Close ad

من «مانشستر» لـ «باب الحديد».. ذكرى افتتاح أول خط سكك في مصر والعالم

15-9-2021 | 17:25
من ;مانشستر; لـ ;باب الحديد; ذكرى افتتاح أول خط سكك في مصر والعالم أول خط سكك في مصر والعالم
أمينة يوسف - فاطمة عمارة

اُفتتح أول خط سكة حديد للركاب في العالم بين ليفربول ومانشستر في احتفال ضخم في 15 سبتمبر 1830م، وفي نفس الوقت وقعت أول حادثة قطار فأصبحت مأساة لا تُنسى، اعتمد القطار حصريًا على الطاقة البخارية، وتشغيل خدمة ركاب مجدولة، واستخدام نظام الإشارات، حضر الحفل رئيس الوزراء آنذاك آرثر ويليسلي دوق ويلينجتون وعدد كبير من الشخصيات البارزة، وانطلق القطار من ليفربول إلى مانشستر، ولكن قبل أن تصل القطارات الافتتاحية إلى وجهتها، وقع حادث مميت لعضو البرلمان ويليام هوسكيسون، حيث توقف القطار بعد انطلاقه بـ 17 ميلاً (27.35 كيلومتر) للتزود بالمياة، واقترب هوسكيسون من دوق ويلينجتون لمصافحته ولم ينتبه للتنبيه بالعودة للتحرك ليسقط من باب العربة في مسار القطار القادم في نفس اللحظة ويتوفى في لحظتها.

موضوعات مقترحة

بداية المشروع

وقد منح البرلمان الإنجليزي الموافقة لبناء خط السكة الحديد الجديد في عام 1826م، بعد تمرير مشروع قانون لإنشاء وصيانة خط سكة حديد أو ترام من مدينة ليفربول إلى مدينة مانشستر في 5 مايو من نفس العام، عُين المهندس جورج ستيفنسون لتصميم وبناء الخط، وتم تنفيذ الكثير من بناء الخط البالغ طوله 35 ميلًا (56.33 كيلومتر) يدويًا بواسطة عمال بالمعاول والمجارف وعربات اليد، حققت السكك الحديدية نجاحًا ماليًا، وكانت إيذانا ببدء عصر السفر الحديث، ثم صدر قانون تنظيم السكك الحديدية لعام 1844م الذي نص على توفير ركاب السكك الحديدية الأقل ثراءً، وفي غضون 20 عامًا، كان هناك 6200 ميل من السكك الحديدية في بريطانيا.

سكك حديد مصر

بالرغم ما نعانيه الآن من مشاكل وصعوبات، إلا أن مصر تعد الأولى عربيا وإفريقيا، والثانية عالميا بعد مملكة المتحدة في استخدام السكك الحديدية، حيث كانت سكك حديد مصر ( س . ح . م ) وسيلة المواصلات التى يعتمد عليها بشكل أساسى فى الربع الأول من القرن العشرين وكان وجودها أساسيا فى الحربين العالميتين.

ويعد محمد على باشا أول من فكر فى إنشاء السكك الحديدية فى مصر عام 1834م، وبالفعل تم فحص الطريق بين القاهرة والسويس، وبدأ العمل في مد القضبان، ولكن عقبات كثيرة أغلبها أمور سياسية حالت دون ذلك.

عادت الفكرة في الظهور بعد وفاته وتولى الخديوي عباس الأول حكم مصر عام 1848م، عندما طُرح المشروع ثانية على أن تمتد القطارات عبر المحافظات المصرية، بهدف تسهيل وتسريع نقل المسافرين والبريد إلى أوروبا، حيث كانت المواصلات بين الهند كبري مستعمرات إنجلترا بالمشرق وأوروبا تمر بمصر عن طريق السفن، وبالفعل وقع العقد فى 12 يوليو 1851م، وكان الاتفاق مع روبرت ستيفن ابن جورج ستيفن مخترع القاطرة لينفذ مشروع إدخال السكك الحديدية مصر على أن يكون الخط الأول بين القاهرة والإسكندرية بطول 209 كم وقيمته 56 ألف جنيه إنجليزى، تُسدد على خمس أقساط على أن يتم دفع 16000 أولا وشرط جزائى إذا تسبب فى تعطيل المشروع وبالفعل بدأ العمل فى عام 1852م، وانتهت المرحلة الأولى منه عام 1853م عند كفر الزيات.

وشهدت مصر تسيير أول قاطرة على الخط الحديدي فى عام 1854م، وكان الناس بعد كفر الزيات يستقلون الجمال حتى الإسكندرية حتى وصل الخط الحديدي إلى الإسكندرية عام 1856م، وبعد ذلك مباشرة اتخذ الخديوي قراراً ببناء محطة السكة الحديد بالقاهرة في منطقة باب الحديد عند الخط الزعفرانى المسمى بترعة الإسماعيلية (رمسيس) حاليا وأطلق عليها "محطة باب الحديد"، صممها المهندس البريطاني (أدون باتر) على طراز عربى إسلامى، وكانت نموذجا للتناسق المعمارى الحضارى إلا أنها احترقت عام 1882م وأُعيد بناؤها عام 1893م.

وافتتح الخط الثاني (القاهرة –السويس) بعد عامين أى سنة 1858م، وفي عام 1860م افتتح خط الثالث (القاهرة- بورسعيد)، ولم يبدأ العمل في خط الصعيد إلا فى عام 1874م، حيث تم توصيل الخطوط الى أسيوط، ثم الأقصر فى عام 1898م، ومن هنا تكونت شركة خاصة تسمى ( قنا – أسوان لخطوط السكك الحديدية)، وكان على راكب القطار إذا أراد التكملة إلى جنوب مصر ينزل فى الأقصر، ويُكمل الرحلة بقطار آخر، وبعد ان احتلت إنجلترا السودان عام 1899م  قامت بتعديل خط القطار من الأقصر إلى أسوان ثم الشلال الأول أقصى جنوب مصر، حتى امتدت الخطوط إلى وادي حلفا بالسودان في عام 1926.

حادث غير مجرى التاريخ

فى عام 1858 قام الوالى محمد سعيد حفلا بالإسكندرية دعا إليه أمراء الأسرة العلوية، وكان بين المدعوين الأمير أحمد رفعت ولى العهد وبينما كان الأمير عائدا فى قطار خاص مع حاشيته سقطت العربة فى النيل وغرق ولى العهد وبذلك فتح الطريق أمام الأمير إسماعيل ليرتقي عرش مصر.

ويعد الخديوى اسماعيل صاحب النهضة الحقيقية للسكك الحديدية فى مصر، حيث وصلت فى عصره إلى 1200 ميل (1931 كيلومترا) بتكلفة 13,200000 مليون جنيه، وفى عهده وصلت الخطوط الحديدية إلى الوجه القبلى، وأيضا اهتم بتوسيع الشبكة لتصل إلى مدن مصر المختلفة، ففى عام 1872م مِد خط القاهرة حلوان، وبعدها انتشرت خطوط القطارات داخل المدن (الترام) وتولت إدارته شركة بلجيكية وأخرى فرنسية، وأصبحت هى وسيلة المواصلات العامة الأولى فى مصر فى الربع الأول من القرن العشرين .

 

الحرب العالمية 

وبعد اندلاع الحربين العالميتين ازدادت أهمية السكك الحديدية لدى البريطانيين لاستخدامها فى نقل العتاد والذخائر والجنود، ففكروا ربط مصر وفلسطين بخط سكك حديدية، وبالفعل تم بناء خط من القنطرة شرق قناة السويس وحتى غزة، وانتهى البناء في عام 1918م، كما اهتمت ثورة يوليو بتلك الخطوط وامدادها بالعربات لنقل المواطنين، وازداد الاهتمام عند التفكير فى بناء السد العالى لنقل أدوات البناء، ولكن بعد احتلال إسرائيل لسيناء عام 1967م تم إلغاء خط السكك الحديدية الذي يصل إلى رفح، وقد استخدمت إسرائيل قضبان الخط فى تدعيم أعمدة خط بارليف على قناة السويس، ومن ثم اختفى الخط.

والآن تمتلك سكك حديد مصر خطوطا بطول 9570 كيلومترا تربط 23 محافظة وبها 705 محطات.


أول خط سكك في مصر والعالم أول خط سكك في مصر والعالم

أول خط سكك في مصر والعالم أول خط سكك في مصر والعالم
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة