الصفحة الرئيسية
الجزيرة . نت الجزيرة الرياضية مركز الجزيرة الإعلامي للتدريب والتطوير مهرجان الجزيرة الجزيرة الإنجليزية
آخر تحديث : الثلاثاء 21 ديسمبر 2010   11:44 مكة المكرمة
متابعات
+ - أرسل الى صديق طباعة Share article
دور المهرجانات في إنتاج، وتسويق الفيلم العربي

صلاح سرميني ـ دمشق

الندوة الفكرية

في بداية الندوة الفكرية التي انعقدت خلال الدورة الثامنة عشرة لمهرجان دمشق السينمائي الدوليّ تحت عنوان (دور المهرجانات السينمائية العربية في إغناء، وتفعيل الإنتاج السينمائي، وتسويق الفيلم العربيّ) تساءل مُنشطها الصحفي "إحسان حريب" :
ـ هل المهرجانات وسيلة، أم غاية ؟ هل هي ترف ؟
رُبما تكون الإجابة على هذه الأسئلة نوعاً من المُزايدة المجانية، وإن لم تكن كذلك، فهي أسئلة تأخرت عشرات السنوات عن الطرح في ندوة مهرجانٍ عربيّ .
لعلها تنطلقُ من ظروفٍ زمنية، ومكانية محددة ترتبط بواقع الإنتاج السينمائي العربي، حال المهرجانات العربية، الصالات، العلاقة مع قنوات التلفزيون، الجمهور، والثقافة السينمائية، ...
والحقيقة التي لا يجب أن تُغضب أحداً، بأنني أخجل من التطرّق لهذه المشاغل في أصغر مهرجانٍ أجنبيّ، وإذا تجرأتُ، وفعلتها، يجب أن أتحمّل استغراب الآخرين الذين سوف يعتقدون بأنني هبطتُ من المريخ، أو وصلتُ للتوّ من أدغال أفريقيا حيث لا سينما، ولا مهرجانات.
وقد كتبتُ يوماً، بأنني أتخيل مهرجاناً سينمائياً "مُتخصصاً" في كلّ مدينةٍ سورية :
مهرجان دوليّ في دمشق، مهرجان دوليّ للأفلام القصيرة في حلب، مهرجان دوليّ للأفلام الهزلية في حمص، مهرجان دوليّ لأفلام البيئة في حماة، مهرجان للأفلام المُتوسطية في اللاذقية، مهرجان دوليّ لأفلام البحار في طرطوس، مهرجان دوليّ لأفلام المُغامرة، والاكتشافات في بانياس، مهرجان للسينمات الأسيوية في الحسكة، مهرجان دوليّ للأفلام التاريخية في تدمر،.....


وهذه طبعاً أحلامٌ سوف تُحققها الأجيال السينمائية القادمة (إن لم تختفِ الصالات من البلاد)، وقبل أن أكتب قائمةً مدرسيةً بأهداف المهرجانات السينمائية، أقترحُ على كلّ مُتذمرٍ، مُشككٍ، أو مُعترض، بأن يتفحص قليلاً، أو كثيراً تجربة "مسابقة أفلام من الإمارات" التي كانت تنعقدُ في أبو ظبي (قبل أن تنضمّ إلى مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي) التي شجعت المئات من الطامحين في دول الخليج على خوض التجربة السينمائية، حتى وإن كانت عن طريق التقنيات الفيديوية التي فرضت نفسها على محترفي السينما المُتشبثين بالشرائط السينمائية، وبفضل تلك "المُسابقة"، وما تبعها من مهرجانات (مسقط، دبي، أبو ظبي، الدوحة) تقدم بلدان المنطقة حالياً (بما فيها العراق، واليمن) من 300 إلى 400 فيلماً طويلاً، وقصيراً، روائياً، وتسجيلياً، سوف يفرز هذا الكمّ العدديّ إنتاجاتٍ نوعية متفاوتة المستوى ليست أقلّ إبداعاً من الانتاجات الوطنية التي تقدمها البلدان العربية المُجاورة.
ومع هذه المعلومة التي سوف يعتقد البعض بأنها "مُبالغةٌ حمقاء" (وهي إحصائياتٌ مُوثقة في سجلات مهرجان الخليج السينمائي في دبي)، أكررُ هنا بعض الأهداف المُعلنة، والمُضمرة (والمشروعة) للمهرجانات السينمائية العربية :
ـ إعادة الاعتبار لطقوس المُشاهدة الجماعية.
ـ إثارة الانتباه نحو أفلام، مخرجين، سينمات، وتيمات.
ـ تسليط الأضواء على السينما، ومُبدعيها.
ـ خلق حالة من النقاش، التفكير، والجدل حول السينما، وقضاياها.
ـ جمع الكثير من صُناع السينما في مكانٍ واحد خلال فترة محددة.
ـ تسهيل اللقاءات بين المُحترفين بهدف تبادل الأفكار، الخبرات، التجارب، وحتى التعاون المُشترك.
ـ نشر الثقافة السينمائية، وتطويرها من خلال نشرات المهرجان، والتغطية الإعلامية، والنقدية، والكتب.
ـ توجيه هواة السينما نحو العمل السينمائيّ، والنقديّ، وتمهيد خطواتهم المُستقبلية.
ـ التعريف بالسينما المحلية للضيوف العرب، والأجانب.
ـ تنشيط الجانب السياحيّ، والاقتصاديّ للمدينة.
ـ تصحيح الأفكار المُسبقة، والمغلوطة عن بلدٍ ما.
طبعاً، إذا لم تنجح هذه المهرجانات في تحقيق كلّ هذه الأهداف، أو بعضها، فهو ليس خطأ المهرجانات نفسها، ولكن، بالتحديد، فشل القائمين عليها في إدارتها، وتطويرها.

مسابقة الأفلام القصيرة

في حوارٍ مع المخرج السوري "ريمون بطرس"(العدد الرابع من نشرة المهرجان، صفحة 24-25) الذي شغل مهمة رئيس لجنة تحكيم الأفلام القصيرة في الدورة الثامنة عشرة لمهرجان دمشق السينمائي، والتي تضمّنت 93 فيلماً من كافة الأنواع، يقول فيه حرفياً :
ـ "هناك أفلام جيدة، وأفلام رديئة، وعلى سبيل المثال، إن وُجد فيلم رديء مدته عشرون دقيقة، وشاهدنا منه ثماني دقائق فقط، وأجمعت اللجنة على إيقافه، نُوقفه، ونُتابع غيره، ونُخرجه من المسابقة،....".
يتأرجحُ المهرجان على حافة الخطر الحقيقيّ باختياره 92 فيلماً قصيراً للمُسابقة الرسمية، وهو عددٌ مبالغٌ به إلى أقصى حدّ، لا يختاره حتى أكبر مهرجانٍ دوليّ متخصص في هذه النوعية من الأفلام، فكيف الحال مع مهرجانٍ يهتمّ أساساً بالأفلام الطويلة (وإلاّ كان عليه ـ على الأقلّ ـ دعوة مخرجي الأفلام القصيرة).
وتتخطى هذه المُبالغة مبدأ الكرم الذي عوّدنا عليه مهرجان دمشق، والرغبة بتقديم وجبة سينمائية دسمة، متنوّعة، وعامرة، مجانية للضيوف، ورخيصة للمُتفرج .
وهنا، يخطر في بالي التساؤل الفضوليّ التالي :
ـ ما هو عدد الأفلام التي وصلت إلى إدارة المهرجان كي تختار منها 92 فيلماً ؟، مع تقديري لتلك الجهود التي بذلتها للحصول على موافقة أصحاب الحقوق من المُخرجين، أو المُنتجين، وهي خطواتٌ ضرورية أحفظها عن ظهر قلبٍ بعد تجربتي المُتواصلة في برمجة القسم الدوليّ، وتيماته لـ "مُسابقة أفلام من الإمارات" في أبو ظبي (حتى دورتها السادسة)، و"مهرجان الخليج السينمائي" في دبي.
خلال التحضير للدورة الثالثة، شاهدتُ حوالي 1000 فيلم قصير، ومتوسط الطول، واخترنا منها(مع مدير المهرجان السيد "مسعود أمر الله") 82 فيلماً قصيراً فقط توزعت في أربع برامج مختلفة (تقاطعات، أفلام للأطفال، "فرانسوا فوجيل" تحت الضوء، تقاطعات ـ بلغاريا)، ولو كانت الاختيارات تتعلقُ بمُسابقةٍ رسمية، لما احتفظنا بأكثر من 15 فيلماً كحدٍّ أقصى.


في نفس الحوار يقول "ريمون بطرس" :
ـ "هناك أفلام جيدة، وأخرى رديئة،..".
كيف تسربت الأفلام الرديئة إلى الاختيارات النهائية، ألم تشاهدها لجنةٌ كان عليها استبعادها سلفاً لتقليص عدد الأفلام المُختارة، غربلتها، وتسهيل مهمة أعضاء لجنة التحكيم.
لم يُعبّر النعت الذي أطلقه "ريمون بطرس" عن ذوقه الخاص، واختياراته وحده، ولكن، عن إجماع لجنة التحكيم، ويمكن تفسير مشاركة هذا الفيلم، أو غيره من الأفلام الرديئة في المٌسابقة بامتلاك لجنة الاختيار ذوقاً أفضل من لجنة التحكيم، أو افتقادها الخبرة اللازمة أصلاً، ما يجعلها لا تُفرق بين فيلم جيد يستحقُ المُشاركة، وآخر رديء سوف تقصيه لجنة التحكيم بعد ثماني دقائق من مدته الزمنية (ورُبما أقلّ، أو أكثر).
في كتاباتي الماضية عن مُسابقة الأفلام القصيرة لمهرجان دمشق، وانطلاقاً من مشاهدتي لمعظمها قبل، أثناء، أو بعد المهرجان، نبهتُ إلى هذا العدد المُبالغ فيه، والتساهل في الاختيارات.
ومن جهةٍ أخرى، فإنني حتى في مرحلة الاختيار، لا أسمح لنفسي بمُشاهدة فيلم، واستبعاده بعد ثماني دقائق من مدة عرضه بسبب رداءته، ولكني لا ألوم "ريمون بطرس"، والآخرين من أعضاء لجنة التحكيم لاقتناعهم بتلك الطريقة (الخاطئة على أيّ حال)، لأنني أدركُ مسبقاً صعوبة مشاهدة 92 فيلماً خلال فترةٍ محددة مع أشخاصٍ لا يتشابهون في شغفهم السينمائيّ، وربما أجمعوا على هذا القرار الاستثنائيّ بعد أن شاهدوا عدداً كبيراً من الأفلام الرديئة التي لا تتجاوز مدتها الثماني دقائق الحاسمة لإصدار قرار إيقاف عرض الفيلم، والانتقال إلى غيره، فكم تضمّنت المُسابقة أفلاماً رديئة كان الأحرى بلجنة الاختيار استبعادها بدلاً من لجنة التحكيم التي أنجزت هذا الدور "مجاناً".
يقول "ريمون بطرس" :
ـ "حتى الآن، يُمكنني القول، بأنّ هناك أفلاماً جيدة، ولكن، ليس من فيلم ممتاز، بمعنى الفيلم الذي يحمل لمعة سينمائية خاصة،..".
لقد شاهدت لجنة التحكيم حتى ذلك التصريح 63 فيلماً، ـ كما يُشير "ريمون بطرس" نفسه ـ فكم كان عدد الأفلام الجيدة من وجهة نظرها ؟
في مسابقة دولية، يتحتمُ بأن تكون الأفلام المُختارة ممتازة، وعلى الأقلّ جيدة جداً، ولا تقتصر على عبارة خجولة (يمكنني القول إنّ هناك أفلاماً جيدة، ولكن ليس من فيلم ممتاز)، وتنتقي لجنة التحكيم منها الأفضل، والأحسن، وهذه المنهجية الاحترافية هي التي تمنح أيّ "مسابقة" أهميتها .

الى الأعلى
  تعليقك على الموضوع:
الاسم:
عنوان التعليق:
محتوى التعليق:
المزيد من البرامج اليومية وغيرها
00:00 مآسي اللون
01:00 كيف تحدث الكوارث
02:00 جنان الأرض
03:00 الكوكب المتغير
03:30 النموس الافريقية
يعرض الآن على شاشة الجزيرة الوثائقية 04:00 دماغنا الغامض
05:00 تاريخ المسيحية
06:00 مآسي اللون
07:00 كيف تحدث الكوارث
08:00 مع البحار