صحيفة الوقت البحرينية
» النشرة الإلكترونية
سجل معنا كي تصلك أحدث الأخبار :
الاسم الكامل :
البريد الإلكتروني :
» حالة الطقس
صافي صافي. 34 °C
» أوقات الصلاة
الفجر 4:02
الشروق 5:21
الظهر 11:35
العصر 3:04
المغرب 5:48
العشاء 7:18
» دراسة
خط عادي الحجم خط متوسط الحجم خط كبير الحجم ارسل الصفحة لصديق حفظ المقال صفحة للطباعة اضف تعليقاً
الخلاف على الجربة والطنبورة بعد البحرنة
الليوة والطنبورة «الحلقة الثانية»
حـين تسـاءل بوسمرة عـن حق الأداء: للأفارقـة أم الهولـة؟
عبدالعزيز صويلح - الوقت - قسم الدراسات والتطوير:
يواصل عبدالله المير تأريخه لكيفية نشوء فرقته. فيروي أنه بعد أن جهز الآلات طلب الوالد من عبدالله أن يعدد له أسماء الفوندية في مملكة البحرين، وبالتحديد الذين يعزفون مع مفتاح بوسمرة، فذكر له خميس بن صقر وكافور وما كديت وسياهو ومحمد خميس، وقال الولد له: هؤلاء الخمسة ينفخون ''لمفتاح بوسمرة. فسأل الوالد: كم يدفع لهم بوسمرة ؟ فرد الابن: كل يوم يعطيهم 10 روبيات فقال: أتدري؟ اذهب وقل لهم بأنه عندك فرقة وبتدفع لهم 20 روبية.
ويقول عبدالله المير ضمن معرض حديثه بأن هؤلاء الفوندية أناس بسطاء طيبون، ثلاثة منهم يعملون في وزارة الأشغال وهم ''خميس بن صقر وكافور وما كديت''، أما ''سياهو ''فهو بلوشي الأصل يعمل خياط ثياب ولديه محل قرب المستشفي الأميركي، ومحمد خميس مصلح راديوهات.'' (مذياع).
وذهب لهم عبدالله حسب أمر والده، وسألوه إن كان عنده عدة فقال: نعم، وطلب منهم أن يأتوا إليه بالبيت، وبالفعل جاء الجميع وقدموا عروضاً في كل نهاية أسبوع لمدة ثلاثة أو أربعة أسابيع في داخل وخارج البيت أمام دكان المنارة، ووالده حاضر معهم أثناء تقديم عروض الفرقة كل أسبوع من تلك الأسابيع.

الإعلام تعتمد فرقة المير
ويقول عبدالله إنه في يوم من الأيام أتاه راشد المعادوة وكان مسؤولاً عن الفنون الشعبية بوزارة الإعلام وسأله إن كانت الفرقة تضم عازفين متكاملين، فقلت له: الفرقة كاملة، فطلب منه أن يشارك بالعروض الشعبية التي تنظمها الوزارة أسبوعياً إحياءً لفنون الطرب الشعبي. وكانوا يقدمون عروضاً بأماكن مختلفة: يوماً على ساحل الحوض الجاف ويوماً على ساحة ملعب نادي النسور بالقرب من القصر القديم. وكان المير قد اتفق مع جميع الفوندية ألا يذهبوا للعزف مع فرقة أخرى، وبما أنه كان يدفع لهم أكثر من غيره تمسكوا به ولم يشاركوا مع فرقة أخرى. وكان مفتاح بوسمرة حسب العادة جالساً ينتظر الفوندية وأعضاء فرقته عند باب بيته وإذا بجماعته جميعهم عند المير وقال لهم: فلوسكم تأخذونها من عندي أولاً بأول. وكان الوالد يموله. وبعد أن تم تقديم العروض على ''ساحل الحوض الجاف وساحة ملعب نادي النسور، علم مفتاح بوسمرة، إذ جاءه أحد أعضاء فرقته وقال له: ماذا تنتظر يا بوسمرة عند الباب؟ فرد عليه بأنه ينتظر الربع إيون (يأتون)، فقال له جميع ربعك مع ولد المير يقدمون عروضاً على ساحل الحوض الجاف وبكرة يقدمون عروضاً على ''ساحة ملعب نادي النسور ''بتكليف من وزارة الإعلام. فقام ''بوسمرة ''من مكانه مستغيظاً وقال حسب رواية ذلك الرجل: لهولة عملوها فيني.
وفي اليوم الثاني اشتكى'' بوسمرة ''في الأول في المجلة وكتب قائلاً: أيهما أحق بفن الليوة العبيد أم لهولة! وعبدالله المير ينحصر فنه في الجربة والكاسر وليس في فن الليوة، وبأي حق جعلتموه علينا رئيساً في الليوة؟ وبعد ما أطلع مسؤولي وزارة الإعلام على ما كتب، أرسلوا في طلب المير للحضور لوزارة الإعلام ، وكان وقتها الشيخ عيسى بن راشد الخليفة وكيلاً للوزارة. وذهب المير وأعضاء الفرقة وكانوا جميعهم أفارقة، وعندما دخلوا جميعاً على الشيخ عيسى، كان ''بوسمرة ''جالساً عنده، قال لهم الشيخ عيسى: لماذا تركتم بوسمرة وهذا مثلكم، والتحقتم بفرقة المير؟ فقالوا له: إنه يستغلنا ولا يدفع لنا فلوسنا، وبوسمرة عينه مسؤول علينا الشيخ دعيج والباليوز ونحن غير راضين عنه، فهو يعطينا فقط عيش وتمر وفلوس الليوة يأخذها ويسافر بها من بلد إلى بلد، فيذهب إلى ابنته في قطر وأماكن أخرى ولا يدفع لنا حتى روبية. يدفع فقط لصاحب الصرناي، فقال الشيخ عيسى: والآن؟ فقالوا جميعاً: نحن مع المير ولا نريد بوسمرة. فقال الشيخ عيسي لبوسمرة: أنا يا بوسمرة ما أستطيع وضع حبال في رقابهم وجرهم لك للبيت مادام ربعك ما يبغونك أنا ماذا أعمل؟
وبعد هذه المحاكمة التي تمت في مكتب وكيل وزارة الإعلام الشيخ عيسى بن راشد، طلب بعض المعارف من أصحاب بوسمرة أن يذهب لعبدالرحمن المير، ويقبل رأسه ويطلب منه أن يوقف الليوة (فرقته).
وفي اليوم التالي يقول عبدالله وتحديداً عند وقت الظهر، إذا باب البيت يدق، وخرج حتى يعرف'' من الطارق، وإذا بوسمرة جالس عند الباب، ممسكاً في إحدى يديه الشترى (المظلة) وفي اليد الأخرى عصاته، ولابساً البشت فقلت له: أهلا مفتاح. فقال: نادي أباك، نادي المير. فدخلت البيت وقلت للوالد، فقال: بس زين هذا المطلوب، هذا أول مسمار ينضرب في نعش ''بوسمرة. وأدخلناه المجلس، وقال له الوالد: آمر يامفتاح، فقال: ياعبدالرحمن المير أنتم تجار بيتكم قصر أنا فقير مسكين في عشتي أتخلي ولدك يضرب الليوة ويأخذ عنا أرزاقنا وأنتم تجار ليش ما تمنعه. فقال له الوالد: أنا الحين أمنعه! أنت من علمه على الليوة ويوم نصحناك لا تعلمه، لا تدخله بيتك، قلت لي أنا لم أدخله كما إني لا أمنع أحداً أن يدخل بيتي، تريد أن تشتكي اذهب للشكوى. نحن لم نشتك عليك. احنه بس (فقط) أنريد أن نبين لك كيف نعمل فيك، فأنت علمته فأصبر على ما يأتيك فنشأت الفرقة من تلك الفترة إلى الآن. مما اضطر بوسمرة إلى الهروب من مملكة البحرين إلى قطر. والوالد رحمه الله اضطر أنحاس (عناداً) لبوسمرة عمل هذه الفرقة ولصقت فيني الشغلة إلى الوقت الحاضر''.
توفى الوالد عبد الرحمن المير في الثمانينات، وكان يمول الولد بالمال للصرف على الفرقة وأيضاً عمته كانت تساعد. وكان الوالد لا يحضر نشاط الفرقة ولا يطلع في الصورة بتاتاً، ويقول الوالد: إن هذا الرجل رحت له أريد أن أشتكي ما قدرني، وكان قبل المشكلة يدور علينا بحثاً عنا في المتاجر يطلب منا المساعدة لبناء بيته، وكان بيت من سعف النخيل. ونجمع له مبلغ لبنائه وأنا أذهب عنده للبيت بخصوص ولدي ما يقدرني ولا حتى قال إنشاء الله لو من باب الاحترام. لوقال: طيب الخاطر يا عبدالرحمن لو من كذب.

البيت مقر للفرقة دون إعلان
جعل عبدالله بيته مقراً للفرقة. ولم يضع لوحة على الباب توضح ذلك. وبرأيه فإن الإنسان المجهول يكتب على الباب، ولو كانت الفرقة إذا كانت غير معروفة لكتب اسمها على باب مقرها. ويضيف بأنه لو فعل لبات البيت مشؤوماً مثل الدار، أي دار الطرب كما يطلق عليها في البحرين. فعندما يدخل فيها أي شخص يقال هذا دخل الدار، وعندما يدخلها يأخذ الحذر فينظر يميناً وشمالاً حتى لا يراه أحد يدخل. وفي الوقت الحاضر يفضل الواحد حمل صندوق بير ولا يدخل دار أو بيت فيه فن، ويوافق يسرق ويعمل كل فعل شائن إلا دخول أماكن الفن فهو غلط .
ولا يخاف المير من دخول أعضاء الفرقة البيت، كما أنه من جانب آخر يأتي لزيارة ضيوف من الشيوخ والتجار ومن كل مكان، ومن بينهم شيوخ دين من سنة وشيعة. وهو يرى بأنه لو كتب أحد على البيت لا أحد من هؤلاء يدخل البيت. ويضيف المير: ''هذه الدار أنا أسكنها، هل من المعقول أصف طيران فيها، دار تجارية تعود لواحد تاجر، راعي قماش ولؤلؤ، أنا اعلق فيها طيران! ففي زمان بناء هذه الحجرة لم يستطع الشيوخ بناء مثلها. زمن أول من كثر مال جدي. ولقد بناه وابي مجتمعين بنيا المنزل''.
كان جد المير تاجر لؤلؤ وكاتباً مختصاً في تقيم اللؤلؤ حسب ما هو متعارف عليه لدى تجار اللؤلؤ في الهند. عينه المستشار ليتبع العمامرة والبن هندي والبوخميس والبوغانم والبوحجي وأهل الحد لتقييم اللؤلؤ الذي بحوزتهم لهم. وفي القديم في الأربعينيات والخمسينيات، كان هناك كاتبان أو مثمنان للؤلؤ بالبحرين، وهما سالم بن راشد العبسي لأهل الحد وقلالي، وجد عبدالله يقيم أو يحدد ثمن لؤلؤ ناس من قلالي وهم عائلة شمسان والمناعي. وكان العبسي والجد من أشهر من يسعر اللؤلؤ في البحرين.
وكان لدى الجد حسن بن عبدالله المير سبعة أو ثمانية كتّاب يعملون معه، ومنهم الغاوي ومن المحميد وفارس منده، وكانوا كلهم يجتمعون معه في هذا المجلس وكان الجد أيضاً ممولاً لرحلة الغوص (إمسيّر) فيوفر التمر والأرز ومختلف الزاد ويسجل عليهم. وإذا أتوا باللؤلؤ يبيعون ويأخذ حسابه ولا يأخذ عليهم ضريبة. وكان البن هندي والبوخميس والعمامره يمولون سفنهم بأنفسهم، وحسب عبدالله المير فإن كان فيه نوخذة (القبطان وهو قائد سفينة الغوص) وهناك أنويخيذ (وهو قائد سفينة الغوص معرفته محدودة بالبحر ومواقع وجود محار اللؤلؤ)، وكما أن هناك تاجراً (وهو من يملك المال الكثير لتمويل رحلة الغوص وتجارة اللؤلؤ) فهناك تويجر (وهو الشخص الذي عنده شيء بسيط من المال يتاجر به في سوق اللؤلؤ)، وهناك تاجر يأخذ من عند الناس فلوس ويتاجر فيها ولا يرجع للناس أموالهم.

خروج الجان: كلف حسب المقام

لا يخرج الجان بتاتاً من المصاب به لأن الجان متمكن من هذا الشخص وواقع في حبه وعشقه سواء كان رجلاً أو امرأة ويريد أن يعيش في جسده وإذا أصيب بمرض لا يذهب به لطبيب ولا يتم كيه بالنار إلا بأمر المطوع أو المطوعة، وذلك بعد أن يتم تنزيل جان المريض ويسأل إذا كان المرض منهم أي من الجان أم من الله، فيجيبون. فإذا كان منهم ذكروا ذلك للمطوع فيقولون مثلاً يؤذينا ويفعل أشياء لا ترضينا.
وبعد أن يعرف المطوع سبب المرض يرد عليهم بقوله: ما دام تبين لنا بأن المرض منكم فمالكم إلا طيبة الخاطر، ونحن سوف نلبي كل طلباتكم ومن غد اتركوا الرجل يذهب لعمله أويقول لهم إن كانت امرأة اتركوها تذهب لعملها في المطبخ، فإذا تم الاتفاق تجد في اليوم التالي كلا على عمله وشفى من مرضه.
إذا كان المصاب بالزار شيخاً أو تاجراً لا يطلب الجان منه ليشفي مرضه عيشاً (أرز) ولحماً لأن هذا متوفر لديه ولكن يطلب منه شيء يوضح خضوعه وإذعانه لطلبات الجان إذا أراد أن يشفى من مرضه دون أن يتردد، وفي هذه الحالة يطلب منه الجان أن يلبس لباس امرأة ويركب على ناقة ويأتي به في وسط الفريج وأمام الناس وعندما يطلب المطوع من الجان التعرف على سبب هذا الطلب المهين لشيخ أو التاجر، يرد الجان قائلاً: إنه كان يتحدى الخادمة التي عنده يضربها ويؤذيها فنحن نريد هذه الطلبية يعملها وإلا بقي طريح الفراش يعاني من مرضه حتى يموت، فيضطر ذلك المصاب الشيخ أو التاجر) القيام بتنفيذ ذلك الطلب والنجاة بعمره من الموت. أما الفقير المسكين المصاب بالزار فيطلب منه الجان لشفاء مرضه أن يقدم لهم ذبيحة، ورأفة بذلك المسكين المطوع أو المطوعة لا تنفذ طلبات الجان تلك بالدقة المطلوبة، فمثلاً إذا طلب الجان أن تذبح 100 ذبيحة ذبحت ,25 وإذا طلب الجان أن يذبح خروف أو جمل قال لهم المطوع (الأب أو الأم) سامحونا لا نستطيع تحقيق الطلب لأنكم تعلمون بأنه فقير، فيضطر لسؤالهم إن رأى أن الطلب كبير عن إيمانهم إن كانوا مسلمين أو كفار، فإذا كانوا مسلمين قال لهم: هذه امرأة أو رجل فقير لا يستطيع تحقيق الطلب إلا إذا استدان وأنتم مسلمون فلا تلزموهم برهن بيوتهم إذا كان المصاب رجلاً أو بيع ذهبها إذا كان المصاب امرأة وأنتم مسلمون عادلون وتعرفون العدل ولا ترضون بالخطأ، فمن فضلكم سوف نحقق طلباتكم ولكن على مقدرة المرأة أو الرجل، فالجان الذي طلب خروفاً يتفق معه على ذبح تيس صغير أو من طلب تيساً يتفق معه على قدوع (حلاوة ومكسرات وأناناس وخوخ وحلوى وقهوة وعادة ما تقدم للضيوف كنوع من الحفاوة بزيارتهم) أو شيء بسيط يستطيع المصاب تحقيقه دون عناء.
وإذا كان الجان كافراً يعالج بطريقة الحرق أو يعملون له أدوية معينة يجعلون الجان ينفر منها ويطلع من جسم الشخص وهذا العلاج يختص به مطوع عارف بالأدوية الشعبية وخصوصاً أدوية الجان وتركيباتها التي تشرب أم تحرق وليس أي مطوع.
وعند موافقة الجان على الخروج من جسم المصاب يسأله المطوع عن المكان الذي ينوي الخروج منه، فإذا طلب الجان الخروج من فمه أو من يده، يرفض المطوع خروجه من هذه الأمكنة ويطلب منه الخروج من الخنصر أو الإبهام، لأن المكان الذي يخرج منه الجان يعيبه (يصيبه بشلل) فإذا أصاب الخنصر بشلل أو الإبهام لا يعيق المريض عن الحركة ولكن إذا خرج من العين فقد المصاب النظر وإذا خرج من الأذن فقد السمع.
- باحث بحريني

الليوة والطنبورة والزار
يقول المير بأنه في الماضي كان يوجد شيء اسمه زار أما اليوم فإنه لا يعتقد إنسان به. وحجته بذلك بأنه إذا كانوا يذهبون للعزف للزار ويشربون الخمر فكيف ينزل عليهم زار. أما في ذلك الزمان فقد كان فيه زار. ويرى المير بأن الزار الحقيقي لا ينزل على صاحبه في كل محل ومكان وأن لكل مصاب بالزار أب (مطوع) أو أم (مطوعة) وقد يكون (المطوع أو المطوعة) فرقة من فرق الليوة والطنبورة، ويستطيع أحد هؤلاء إخراج واستنطاق ذلك الزار من المصاب به والحديث معه، ولا يمكن أن يخرج الزار ويتكلم في مكان آخر أو على يد مطوع آخر إذا كان زاراً صحيحاً. فإذا كان ''الأبو'' فرقة من فرق الليوة والطنبورة ينزل زار هذا الشخص مع هذه الفرقة وإذا ذهب إلى فرقة أخرى ونزل زاره فهذا غلط. فالزار له أب أو أم فتجد من به زار (جان) ينتقل به أهله من مطوع لآخر وفي الأخير يخرج الجان من هذا الشخص على يد مطوع بسيط ولم يكن ليخرج ويتكلم على يد البقية مع أنهم من المطاوعة الكبار المشهورين بتنزيل الزار والحديث مع ذلك الجان إلا أن هذا الجان تلاءم فقط مع هذا المطوع البسيط المسكين، فتجده بعد قراءة آية أو آيتين من القران الكريم ينتفض الشخص المسكون بالجن وينزل الجان منه إن كان ذكراً أو أنثى، ويكلمه المطوع أو المطوعة.
وعادة ما يطلب الجان في البداية أن يكون الأب أو الأم حسب جنس المطوع لذلك المصاب فإذا كان رجلاً يكون الأب مطوعاً وإذا كان امرأة تكون مطوعة، كما يستعرض الأب أو الأم شروطه لمعالجة المصاب بذلك الزار، ومن أهم الشروط ألا ينزل الزار في أي مكان فقط في حضرة ذلك المطوع أو المطوعة. ومن المتعارف عليه بين المشتغلين بإخراج الزار أن من ينزل زاره في ميدان فرقة أخرى غير الفرقة التي خرج على يدها أو مع مطوع أو مطوعة أخرى، فالمصاحب بهذا الزار الجان الذي بداخله غير مسكّن (غير مسيطر عليه) ولا عنده أم أو أب أو يكون إنسان ضائعاً ولم يتم علاج زاره، وكان في الماضي من الضرورة أن يكون لكل من به زار أن يكون له أم أو أب، فإذا مرض صاحب الزار يؤتى به إلى أبيه أو أمه فيقرأ عليه الآية التي يحبها الجان الذي به فينزل عليه زاره ويتكلم معه المطوع أو المطوعة ويسأله عن سبب المرض. وحسب المير فلكل مطوع آيات مخصوصة يقرأها أو قسم معين يعينه على إخراج الجان ومن تلك الأقسام: أقسمت عليكم بالخنس الجوار الكنس، أقسمت عليكم بالأنبياء وغيرها من ألفاظ القسم فينزل الجان ويكلمه فيقول المطوع: أعاهدكم عهد الله ورسوله وعهد سليمان بن داود عليه السلام وتعاهدوني أعاهدكم ويتعاهد معهم بأن لا ينزل في فرقة ثانية. وإذا أخذه الشوق عند سماع طرب فرقة أخرى يذهب ويشارك باللعب ولكن لا يحق له إنزال زاره (جانه).
فيتم علاج المصاب ويشفى، دون أن يخرج الجن منه تماماً، ولكن يتم تسكينهم بحيث لا يؤذون المبتلي بهم.

 التعليقات

لا توجد تعليقات … اضف تعليقاً

كتاب الوقت عرض جميع كتاب الوقت

» استطلاع الرأي