تم إعلان تحديث جديد لقائمة «اليونسكو»، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، للمواقع التراثية العالمية. ودائما ما يكون التحديث والإعلان عنه بمثابة خير بالغ الأهمية بالنسبة للخبراء فى مجال السياحة الدولية.
إعلان 2021 جاء بإضافة حوالى 34 موقعا جديدا للقائمة، وكان الإعلان بالغ الأهمية، لكون لجنة التراث العالمى والتابعة لمنظمة «اليونسكو» لم يتحقق لها الاجتماع العام الماضى ،بسبب أحكام التباعد التى فرضها فيروس «كورونا» المستجد. فكانت قائمة 2021 هى خلاصة اجتماع حضره المشاركون من شتى أنحاء العالم، وتضمن مراجعة الترشيحات عن هذا العام والعام الماضى أيضا.
تقليد إعلان قائمة «اليونسكو» بدأ أول مرة عام 1978، وكان السبق من نصيب المتنزه الوطنى «يلوستون» فى الولايات المتحدة الأمريكية، وأرخبيل جالاباجوس فى الإكوادور. أما العام الجارى، فتضمنت التحديثات مجمع غابات «كاينج كارشان» فى تايلاند، ومدينة الحجر الجيرى فى الأردن، وفنون النحت الصخرى فى منطقة «حمى» الثقافية بالمملكة العربية السعودية. كما تضم القائمة الجديدة سلاسل اللوحات الجدارية فى بادوفا الإيطالية والتى تعود إلى القرن الرابع عشر، ومنارة كوردوان الفرنسية.
ومع طرح التحديثات السنوية للقائمة، يتجدد طرح سؤالين عن معايير تصنيف المواقع كمرشحة للانضمام إلى قائمة التراث العالمى التى تشمل حتى الآن 1153 موقعا. والسؤال الثانى حول أهمية مثول هذه المواقع بقائمة اليونسكو بالنسبة لحركة السياحة العالمية.
إجابات أول الأسئلة تتمثل فى الفئات المختلفة التى تضمها قائمة «اليونسكو»، وهى ما بين مواقع ذات أهمية تراثية ثقافية، أو مواقع ذات أهمية تراثية بيئية، أو مواقع تجمع ما بين القيمتين الثقافية والبيئية.
وعملية الترشيح والإدراج للمواقع، تعد من الأطول أمدا والأكثر تكلفة، إذا يتطلب إطلاق حملة منظمة ومكلفة. وذلك يحول دون نجاح بعض الدول النامية فى إدراج مواقع مميزة بها، رغم استحقاق هذه المواقع لعضوية قائمة «اليونسكو». وحتى النجاح فى المثول أمام لجنة التراث العالمى لا يعنى نيلا أكيدا لعضوية قائمة «اليونسكو»، فبعض المواقع يتكرر عرضها على اللجنة مرة بعد مرة، طمعا فى الإقرار المنتظر، وبعضها يظل حبيس " ملف " قيد الدراسة" لسنوات.
وحسب تقرير نشره موقع «سى.إن.إن» الإخبارى الأمريكى، فإن تأكيد المنظمة على حيادها السياسى لا يمنع أبدا من نيلها بعض سهام الانتقاد، خاصة وأن مكاتبها تقوم فى العاصمة الفرنسية باريس، ما يجعل البعض يرجح ميل صناع القرار بها إلى الجانب الغربى من العالم.
ويوضح تقرير «سى.إن.إن» أن نصيب أوروبا وأمريكا الشمالية من القائمة حتى الأن يبلغ حوالى 545 موقعا، ما يوازى أكثر من نصف مواقع القائمة. أما إيطاليا، فتحتل مواقعها 58 مركزا. ولكن القارة الأفريقية بأثرها لا تشغل سوى 98 مركزا على القائمة العالمية.
أما بالنسبة لإجابة السؤال الثانى حول الدلالة بالنسبة لعوالم السياحة، فنقلت «سى.إن.إن» عن ماريا جرافارى – بارباس، منسق مقعد اليونسكو لبرنامج السياحة والثقافة والتنمية بجامعة السوربون، تأكيدها أهمية ما يعرف بـ«تأثير اليونسكو».
وتوضح ماريا، أن مع إعلان اليونسكو بالتحديثات الجديدة للقائمة، تبدأ حملات دعائية دولية لتعريف السائحين المحتملين بالمواقع الجديدة والتى قد تدخل تحت دائرة الضوء لأول مرة. وتؤكد ماريا، حسب تقرير «سى.إن.إن» ما تصفه بـ «العلامة الترويجية الدولية»، فى إشارة إلى مجرد ذكر قائمة تراث «اليونسكو» فى جملة واحدة مع أحد المواقع.
ومن أهم المتتبعين لتحديثات قائمة «اليونسكو» بحثا عن الجديد، يرد اسم ميشيل تارتل، مدون أسترالى مهتم بشئون السفر، والذى قام بالفعل بزيارة 322 من المواقع الواردة على قائمة اليونسكو للتراث العالمى. والذى جذبت منشوراته حول هذه المواقع الكثير من الاهتمام والمتابعة حول العالم.
ويلفت المدون الأسترالى وغيره من مدونى السفر حول العالم الفضل الكبير الذى تحققه قائمة «اليونسكو» بتعريف السائحين ومحبى السفر بمواقع بالغة الأهمية ولكنها ذات حظ محدود من الدعاية. والأهم ما لفتت إليه «سى.إن.إن» من أن مجرد إدراج موقع ما على قائمة «اليونسكو» يعنى الدفع بمزيد من الاستثمارات لتطوير البنية التحتية بهذه المواقع وإعدادها بالشكل اللائق لاستقبال الزوار. وهذه بعض أفضال قائمة «اليونسكو» على السياحة.
اليونسكو تلقى الضوء على إبداعات «حمى» بالسعودية
رابط دائم: