أكد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، أن مؤتمر الإفتاء السادس يأتى لاستكمال ما تقوم به الحكومة المصرية فى عملية التحول الرقمى، موضحا أن رقمنة الفتوى تسهم بشكل كبير فى مواجهة فوضى الفتاوى والآراء الشاذة والأفكار المتطرفة.
وأكد، فى كلمته التى ألقاها نيابة عنه الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات فى افتتاح مؤتمر الافتاء السادس، أن التكنولوجيا الرقمية أصبحت ركيزةً أساسية للمجتمعات والدول، لتسريع خطواتها فى رحلتها نحو بناء نهضتها المستدامة القائمة على المعرفة.
وأوضح أن دار الإفتاء والأمانة العامة أحسنت الاستفادةَ بهذه المرحلة من تاريخ الوطن، فبذلت على مدار السنوات الماضية مجهوداتٍ كبيرةً ومهمةً فى مجالات التطور الرقمى، مشيرا إلى أن الدولة المصرية بجميع مؤسساتها لن تدخِرَ جهدًا فى توفير جميع الأدوات العلمية والتقنية نحو دعم البنية التكنولوجية والتحول الرقمى لسائر مؤسسات الفتوى فى العالم. جاء ذلك فى المؤتمر السادس الذى نظمته دار الإفتاء المصرية بالقاهرة، أمس، تحت مظلة الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم، بعنوان «مؤسسات الفتوى فى العصر الرقمى.. تحديات التطوير وآليات التعاون»، وتحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، وبحضور وفود من ٨٥ دولة يمثلون كبار المفتين والوزراء والشخصيات العامة، وكذلك بمشاركة نخبة من القيادات الدينية وممثلى دُور الإفتاء على مستوى العالم.
وفى كلمته الافتتاحية أمام المؤتمر العالمى للإفتاء، أكد الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم أن «مصر ما زالت تبهر العالم بما تحققه من إنجازات تحت قيادة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى، ولقد أدرك الرئيس السيسى، بفهمه العميق الواعى لتعاليم ديننا الحنيف وقيمه، ما تمثله أفكار الجماعات الإرهابية من خطر عظيم يهدد العالم بأسره، موضحا أن ظروف «وباء كورونا» الاستثنائية الطارئة ألهمتنا فتح آفاق جديدة وولوج مسارات متطورة فى مجال الإفتاء، ولكن بطريقة جديدة مبتكرة». وأشار إلى أن «العالم لا ينسى لشعب مصر وقفته القوية فى الثلاثين من يونيو لكى يقول للإرهاب: لا!، ولكى ينهى حكم الجماعة الإرهابية فى مصر إلى الأبد، موضحا أنه من أسس التجديد المهمة فى مجال الفقه والإفتاء التى تحقق مقاصد الشريعة الغراء، التجديد فى استعمال وسائل التوصيل المناسبة، ومن ثم برزت فكرة السعى إلى تكوين مؤسسات إفتائية رقمية باستعمال وسائل التقنية الحديثة على أفضل وأتقن ما يكون، ومن هنا جاءت فكرة عقد هذا المؤتمر العالمى الجامع تحت شعار «نحو مؤسسات إفتائية رقمية».
ووجه المفتى من خلال هذا المؤتمر العالمى «عدة رسائل لها شأنها وأهميتها فى مسيرة عملنا المؤسسى الإفتائى التجديدى، ولها خطرها أيضًا فى مستقبل شعوبنا من أجل نشر قيم الوسطية والقضاء على التطرف والإرهاب بإذن الله تعالى: الرسالة الأولى أوجهها إلى فخامة الرئيس القائد عبدالفتاح السيسى ــ حفظه الله تعالى ورعاه: يا سيادة الرئيس، أقولها لله تعالى ثم للتاريخ، لقد أدركتم، سيدى الرئيس، بثاقب نظركم، وعميق فكركم، وبقلبكم المخلص الصادق، وبفهمكم العميق الواعى لتعاليم ديننا الحنيف وقيمه، ما تمثله أفكار هذه الجماعات الإرهابية من خطر عظيم يهدد العالم بأسره، ويقوض الأمن والسلم العالميين، ويسعى للقضاء على قيم سامية شريفة كالتسامح والتعايش والتراحم بين الناس جميعًا، بغض النظر عن انتمائهم الدينى أو العرقي؛ قيم نبيلة شريفة أنزلها الله فى كتابه الكريم، ورسخها رسول الإنسانية ونبى الرحمة، فتجسدت فى أقواله وأفعاله الشريفة وأخلاقه العظيمة تجسيدًا حيًّا لم يتحقق لبشر غيره قط، ومن مشكاة الهدى النبوى الشريف ناديتم، فخامة الرئيس، فى أكثر من خطاب ومناسبة بدعواتكم الشريفة المتكررة الملحة من أجل ضرورة تجديد الخطاب الدينى، وأطلقتم يا سيادة الرئيس نداءات التحذير الصريحة الواضحة من الخطر المحدق بالعالم كله جراء انتشار الأفكار الإرهابية التى هى أشد فتكًا وتدميرًا من خطر السلاح والمتفجرات.
وكانت الاستجابة الفورية من دار الإفتاء المصرية ومن الأمانة العامة وعلمائها حول العالم، لتحويل دعوة سيادتكم لتجديد الخطاب الدينى إلى برامج عمل علمية وخطط مشروعات موسوعية وبحثية، سرعان ما خرجت إلى جميع أقطار الأرض، واستفاد منها القاصى والدانى، حتى وصلنا بفضل الله تعالى ثم بفضل دعمكم إلى ما تحدثنا عنه سالفًا من إنجازات مباركة، أثرت فى مسيرة تجديد الخطاب الدينى تأثيرًا إيجابيًّا ملموسًا، ولا نزال على الطريق، بإذن الله تعالى، كى نستكمل المسيرة المباركة فى خدمة الوطن والدين والإنسانية تحت قيادتكم المباركة سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، حفظه الله. يا سيادة الرئيس، إن كل إنسان منصف عاقل متجرد عن العصبية والهوى، ليدرك بوضوح وجلاء ما أجراه الله تعالى من خيرات وفيرة، وفتوحات مباركة عميمة على هذه البلاد المباركة من أمن وأمان وسكينة واستقرار، وإننا بكل تجرد وإخلاص لندعم مواقفكم الرصينة الشجاعة، وخطواتكم المباركة، واستراتيجيتكم الحكيمة فى التعامل مع قضية سد النهضة، بما يحقق الاستقرار والأمن المائى لدول حوض النيل قاطبة من المنبع إلى المصب، وما عهدنا عليكم يا سيادة الرئيس، والله حسيبكم، إلا الحرص على أمن مصر الداخلى والقومى، وإن السكينة لتملأ قلوبنا والطمأنينة تعم أرواحنا وأنتم تعبرون بمصر من نصر إلى نصر، ومن عز إلى عز، ومن مجد إلى مجد.
رابط دائم: