برامج اليوم
00:00 منازل تونس
00:30 جنان آسيا
01:00 إنجازات أكبر وأقوى
02:00 التحدي المناخي
02:30 بين البيئة والتطور
03:00 الهند حب و ولاء
يعرض الآن على شاشة الجزيرة الوثائقية 04:00 بشر خارقون
05:00 نيكسون الرجل الذي أحبت الأمة أن تكرهه
06:00 بين البيئة والتطور
06:30 البحث عن حياة افضل
اقرأ المزيد في (سينمات)
سينمات
أرسل الى صديق طباعة Share article
"شقاء" الشرق الاوسط في مهرجان (أدفا) السينمائي
آخر تحديث : الاحد 27 نوفمبر 2011   11:19 مكة المكرمة

محمد موسى

لعشرة ايام، ستهيمن السينما التسجيلية على كل النشاطات الثقافة والفنية الاخرى في مدينة أمستردام الهولندية. فتفسح عديد من صالات السينما العريقة في المدينة، المجال لعروض سينما تسجيلية، لا تطل كثيرا من على شاشات تلك الصالات. وتمتليء شوارع مركز المدينة بملصقات المهرجان، واحيانا بتلك التي تخص افلام معينة من المهرجان. وخاصة من تلك التي تحمل تسميات (افلام القضايا)، وكما يحلو للمهرجان نفسه ووسائل الاعلام ان تصف هذا النوع من السينما التسجيلية، اي تلك التي يهمين الموضوع على الشكل السينمائي.. فالتسجيل مازال يعني للكثيرين "القضايا" التي يقدمها، ويتراجع الاسلوب والمقاربة السينمائية امام فداحة "القضية" وآنيتها.
لن يكون مهرجان امستردام الدولي للسينما التسجيلية ( أدفا)، والذي بدأت دورته الرابعة والعشرين في السادس عشر ويستمر الى السابع والعشرين من شهر نوفمبر الجاري، مهرجان افلام "القضايا" السياسية والاجتماعية فقط. هو يمنح مساحة دائمة لسينما تسجيلية تجريبية مختلفة، تتميز دائما بمحاولاتها ايجاد حلول بصرية واسلوبية مبتكرة. فاحدى تظاهرات المهرجان الدائمة، مخصصة للسينما التسجيلية التجريبية، اذ سيعرض في برنامج (Paradocs) ثلاثة وعشرين فيلما. كذلك يسعى المهرجان الى ملاحقة حركة "الميديا" المتسارعة، والشكل الفيلمي المستوحى من تفاعل الميديا "القديمة" مع ذلك الذي شرعته شبكة الانترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي والتصوير عبر الهواتف النقالة وكاميرات الكمبيوتر. هذه الافلام ستجد مكانها في المهرجان ضمن مسابقة (DocLab) لافضل فيلم يستعين بوسائل الاعلام الحديثة، لسرد قصته التقليدية احيانا.
لكن معظم الانتباه والتغطيات الاعلامية، ستتجه الى تلك الافلام التي تتعرض الى انشغالات العالم ومآسيه. والتي تتوزع على مسابقات المهرجان وتظاهراته المختلفة. فتحضر "فلسطين" في مسابقة الافلام التسجيلية الطويلة للافلام التي يتجاوز طولها الستين دقيقة، بفيلمين هما: (خمس كاميرات مكسورة) والذي يحمل توقيع مخرجي فلسطيني عماد برناد وزميله الاسرائيلي غاي دافيدي. والفيلم يسجل يوميات قرية صغيرة قطعها الجدار الاسرائيلي العازل الى قسمين، والوضع الجديد الذي خلقه هذا التقطيع على حياة ابناء القرية، الذين ينظمون انتفاضة طويلة احتجاجا على الاثار المدمرة للجدار. ويعرض في المسابقة نفسها فيلم ( سينما جنين) للمخرج الالماني ماركوس فيتير والذي يسجل جهود المخرج وابناء مدينة جنين الفسطينية لاعادة تشغيل سينما المدينة المهجورة من ايام الانتفاضة الفلسطينية الاولى في نهاية عقد الثمانيات. الفيلم لا يخلو طبعا من التعرض لتاريخ المدينة الفلسطينية الحديث وخاصة السنوات الدامية الاخيرة. فمشروع فيلم (سينما جنين) لم يكن في حسبان المخرج الالماني والذي حضر الى المدينة لتسجيل قصة آخرى، عن الاب الفلسطيني الذي تبرع باعضاء ولده المقتول برصاص قناص اسرائيلي الى اطفال اسرائليين مرضى. ويعرض ايضا وضمن برنامج ( صور منعكسة: افضل ما في المهرجانات) فيلم (سوسيا)،للمخرجين الاسرائيلين داني روزنبيرغ و يافو كروس عن عودة فلسطيني مهجر الى قريته الفلسطينية لاول مرة وبعد مرور حوالي 50 عاما على تركها.


وستحضر ايران بفيلمان في مسابقة الافلام التسجيلية الطويلة ايضا هما: (غوزاران: مرور الوقت) من آخراج فرانك سخيفير والذي يقدم قصة الموسيقي الايراني الذي كان يعيش العاصمة النمساوية فيينا، والذي يتلقى عرضا بادارة فرقة المويسيقى الكلاسيكية الايرانية الرسمية. لكن بعد سنتين من العمل هناك، يعود الى "فيينا" ليروي ما حدث له في طهران. وفيلم (رسائل من ايران) للمخرجة الفرنسية مانون لويزه والتي نجحت رغم الحضر الاعلامي الرسمي على وسائل الاعلام الاجنبية من البقاء في ايران في العامين الماضين، لتسجل يوميات الانتفاضة الشعبية الايرانية التي اعقبت الانتخابات الرئاسية الايرانية في صيف عام 2009. وفي تظاهرة (الماسترز) سيعرض فيلم (هذا ليس فيلما) للمخرجين الايرانيين جعفر بناهي ومجتبى مرتاهامسب. ويكشف الفيلم، الذي كان قد عرض لاول مرة في الدورة الماضية من مهرجان كان السينمائي، المحنة الشديدة التي يعيشها المخرج الايراني بناهي، والذي صدرت بحقه الاحكام الايرانية الرسمية المعروفة، بالحبس ست سنوات ومنع مزاولة المهنة لعشرين عاما.
واذا بقينا مع الافلام التي تهتم بتسجيل اثار الاحداث السياسية والحروب في منطقة الشرق الاوسط. يعرض وضمن تظاهرة (بانوراما) فيلم (في أحضان امي) للاخوين العراقيين محمد وعطية الدراجي. ويسجل الفيلم الذي عرض الشهر الماضي في الدورة الخامسة لمهرجان ابو ظبي السينمائي، محاولات مدير دار خاصة للايتام في بغداد، الابقاء على الدار والاطفال فيها رغم الظروف المالية الصعبة. في حين يقدم فيلم ( سلام دانك) للمخرج الامريكي ديفيد فان، فريق طلابي لكرة السلة النسائية، يتالف معظمه من عراقيات تركن العاصمة العراقية ومدن عراقية اخرى، واستقررن في مدينة السليمانية في منطقة كردستان العراق. وتحت ثيمة الرياضة النسوية ودلالاتها المتعددة في بلدان مثل العراق، يعرض وضمن تظاهرة (بانوراما) فيلم ( بنات الملاكمة في كابول) للمخرج الافغاني اريل ناصر، الذي يظهر التحديات التي تواجها فتيات افغانيات اخترن الملاكمة كرياضة، في وقت تعجز فتيات آخريات في امكنة اخرى من البلد الاسيوي من الذهاب الى المدارس، بسبب النفوذ الذي لازلت تملكة حركة طالبان الافغانية.
عربيا ايضا، يعرض ضمن تظاهرة (افضل افلام المهرجانات) فيلم (التحرير 2011، الطيب والشرس والسياسي) للمخرجين تامر عزت، أيتن أمين وعمرو سلامة ويتناول الفيلم والذي سبق ان عرض مسبقا في مهرجانات فينسيا وابو ظبي السينمائيين. الثورة المصرية التي اسقطت نظام الرئيس المصري حسني مبارك. والفيلم التسجيلي الجزائري (ال غاستو) للمخرجة صافيناز بو صبايا والتي فازت عن فيلمها هذا بجائزة افضل مخرجة في الدورة الاخيرة لمهرجان ابو ظبي السينمائي.


مسابقات وتظاهرات
يعرض مهرجان "أدفا" وضمن مسابقاته، برامجه، تظاهراته الاستعادية حوالي 350 فيلم، الامر الذي يجعله واحدا من اكبر مهرجانات السينما التسجيلية في العالم، وايضا واحد من اكثرها رصانة وانفتاحا على تيارات واتجاهات سينمائية متنوعة، وجذبا للمخرجين السينمائيين ذو السمعة الكبيرة، او اولئك الذين يشاركون بافلامهم الاولى.
ينظم المهرجان والى جانب جانب مسابقة الافلام الطويلة والتي تضم 17 فيلما المسابقات التالية: مسابقة الافلام المتوسطة الطول (45- 60 دقيقة) والتي سيعرض فيها 16 فيلما. مسابقة افضل فيلم تسجيلي اول، والتي ستم اختيار جائزتها الاول من ستة عشر فيلما لهذا العام. مسابقة افلام الطلبة. مسابقة افضل تسجيلي هولندي. مسابقة الافلام الخضراء، لافلام موضوعات البيئة، الارض، الغذاء. مسابقة الافلام الموسيقية، للافلام التسجيلية بموضوعات تتناول فرق او حركات موسيقية. جائزة (البلاك بيري) لافضل فيلم يتم اختياره عن طريق لجنة تحكيم يترواح اعمار اعضائها بين 15 و 21 عاما.
ومن تظاهرات هذا العام السينمائية يخصص المهرجان تظاهرة للسينما التسجيلية البرازيلية من العقدين الاخريين. اذ سيعرض 19 فيلما لمخرجين معروفين مثل جوس بايدها وجو مورييا واسماء شابة اقل شهرة في اوربا ايدواردو كاونتهو والذي سيعرض له اربعة افلام في تظاهرة موازية.
ويكرم المهرجان لهذا العام المخرج الامريكي ستيف جيمس بتنظيم برنامج استعادي لسبعة من افلامه التسجيلية، اضافة الى ذلك، سيفسح المهرجان للمخرج، وفي تقليد سنوي، باختيار عشرة من افلامه التسجيلية المفضلة لتعرض في برنامج خاص على هامش ايام المهرجان.


وسيعرض وضمن تظاهرة (Kids & Docs) 18 فيلما مخصصة للاطفال من اعمار 9 الى 11 عاما. اما في تظاهرات المهرجان الرئيسية الاخرى والتي توازي اهميتها مسابقات المهرجان الرسمية فهي:برنامج ( افضل ما في المهرجانات) والذي سيعرض فيه 32 فيلما، حققت اصداء واسعة عند عروضها في مهرجانات حول العالم لهذا العام. برنامج
( بانوراما) والذي سيعرض 68 فيلما، تسجل اغلبها الثمن البشري الباهض للصراعات السياسية والتحولات الاجتماعية المستجيبة لها. برنامج (الماستر) والتي تعرض 29 فيلما لابرز "أساتذة" السينما التسجيلية في العالم.
وبالاضافة الى عروض الافلام التسجيلية، ينظم المهرجان تجمع (FORUM) والذي يعد الاكبر في اوربا، ويجمع فيه مخرجين ومنتجين باحثين عن تمويل لمشاريعهم التسجيلية مع قنوات تلفزيونية
ومؤسسات ثقافية وفنية. كذلك ينظم المهرجان ومنذ سنوات سوق بيع الافلام التسجيلية، حيث يوفر صالة خاصة للموزعين والقنوات التلفزيونية لمشاهدة افلام المهرجان المعروضة للبيع.
مما يذكر ان ادارة المهرجان كانت قد بدأت قبل اشهر بعرض مجموعة من الافلام تحت موضوعة (الربيع العربي) وعلى موقعها الالكتروني على شبكة الانترنيت. اذ عرضت افلام للمخرج السوري الراحل عمر اميرلاي، اضافة الى افلام تسجيلية اخرى، كشف بعضها عن الانهيار الكبير الذي يضرب مجتمعات عربية عدة، والتي مهدت لثورات الربيع العربي التي انطلقت في بداية هذا العام.

الى الأعلى
تعليقات القراء: + - 
التعليقات لا تعبر إلا على رأي أصحابها.
  تعليقك على الموضوع:
الاسم:*
البريد الإلكتروني:
عنوان التعليق:*
محتوى التعليق:*
(*) هذه الحقول مطلوبة