حوار: فاطمة بن عبد الله الكرّاي
٭ تونس ـ «الشروق»:
قال في نفسه وهو يغادر المعتقل في الداخلية سنة 1972، إن حليب أمّه حرام عليه.. كان ذلك بمثابة القسم الذي لا يجعله يزيغ عن قناعاته أو يساوم عليها..
هو أحد الطلبة الثائرين ضمن حركة فيفري 1972.. ناله الاعتقال وقتها، ولما قبض عليه وأخذ في سيارة البوليس إلى «الداخلية» سأله أحدهم: لماذا تثور وتحتجّ؟ فقال حمّة الهمامي ولم يبلغ التاسعة عشرة من عمره، وكان طالبا بكلية الآداب 9 أفريل: نريد الديمقراطية وحرية التعبير.. فأجابه أحد أعوان البوليس وهم لا يزالون في السيارة: «حتى أحنا نحبّو الديمقراطية» ولم يكن حمّة يدري أن في الأمر معاناة سوف يتعرّض لها على أيدي البوليس السياسي في «دهليز» الداخلية، حين أعاد البوليس سؤاله: «تريد الديمقراطية؟.»
وغمز أحدهم لكي يأتي بكيس مليء بالهراوات والعصيّ، وقالوا له بكلمات نابية: اختر بكلّ ديمقراطية العصا التي (...).
وخرج حمّة الهمامي الشاب دون العشرين من شارع بورقيبة إلى ساحة باستور والدموع تملأ عينيه.. لا من شدّة التعذيب، بل لأنه اعتبر أن الاعتداء طال كرامة الشعب كله.. وقتها أقسم.. على ما أقسم..
عشر سنوات في السجن (متقطّعة) وعشر سنوات (متقطّعة أيضا) في السرية.. وسنتان ونصف عمل كأستاذ للتعليم الثانوي..
يتحدث حمّة الهمامي الذي لم يتغيّر، عن السّجن.. والسرية.. وعن موقف الحزب الذي ينطق باسمه.. وعن لقائه ببن علي عام 1989 حيث قال له «الرئيس الهارب» بفعل الثورة الشعبية: «إنني فهمتك».. حين أصرّ حمّة على مواقفه السياسية وقناعاته الفكرية..
في هذا اللقاء الشامل يفتح حمّة الهمامي ملفات الماضي والحاضر ويعلن برنامجه السياسي للمستقبل.. مسندا كبير أهمية إلى التحالفات السياسية التي يمكن أن تحمي ثورة تونس..
فإلى السؤال الأول..