برامج اليوم
00:00 الإنهيار
01:00 يوميات الثورة المصرية
02:00 فرحات حشاد
03:00 راكبو الأمواج
04:00 اختراعات غابرة
يعرض الآن على شاشة الجزيرة الوثائقية 05:00 الطب عبر التلفزيون
05:30 الباحثون
06:00 فرس النهر الزمبيزي
07:00 يوميات الثورة المصرية
08:00 ثورة الغريب
اقرأ المزيد في (المجلة)
المجلة
أرسل الى صديق طباعة Share article
خليفى وبشارة: نقد المجتمع بين الوثائقى والروائي
آخر تحديث : الثلاثاء 24 يناير 2012   15:56 مكة المكرمة

ميشيل خليفى  سينمائى فلسطينى من عرب 48 ولد بالناصرة  عام 1950، وخيرى بشارة سينمائى مصرى ولد عام 1947 بصعيد مصر ثم انتقل مع والده للعيش بشبرا حى مسيحى مصر من الطبقة الوسطى ، أى تشابه بينهما؟ يؤرخ للأول أنه رائد السينما الفلسطينية المستقلة، ويؤرخ للثانى أنه أحد فرسان الواقعية الجديدة فى السينما المصرية، هل هذا يكفى؟ يعمل خليفى منتجا لأفلامه فى نوع من السينما غير التجارية التى لا تعتمد على نجوم ولا تسعى لشباك التذاكر، خيرى بشارة لا يمتلك هذا الترف فهو يعمل فى إطار صناعة السينما المصرية ويخضع لشروطها فى اختيار ممثليه وطريقة سرده لأفكاره، يصطدم السقف الذى تصل إليه طموحاته بشباك التذاكر وبرغبة المنتج فى استرداد ما دفعه لينتج فيلمه.  ذات مرة كنت أتحدث مع خيرى عن إعجابى بفيلم " صمت القصور" قال نعم فيلم عظيم ولكن هذه سينما أخرى. سأجازف إذن وأعقد مقاربة بين فيلم ينتمى لهذه السينما الأخرى وهو فيلم " عرس الجليل" وفيلم " الطوق والاسورة" من السينما العربية الوحيدة التى تمتلك صناعة  يردد أقطابها أنها تجارة وفن .
يبدأ فيلم "الطوق والأسورة" بعناوين مكتوبة بخط اليد على خلفية لسماء صافية وطيور بيضاء " قرية الكرنك الأقصر 1933 " ويبدأ فورا بمشهد تراثى معبر عن القرية المصرية لفتاة مراهقة تتفتح كوردة مع دخان الفرن، تدندن بالغناء : آه يا لالالى على اتغرب يوم ولا جالى" كاميرا طارق التلمسانى الموهوب فى تفهم كامل لنقل روح الشخصية التى أرادها المخرج الأب فى استراحة النوم والأم تطعم الدواجن مبتسمة تسعدها غناء الابنة. يكح الأب وتسرع إليه المرأتان ويتساند عليهما. رب أسرة عليل وزوجة قوية وابنة متفتحة، يسأل عن الابن الغائب. فى دقيقة واحدة تم تقديم الشخصيات الرئيس فى العمل وندخل فى المشهد الثانى لمجموعة نساء بينهم البطلتين بمقاطف على الرأس يمر شاب على بغلته ويتبادل نظرة مع الفتاة، يتوقف الشاب على منصور التاجر ويدور حوار حول الطاحونة التى يريد بناءها على أرض الحداد. ألغام فنية فى إيجاز سينمائى بليغ يرسم الشخصيات، والجو العام ويؤسس للصراعات بين الرجال والنساء فى قرية مصرية بالصعيد فى جنوب مصر زمن الاحتلال الإنجليزى. كأغلب أفلام خيرى الغنية بخطوطها المتشعبة يتم التضحية بخط الطاحونة ويختصر كثير من مشاهدها ويركز الفيلم فى نصفه الثانى على المشاكل الاجتماعية التى تتشابه مع أفلام أخرى قدمت فى الواقعية المصرية واقعية كمال سليم وصلاح أبو سيف ويوسف شاهين وتوفيق صالح. ويفقد الفيلم جانبا من تميزه وملامحه الخاصة بالواقعية الجديدة التى تحتفى بالتفاصيل  دون تحريفها، وتربط الخاص بالعام وتنحاز للمرأة فى رؤية تحترم دورها فى إعالة أسرتها والسعى لحل مشاكلها. جنح الفيلم إلى الميلودراما ولكن خيرى كان واعيا لذلك ويقول : " تأثرت بمقال للدكتور على الراعى ،كيف أن الميلودراما ليست شيئا حقيرا وكيف يمكن أن تكون ثورية، كتب الراعى بالإضافة لكتاب طارق البشرى عم تاريخ الحركة الوطنية المصرية بالنسبة لى مراجع هامة كدساتير، أثرا بعمق فى تفكيرى، كنت أتمنى أن يخرج " الطوق والاسورة " على شكل ميلودراما شعبية.
عزت العلايلى قام بدور الأب العليل فى الجزء الأول من الفيلم،  وفى الجزء الثانى يعود فى دور الابن ليقوم بدور يشبه ما قام به فى أفلام أخرى فتوة صوته عالى ويتدخل فى مصائر الجميع، رغم أن الخط الدرامى للغائب الذى عاد بخفى حنين كان يستلزم أداء مختلفا. وعندما تموت فهيمة تقوم شريهان أيضا بدور الابنة مع أداء مبالغ فيه مما جعلها تبدو أقرب إلى التخلف وليس البراءة كما كانت الأم، زيادة مساحة أدوار الأبطال شرط تفرضه تقاليد السينما المصرية ولا يجد حتى المخرج المجدد مهربا منه، يقول خيرى: " المخرج ينحت فى الصخر ،أتعامل مع ظرف فيه تقاليد سائدة، أحاول أن أكسرها، ولكنى لا أصل أبدا ما أريده مائة بالمائة، لأن صناعة السينما فى مصر عريقة وقديمة، يمكنك فى شمال إفريقيا أن تكس القواعد لأنها سينما بكر.".

"عرس الجليل" الفيلم الممنوع من العرض فى البلاد العربية، هكذا ستجده أثناء بحثك عبر شبكة التواصل، لا أستطيع أن أمنع نفسى من الابتسام، أضحك ساخرة من ضعفنا العربى فى مواجهة مشاكلنا ، تلك المشاكل التى تبدو صغيرة، ويراها المخرج كبيرة وسببا فى ضياع فلسطين. حين هوجم فى القاهرة والإسكندرية واعتبره صحفيين قدم تنازلات للغرب ، رفع خليفى ذراعه عاليا فى وضع يظهر الإبط ، قائلا العروس تقول ، ما عنديش حاجة أخبيها: هكذا تعبر حركة العروس التى لابد أن تظهر دليلا على عذريتها على الملأ. وحين يعجز العريس عن مواقعتها بينما ناس القرية جميعا ينتظرون، تفض بكارتها بيدها " ليس عندى ما أخفيه".
الفيلم الذى كتبه خليفى يحكى قصة عن مختار القرية الذى أراد أن يقيم حفل زفاف لابنه فيلجأ للحاكم العسكرى الإسرائيلى : " جئتك لترفع عنا قوانين حظر التجول ليوم واحد، لأزوج ابنى" يضطر لدعوته للعرس ويغضب أهل القرية ويدور نقاش أشبه بمرافعة سياسية إذ يقول  العم: كيف نقبل، وقوانين منع التجول تمنعنا ننزل أرضنا لجنى محاصيلنا، كيف نقبل ودم شهداءنا لم يجف بعد!" المشهد فى بيت المختار يذكرنى بمشهد فى دوار العمدة فى  " الطوق والاسورة" يناقش خليفى العلاقة مع المستعمر وهى القضية الفلسطينية الأساس والمشكلة تتركز فى كيف يتم العيش بسلام فى وجود المحتل، ومعها ينتقد التقاليد والأعراف وكأنه يشير إلى أن هذا أحد أسباب هزائمنا.
رغم الأداء التقريرى وبدائية التمثيل فى مشهد المختار لا يخلو المشهد من لقطة لعجوز فلسطينى ممسكا بعصاه، يحكى مع  طفل، يقطع عليها المخرج دون أن يسمعنا ما يقولانه، ويرصد خليفى جانبا من تقاليد فلسطين مع أقداح القهوة العربية ، يواصل المخرج المشهد الخطابى بدعابة العجوز والطفل ويواصل العم:" لا فرح بدون كرامة، ولا كرامة والجيش فوق رؤوسنا" بين رأى المختار باستضافة الحاكم وعدد من الجنود الإسرائيليين، ورأى العم بالرفض ينحاز المخرج للموقف البراجماتى،  فالمختار يهمه عرس ابنه مما يجعله يتحمل وجود الحاكم العسكرى ليمرر الفرح.

كامل الدراسة

الى الأعلى
تعليقات القراء: + - 
التعليقات لا تعبر إلا على رأي أصحابها.
  تعليقك على الموضوع:
الاسم:*
البريد الإلكتروني:
عنوان التعليق:*
محتوى التعليق:*
(*) هذه الحقول مطلوبة