• تواطؤ وإهمال لتمييع أدلة قتل المتظاهرين في فض الأحراز

    جاءت أحراز وتسجيلات قضية قتل المتظاهرين لتدفع بكثير من التساؤلات والتشكيكات إلى سطح الأحداث. فمنطق الاستدلال الذى يمكن أن يسترشد به على ضوء هذه الأحراز وطبيعة تقديمها يشيان بأن هناك شبهة تواطؤ أو إهمال من قبل أفراد أو جهات لتمييع القضية وتدمير أدلة الإدانة الفعلية، أو هكذا يعتقد قطاع واسع من المحامين والمراقبين.
     
    فما معنى أن لا تجد النيابة أى آثار لأى مقذوفات على سطح المتحف المصرى، رغم أنه كان منصة إدارة معارك عنيفة وضارية؟ وما معنى أن لا تقدم تسجيلات المخابرات أدلة واضحة وتسجيلات موثقة لما جرى بحجة أن هناك أعطالا فنية أو مشكلات فى نظام تسجيل الكاميرات؟
     
    وتجىء أوجه القصور هذه، ليتم مقارنتها، بالسيديهات التى قدمها المستشار القانونى للجامعة الأمريكية الكائن أحد مقراتها بميدان التحرير، والتى تظهر على نحو واضح أحداث إطلاق الضباط للنار على المتظاهرين، وما قدمه كثير من الأفراد.

    هذا الفرق الشاسع (والموجع) بين الدولة ومؤسساتها، وأفراد أمن الجامعة (الأمريكية)، أثار حسرة فى النفوس، والأمر لا يتعلق بطمس الأدلة فحسب، بل لانعدام كفاءة وإهمال عدد من مؤسسات الدولة، بصورة تدفع للتساؤل حول مصير ضرائبنا التى ندفعها، وفيمَ كانوا يستخدمونها؟

    انحسرت الأحراز فى قضية قتل المتظاهرين والمتهم فيها الرئيس المخلوع حسنى مبارك ووزير الداخلية الأسبق وعدد من معاونيه فى أحراز قدمها المجنى عليهم وأسرهم، وهى الأحراز المقدمة من المصابين الذين قاموا بتحرير محاضر وتقديم بلاغات وأرفقوا بها هذه الأحراز، مثل الطلقات النارية التى تم استخراجها من أجسادهم...

  • عمر سليمان أمام المحكمة.. شهادة عادية لرجل غير عادي

    جاء حضور عمر سليمان للإدلاء بشهادته أمس في قضية قتل المتظاهرين ليستكمل سلسلة الظهورات "السليمانية" لرئيس المخابرات السابق ونائب الرئيس المخلوع.

    فلا يزال السيد سليمان محافظا على غموضه، حريصا عليه، مقتنعا أنه لا ينبغي لأحد أن يحصل على إجابة شافية أو واضحة أو مريحة، ولازال – ربما – يعتبر مبارك القائد الأعلى لكل شيء. وبقدر ما يعلم هذا الرجل الذي يملك كنوزا من المعلومات التي ترجع حتى إلى قبل توليه منصب مدير مخابرات المخلوع في 1993، بقدر ما شعر كل من حضر جلسة شهادته بخيبة الأمل لكون الرجل لم يسقط في فخ واحد، ولم يتورط في كشف معلومة واحدة جديدة، ولم يحد في شهادته عن أقواله التي كان قد أدلى بها في تحقيقات النيابة. وبذلك أثبت سليمان في شهادته أمام المحكمة بحق أنه ضابط مخابرات وضعته الظروف في طريق السياسة.

    فقد جاءت شهادته أول أمس وسط أجواء فرضت فيها السرية وخضعت لحظر النشر وجاءت مسيجة بالحراسات الخاصة التي اصطفت وراء رئيس المخابرات السابق، وسلاحها بائن للعيان.

    ورغم الحظر المفروض إلا أن شهادة سليمان التي جاءت مدونة في محاضر تحقيقات النيابة معه تشير إلى أن كل الطرق مسدودة في شهادة هذا الرجل وتؤدي للاشيء على الإطلاق، أيا كانت منصة الاستجواب التي يقف عليها، ومهما كانت الجهود المبذولة لاستنطاقه.

    فقد تراوحت إجاباته ـ أمام النيابة ـ بين النفي المطلق لمعرفته ببعض الأمور، وبين نفي اختصاص الجهاز الذي كان يرأسه عن متابعة مثل هذه الأشياء، وبين إحالة مسؤولية المعرفة على جهات أخرى، كانت تنفي بدورها في التحقيق صلتها بالأمر!

    فعمر سليمان وفقا...

  • القضاء العسكري يطلب أسئلة طنطاوي وعنان ليجيبا عنها كتابة.. ورفعت يرفض

    لم تكن إجراءات التفتيش والتأمين التى رافقت جلسة أمس تشى بالمرة بأن المشير سيمثل بين يدى المحكمة، ليدلى بشهادته بشأن الاجتماعات التى انعقدت قبل وفى أثناء الثورة، وطبيعة القرارات التى اتخذت فى ذلك الحين.

    فقد بدا التفتيش والاستنفار الأمنى فى درجة شديدة العادية، لا تعكس أن المشير طنطاوى سيحضر بحال من الأحوال، وفق ما قرره القاضى فى خطوة شجاعة تستدعى الانتباه، وتؤكد أن هناك اتجاها لتسييد القانون على الجميع فعلا. سرت الهمهمات والتوقعات فى قاعة المحاكمة، وبدا أن ثمة أملا يراود الحاضرين فى أن يجىء المشير ويدلى بشهادته، وسط أجواء من الاحتمالات المفتوحة راحت تعتقد أن المشير، وقد بلغت الساعة العاشرة والنصف تقريبا، قرر أن يدخل بعد مبارك لا قبله، فى لمحة ذات مغزى لا يمكن إخطاؤه، فهو الحاكم الفعلى الآن بينما مبارك هو الحاكم السابق/المخلوع.

    حسم القاضى أحمد رفعت جدل مجىء المشير من عدمه، بتلاوته نص المكاتبة التى وردت إلى المحكمة من اللواء عادل مرسى رئيس هيئة القضاء العسكرى، بتاريخ 10 سبتمبر، أول من أمس، والتى اعتذرت عن حضور كل من المشير محمد حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ونائبه الفريق سامى عنان رئيس الأركان، نظرا للظروف التى تمر بها البلاد. إلا أن خطاب مرسى إلى المحاكمة طلب موافاته بالوقائع المطلوب استجلاؤها سواء من المحكمة أو من النيابة العامة أو المتهمين ودفاعهم أو دفاع الموكل عن المدعين بالحق المدنى، للإجابة عنها من (سيادتهما). الأمر الذى أثار الاستغراب حول طلب يبدو أقرب ما يكون طلب (مذاكرة) للأسئلة (المحتملة) قبل المثول للشهادة، مما يتنافى مع...

  • الشاهد الرابع «الرائد بالأمن المركزى» نفي فى الجلسة أن سلاحه الخاص كان معه أصلا

    أثارت شهادات الشهود فى جلسة محاكمة مبارك والعادلى وقيادات الداخلية فى قضية «قتل المتظاهرين» التى انعقدت الإثنين الماضى غضب كثيرين، واعتبروا أن هناك اتجاها لتبرئة بعض المتهمين، وأن هذه الشهادات بمثابة تغير دراماتيكى فى سير القضية.

    غير أن الاطلاع الجيد على الملف الهائل للدعوى يظهر أنه لا يوجد وجه للاندهاش من أقوال الشهود أمام المحكمة فى جلسة الإثنين الماضى، فهى ذات الأقوال التى كان نفس الشهود قد أدلوا بها من قبل أمام النيابة العامة وتم إثباتها فى محاضر التحقيق، ومن ثم فإن اعتبار أن ما حدث فى جلسة الإثنين كان كارثة الكوارث ليس اعتبارا فى محله، وهو ما يدركه كل من قرأ أوراق القضية بشكل جيد، وتعرف على سير التحقيقات والمنهج الذى اتبعته النيابة.

    فكل ما قاله الشهود بجلسة أمس، سبق أن أدلوا به أمام النيابة، ولا يوجد تغيير جوهرى فى أقوالهم، فضلا عن أن القاضى قرر عدة مرات فى الجلسة أنه يعتد بأقوال الشهود الواردة فى محاضر تحقيقات النيابة العامة.

    ولكن هذا لا يعنى تبرئة ساحة النيابة العامة وإعفاءها من الانتقاد. فقد أماطت جلسة الإثنين اللثام عن عديد من أوجه القصور فى عمل النيابة العامة، فهى لم تتوخ توجيه أسئلة أكثر احترافية للشهود للحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات ذات الصلة، التى يمكن بموجبها رسم صورة جنائية كاملة عن المشهد، فضلا عن أوجه القصور الأخرى التى تمثلت فى قيام النيابة بالمعاينة، والبدء فى التحقيقات فى الخامس من مارس الماضى أى بعد نحو 50 يوما من اندلاع الأحداث، دون أن تحرك ساكنا واحدا إزاء عمليات قتل واستهداف المتظاهرين فى التحرير فى أثناء...

  • فيديو: أوقفوا المحاكمات العسكرية للمدنيين

    لا لمحاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية وأعيدوا محاكمة المسجونين منهم أمام قاضيهم الطبيعي.

  • باحث المبادرة المصرية المختطف يحكي رحلته من الشرطة العسكرية للمخابرات العامة لقسم الوايلي... عمرو غربية: مجهولون خطفوني بحجة أنني جاسوس..وذهبوا بي للأجهزة الأمنية تحت تهديد مطواة قرن غزال!

    مساء الثالث والعشرين من يوليو الجاري، تعرض عمرو غربية مسئول برنامج التقنية والحريات بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية للاختطاف بواسطة مجموعة من الأشخاص، على خلفية معركة "العباسية" الدامية التي وقعت مساء 23 يوليو. حيث قرر هؤلاء المختطفون أن عمرو ينتمي لحركة "6 أبريل" فضلا عن كونه جاسوس، يجدر بهم أن يسلموه للشرطة العسكرية.

    كانت البداية حين شارك عمرو وعدد من زملائه في المسيرة المتوجهة من ميدان التحرير نحو مقر المجلس العسكري، والتي تم اعتراضها على نحو عنيف في ميدان العباسية بواسطة مدنيين (رجح البعض أن كثيرين منهم ليسوا من سكان العباسية وأنهم مأجورون)، كما حاصرها الأمن المركزي بقنابل الغاز المسيلة للدموع فيما اكتفى الجيش بالتزام الحياد السلبي وفقما أفاد شهود العيان.

    وقد تم تتويج عملية الاشتباه في عمرو فاختطافه، برحلة من مقار الشرطة العسكرية والتحريات العسكرية لجهاز المخابرات العامة لقسم شرطة الأميرية ثم قسم الوايلي، في سلسلة من المفارقات الدالة. وتعرض عمرو خلال هذه الرحلة التي استمرت حتى الخامسة فجرا، لعمليات اعتداء متتالية، وسطو على نقوده، وتقييد بكلبش بلا مفتاح بواسطة أحد الأشخاص الذين تطوعوا في عملية تسليم "الجاسوس" للأجهزة المختصة.

    وخلال الساعات الثماني التي اختفى فيها عمرو – أي منذ الساعة التاسعة مساء السبت 23 يوليو وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي - لم نتمكن من الوصول إليه، وكانت عشرات الدعاوى التضامنية قد أطلقها أصدقاؤه وزملاؤه عبر شبكة الانترنت، في سبيل البحث عن ناشط له تاريخ حافل في مناهضة التعذيب، والانتصار للقضايا الحقوقية....