رابعاً: التمييز على أساس الدين أو المعتقد

24- أصدر وزير العدل ممدوح مرعي، في يوم 12 إبريل 2009، القرار رقم 3499 لسنة 2009، والذي نص على تعديل اسم قرية (دير أبو حنس) التابعة لمركز ملوي بمحافظة المنيا إلى قرية (وادي النعناع). وقد أبدى أهالي القرية اعتراضهم على قرار الوزير عقب صدوره عن طريق إصدارهم لبيان – حصل باحثو المبادرة المصرية للحقوق الشخصية على نسخة منه –  يطالبون فيه بالرجوع عن هذا القرار الذي جاء "بدون أي مقدمات" على حد قولهم، والإبقاء على اسم قرية دير أبو حنس على ما هو عليه. وأعرب أحد سكان القرية في حديث لباحثي المبادرة المصرية عن استيائه بسبب تغيير اسمها وذلك "لأن القرية لها طابع تاريخي وديني مسيحي مرتبط باسمها، وتغيير اسمها بدون أسباب يعطي الإحساس لقاطنيها بأن المحافظة تريد محو تاريخ القرية. فالقرية سميت على اسم القديس يوحنس القصير بعد أن تم تـأسيس أول كنيسة بالمنطقة في عام 413 ميلادياً، وذلك بعد هروبه من هجمات البربر."

وقد قام الأهالي بالتظاهر يومي 11 و14 من شهر يونيو بسبب عدم استجابة الأجهزة المحلية لطلبهم، وعقب ذلك  أصدر أحمد ضياء الدين محافظ المنيا القرار رقم 924 لسنة 2009، بتاريخ 15 يونيو 2009، والذي نص على إبقاء مسمى قرية دير أبو حنس كما هو دون تغيير أو تعديل. غير أنه وعلى الرغم قرار المحافظ بالإبقاء على الاسم الأصلي، فقد فوجئ سكان القرية عند استلام بعضهم لبطاقات الرقم القومي يومي 20 و21 يونيو 2009 بأن عنوانهم فيها مسجل باسم "وادي النعناع" وليس "دير أبو حنس". وذكر أحد سكان القرية لباحثي المبادرة أن موظفي بالسجل المدني بالقرية قد أشاروا له ـ عند اعتراضه على ذكر "قرية وادي النعناع" في بطاقة الرقم القومي ـ أنهم يتبعون إدارياًَ لوزير الداخلية، وبالتالي فإنه يجب عليهم تلقي قرار من وزير الداخلية بذلك وليس من أي جهة رسمية أخرى وإن كانت محافظ المنيا.

وقد لجأ أهالي القرية على إثر ذلك إلى التظاهر مرة أخرى يوم 21 يونيو، وصدر في نفس اليوم قرار للسيد وزير العدل، رقم 5755 لسنة 2009، يؤكد على قرار الإبقاء على اسم القرية كما هو. ومنذ القرار الوزاري وحتى وقت صدور هذا التقرير توقف السجل المدني عن كتابة "قرية وادي النعناع"، ورجع إلى كتابة قرية "دير أبو حنس" في الأوراق الرسمية الخاصة بمواطني القرية.

يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تغيير اسم القرية إلى وادي النعناع، فقد كان قرار قد صدر من رئيس الجمهورية في عام 1964 (رقم 619 لسنة 1964) بتغيير اسم القرية إلى قرية وادي النعناع، وتلاه قرار وزاري في عام 1979 (رقم 30 لسنة 1979) بالرجوع إلى الاسم القديم "دير أبو حنس".


25-    أشارت عدة تقارير صحفية من بينها تقرير نشرته صحيفة الدستور اليومية الخاصة في عدد 11 مايو 2009 إلى أن الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري التقى وفداً من طلبة الجامعة الأمريكية في القاهرة لشرح دور المؤسسات الدينية المختلفة في مصر. وفي إجابته عن بعض الأسئلة من الحاضرين قال الوزير إن "البهائية ظاهرة تحولت إلى ديانة، وهي محاولة لإثارة الفتن في المجتمع، ولابد من التصدي لها حفاظاً على أمن المجتمع واستقراره."

26- نشر الموقع الإلكتروني للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، التابع لوزارة الأوقاف المصرية، في نهاية شهر مايو 2009 كتاباً في (سلسلة الدراسات الإسلامية) بعنوان "البهائية من المنظور الإسلامي"، يتكون من ثلاث ورقات بحثية تهاجم العقيدة البهائية: "نظرة في الديانة البهائية" لمحمد فريد وجدي، و"البهائية" للشيخ محمد الخضر حسين، و"البهائية بين الشريعة والقانون" للمستشار علي علي منصور.