المجلة
أرسل الى صديق طباعة Share article
الفيلم التسجيلي العربي في ليبزيغ 60-1989
آخر تحديث : الخميس 07 ابريل 2011   15:59 مكة المكرمة

مهرجان "لايبزيغ" الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة
دراسة إحصائية

قيس الزبيدي


1. المقدمة
لم يكن مهرجان "لايبزيغ" مجرد مهرجان للأفلام التسجيلية/ الوثائقية، إنما كان منبرا للفيلم التسجيلي العالمي ولمخرجيه  من الرواد الكلاسيكين الحقيقين، كما كان منبرا يلجأ إليه السينمائيون في فترة الحرب الباردة والحروب الإستعمارية من كل أقطاب العالم ليعلنوا واقع نضالهم القاسي ويعرضوا صور قضاياهم الملتهبة، لهذا أصبح هذا المهرجان بمنزلة مدرسة حقيقية فنية وسياسية للسينمائيين العرب بشكل خاص. في هذه المدرسة تعلموا كيف يصنعون أفلامهم واكتشفوا أهمية الفيلم التسجيلي تياراته وأنواعه وتقنياته وتعرفوا على مخرجيه العالميين وكان حضورهم السينمائي يزيد سنويا عن أكثر من ستين سينمائيا وناقدا وعاملا فاعلا في مجال الفيلم الوثائقي كما كان المهرجان ينظم برامج إستعادة ، ويعقد ندوات حول قضايا ومسائل الفيلم التسجيلي العالمي و أحيانا الفيلم العربي.

بدأت الحاجة للتعرف على السينما العربية تتزايد نسبيا مع الحضور السينمائي العربي في مهرجان "لايبزيغ" السينمائي التسجيلي ومع عروض الأفلام التسجيلية العربية في برامج المهرجان وبمشاركة السينمائيين التسجيليين فيه.
 كما بدأت أول النشريات الأدبية والندوات المكرسة للسينما العربية تظهر وتُعقد بالتتابع منذ العام 1966 الذي صدر فيه أول كراس بعنوان: "سينما في نهضة" وصدرت فيه دراسة عن: "الفيلم التسجيلي في الجمهورية العربية المتحدة" لصاحبه: "صلاح عز الدين"، وصدرت بعدئذ على التوالي ثلاث كتيبات في عام 1967 وعام 1970 وعام 1980 تحت نفس العنوان: "الكراس الأول: سينما في نهضة" وشكلت هذه السلسلة التي أصدرها المهرجان بالتعاون مع المعهد العالي للسينما مرجعا مهما للباحثبن والمهتمين بالسينما العربية، ويعتبر صدور كتابين مهمين عن السينما التسجيلية بمنزلة ذروة للإهتمام بالفيلم التسجيلي في العالم أولهما كتاب: "هيرمان هيرلنكهاوس" تحت عنوان: "تسجيليو العالم" بالتعاون مع مهرجان "لايبزيغ" وثانيهما كتاب: "السينما التسجيلية في العالم منذ عام

1960 " لـ "فيلهم روت " بالتعاون مع مهرجان "أوبرهاوزن".  وكان الكتاب الأول حصيلة للجهد الطويل والدؤوب لمقابلات مع أهم التسجيلين في العالم الذين أقاموا علاقة قوية وفعالة ومثمرة مع مهرجان "لايبزيغ" سواء بالمشاركة بأفلامهم التي صنعت تاريخ السينما الوثائقية في العالم أم بحضورهم الحيوي والمؤسس لنوعية وثقافة المهرجان الوثائقي، ومن بينهم: "غريرسون" و"كافاكانتي" و"روثا"، و"ايفنز"، و"ماركير" و"ليكوك"،  و"روم" و"سيمونوف"، و"الفاريس"؛ ولم يتجاهل المؤلف حضور السينما التسجيلية الفلسطينية بحيث نشر مقابلات مستفيضة ومعلومات عن إنتاج الفيلم الفلسطيني مع مخرجين ثلاثة وهم: " قيس الزبيدي" و"قاسم حول" و"غالب شعث".

 أما الكتاب الثاني فهو عبارة عن دراسة لأهم التيارات والمدارس التسجيلية في العالم، وتناول الناقد بعض الأفلام التسجيلية العربية من المخرجين الذين لاقت أفلامهم صدى واسعا في الكتابات النقدية الألمانية أو عُرضت وفازت بجوائز في مهرجان "أوبرهاوزن" مثل: "قيس الزبيدي" و"عمر أميرالاي" و"وعد الكتاب" بمنزلة مقدمة مستفيضة وثريّة عن تاريخ ونظرية الفيلم الوثائقي.  

   كان السينمائيون العرب يجتمعون سنويا في المهرجان ليمهدوا إلى تأسيس اتحاد السينمائيين التسجيلين العرب، والذي تأسس سنة 1975 في بغداد وترأسه "صلاح التهامي".
منذ العام 1960 كان يتم اختيار فيلم عربي واحد أو سينمائي للمشاركة في لجنة تحكيم المهرجان. وخلال الفترة الممتدة 1960-1962،  شارك في المهرجان التسجيلي المخرج "ولي الدين سامح" وتبعه آخرون كـ "سعد نديم" و"حميد قنديل" و"صلاح التهامي" و"إسماعيل شموط" و"عبد العزيز طولبي" و"بجيمي قريشة" و"سمير فريد" و"فوزي سليمان" و"محمد ملص" و"أمين البني" و"غالب شعث" و"كمال كريم".
 ونالت العديد من الأفلام العربية على جوائز عدّة من قبل لجان التحكيم الدولية.
وقد تحصّل فيلم "أربعة أيام مجيدة" لصلاح التهامي الجائزة الفضية في العام 1964 بإعتباره أوّل فيلم مصري،  كما نال أول فيلم فلسطيني "يوم الأرض" لغالب شعث الجائزة الذهبية في العام 1978.

كامل المقال

الى الأعلى
تعليقات القراء: + - 
التعليقات لا تعبر إلا على رأي أصحابها.
1   اقتراح
بندر     الاثنين 16 مايو 2011   10:04  مكة المكرمة 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته  انا من اشد المعجبين في كوكبت الجزيره  ومن المتابعين لكم على جوال الايفون واتمنا ان تضعوا الوثائقيه على الجوال لنستمتع بمشاهدة قنواتكم الرائعه وشكراً لكم على ما تقدمون من جهود عظيمه
2   لديا شكر وليس تعليق
عبدالغني قاسم سعيد     الاثنين 20 يونيو 2011   23:11  مكة المكرمة 
اشكركم على كل الجهود المبذوله من اجل الشعوب القويه على حكامها الذين يريدون الهيمنه على سعوبها وانتم تفضحون هولا اطغاه الظلمه من فسادهم المخبةفي صدورهم ونريد المزيد وشكرا
  تعليقك على الموضوع:
الاسم:*
البريد الإلكتروني:
عنوان التعليق:*
محتوى التعليق:*
(*) هذه الحقول مطلوبة