• متى تتوقف الحكومة عن دعم رجال الأعمال على حساب الفقراء؟

    بلغ الدعم الحكومى على مختلف أنواعه حوالى ربع الإنفاق العام فى موازنة حكومة شرف. وكان أكبر عنصرى دعم هما دعم الطاقة (72%) والسلع التموينية (19%). وخرج علينا مسئولون يقولون كالعادة بأن عبء الدعم الضخم هذا إنما يرجع لحرص الحكومة على محدودى الدخل والفقراء، وهو كلام لا يختلف كثيرا عن كلام يوسف بطرس غالى من قبل تماما كما لم تختلف الموازنة الحالية عن موازناته السابقة قبل سقوط النظام. فهل يذهب الدعم ــ الذى يتحمل تكلفته المواطنون دافعو الضرائب ــ حقيقة لمحدودى الدخل والفقراء؟ وإن كان لا يذهب لمستحقيه فأين ينتهى حقا؟.

    انتزع دعم الطاقة نصيب الأسد من الدعم الحكومى حيث بلغت نسبته وحده حوالى 19 % من الإنفاق الحكومى العام أى الخمس تقريبا، فمن يستفيد من هذا الدعم الموجه للطاقة؟ يذهب الجزء الأكبر من الدعم لقطاعات إنتاجية فى صورة دعم الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة كالأسمنت والحديد والألومنيوم والأسمدة والزجاج، وكذلك فى صورة دعم النقل حيث يمثل دعم المنتجات البترولية شكلا من الدعم غير المباشر للمنتجين. ويقدر بعض الاقتصاديين نصيب الصناعة من دعم البترول فى قطاع النقل بما يزيد على 45 % (على سبيل المثال يبلغ نصيب الصناعة من استهلاك السولار 81.5%). ويقدر نصيب الصناعة من دعم الطاقة شاملة البترول والغاز والكهرباء بما بين 20 و25 % من الإجمالى فى 2005 /2006.

    وقد شهد شاهد من أهلها بتقدير رئيس هيئة التنمية الصناعية السابق عمر عسل فى 2007 نصيب أربعين مصنعا عاملا فى قطاعات الأسمنت وحديد التسليح والأسمدة الأزوتية والألمونيوم والبتروكيماويات بـ75 % من الغاز الطبيعى المدعوم للقطاع الصناعى، وبـ65 % من...

  • محاكمة مبارك ستستمر سنتين بتلك الطريقة.. وسيخلى سبيلة

    مبارك حر طليق، ولا داعى للدهشة أو الاستغراب، فذلك سيتم بموجب القانون، سوف يخلى سبيله بعد مرور سنتين من قرار حبسه احتياطيا هو وشركائه المتهمين، فقانون الإجراءات الجنائية حدد أقصى مدة للحبس الاحتياطى فى الجنح 6 أشهر وفى الجنايات 18 شهرا، وفى الجنايات المعاقَب عليها بالسجن المؤبد أو الإعدام سنتين، وإذا استمر سير المحاكمة بتلك الطريقة فستمر سنتان ويتم إخلاء سبيل مبارك وهو على ذمة القضية، ونجده هو وأعوانه طلقاء يتمتعون بحريتهم إلى أن يتم الحكم فى القضية، إن شاء الله.

    بدأت محاكمة مبارك والعادلى منذ عدة أشهر، ولم يتم فيها سوى بعض الإجراءات القليلة كفضّ الأحراز وسماع عدد قليل جدا من الشهود، رغم أن محامى مبارك طلب سماع 1630 شاهدا واردا بالقضية، فيما عدا ذلك طلبات رد للقضاة، فقد طلب رد القاضى عادل عبد السلام جمعة عن نظر قضية قتل المتظاهرين المتهم فيها وزير الداخلية السابق العادلى و6 من معاونيه، ثم كلفت الدائرة التى يترأسها المستشار أحمد رفعت نظر الدعويين معا، الخاصة بقتل المتظاهرين ضد العادلى وضد مبارك.

    ورغم اعتراض عديد من المحامين على الأسلوب الذى يتبعه المستشار أحمد رفعت مع المحامين، فإن قيامه باستدعاء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة السابق، ووزيرى الداخلية الحالى والسابق، كذلك المشير طنطاوى والفريق سامى عنان، أضاف له شعبية ومصداقية لدى جموع المحامين، إلا أن الحال سرعان ما تبدلت مع مجريات...

  • قراءة في اللغة والمقاربة: تقرير مركز دعم واتخاذ القرار حول العشوائيات (2008)... حين يصبح المواطنون عبئا على الدولة!

    الوصلة* الواردة أسفل هذه التدوينة تؤدي إلى دراسة بعنوان "العشوائيات داخل محافظات جمهورية مصر العربية: دراسة تحليلة للوضع القائم والأساليب المختلفة للتعامل" والمنشورة على موقع مركز دعم واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء. نشرت الدراسة في مايو 2008 أي قبل أربعة أشهر من حادث انهيار صخرة الدويقة على قاطني هذه المنطقة العشوائية. والدراسة هي الأولى من نوعها من حيث جمع وإحصاء كافة المناطق المصنفة "عشوائيات" في أنحاء الجمهورية. وهي في ذلك سبق ومصدر وافر للمعلومات والبيانات التي طالما افتقدها الباحثون والناشطون على حد سواء، وإن عابها أنها عكست في منهاجها وطريقة الرصد والبحث للعشوائيات رؤية الدولة التي لا تنظر إلى هذه المناطق السكنية غير المخططة-وسكانها- غير من منظور كونهم عبئا على الدولة، ولا يكون الدافع من وراء جمع المعلومات عنهم إلا إلمام البيروقراطية بأبعادها باعتبارها مشكلة يجب احتواؤها وعلاجها، ولعل لفظ "التعامل" الوارد في عنوان التقرير يشير إلى كيفية نظر البيروقراطية للعشوائيات وسكانها-والذين يشكلون نحو 15 مليون نسمة طبقا للتقرير نفسه- تماما كالتعامل مع وباء أو فيضان أو كارثة طبيعية. ولعل التصنيف ذاته للمناطق المسماة عشوائية إلى مناطق خطرة وغير خطرة، وهو تصنيف غير موجود في بلاد أخرى ويكاد يقتصر على مصر، نابع من رؤية النظام السابق لهذه المناطق باعتبارها فحسب مصدرا لإحراجه حال وقوع كوارث من عينة انهيار صخرة المقطم في 1993 أو الدويقة في 2008 أو سيول أسوان في 2010. وعلى الرغم من قيمة التقرير الإحصائية للتعريف بالظاهرة في بر مصر إلا أن ما يعوزه بشدة هو مقاربة العشوائيات وسكانها باعتبارهم بشرا وباعتبارهم...

  • ملابسات ما قبل وفاته...تفاصيل عن قرب: عصام عطا...هكذا يموت الفقراء في بلادي

    والد عصام ذهب إلى مدير القضاء العسكري ليطلب تمكين ابنه من النقض..فسخر منه سكرتيره ورفض إجراء أي مقابلة.

    لم أكن أتخيل أنه سيأتي يوم، أجد عند تصفحي للأنترنت اسما أعرفه كتب بجواره أنه مات من التعذيب...ببساطة أتحدث عن عصام عطا!.

    لي قصة أرغب في مشاطرتكم إياها أحد أطرافها هو عصام عطا. ففي الأسبوع الأول من شهر أكتوبر اتصلت بي الزميلة منى سيف الناشطة في مجموعة (لا للمحاكمات العسكرية) وطلبت مني تقديم المساعدة لشخص يدعى علي عطا، تتلخص الشكوى في أن ابنه قبض عليه بتاريخ 25 فبراير الماضي وصدر ضده حكما من المحكمة العسكرية في اليوم التالي بالحبس مدة عامين بعد اتهامه بالاستيلاء على إحدى الشقق، وصدق على الحكم اللواء الرويني في 29 مارس 2011 و"للمحكوم عليه الحق بالتقدم بطعن في الحكم".

    إلا أن المسؤولين في المحكمة العسكرية يرفضون تمكين نجله من التقدم بهذا الطعن وكذلك المسئولين في سجن طرة يرفضون إنهاء الأوراق اللازمة للتقدم بالطعن في الحكم ومرت ستة أشهر ذهب خلالها والد عصام عطا إلى المحكمة العسكرية وسجن طرة عشرات المرات يرجوهم ويتوسل إليهم تمكين نجله من اجراء الطعن فهذا حقه مثله مثل باقي المصريين، إلا أن كلتا الجهتين امتنعتا عن القيام بعملهما وكأنهما تقولان لوالد عصام عطا لم نمكن ابنك من الطعن حتى تمر السنتان وينفذ الحكم ومن بعدها سنمكن نجلك من الطعن ولا يكون للطعن أي قيمة حينها ويضيع مستقبل ابنك. وبوصفي المسؤول القانوني بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية إحدى منظمات حقوق الانسان التي تعمل مع مجموعة "لا للمحاكمات العسكرية"...

  • قراءة في منطق ال 500 جنيها التي سيدفعها من يتخلف عن الإدلاء بصوته الانتخابي: أليس تأمين الناخب أجدى من تغريمه؟

    قبل انتخابات مجلس الشعب 2005، قامت السلطة التشريعية آنذاك بإصدار القانون 173 لسنة 2005بعد مروره بكافة المراحل التشريعية ليعمل به اعتبار من 3/7/2005 لتعديل قانون تنظيم مباشرة الحقوق السياسية رقم 73 لسنة 1956 بتشديد العقوبات على بعض الجرائم المتعلقة بالعملية الانتخابية.

    الهدف من تشديد العقوبات هى ردع المواطنين وترهيبهم من القيام بأى من هذه الجرائم حتى تتم العملية الانتخابية بنزاهة وشفافية، وظل هذا التعديل معمولا به  حتى فى انتخابات 2010، إلا أنه لا يخفى على أحد كم الجرائم المتعلقة بالعملية الانتخابية التي حدثت وكيفية ارتكابها بأبشع الطرق، وما جرى في 2005 ، لا يقارن بكم المهازل التي وقعت في 2010.

    فقد تبين للكافة مسئولين ومواطنين أن أسلوب تشديد العقوبات لا يحقق هدفه الرادع ويحول دون ارتكاب الجرائم، إلا أن المجلس العسكري أصر على اتباع ذات النمط الذي ثبت فشله الذريع وأصدر خلال هذه الأيام المرسوم بقانون رقم 124 لسنة 2011بتعديل بعض أحكام القانون رقم 73 لسنة 1956 بتنظيم مباشرة الحقوق السياسية  لتشديد العقوبات السالبة للحرية المقررة لبعض الجرائم الانتخابية.

    النتائج الانتخابية السابقة أظهرت عدد من شارك فعليا في العملية الانتخابية، والذي لم يتجاوز ثلث من لهم حق التصويت، رغم وجود نص عقابي بتوقيع غرامة على كل من تخلف عن الإدلاء بصوته دون عذر مبرر،بنص  المادة 40 من قانون مباشرة الحقوق السياسية الذي يعد سلبا لحق المواطن في الامتناع عن الإدلاء بصوته إذا كانت هذه إراداته، قد وضع منذ عام 1956 لتحفيز المواطنين على المشاركة السياسية خاصة بعد...

  • غاب التمثيل النسائي عن الأحزاب والحركات في مشهد ما بعد الثورة: منصة "السلفي" ليست بدعة!

    تداول الكثيرون خلال الأسبوع الماضي صورا وتعليقات عن المؤتمر النسائي الأول لحزب النور السلفي والذي خلت منصته من أي حضور نسائي، وصورة أخرى لمجموعة من المنتقبات والمحجبات المتشحات بالسواد من جمهور المؤتمر.

    تأرجحت التعليقات بين كوميديا سوداء تتساءل عن مصير نساء مصر إذا وصل الإسلاميون إلى الحكم وتسخر من غياب النساء عن منصة المؤتمر واعتراف القائمين عليه، بعدم أحقية المرأة في الترشح للرئاسة واضطرارهم لوضع النساء على قوائمهم لأنهم مجبرون على ذلك، وبين كوميديا المهزلة (فارس) تجعل من المؤتمر مشهدا مسرحيا مفتوحا للتعقيبات الساخرة من نوعية "نأخذ من كل رجل قبييييلة" أو "حزب النور مين اللي طفى النور؟"
     
    لم يأت الاهتمام فقط من الدوائر النسوية ولكن أيضا اهتم بالحدث العديد من النشطاء السياسيين أو المهتمين بالشأن العام وهم ليسوا بالضرورة أصحاب أجندة مدافعة عن حقوق النساء (أو نسويين) وإن كانوا يطرحون أنفسهم كتقدميين، بل ودأب معظمهم على السخرية من صديقاتهن وأصدقائهم النسويين.

    ومن المعروف في أوساط الصحافة وحقوق الإنسان والتنمية ومقاهي وسط...