الجمعة، فبراير 25، 2011

حتى لا يسرق اعداء الحرية ثورتنا الشامخة

اخيرا نجحت ثورة الشعب المصرى فى ازاحة الطاغية مبارك بعد ان افاق الشعب المصرى من السبات العميق الذى كان يغط فيه منذ ردح من الزمن ، عانينا خلال تلك الفترة من الظلم والفساد والاستبداد وغياب سيادة الشعب لصالح فئة بعينها تحكمنا وتتحكم فى مصائرنا ، انتهت هذه الفترة العصيبة من تاريخ مصر بثورة بيضاء اشعلها الجيل الصاعد من شباب مصر الذى استخدم قوة الاعلام الجديد المتمثل فى المدونات ومواقع التواصل الاجتماعى فى تحريك الشارع واشعال الثورة ليسقط الطاغية بعد ايام قليلة من خروج الناس الى الشارع للمطالبة برحيله ومحاكمة رموز الفساد المحيطين به .

لم يكن اشدنا تفاؤلا يتوقع ان تكون نهاية مبارك وزمرته الفاسدة بهذا الشكل ، صحيح ان النظام كان يترنح ، وكان العنف الغير مسبوق تجاه المحتجين يحمل دلالات بالغة على قرب ساعة السقوط ، ولكن لأن معظم أبناء جيلى من الشباب لم يعاصروا رئيسا اخر لمصر ، ولم يسبق لهم ان رأوا تغييرا سلميا يحدث فى المنطقة العربية ، فكانت توقعاتهم باسقاط هذا النظام اشبه بالحلم الذى لا سبيل الى تحقيقه ، ولكن هذا لم يمنعهم من العمل والنضال فى سبيل تحقيق هذا الحلم ولسان حالهم يقول " وعلى ان اسعى وليس على تحقيق النجاح " .

لكن الحلم تحقق بشكل غير مسبوق ، اجبر الرئيس على التخلى عن منصبه ، واحيل الفاسدين الى المحاكمة وجمدت ارصدتهم ، وفرحنا كثيرا عندما زفت لنا الانباء خبر حبس وزير الداخلية السابق حبيب العادلى الذى يشغل الان نصف زنزانة فى سجن مزرعة طره يشاطره مساحتها المتواضعة احد الوزراء الفاسدين السابقين ، وانتشينا عندما شاهدنا امين تنظيم الحزب الوطنى السابق احمد عز وهو يقاد الى محبسه فى سجن مزرعة طره وينتظر فى قفص المحكمة مع زملائه الوزراء السابقين ، تماما كما كان يحدث مع ضحاياهم فى السابق ، وزادت فرحتنا عندما امر السيد المستشار النائب العام بتجميد ارصدة الرئيس المخلوع وزوجتة وولديه وزوجتى ولديه حتى يتم التحقيق فى مصادر ثرواتهم التى نهبوها من الشعب دون وجه حق ، شعر ابناء جيلى حينها انهم يكتبون صفحة جديدة فى كتاب التاريخ ، كتبوها بدماء شهدائهم وجرحاهم ، والاصرار على البقاء فى ميدان التحرير رغم كل المخاطر التى كانت تهددهم هناك ، ورفض اى محاولة لاجهاض ثورتهم ومنع حلمهم من ان يرى النور .

وفى مساء الخميس الحادى عشر من فبراير الجارى ، كانوا على موعد مع النصر ، عندما أُعلن عن تخلى مبارك عن رئاسة البلاد بعد فترة عصيبة عانت فيها بلادنا الامرين جراء حكمه الاستبدادى وفساده هو وزمرته ونهبهم للمال العام واذلالهم لابناء شعبهم وسعيه لتوريث حكم البلاد لنجله ، خرجوا جميعا يحتفلون بانتصارهم ، ويؤكدون للعالم انهم قادرون على صنع التغيير مهما كانت العقبات التى تقف فى طريقهم ، اعترف العالم عن بكرة ابيه بانتصار هذه الثورة العظيمة ، وخرج الرئيس الامريكى باراك اوباما يشيد بشباب ميدان التحرير ويؤكد انهم اعطوا العالم درسا فى التغيير السلمى .

انه بعد ان نجح الشباب فى ازاحة مبارك وزمرته الفاسدة عليهم ان يدركوا ان المعركة لم تنته بعد ، فالتغيير الكامل نحو الحرية الكاملة والديمقراطية الحقيقية ينقصه بعض الخطوات اللازمة كى تنجح هذه الثورة ونمنع اعداء الحرية من الانقضاض عليها واغتصابها .

ان الحديث عن تعديل بعض مواد الدستور المصرى غير كاف على الاطلاق ، محمود بالطبع ان نعدل المواد التى كانت تضع قيودا على المواطنين فى ممارسة حقوقهم السياسية ، ومحمود ايضا ان نحد من سلطات الرئيس القادم وان نلغى العمل بقانون الطوارىء ، ولكن لا ينبغى ان نغفل المادة الثانية من الدستور التى تنص على الاسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية والشريعة الاسلامية المصدر الريسى للتشريع ، هذه المادة التى وضعها الرئيس الراحل انور السادات كى يغازل بها الجماعات الاسلامية والتى غدرت به فيما بعد واجهزت عليه .

الجماعات المتطرفة السلفية تعمل الان فى الشوارع ، تنشر فكرها العفن وتستغل المناخ السائد حاليا فى الترويج لها و لتطرفها، هم يطالبون بعدم المساس بهذه المادة ويسعون ايضا الى تفعيلها ، وهو الامر الذى لن يحدث الا بتطبيق احكام الشريعة الاسلامية كما هو الحال فى السودان وايران والسعودية وافغانستان تحت حكم طالبان ، يقومون هذه الايام بجمع توقيعات من المواطنين للضغط لتحقيق هذا المطلب الذى يتنافى مع المواطنة ويعيد مصر الى العصور السحيقة ، ويصبغها بصبغة دينية اسلامية .

إننا عندما قمنا بهذه الثورة ودعمناها لم نكن نسعى لاستبدال حكم الطاغية المخلوع حسنى مبارك بحكم الوهابيين الذين يسعون لتحويل مصر الى امارة اسلامية لا تختلف كثيرا عن افغانستان تحت حكم طالبان ، هؤلاء السلفيون لا يجب ان ننسى انهم كانوا فى البداية ضد الثورة ، وهم من أصدروا البيانات بأوامر من جهاز مباحث أمن الدولة التى تحذر من الخروج على الحاكم ، وهم الذين كانوا فى السابق عملاء للنظام ولأجهزته الامنية .

على شباب الثورة ان يتنبهوا لهذا المخطط الوهابى السلفى المدعوم باموال الخليج النفطية ، داعموا هذا المخطط يحسدون شعب مصر ويحقدون عليه ويريدون لنا ان نرتد الى الوراء مرة اخرى ، ولا يجب ان نسمح لهم بذالك ، ولن نسمح لهم .

ان دماء الشهداء التى سالت على ارض مصر خلال هذه الثورة المباركة تستغيث بنا لافشال هذه المخططات السلفية القذرة ووضع هؤلاء المتطرفين فى حجمهم الطبيعى وعدم السماح لهم باستغلال تضحيات هؤلاء الشهداء والتسلق عليها لتحقيق اهدافهم .

اننى على استعداد ان ادفع حياتى ثمنا كى لا تتحول مصر الى دولة اسلامية تحكم بشريعة غابرة اكل الزمان عليها وشرب ، ولا اعتقد ان الشرفاء من شباب الثورة العظيمة سيسمحون لهؤلاء المنافقين بتحقيق رغباتهم على حسابنا ، وهم على استعداد لبذل المزيد من الدماء حتى لا تتحول مصر الى دولة دينية مليئة بالظلم والاستبداد المعتمد فى هذه الحالة على نصوصهم الدينية التى لا يجرؤ احد على معارضتها والوقوف فى وجهها والا عد مرتدا خارجا عن الاسلام حلال دمه .

وعلى ابناء الأقليات الدينية ان يدركوا ان هذه هى معركتهم الحقيقية ، وان عليهم ان يقفوا فى خندق واحد مع العلمانيين المصريين فى معركتهم ضد تطبيق احكام الشريعة الاسلامية وتغيير الدستور الى دستور مدنى كامل لا يضفى اى صبغة دينية على الدولة ولا يميز بين المواطنين على اساس المعتقد الدينى لاى منهم ، الاقليات الدينية من المسيحيين والبهائيين واليهود وغيرهم ينبغوا ان يدركوا جيدا ان وصول الاسلاميين للسلطة سيزيد الامور تعقيدا وانهم يجب ان يتصدوا معنا بكل قوة لهذه المخططات الخبيثة التى تسعى لتحويل بلادنا الى معقل اخر من معاقل طالبان والقاعدة .

لا اريد ان يأتى على يوم اندم فيه على مشاركتى فى هذه الثورة التى اراها حتى الان عظيمة وشامخة ، اننى حين شاركت فيها لم اكن اسعى لتغيير الحكم القمعى المستبد بآخر دينى اكثر قمعا وظلما وإستبدادا ، سأبذل دمى ان كان هو الثمن الذى ينبغى ان ادفعه حتى احول دون ذالك .

الأربعاء، يناير 26، 2011

دعوة حرب دينية في ليلة زفاف

الإسكندرية بعد سبع سنوات من الغياب، تبدو أجمل وأبهي مما هي عليه بالفعل.. الشوق والحنين رسموها كقطعة من أوروبا أو الجنة، رغم أنني كنت مهموماً بمعايشة عروس البحر بعد حادث القديسين. أولي المفاجآت غير السارة كانت أني تورطت في حضور عقد قران عروسين لا أعرفهما في الحي الأكثر دفئا، محرم بك ولأنها المرة الأولي التي أحضر فيها عقد القران، فقد صدمني اختلاف الطقوس عما هو معروف حتي في الأفلام والمسلسلات، وأهمها غياب بزيه المشهور وعمامته الأشهر أو حتي ببدلته التي تناسب الأحياء الراقية.

undefined
شابان.. أحدهما في بداية الأربعينيات والثاني يقترب منها، بجلباب قصير ولحية منطلقة بلا رعاية أو اهتمام .. الأول سيقوم بدور المأذون والثاني هو السنيد أو لعله مأذون تحت التمرين.. البيت يضيق بأهله والعدد محدود جدا من المدعوين، اثنتان من صديقات العروس وأربعة من أصدقاء العريس أحدهم هو الذي ورطني. اخيرا.. المأذون بدأ المراسم، مجرد دقائق وتنتهي الورطة المزعجة، هكذا تمنيت.. لكن المأذون أنهي عقد القران وبدأ خطبة طويلة وعجيبة.. حتي إن أحد أقارب العروس قال يائسا: لو طلبنا مأذونا عاديا سيكلفنا دم قلبنا،ولو استعنا بمأذون من السلفيين سيحول المناسبة المبهجة إلي دعوة لفتح إسلامي جديد بإعلان الحرب المقدسة علي أي شيء وكل شيء يراه عدوا، وعداوته مفتوحة علي البحري، وبالتحديد مع كل ما هو غير سلفي. -- بدأ المأذون باستدعاء كل الأحاديث التي تعلي من قيمة النكاح في الإسلام باعتباره الطريقة الأسرع للإنجاب ودعم الأمة الإسلامية من حيث العدد، لاسيما أنها تعاني الضعف والتفكك والترهل نتيجة ابتعادها عن القرآن والسنة والرؤية السلفية.. يا إخواني.. كلكم تلمسون الحرب التي يشنها الأعداء علي الإسلام ونبيه الكريم وأمته المضطهدة حتي من أغلب أبنائها.. وإنك عندما تحدد النسل أو تنظمه، فأنت تساعد الأعداء وتخالف الشرع وأحد أهم حدود الله. -- يا إخواني: يقولون لك إن الظروف الاقتصادية قاسية وإنجاب أكثر من طفلين أشبه بعملية تعذيب تحول البراءة إلي نقمة أو لعنة.. ومثل هذا القول يمثل نوعا من الحرب التي تقصم ظهر الأمة الإسلامية، وخطورتها أنها داخلية.. أي تجيء من ناس «مفترض» أنهم مسلمون. البنات يأتين إلي حيث يجلس المأذون مشدودات إلي النبرة التحريضية العنيفة التي يتكلم بها.. العروس خرجت من الأجواء الاحتفالية وركزت في المسئولية التي يلقيها عليها المأذون، والدور الذي يتعين عليها أن تلعبه لدعم أمة الإسلام.. والدة العروس انزوت في غرفة جانبية، يدها علي خدها ودموع الخوف أقرب إليها من دموع الفرح.. الصالون الذي يخطب منه المأذون ضاق بالمعازيم الذين غلبهم التململ والانزعاج والإحساس بالأسر.. ولا أحد قادر علي لفت اهتمام المأذون إلي أنه علي فرض وجود منطق في كلامه فإن المناسبة لاتحتمل.. الكل يخاف أن يتهمه المأذون في دينه، أو يضمه في لمحة بصر إلي معسكر الأعداء .. خاصة أنه فعل ذلك مع الذين أدانوا الحادث المأساوي الأخير.. حتي إنه شبههم بقوم «بلقيس» وتوعدهم بنفس المصير. أحد أقارب العروس همس في أذني: كيف ستنتظر أمة الاسلام تسعة شهور في هذا الترهل والضعف إلي أن ينجب العروسان.. وماذا لو كان مكتوباً لهما تأخر الإنجاب، أو الحرمان منه لا قدر الله؟!! المأذون مستمر في دعوته للجهاد والتي تعدت 45 دقيقة، خرج بعدها المعازيم يتندرون: إلي الجهاد يا أمة الإسلام. لم تنطلق زغرودة واحدة.. والخطبة هي الشيء الوحيد الذي جعلني أصدق أن حادث تفجير الكنيسة كان هنا.. في الإسكندرية.

نقلا عن : مجلة روزا اليوسف

الاسكندرية فى اليوم الاول للثورة المصرية

عدت من مظاهرة الاسكندرية قبل قليل .......

اعداد غفيرة لم اكن اتصور ان تشترك كلها فى مثل هذه المظاهرة التى سارت فى شارع بورسعيد حتى منطقة سيدى جابر قبل ان يطوقها الامن المركزى ويتعامل مع المتظاهرين بشراسة وعنف غير عاديين وينجح فى تفريقهم .

... لكن تم استئناف المظاهرة بعد ذالك وانضممت اليها فى منطقة اسبورتينج الترام حتى الابراهيمية واستمرت فى شارع الليجاتيه الذى فوجئنا بالعربات المدرعة الخاصة بقوات الامن المركزى تنتظرنا فى نهايته وتطلق علينا القنابل المسيلة للدموع قبل ان تضطرنا الى استخدام الشوارع الضيقة حتى يفشلوا فى ملاحقتنا

ووصلنا مرة اخرى الى شارع بورسعيد عائدين وسارت المظاهرة حتى منطقة محطة الرمل وشارع صفية زغلول وتركت المظاهرة قبل نهايته

وكان المتظاهرون يعتزمون ساعتها التوجه للتظاهر امام مقر المحافظة

.... كان يوما رائعا بكل المقاييس الكل شارك فيه حتى من كانوا يعزفون عن المشاركة قبل ذالك .

اعتقد انه لو استمر هذا الشكل من الاحتجاجات السلمية المنظمة لخمسة عشر يوما على الأقل فإن الرئيس لن يتمكن من الاستمرار فى منصبه ..... وسيحذو حذو بن على ويغادر البلاد هو وعائلته غير مأسوف عليهم ....

الى الشباب الرائع الذى شارك فى مظاهرات اليوم الاول للثورة المصرية :-

استمروا فى النضال ولا تتراجعوا عن المكاسب التى حققتموها على الأرض ويكفى انكم اجتذبتم رجل الشارع العادى الذى كان فيما سبق عازفا عن المشاركة فى مثل هذه الاحتجاجات خوفا من القمع الشرطى ... يكفى انكم كسرتم حاجز الخوف فى نفوسكم ونفوس هؤلاء الذين كانوا غائبين عن المشهد ودفعتموهم الى الخروج والمشاركة ...

يبقى ان اقول اننى بعد ان شاركت فى هذه الحركة الاحتجاجية الرائعة لا يسعنى الا ان اعتذر عما كتبته من قبل عن ثورة تونس المباركة التى اطاحت بنظام بن على واعطت باقى دول المنطقة درسا رائعا فى الصبر والاصرار حتى بلوغ الهدف ... واعتذر الى روح الشهيد العظيم محمد البوعزيزى عما ذكرته فى حقه ... ولكل الشعب التونسى الذى بالطبع سيجنى ثمار هذه الثورة وسيصدرها الى كل دول العالم القابعة تحت حكم الطغاة ....

تحيا الحرية

الاثنين، يناير 24، 2011

رضوان آدم يكتب : غير الدم محدش صادق !

إلى ملايين العاطلين الذين أذلتهم البطالة ، وتعفنت مؤخراتهم من الجلوس في البيت انتظارا لمدد السماء ، يا كل هؤلاء لن ترحمكم السماء ، إذا لم تثوروا ، إذا لم تنتزعوا حقكم في العمل ، حقكم في الحياة . إلى أولئك الذين لا يستطيعون منح أبنائهم ثمن كيس " شيبسي " من الحجم العائلي ، لأجل هؤلاء المساكين الذين يستحقون حياة ليس أقصى أمانيها كيس "شيبسي " ، لأجل أولئك الأبرياء الذين يحصل أندادهم من أبناء الطبقة السارقة ، على مصروف يومي لا يقل عن الألف جنيه . لأجل ألا يذل أبناؤكم عندما يكبرون ، لأجل ألا يلعنوا جبنكم ، إنزلوا الشارع ، اقتصوا ممن قتلوا مستقبلكم ، اقتصوا لحق أبنائكم في مستقبل أفضل ، لحقكم في قول كلمة " لا " في وجه جائرين طاردوكم حتى في الأحلام ، إلى كل العاطلين الخائفين على مستقبل أبنائهم حال اعتقلوا أو أصيبوا في الشارع ، أنتم ميتون فعلا يا أفاضل ، لكن لن تموتوا لو تعريتم من خوفكم ، سوف تحيون حياة مدادها الشرف والكرامة ، سوف تمهدون طريق الحرية والمساواة لفلذات أكبادكم .

إلى ملايين المدخنين الذين عذبتهم حيل بائعي السجائر ، كشك يبيع العلبة زائدة نصف جنيه عن سعرها الرسمي ، وآخر يرفعها جنيها ، وثالث يخفيها حتى يرفعها جنيهين ، انزلوا الشارع يوم 25 يناير ، اسقطوا الكشك الذي يحكم مصر ، وبعدها ستختفي كل الأكشاك الجشعة ، ستتمكنون من شراء كل السلع بسعرها الرسمي ، لن تموتوا كمدا من استغلال عصابات السوق .

إلى كل ركاب الميكروباص ، الذين يزعجهم الارتفاع الجنوني لسعر الأجرة ، إلى سائقي الميكروباص الذين تعكر دماءهم الرشاوى اليومية التي يحصل عليها الضباط ، وأمناء الشرطة عنوة ، ليس الحل في رفع الأجرة على المواطنين ، الحل ، هو ثورتكم معا ، ضد من يفرضون الإتاوات ويرفعون سعر البنزين والغاز . إلى ملايين الشباب الذين ولدوا وتربوا وكبروا تحت سقف الطوارىء ، إلى كل مواطن نال كفا أو " شلوتا" ، أو كرباجا ، أو سبابا مهينا من رجل شرطة ، صغيرا كان أو كبيرا ، إلى كل مواطن ، سجن ظلما ، أو لفقت له قضية بالزور ، إلى كل مواطن جرى صعقه بالكهرباء ، أو ضربه في قسم شرطة ، إلى كل مواطن أحتجز أو اعتقل ، ولو لدقيقة واحدة ، تظاهروا ، فلن تلحقكم إهانة أكثر ، تظاهروا حتى لا تلحقوا ، ويلحق أبناؤكم ، من بعدكم ، بسيد بلال وخالد سعيد .

إلى كل الصحفيين الممنوعين من قول الحقيقة في صحفهم ، القومية ، والحزبية ، والخاصة ، خوفا من غضب رئيس التحرير ، الذي يعمل مخبرا لدى السلطة ، أو رئيس الحزب ، أو رجل الأعمال ، صاحب الدكانة ، ثوروا ، وانتفضوا ، إلى كل الصحفيين المفصولين تعسفيا من صحفهم ، ولم تقف معهم ، نقابة الصحفيين ، لأن تشكيلها الحالي حكومي ، انزلوا الشارع يوم 25 يناير ، غيروا أولئك العبيد الذين قهروا حرية الصحافة ، وقهروكم ، وكسروا أقلامكم ، واستعبدوكم . يا ملايين القراء الذين يزعجهم غياب حرية الصحافة ، ثوروا ، فحرية الصحافة حق لكم ، قبل ان تكون حقا للصحفيين . ثوروا لأن كل " الهايلمان " المسمى بالصحف القومية ، هو ملك لكم ، لا ملكا للرئيس ، وعائلة الرئيس وحزب الرئيس . إلى مئات الآلاف من المهنيين ، محامين وأطباء وصيادلة ، ومهندسين ، وسينمائيين ، وتطبيقيين ، ومعلمين ، تظاهروا ، إلى كل النقابيين الذين أهانتهم الحراسة القضائية ، وتجميد آلية الانتخاب ، ومجالس النقابات التابعة لوزارة الداخلية ، وانخفاض أجورهم ، وسرقة ثروات نقاباتهم ، انزلوا الشارع ، حتى تتمكنوا من محاسبة الفاسدين ، حتى تتمكنوا من بناء نقابات تعبر عن أعضائها ، لا عن الضابط المسئول عن النقابات في جهاز أمن الدولة .

إلى كل ضحايا المعاش المبكر ، وعددكم يقارب الثلاثة أرباع مليون شخص ، إنزلوا الشارع ، واسقطوا حكومة الخصخصة التي سرقت مستقبلكم ، وضحكت عليكم بكام ألف ، نفذوا تماما الآن ، ثوروا لأنكم عاطلون الآن عن العمل ، إلى مئات الآلاف من العمال ، الذين فكك نظام مبارك مستقبلهم قبل أن يفكك مصانعهم ، ثوروا على القصر والقهر ، إلى كل العمال الذين تعتزم الدولة بكل إخلاص ، بيع شركاتهم ، ومصانعهم لمستثمرين أجانب ، انزلوا الشارع لأن هذا الحلف ينوي تشريدكم ، وقطع أرزاقكم ، ثوروا حفاظا على ماكيناتكم ، ومصادر أرزاقكم ، ثوروا ضد حكومة نظيف التي تنوي دهسكم كما دهست الآلاف قبلكم .

إلى كل الكتاب والمفكرين والأدباء ، والمثقفين ، الذين يعطل إلهامهم استمرار الرقابة على حرية التعبير ، ودعاوى المحتسبين الجدد ، انزلوا الشارع هذه المرة ، ولا تكتفوا بمراقبة الأحداث ، وصياغتها في مقال أو قصة قصيرة ، أو رواية ، فمشاركتكم في صنع الحرية أبلغ ملايين المرات من نقلها في رواية أو قصة بديعة . إلى كل نشطاء الإنترنت ، الذين يبشرون بالثورة من قواعد الفيس بوك ، وتويتر ، والمدونات ، نضالكم مهم جدا ، لكن أوقفوا نضال الكيبورد قليلا ، ونفثوا عن غضبكم في الشارع ، فالنشطاء الإليكترونيون ، في تونس ، كانوا في الشارع يتظاهرون ، وينقلون عبر هواتفهم ، ما يجري ، ولم يركنوا في بيوتهم .

إلى سكان القرى والنجوع الخاوية من أبنائها ، أبناؤها الهاربون من ذل الداخل ، إلى ذل الكفيل في الخارج ، ثوروا في قراكم ، إلى كل الفلاحين الذين حطمتهم ديون بنك التنمية والائتمان ، وقانون الإصلاح الزراعي ، ثوروا ، إلى كل المواطنين الذين خسروا وظائفهم ، ولم يتمكن بعضهم حتى الآن من الحصول على غرفة متواضعة فوق سطوح عمارة ، إلى الذين كوتهم ارتفاعات الأسعار ، واختفاءات رغيف الخبز البلدي ، إليكم جميعا ، تظاهروا ، إلى أولئك الذين سيعلقون على احتجاجات يوم 25 يناير بكلام سلبي حول المعارضة الطفلة التي تتقاتل على المقاهي والغرف المغلقة ، كلامكم صحيح ، كله صحيح ، لكن لعلمكم ، من أشعل الثورة في تونس ، وقادها ، أنتم ، الجماهير ، وليس النخب هذه ، شاركوا في التظاهر ، وطهروا النخبة ، اختاروا من الشارع من يمثلكم ، إلى المصريين في العالم العربي والعالم ، ليكن يوم 25 يناير ، هو البداية للاحتجاج أمام كل السفارات المصرية في الخارج ، دفاعا عن حقكم في وطن حر .

إلى النخب السياسية المعارضة ، إلى الجماعة الدينية التي تخاوي النظام في الرضاعة من أيام عمر التلمساني وصولا لبديع ، إلى الحركات والتيارات المعارضة ، كبيرة ومتوسطة وصغيرة ، وحلقية ، ودقيقة ، إلى الجمعية الوطنية للتغيير ، التي تنشط زعاماتها التاريخية على تويتر ، إليكم جميعا : توحدوا على حد سواء ، غير الدم محدش صادق ، من أيام الوطن اللاجيء ، إلى يوم الوطن المنصور !

نقلا عن موقع الدستور الاصلى

الملحدين العرب - نحو عالم لا يقدس سوى العقل البشرى

 


Cairo Freeze!