الصفحة الرئيسية
الجزيرة . نت الجزيرة الرياضية مركز الجزيرة الإعلامي للتدريب والتطوير مهرجان الجزيرة الجزيرة الإنجليزية
آخر تحديث : الخميس 11 مارس 2010   16:33 مكة المكرمة
متابعات
+ - أرسل الى صديق طباعة Share article
تامر محسن: يعرض فيلمي سعد زغلول لا يعرفه الناس

عرضت الجزيرة الوثائقية فيلما وثائقيا يتناول شخصية الزعيم المصري الخالد سعد زغلول وكان ذلك متزامنا مع ذكرى ثورة 19 المجيدة التي كان زغلول مفجرها. ونظرا لأهمية هذه الشخصية وكثرة تناولاتها في الدراما العربية والسينما ناهيك عن التاريخ والإعلام، فلسائل أن يسأل ماذا سيضيف فيلم وثائقي لما نعرفه عن سعد زغلول.. ؟؟
لكن مخرج الفيلم تامر محسن يفاجئنا بفيلمه حينما طرق الحصن الرمزي لشخصية سعد زغلول من خلال مذكراته الشخصية التي لم تنشر والتي أبانت عن شخصية أخرى وتفاصيل حياتية وإنسانية لم يتيسر للذاكرة الجماعية المصرية أن تخزنها.. وفي حوارنا معه حول الفيلم يحاول تامر أن يسلط بعض الضوء على جوانب الجدة في عمله..

*********************

الزعيم الخالد سعد زغلول

* لماذا فيلم سعد زغلول الآن وهو الشخصية التي لم يخل، فيلم وثائقي أو فيلم سينمائي أو عمل درامي تناول تاريخ مصر المعاصرة، من الحديث عنه ؟
أعتقد أن المشاهد لفيلمي سيجد نفسه أمام سعد زغلول آخر غير الذي اعتاد على سماع حكايته، فنحن صناع الفيلم ندعي أننا اكتشفنا بابا سريا للدخول إلى شخصية سعد زغلول، وهو دفتر يومياته. وكنت سأفقد حماسي لصناعة الفيلم لو لم أعثر على هذا المدخل، فأكثر ما يشغلني في صناعة الأفلام هو تقديم المدهش والجديد والبعد عن التكرار.


* ما الطرافة في تحويل المذكرات إلى فيلم وثائقي. لأن هذا العمل عادة ما يتخصص فيه المؤرخون فما هي إضافة المخرج ؟
مذكرات سعد زغلول التي اعتمد عليها الفيلم هي بالنسبة إلي صدفة رائعة لا تتكرر كثيراً. أن نبحث حول شخصية تاريخية هامة فنعثر على مذكرات نادرة لم تكتب لغرض النشر، تحكي فيها هذه الشخصية أدق تفاصيل حياتها بمنتهى الصدق. وفجأة نجد أنفسنا وجهاً لوجه أمام سعد زغلول آخر غير الذي عرفناه وغير الذي قرأنا عنه في كتب التاريخ، سعد زغلول الإنسان.
ونكتشف أنه ليس كالتمثال البرونزي المحفور في أذهاننا، لكنه بشر مثلنا من لحم ودم، مليء بالتناقضات ونقاط الضعف والأحلام والطموحات ولحظات اليأس والخوف والتردد. وبالطبع تتعدى طريقة التعبير عن هذه الجوانب الإنسانية اختصاصات المؤرخين، ويأتي دور صناع الأفلام.

* بكل صراحة هل تكمن قوة الفيلم في قوة الشخصية وثقلها التاريخي أم في الرؤية الإخراجية والفنية...
بالتأكيد يكتسب هذا النوع من الأفلام المزيد من الأهمية اعتماداً على قوة الشخصية وثقلها التاريخي. ويساعد هذا أيضاً في الترويج لمشاهدة الفيلم، لكنه لا يعني بالضرورة قوة الفيلم أو تميزه. فقد نجد فيلماً ضعيفاً عن شخصية تاريخية هامة، وقد نجد فيلماً شديد التميز عن شخص بسيط ومجهول. في اعتقادي إن قوة هذا النوع من الأفلام يعتمد على أمرين:
مقدار ما تحمله الشخصية من دراما في رحلة حياتها... نبل الهدف وصعوبة التحديات والعوائق، الصعود والهبوط، الصراعات، التحولات، لحظات الفشل والنجاح ...
والأمر الثاني والأهم هو القدرة على الإمساك بهذه الدراما وصياغتها في بناء درامي مناسب، واستخدام العناصر الفنية للفيلم في التعبير عنها (الإيقاع – التعامل مع الزمن – الصورة والتكوين – اللون – الاستخدام الخلاق للموسيقى والصمت – المونتاج ...).
وهذا هو ما تسعى الأفلام الجيدة للوصول إليه.

* المتأمل في الفيلم يشتم رائحة الحاضر رغم انه يتناول الماضي .؟ فهل هذه هي الوظيفة الحقيقية للفيلم الوثائقي التاريخي.؟
بالفعل كنا مشغولين أثناء رحلة صناعة هذا الفيلم وأفلام أخرى سابقة أن نلفت انتباه المشاهد في هذه الوقائع التاريخية إلى ما ينسحب على حاضره. والحقيقة أنه ليس بالأمر الصعب، فالتاريخ يعيد نفسه بصورة مدهشة، وأعتقد أن الوظيفة الحقيقية للفيلم التاريخي هو أن يساعدنا على فهم حاضرنا أكثر، ربما نتعلم من دروس الماضي.

* أسلوب الدراما الوثائقية (الدوكيدراما) ودورها في الفيلم... هل هي لتعويض نقص المادة التصويرية الأرشيفية أم لها وظيفة فنية وجمالية ؟
صعوبة هذا النوع من الأفلام تكمن في الندرة الشديدة للمواد الأرشيفية المصورة، لذلك تأتي فكرة المشاهد التمثيلية لمعالجة هذا الأمر، ولمحاولة تحقيق معادل بصري ثري ومتنوع. كما أن المشاهد التمثيلية تمنح الحياة لشاشة العرض وتكسر جمود المواد الجافة مثل قصاصات الجرائد والوثائق والصور الفوتوغرافية. لكن المشاهد التمثيلية تثري الفيلم التاريخي من زاوية أخرى هامة، فهي تنشط ذهن المشاهد في بعض لحظات الحكي ليقوم بإعمال خياله ورؤية باقي الأحداث التاريخية كما لو كان يراها رأي العين.

أثناء تصوير أحد المشاهد التجسيدية

* كيف تقيم السينما الوثائقية العربية في الحاضر وهل بدأت تترسخ هذه الثقافة لدى المشاهد العربي ؟
شهدت السنوات العشر الأخيرة طفرة هائلة في علاقة المشاهد بالفيلم الوثائقي، وأعتقد أنني من المحظوظين الذين استفادوا من هذه الطفرة. أقول ذلك لعلمي أن صناع الأفلام الوثائقية العرب في الماضي القريب كانوا يبحثون عن المشاهد في كل مكان ويحاولون إقناعه بمشاهدة هذا النوع من الأفلام. فقط أخشى أن يفتر حماس المتفرج للفيلم الوثائقي لو اكتشف أن الأفلام لم تعد جديدة ومدهشة. فالمشاهد ملول جداً، وطريقة صنع الأفلام الوثائقية وموضوعاتها أصبحت تقترب من بعضها.

 

الى الأعلى
  تعليقك على الموضوع:
الاسم:
عنوان التعليق:
محتوى التعليق:
المزيد من البرامج اليومية وغيرها
00:00 الوجه الآخر للأطعمة السريعة
01:00 إعادة أكتشاف الطين
02:00 أسفار الى اقصى بقاع الارض
03:00 جنان حية على الأرض
04:00 العلم المجرد
يعرض الآن على شاشة الجزيرة الوثائقية 05:00 قصة السيف
06:00 الوجه الآخر للأطعمة السريعة
07:00 إعادة أكتشاف الطين
08:00 صراع البقاء
09:00 أسفار الى اقصى بقاع الارض