صحيفة الوقت البحرينية
» النشرة الإلكترونية
سجل معنا كي تصلك أحدث الأخبار :
الاسم الكامل :
البريد الإلكتروني :
» حالة الطقس
صافي صافي. 34 °C
» أوقات الصلاة
الفجر 3:12
الشروق 4:44
الظهر 11:38
العصر 3:03
المغرب 6:30
العشاء 8:00
» أعمدة - زهير ماجد
خط عادي الحجم خط متوسط الحجم خط كبير الحجم ارسل الصفحة لصديق حفظ المقال صفحة للطباعة اضف تعليقاً
أعمدة
طيران إسرائيل أمام مأزق
زهير ماجد
مازال الطيران الحربي الإسرائيلي سيد الأجواء في منطقة الشرق الأوسط.. وعندما يتباهى الإسرائيلي فقد لا يجد مدخلاً سوى الحديث عن قوة طيرانه وقدرته على الحسم السريع، حتى باتت الأحاديث بين مثقفين عرب تعتبر أن لا قوة لإسرائيل سوى في سلاح جوها، وانه مصدر فخرها وقوتها ويجري تعزيزه دائماً بالأفضل منه وبكل جديد تنتجه الولايات المتحدة، في وقت يعوم فيه الطيران الحربي العربي على ما تناثر من بقايا طيران يجري دائماً إعادة صيانته، لكن هيهات.
فيوم أغار الطيران الإسرائيلي على المطارات المصرية في الخامس من يونيو/ حزيران 1967 مدمراً الطائرات المصرية كانت الحرب قد انتهت في ساعات التدمير، وما تبقى من معارك برية في الأيام الستة الباقية كانت بمثابة صدامات خاسرة للجيش المصري الذي بقي متراجعا حتى حدود قنال السويس الغربية ولهذا كان الأجدى أن تسمى تلك الحرب بحرب الساعات الست وليس الأيام الستة. سطوة الطيران الإسرائيلي ظلت منذ ذلك التاريخ ما يشبه الأسطورة التي لا يجاريها طيران عسكري في المنطقة كلها، حتى عد الطيار الإسرائيلي من أمهر الطيارين في العالم.. لكن هذا الواقع فيه الكثير من السخرية، فإسرائيل حصلت على آخر ما تنتجه الولايات المتحدة من طائرات متقدمة ومتطورة وفريدة في أدائها، لكنها أيضاً لم يجر لها أن دخلت في اختبار أمام مقاتلات عربية لكشف قدراتها إلا ما ندر. ظل الجو مباحاً للطيران الإسرائيلي فيما غابت تماماً كل إمكانات توصل الطيران العربي إلى المستوى الذي يسمح له بالمواجهة الجوية. التجربة اليتيمة الوحيدة حدثت في حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973 حين استعمل السوريون والمصريون صواريخ جديدة بدلاً من الطيران أدت إلى إسقاط الكثير من الطائرات الإسرائيلية فما كان من أميركا سوى الإسراع في تعويضها عن تلك الخسائر.
جميع الحروب التي دخلتها إسرائيل وحتى آخرها في غزة، كان الطيران مدخلها وأداة الحسم فيها، لكن الحسم الحقيقي للمعارك يجب حصوله في البر وعبر الآليات والجيش المتحرك على الأرض، إلا أن هذه النظرية قدمت نموذجاً لفشلها في جنوب لبنان العام 2006 وفي غزة حديثاً حين صعب على الجيش الإسرائيلي التقدم والانتشار بعد اصطدامه بنوع جديد من الحروب التي لم يعرفها، وهي الحرب المزيجة بين الكلاسيكية وحرب العصابات.
وفيما تعطلت أيضاً قوى البر الإسرائيلي عن أداء مهماتها حتى النهاية، يطل اليوم عامل جديد على لسان الأمين العام لحزب الله السيدحسن نصرالله بالتلويح باستعمال سلاح متطور ضد الطيران، مما قد يفقد إسرائيل إمكانات هائلة للبدء في المعركة، فكيف إذا ما حركت قواها البرية وسط انكفاء طيرانها.
نصرالله في خطابه الأخير اعترف بشتى الطرق بحصوله على سلاح الدفاع الجوي المتطور.. ويعني دخول هذا السلاح تعطيلاً للطيران الإسرائيلي وإرباكاً كبيراً للقوى البرية الإسرائيلية، وإذا ما صح ما أطلقه نصرالله فإن تغييراً مهما في التوازن في الشرق الأوسط قد دخل وبشكل حاسم، ولسوف يسجل انعطافة في أية حرب مقبلة على لبنان، لا، بل قد يمنع حدوثها إذا ما درس الإسرائيلي جيداً مصير طائراته الحربية التي قد تتهاوي قبل أن تدخل المجال الجوي اللبناني، أو إنها إذا ما دخلت فستعلق في فخ المطاردة لها مما يجبرها على عدم تحقيق إصاباتها بشكل دقيق.
أدخل نصرالله في خطابه الأخير تهديداً مباشراً وضع الإسرائيليين أمام احتمال التصديق أو عدمه، وفي الحالتين فإن الدولة العبرية مضطرة لتصديقه خوفاً من أن تصطدم بحائط الصواريخ الجديد فتكون حربها فاشلة قبل أن تبدأ.
اعتماداً على خطابه، فإن نصرالله وضع الإسرائيليين أمام أسئلة صعبة لا تحتاج كثيراً للتأويل، ومن الآن وصاعداً ستكون الحسابات الإسرائيلية أن طيرانها قد يعجز عن إتمام مهماته، فكيف يمكن بالتالي تحريك قواه البرية التي لا قيمة لها من دون سلاح الطيران!.

 التعليقات

يتحدث الاسرائيلين كثيرا عن حصول حزب الله على سلاح كاسر للتوازن، و قد انبرى الكثير من المثقفين و السياسيين لمحاولة تقصي نوعية هذا السلاح (بل و اجمعوا انه سلاح الصواريخ المضادة للطائرات) و لكن ليس هذا بيت القصيد، بدليل ان الامين العام لحزب الله في خطابه الاخير و كعادته لم يتكلم عن نوع السلاح او حقيقة حصول حزب الله عليه من عدمها. بل تكلم و إن بشكل غير مباشر عن مفهوم "كسر التوازن".

عندما يتحدث الاسرائيلي عن "كسر التوازن" فهو يقر بوجود توازن ما في صراعه مع حزب الله، و الظاهر ان هذا التوازن مبنى على تفوق الاسرائيلي في الجو مقابل تفوق حزب الله في البر، و بالتالي لا يسيطر اي منهما على سيناريو الحرب بشكل كامل. بمعنى اخر، يستطيع الاسرائيلي ان يوجع حزب الله في الجو دون ان يتمكن من اجتياح لبنان، و يستطيع حزب الله ان يوجع الاسرائيلي في البر دون ان يتمكن من "اجتياح اسرائيل". من هنا، حق لنا ان نحاول استيعاب ما يمكن ان يحدث عندما ينكسر هذا التوازن لصالح حزب الله. هل هذا التحليل متفائل اكثر مما ينبغي؟؟؟ من قال أصلا ان افتراض قدرة بضعة الاف من مقاتلي الحزب على صد اكثر من 35 الف جندي اسرائيلي؟؟؟ من سيصدق هذا الافتراض لو طرح قبل حرب تموز 2006؟؟؟ علما ان هذا بالضبط ما حدث على الارض.

كتاب الوقت عرض جميع كتاب الوقت

» استطلاع الرأي