برامج اليوم
00:00 عوالم فريدة
01:00 حلول افريقية
01:30 تاريخ الفروسية
02:00 إيغر - جدار الموت
03:00 الكتيبة الخضراء
يعرض الآن على شاشة الجزيرة الوثائقية 04:00 صيد التونة الحمراء
05:00 الحياة خلف الجدار
06:00 مسلمو تشام
07:00 رحلة من بطرسبورغ إلى موسكو
08:00 محطات موسيقية
اقرأ المزيد في (المجلة)
المجلة
أرسل الى صديق طباعة Share article
قراءة في ذاكرة الغد: وسائطية الصورة وتوثيقها
آخر تحديث : الخميس 06 يناير 2011   11:59 مكة المكرمة

د. جمال الزرن
معهد الصحافة وعلوم الإخبار تونس
 
"كلّما أنشأتَ طرقا سيّارة مال الناس إلى المشي على الأقدام !"
رجيس دوبري


1ـ تقديم : الصورة حياتها وتوثيقها

في مقالة عن "الذاكرة أم التواصل" يشير بيير فالان إلى أنه "بدون ذاكرة لا وجود لثقافة وبدون ثقافة لا وجود لحضارة وبدون حضارة لا وجود لتاريخ أو لهوية فردية كانت أم جماعية" . ولعل الدين والآلهة والموت والشهداء هم أول وأكبر الرموز والصور التي تجسد الذاكرة. هل الصورة معرفة أم ذاكرة؟ على مستوى المصطلح والدلالة لا تعنى المعرفة الذاكرة بل إن المعرفة تستمد مما هو نقدي وعقلي أي ذاتي وفردي أما الذاكرة فهي فعل له بعد اجتماعي يستدعي مجموعة من الرموز السوسيولوجية المركبة وتكون الصورة محورها المركزي والتي يكون عادة دورها تفعيل جملة من المكونات الإنسانية الرئيسية الموغلة في الماضي والحاملة لقيم مستقبلية مشتركة. هكذا تبدو الذاكرة، ومن خلال الصورة بمثابة "قطب معرفي" كما يذهب إلى ذلك المفكر الكندي هارولد إنيس.  فهو يقر ومن خلال دراسته لتاريخ الاتصال بأن سعي حضارة ما للهيمنة على وسيلة اتصال فاعلة في فترة تاريخية محددة كان الأمر يتعلق بالكتابة أو بالطباعة أو بالصورة علامة على أن تلك الحضارة تريد تحديد كيف تقع عملية استقبال وبث المعرفة وخاصة ماهية الوسيط الذي يجب أن يفكر به وفيه الناس.
منذ تبلور الصورة في هيئتها الحديثة وتحديدا منذ نشأة الصورة الفوتوغرافية المجسمة للحدث وللشخوص وللمشهد، أصبح هذا الشكل الجديد من الترميز ومن التعبير الثقافي لدى الإنسان يكتسح ساحة التوثيق والأرشفة، محدثا لحالة من التشكيك في مقولة أن التاريخ هو ما يكتب بعد أن كان فيما مضى ما تحفظه الشفاهة. وقد زاد في تسارع حضور الصورة في بعثرة المشهد الثقافي التقليدي تحولها إلى صورة متحركة مجسدة في السينما الصامتة )الأخوين لوميار (  ثم إلى صورة ناطقة منذ 1927 وصولا إلى عصر الصورة الرقمية مع اندماج الصوت والصورة والنص عبر ما يعرف بالروابط التشعبية في عصر الملتيميديا. مع كل مكسب تقني  تحتل الصورة دلالات رمزية جديدة ليحدث تلاقي التكنولوجيا مع الصورة شيئا فشيئا نوعا من الانزلاق الوظيفي في تاريخها فتتحول من وسيط للحجاج أي الإقناع والتوثيق والأرشفة إلى جهاز للعنف والقمع الرمزي أيضا.
في البدء وقبل الخوض في إشكالية الصورة بوصفها وثيقة : حدودها وتجلياتها، علينا بيان أن البحث في علاقة الصورة بالذاكرة والتوثيق الفيلمي يعتبر اليوم من المباحث التي تنهل وتحضي بقراءات وباهتمام متعاظم في العلوم الإنسانية وخاصة منها المتعلقة بعلوم الاتصال وبقية العلوم التي تتقاطع معها . وقد مثلت دراسات يورغن هبرمس الفكرية عن أركيولوجيا الإشهار بوصفه مشكلا للمجال العمومي في المجتمع البرجوازي ، ثم صياغته لنظرية العقل التواصلي  كبديل للعقل الاداتي الغربي ، أسسا فإضافات نوعية متميزة دفعت بمبحث الصورة والتواصل إلى مراتب فكرية وفلسفية متقدمة. كما كان لقراءات رجيس دوبري للصورة من خلال كتابه "حياة الصورة وموتها"   وهو أثر فكري دسم ومن بين أفضل ما كتب عن هذا المبحث، بمثابة القاطرة الفكرية التي دفعت بهذه المسألة المعرفية الشائكة إلى الأمام . وقد جاءت مقاربة دوبري كما نعرف وسائطية ميديولوجية أي تعتمد على ما عرض في سابق بحوثه عن الميديولوجيا التي أراد أن يبوئها منزلة النظرية في المعرفة رغم عدم تبنيه لهذا المنزع الابستيمولوجي. فقد وجهت لدبري انتقادات يمكن إيجازها في عدم الاعتماد أثناء صياغته لنظرية الميديولوجيا ونتائجها النظرية على بحوث ميدانية أو تاريخية.
جاء إذن كتابه "حياة الصورة وموتها" ردا فكريا قويا لكل ذلك النقد والازدراء الذي واجهته كتبه عن الميديولوجيا، ليكون كتاب حياة الصورة وموتها عبارة عن حقل اشتغال الميديلوجيا ومماتها. وفي فقرة صغيرة عنوانها "المحافظة على الزمن" من كتابه "حياة الصورة وموتها"، يشير دوبري إلى كيف تسعى الصورة كان ذلك عبر التلفزيون أو عبر الصورة الوثائقية إلى إيقاف الزمن عن التحليق والطيران بعيدا عن سلطة الإنسان.
لقد قام التصوير الفوتوغرافي ثم بعده التسجيل الصوتي بتثبيت ما هو بصدد الإفلات أو الهروب من إرادة الإنسان -أي الزمن -ومعه السعي والمقدرة على تأبيد اللحظة. لقد واصلت الصورة السينماتوغرافية ثم التلفزيونية مشروعها لتحنيط الزمن وتوثيق الذاكرة الجمعية. أصبحت الصورة في صيغها المتعددة وخاصة منها تلك التقنية عبارة عن أفضل وسيلة لتخليد الحياة لدى الأفراد والأمم. إن الوثيقة )وهي كل أثر إنساني أو طبيعي( هي بمثابة الحوامل المادية للآثار التي يتركها الإنسان يوميا هنا أو هناك  وأصبح بإمكانها الإفلات من التدمير والنسيان أي خضوعها للحفظ وخاصة إلى إمكانية إعادة قراءتها وتأويلها. مكن توثيق الصوت على حوامل مغناطيسية من المحافظة على ما تبثه الإذاعة وتأسيس أرشيف تناظري، وتلاشت بذلك مقولة "تغيب الكلمات فيما تبقى الكتابات". هكذا أصبح البحث الفكري في الصورة والسجال حولها مدخلا ضروريا للتفكير، وبات بمثابة المسائلة الدائمة لقضايا الإنسان المعاصر، فكأن بإنسان ما بعد الحداثة وخاصة في الفكر الغربي قد تحول إلى كائن "صوري" . هذا المقال مقاربة في ماهية الصورة بوصفها وسيط في توثيق الذاكرة وإعادة صياغة التاريخ، مع بيان بعض خصوصيات الحالة العربية.

كامل المقال

الى الأعلى
تعليقات القراء: + - 
التعليقات لا تعبر إلا على رأي أصحابها.
1   ارجو المساعدة
طالبة ماجستير     السبت 08 يناير 2011   13:38  مكة المكرمة 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اود ان اشكر طاقم الجزيرة الوثائقية على كل المجهودات المبذولة
واريد المساعدة في الحصول على الكتب والمراجع التي تتحدث عن القنوات الوثائقية والبرامج الوثائقية ونشأتها وجميع مايتعلق بها لان موضوع دراستي عنها ولم اتحصل الا علاى القليل منها
وهذا هو بريدي الالكتروني لمن لديه أي نوع من المساعدة
asmaalzz @yahoo.com
2   oh
koukou     الثلاثاء 08 فبراير 2011   16:49  مكة المكرمة 
verry good job
3   EL THDEY NOHW AL 3SWR
AHMED APOOD     الثلاثاء 08 مارس 2011   18:49  مكة المكرمة 
YA7B AY7AD HL LLTAHDY
  تعليقك على الموضوع:
الاسم:*
البريد الإلكتروني:
عنوان التعليق:*
محتوى التعليق:*
(*) هذه الحقول مطلوبة