ساساً - إجراءات جمركية لحماية العلامات التجارية

هناك أيضًا بعض البنود المتعلقة بالعلامات التجارية في اتفاقية الـ"أكتا"، تهدد الحق في الحصول على الدواء. وذلك لأن اتفاقية الـ"أكتا" لا تفرق بين "السلع التي تحمل علامات تجارية مقلَّدة"، والتي تكون متطابقة مع، أو "لا يمكن تمييزها عن" العلامة التجارية المسجلة صاحبة الحق، وبين أية سلعة تحمل علامة "شبيهة" للعلامة التجارية المسجلة. ومن ثم بالتالي يكون احتمال الخلط بين العلامتين18، حيث تتعرض الفئتان من السلع لنفس إجراءات الإنفاذ. وهنا يجب أن نضع في اعتبارنا أن اتفاقية التريبس لا تُطبق الإجراءات الجنائية والجمركية، إلا على "السلع التي تحمل علامات تجارية مقلدة"19، أما العلامات الشبيهة لا تتعرض للإجراءات الجمركية، ولا تخضع إلا لإجراءات مدنية.

وبالتالي، تتطلع الـ"أكتا" إلى إخضاع السلع التي تحمل علامات تجارية "شبيهة" لعلامات تجارية مسجلة، إلى الإجراءات الجمركية، بل وإلى حد التجريم أيضًا. وحيث إن اسم الدواء يعتبر جزءًا من علامته التجارية، يجب أن نعي بأن هذا الخلط بين الفئتين قد ينتج عنه عرقلة التعامل في الأدوية الجنيسة السليمة تمامًا، وذلك لأن اسم الدواء الجنيس يكون في غالب الأمر "مشابهًا" لاسم الدواء الأصلي.

وبالفعل، فقد أسفر مثل هذا الخلط في قواعد المجلس الأوروبي 1383 عن عرقلة التعامل مع الأدوية الجنيسة. فعلى سبيل المثال، احتجزت السلطات الجمركية شحنة مضاد حيوي جنيس "Amoxicillin" أثناء مرورها من مطار فرانكفورت في طريقها إلى إحدى الدول النامية. وذلك لشك السلطات الجمركية في انتهاك هذه الشحنة لعلامة تجارية "Amoxil"، التابعة لشركة جلاكسو سميث كلاين (Glaxo Smith Kline). ولم يُفرج عن هذه الشحنة إلا بعد تأكيد الشركة بعدم انتهاك الشحنة الموقوفة لحقوق العلامة التجارية، وذلك بعد أربعة أسابيع20.