بدأت فكرة مشروع الموسوعة السودانية (سودابيديا) قبل أكثر من خمسة أعوام، حينما شرعت وكالة السودان للأنباء (سونا) في التخطيط للإسهام في تصحيح صورة السودان خارجيا عبر إنتاج أفلام وثائقية لبعض المعالم والمرافق والمواقف السودانية المهمة، والتي كان من بينها جامعة الخرطوم ومشروع الجزيرة والجيش السوداني ودعم حركات التحرر في إفريقيا، لتقديم السودان من خلالها.


أعلن مشروع الموسوعة لأول مرة في المؤتمر القومي الثاني لقضايا الإعلام في شهر يونيو 2014م ضمن الورقة التي أعدتها سونا للمؤتمر، عقب إخضاعها للنقاش في اللجان المتخصصة والورش التحضيرية للمؤتمر ثم سجلت كاسم عمل وفقا لقانون الشركات وأسماءالأعمال، بالشهادة رقم 92971 في تأريخ 6 نوفمبر 2014م بعد موافقة وزارة مجلس الوزراء, في خطابها بالرقم أ ع/ م و / 1 /أ/ه/4/6 في تأريخ 6 أكتوبر 2014م، استنادا على مخاطبة وزير الإعلام في خطابه بالرقم وإ/م و/1 ، في تأريخ 16 أكتوبر 2014م. وقد بدأت الخطوات العملية في الإعداد للموسوعة بحجز كل النطاقات الأسماء (domain names) , ذات الصلة على الإنترنت. بالتزامن مع البدء في تصميم برنامج إدارة المحتوى، وقُدرت إحتياجات المشروع وأدرجت في موازنة سونا للعام 2015م, ثم شكلت لها إدارة خاصة من جهات متخصصة لدراسة تفاصيل المشروع من كل جوانبه ووصفه في شكله النهائي ليكون جاهزاً للإنطلاق.


وتأتي الموسوعة تنفيذا مباشرا لأحد أهم أغراض الوكالة, وفقا لأمر تأسيسها لعام 2007م والقاضي بتطوير مركز المعلومات والبحوث، الذي يمثل أهم مصادر المعلومات لمرافق الدولة في مناسباتها المختلفة إذ كان يفوز بالمراكز المتقدمة في كل المنافسات التي أقامها المجلس القومي للصحافة والمطبوعات في مجال المعلومات. وتعد الموسوعة البداية الحقيقية المنظمة لإستنفار العلماء والخبراء السودانيين ليكونوا صفا واحدا لإعادة كتابة تأريخ السودان، وإماطة اللثام عن الوقائع المهمة التي حدثت على أرضه والأدوار الكبيرة لشعبه وإسهاماته في الحضارة الإنسانية وتوجيه البحوث والدراسات للتعرف على موارده وإمكانياته لتوظيفها في خدمة مستقبله ولكشف الستر عن سر الإهتمام الكبير الذي ظل يحظى به السودان، أرضاً وشعباً منذ قديم الزمان وحتى الآن, على نحو رائد ومستقل.


ترجو سونا - بإنفاذ هذا المشروع - أن تكون قد أكملت الدائرة في مجال تخصصها الإخباري بربطها لماضي السودان بحاضره ومستقبله، في تغطية الحياة الانسانية, وأن تكون مصدرا أساسيا, يتقدم كل المصادر التي ترصدها ماكينات البحث على الإنترنت ومرجعا حقيقيا لاخبار السودان كما ترجو الوكالة أن تسهم في تعزيز ثقة السودانيين في أنفسهم، وأرضهم، وتأريخهم. وأن تبعث الأمل في نفوسهم ومستقبلهم وأن تزيد وعيهم بالمخاطرالتي تحيط بهم حسدا، وطمعا، من أعدائهم الظاهرين والمستترين في خضم الفوضى و الإنفلات الإعلامي السائدين في وسائط التواصل الإجتماعي ويمكن أن يضاف إلى ذلك أن تكون الموسوعة الرافد الأساسي لتغذية الموسوعات الأخرى بأخبار السودان المعتمدة، إن الموسوعة السودانية في ظلال التعاون و التعاضد لا تعرف شيئاً إسمه اليأس أو الفشل ، فأمام كل شخص فرص متعددة للنجاح، إذا وُجد من يساعده على الإختيار الصحيح. والمجتمع السوداني، و أفراده مؤهلون للقيام بذلك ومجبولون على فعل الخير و هم أفضل من يقوم بذلك.