Description
شهدت عزبة جرجس ذات الأغلبية المسيحية والتابعة لمركز الفشن بمحافظة بني سويف في 3 يوليو 2009 أحداث عنف طائفي بين مسلمين ومسيحيين بالبلدة على خلفية قيام المسيحيين بإقامة الصلوات في أحد مباني العزبة. وقد أسفرت الأحداث عن إصابة خمسة من مسلمين واثنين من المسيحيين على أقل تقدير، فضلاً عن إشعال النيران في منزل غير مسكون يملكه مسيحي، وإحراق جرار زراعي.
ووفقاً للمعلومات التي حصل عليها باحثو المبادرة المصرية فإن الأحداث بدأت عندما قرر مسيحيو العزبة تخصيص أحد أدوار مبنى خدمي بالعزبة يتبع (مطرانية ببا والفشن وسمسطا) كمكان لإقامة شعائرهم الدينية. وقال القس سمعان شحاتة رزق الله كاهن العزبة لباحثي المبادرة المصرية إنه نظراً لضيق مساحة المكان الذي يصرح لمسيحي القرية بإقامة شعائرهم الدينية به، والذي تبلغ مساحته 35 متراً ويخدم ما يقرب من 1500 مسيحي، واضطرار مسيحيي العزبة للصلاة في الشارع، فإنهم بدأوا منذ بضعة أشهر في تجهيز الدور الثاني من مبنى خدمي يتبع المطرانية ليتمكن الأقباط من إقامة الشعائر الدينية فيه. وأضاف الكاهن: "إلا أننا تلقينا بعدها تحذيرات من جهاز مباحث أمن الدولة بعدم الصلاة في المبنى مبررين ذلك بأن المبنى قريب من أحد مساجد العزبة والمسلمون في العزبة يرفضون وجود مكان لصلاة المسيحيين بجوار المسجد."
وفي فجر يوم الجمعة 3 يوليو 2009 اندلعت النيران في منزل غير مسكون مملوك لمواطن مسيحي من أبناء العزبة، ويقع بالقرب من مبنى الخدمات، الذي يقيم القس سمعان شحاتة في الطابق الرابع منه. وقد نجح أهالي العزبة في إطفاء النيران المشتعلة قبل وصول أجهزة الإطفاء. واتهم القس سمعان الخفر المكلفين بحراسة مبنى الخدمات بالمسئولية عن إشعال النيران في المنزل. وقبل انتصاف نهار الجمعة قام العشرات من مسلمي العزبة بمهاجمة مسيحييها وممتلكاتهم، وتبادل الجانبان التراشق بالحجارة والضرب بالعصي، وأسفر ذلك عن إصابة فتاة في الخامسة والعشرين من عمرها بجرح غائر في الرأس ونزيف من الأنف وإغماء استدعى نقلها إلى مستشفى بني سويف العام لإجراء بعض الأشعة والفحوصات، فضلاً عن إصابة مسيحي آخر على الأقل وخمسة من المسلمين.
وقد ألقت الأجهزة الأمنية القبض في اليوم نفسه على خمسة مسلمين وثلاثة عشر مسيحياً تم عرضهم مباشرة على النيابة العامة التي اتهمتهم بالشغب والضرب وإحداث إصابات وأمرت بحبسهم احتياطياً. وفي تاريخ لاحق أمرت النيابة العامة بالقبض على خفير نظامي يدعى جبرائيل رمضان جمعة حيث وجهت له تهمة الضرب والاعتداء على الفتاة المسيحية وإحداث إصابات بها وقررت حبسه احتياطياً. وقد فرضت الأجهزة الأمنية كردوناًً حول العزبة لمدة أسبوع على الأقل وشددت الرقابة على الدخول والخروج.
وفي مساء يوم 9 يوليو 2009 تم عقد جلسة صلح بين الطرفين بمنزل أحد مسيحي العزبة حضرها المستشار أحمد كمال رئيس المحكمة الاقتصادية بالقاهرة بصفته أحد أبناء مركز الفشن، وعدد من مسلمي ومسيحي العزبة حيث تم تحرير مذكرة صلح وتقديمها إلى النيابة العامة والتي أمرت بتاريخ 16 يوليو بإخلاء سبيل المتهمين جميعاً. وقد أغلقت الأجهزة الأمنية المبنى الخدمي ووضعت حراسة حوله، ومازال المبنى مغلقاً حتى وقت صدور هذا التقرير. وقد منعت الأجهزة الأمنية باحثي المبادرة المصرية للحقوق الشخصية من دخول القرية يوم عقد جلسة الصلح. وقال القس سمعان شحاتة لباحثي المبادرة المصرية إنه تلقى وعوداً من محافظ بني سويف وجهاز مباحث أمن الدولة بتخصيص مبنى آخر لمسيحيي العزبة ليقيموا فيه صلواتهم، إلا أن تلك الوعود لم يتم تنفيذها حتى وقت صدور هذا التقرير.
يذكر أن مصادمات عزبة جرجس وقعت بعد أقل من أسبوعين من وقوع مصادمات مشابهة في عزبة بشرى الشرقية التي تتبع مركز الفشن أيضاً وتبعد كيلومترات قليلة عن عزبة جرجس، على خلفية إقامة مسيحيي عزبة بشرى لشعائرهم الدينية في أحد مباني العزبة (انظر الفقرة 16 من تقرير إبريل - يونيو 2009).
Credibility: |
|
|
0 |
|