرق الشمس يوم الاعتدال الربيعي (21 مارس) في كل برج لأكثر قليلاً من ألفي عام، لتتم دورة كاملة خلال الأبراج المعروفة الأثني عشر في يوم شروقها 21 مارس (بدء الربيع) كل حوالي 26.000 عام ، مضيفاً أن التقويم عند القدماء، كان مقسم إلى ثلاثة مواسم، حيث يضم كل منها أربعة أشهر تتزامن مع ارتفاع منسوب مياه نهر النيل وانخفاضه، وقسم كل شهر إلى 30 يوما، أي ما مجموعه 360 يوما في السنة، وفي وقت لاحق لاحظ المصريون عدم دقة تقويمهم بشكل كاف، فلم يفض نهر النيل كل عام بحلول نهاية شهر يونيو، كما كانوا يتوقعون، لذا قرروا إضافة خمسة أيام إلى العام لتعويض هذا الفارق، فصار العدد الإجمالي لأيام السنة عند المصريين 365 يوما.