انتشار أحداث العنف جغرافيا

10. وقعت النسبة الأكبر من أحداث العنف الطائفي في منطقة صعيد مصر، وتحديداً في محافظات بني سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر، بالإضافة إلى الفيوم. وهذه المجموعة هي التي يشكل فيها العنف الطائفي الدرجة الأكثر خطورة، سواء من حيث عدد الحوادث (33 حادثاً)، أو مدى جسامتها، مثل حادث مقتل ستة مسيحيين ومسلم كان برفقتهم وإصابة تسعة مسيحيين آخرين في نجع حمادي بمحافظة قنا في 6 يناير 2010، وأيضا من حيث عدد المتورطين فيها، والذي بلغ أحيانا الألفين، مثل اعتداءات مدينة ديروط بمحافظة أسيوط في 24 أكتوبر 2009.


11. كما تعتبر مجموعة محافظات شمال وجنوب الصعيد الأكثر خطراً بسبب اتساع الرقعة الجغرافية للحادث الواحد وطول الفترة الزمنية له ومقدار الخسائر الناجمة عنه، كأحداث محافظة قنا التي وقعت في مركزي فرشوط وأبو تشت وشملت العديد من القرى التابعة لهما، واستمرت لمدة خمسة أيام من 19 إلى 23 نوفمبر 2009، ووصلت خسائر الاعتداءات فيها ـ وفقاً لتقديرات الضحايا ـ إلى أكثر من أربعة ملايين جنيه. ويشكل الصعيد مشكلة أيضاً من حيث التواتر الزمني لوقوع الأحداث وتنوع وانتشار أماكن حدوثها؛ فالمنيا على سبيل المثال وقع فيها حادث عنف طائفي واحد كل خمسة وثلاثين يوما، وذلك في 17 قرية تتبع سبعة مراكز بالمحافظة من أصل تسعة مراكز تتشكل منهم محافظة المنيا.


12. تأتي في المرتبة الثانية مجموعة محافظات منطقة الدلتا والوجه البحري (القليوبية والمنوفية والدقهلية والشرقية والغربية وكفر الشيخ والبحيرة، بالإضافة إلى محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية)، حيث وقع في هذه المجموعة 20 حادثاً. وكانت أكثر المحافظات عنفاً في تلك المجموعة محافظة الدقهلية، حيث وقعت بها ثلاث حوادث متفرقة خلال شهور فبراير ويونيو وأغسطس من عام 2009، واشتبك فيها المئات وترتب عليها خسائر مادية جسيمة. تليها محافظة المنوفية التي وقعت بها حادثة واحدة جسيمة هي حاثة ذبح مسيحي والشروع في قتل اثنين آخرين على يد مسلم في 17 سبتمبر 2009. والحادث الأكثر خطورة في تلك المجموعة هو تفجيرات الزيتون بالقاهرة في 10 مايو 2009 رغم أنه لم يسفر عن خسائر في الأرواح أو إصابات أو تلفيات في مبنى مطرانية الزيتون، إلا أن استهداف إحدى المطرانيات بعبوات ناسفة محلية الصنع أمر بالغ الخطورة.


13. المجموعة الثالثة تضم المحافظات المتبقية وعددها 12، وهي كافة المحافظات الحدودية بداية من مطروح1  والوادي الجديد غرباً وأسوان جنوباً والبحر الأحمر وشمال وجنوب سيناء شرقاً ومحافظات القنال الثلاثة: السويس والإسماعيلية وبور سعيد، بالإضافة إلى المحافظتين الجديدتين بمنطقة القاهرة الكبرى: حلون و6 أكتوبر، ومحافظة دمياط الساحلية. ولم يرصد باحثو المبادرة المصرية للحقوق الشخصية أي أحداث عنف أو توتر ذي طابع طائفي طوال فترة الرصد في تلك المجموعة.


14. تعتبر القرى والعزب والنجوع أكثر الأماكن التي شهدت أحداث عنف طائفي، تليها المدن الفرعية بالمحافظة، ثم مدن عواصم المحافظات. وكان ليوم الجمعة ـ وتحديداً عقب صلاة الجمعة ـ نسبة غير قليلة من الأحداث، وكذلك أيام الآحاد. والنسبة الأكبر من المتورطين في الأحداث هي للذكور من الشباب والمراهقين، يليهم الرجال وكبار السن، ثم النساء بنسبة قليلة.

 

---

1- أثناء إعداد هذه الدراسة وفي 12 مارس 2010 وقعت مصادمات طائفية بمحافظة مطروح للمرة الأولى خلال فترة الرصد.