أحمد الدريني

مسئول الإعلام
  • باحث المبادرة المصرية المختطف يحكي رحلته من الشرطة العسكرية للمخابرات العامة لقسم الوايلي... عمرو غربية: مجهولون خطفوني بحجة أنني جاسوس..وذهبوا بي للأجهزة الأمنية تحت تهديد مطواة قرن غزال!

    28 يوليو 2011

    مساء الثالث والعشرين من يوليو الجاري، تعرض عمرو غربية مسئول برنامج التقنية والحريات بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية للاختطاف بواسطة مجموعة من الأشخاص، على خلفية معركة "العباسية" الدامية التي وقعت مساء 23 يوليو. حيث قرر هؤلاء المختطفون أن عمرو ينتمي لحركة "6 أبريل" فضلا عن كونه جاسوس، يجدر بهم أن يسلموه للشرطة العسكرية.

    كانت البداية حين شارك عمرو وعدد من زملائه في المسيرة المتوجهة من ميدان التحرير نحو مقر المجلس العسكري، والتي تم اعتراضها على نحو عنيف في ميدان العباسية بواسطة مدنيين (رجح البعض أن كثيرين منهم ليسوا من سكان العباسية وأنهم مأجورون)، كما حاصرها الأمن المركزي بقنابل الغاز المسيلة للدموع فيما اكتفى الجيش بالتزام الحياد السلبي وفقما أفاد شهود العيان.

    وقد تم تتويج عملية الاشتباه في عمرو فاختطافه، برحلة من مقار الشرطة العسكرية والتحريات العسكرية لجهاز المخابرات العامة لقسم شرطة الأميرية ثم قسم الوايلي، في سلسلة من المفارقات الدالة. وتعرض عمرو خلال هذه الرحلة التي استمرت حتى الخامسة فجرا، لعمليات اعتداء متتالية، وسطو على نقوده، وتقييد بكلبش بلا مفتاح بواسطة أحد الأشخاص الذين تطوعوا في عملية تسليم "الجاسوس" للأجهزة المختصة.

    وخلال الساعات الثماني التي اختفى فيها عمرو – أي منذ الساعة التاسعة مساء السبت 23 يوليو وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي - لم نتمكن من الوصول إليه، وكانت عشرات الدعاوى التضامنية قد أطلقها أصدقاؤه وزملاؤه عبر شبكة الانترنت، في سبيل البحث عن ناشط له تاريخ حافل في مناهضة التعذيب، والانتصار للقضايا الحقوقية....

  • الزنزانة زنزانتك..عن مقابلة رجل من جوانتانمو..أو لقاء خاص مع مستر "إكس"!

    28 يونيو 2011

    "هذه الزنزانة تركها الشيخ جابر للشيخ أحمد"..بخط رديء وبدائي ينضح صدقا غير قابل للمناقشة، كتب أحد المعتقلين هذه الجملة على مدخل زنزانته الصغيرة (متران في متر)، فكان أن استغرقتني الجملة التي أثارت خيالي نحو عشرات القصص المحتملة حول الملابسات التي اختار فيها الشيخ جابر أن يترك زنزانته-فيما يشبه المهاداة-للشيخ أحمد.

    كانت عشرات الاحتمالات تعتمل بداخلي بينما يتنقل زميلي حسام في طرقات السجن ليعاين عن قرب، كيف يعيش نحو 80 معتقلا "إسلاميا" في أحد معتقلات طرة المشددة.

    لم تنته تساؤلاتي ولم أخطيء تساؤلات مماثلة في ذهن حسام، بينما يصافحنا من وقت لآخر شيخ ملتح بمودة زائدة، كما لو لم نكن (حسام وأنا) زائرين حقوقيين وصلنا سجن طرة في مهمة عمل شبه اختلاسية، بمقدار ما بدونا في زيارة ودية صبيحة أحد أيام عيد الفطر لمنزل عائلي كبير يقيم فيه هؤلاء المعتقلون.

    يسألنا كل مصافح عابر: من تريدون؟ فنرد سويا في صوت واحد:الشيخ عادل.

    دخلنا للشيخ عادل في المسجد بينما لم يكد صف الصلاة ينفرط بعد، رغم انتهاء الإمام من تسليمة الخروج من الصلاة-بعد وقت بدا لي الدهر مقارنة بالوقت الذي تستغرقه صلاة الظهر في مساجد ما خارج هذه الجدران.

    للوهلة الأولى التي صافحت فيها عادل الجزار المعتقل المصري الذي قضى 8 سنوات من عمره في معتقل جوانتامو ذي السمعة الجحيمية، أحسست مشاعر مضطربة ومتداخلة كما لو أن شاشة مشوشة تلقي بظلالها أمام عيني.

    وفي غمرة التشوش ألمح وجها يشبه وجه أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة الحالي، فأعتقد أنني في طور هلوسة ممنهج، يزكي أواره وطأة...