برامج اليوم
يعرض الآن على شاشة الجزيرة الوثائقية 08:00 أوشوايا
08:30 منازل المغرب
09:00 جنان الارض
10:00 قصة الزراعة
11:00 الطب عبر التلفزيون
11:30 الباحثون
12:00 مسلمو تشام
13:00 الغجر
14:00 محطات موسيقية
15:00 صهيل البواريد
اقرأ المزيد في (متابعات)
متابعات
أرسل الى صديق طباعة Share article
في برلين.. وثائقيات وندوات عن الثورات والسينما
آخر تحديث : الخميس 23 فبراير 2012   11:52 مكة المكرمة


قيس قاسم ـ برلين

توافقت الندوات التي نُظمت في الدورة الثانية والستين مع مضامين المعروض من أفلام وثائقية عربية الى حد كبير، ويعكس هذا التوافق النسبي وبدرجة معينة إهتمام مهرجان برلين السينمائي الدولي بما يجري من حراك جماهيري في منطقتنا، فيما تتقارب موضوعات الوثائقية نفسها من ذات الأسباب ف" الثورة.. خبر" و" كلمات الشاهد" تناولا علاقة الصحافيين بالثورة والأخيرة له صلة بفيلم "ظل راجل" كونهما إقتربا من واقع المرأة والحاجة الى  تغييره.

 في قلب الأحداث
 في فيلمه  "الثورة.. خبر" يعطي بسام مرتضى المجال واسعاً لمجموعة من الصحافيين العاملين في "المصري اليوم" ليتحدثوا عن تجاربهم في نقل مجريات الثورة المصرية، في المقابل أعطوه ما توفر عندهم من تسجيلات أرشيفية ومادة خام خففت كثيرا من إعتماده الكلي على الكلام وهي نفسها من ساعدت على توفر لغة سينمائية  معقولة أمنت التوازن المطلوب. فكل واحد منهم كان يقرن كلامه وتجربته بتسجيلات، في الغالب هم من قام بها، فعززوا بذلك من صدقية الشريط ليأتي كشهادة حية على عمل شجاع قام به هؤلاء، مع خروقات جد كبيرة "للإحترافية" قاموا بها وما كان بإمكانهم، وسط هول ما شاهدوه، الإلتزام  بقواعدها فكانت تغطيتهم مصحوبة بمشاركة شخصية في الثورة وتعاطف مع الثوار مع أداء عمل صحافي يومي دون توقف.

ربما كان للفيلم أن يأخذ منحاً أكاديمياً يناقش مفهوم العمل الصحافي والحدود الفاصلة بين المهني وبين الموقف الإنساني، لكنه رغم ملامسته لهذا الجانب فَضَل نقل المعايشة على البحث في دور وسائل الإعلام في الثورة المصرية والذي قد يعالج بروية في مقبل الأيام. أحاديث الصحافيين الستة تشابهت على مستويين. الأول الحماسة للعمل وعدم تركه للحظة والثانية وصف مشاعرهم وإنطباعاتهم على ما شاهدوه خلالها، وقد إنعكستا بقوة لدرجة يمكن ملاحظته دون عناء داخل الشريط، وكلا المستويين تشاركا فيه النساء والرجال، على قدم المساواة.  ومن نفس المؤسسة إختارت مي اسكندر في فيلمها "كلمات الشاهد" الصحافية الشابة العاملة في القسم الإنكليزي لصحيفة (المصري اليوم) هبة عفيفي  لترسم لها بورتريتاً سينمائيا تعكس فيه تجربتها في العمل على تغطية جزء من يوميات الثورة. توزع الوثائقي بين مسارين الأول أهتم بهبة وظروف حياتها العائلية وبين تجربة العمل وسط أجواء خطرة ومشحونة بالتوتر الدائم. قوة شخصية هبة على صغر سنها أعطت للمخرجة إمكانية عرض متغير قد لا يكون ملحوظاً لغير المصريين، يتمثل في ظهور شباب متعلم وقادر على إستخدام التقنيات الحديثة في الإعلام مع توفره على قدرة لغوية جيدة، مثل هبة التي تكتب بالإنكليزية وتتشارك معها مجموعة من نفس سنها تتفاعل فيما بينها عبر النقاش وتقديم الملاحظات بعيدا عن الأساليب القديمة، إنها شابة من جيل يفترض بالثورة الإهتمام به فهمم نواتها ومحركها المستقبلي وعداه سيكون ثمة خطأ في مسارها. ومن مصر أيضاً جاءت مجموعة نساء في شريط وثائقي جميل تحدثن فيه عن تجاربهن الحياتية وموقفهن من الرجل. ومع أنه يعتمد على لغة مباشرة فقد وفقت المخرجة حنان عبد الله في نسج وشائج طيبة بينهن أثمر عن ثقة متبادلة إنعكست في حرية الكلام أمام كامرتها والتي عوضت هذة المرة وبشكل إستثنائي عن الحاجة الكبيرة للمادة البصرية. في "ظل راجل" حرية الكلام والبوح أكتسبا قوة الصورة وأكسبا الوثائقي حيوية تجر المشاهد الى تفاصيلها والتفكير بها. وإذا كانت هذة العناصر التكوينية للفيلم فأن أحد مميزاته الدرامية أنه فَكه فيه مساحة الكوميديا المعبر عنها بالكلام واسعة مع عمق في معناه. فيلم "ظل راجل" يستحق التونية وإهتمام جمهور برلين به يؤكد ذلك مع أن أغلب ما عرض من وثائقيات إستقبلها الجمهور بتعاطف وقبول.

ندوات عن السينما والثورات
أكثر من ندوة نظمت في الدورة حول علاقة السينما ونقل الصورة بأكثر من وسيلة تقنية الى الجمهور، ومدى درجة التفاعل الحقيقي بين الإنتاج البصري بمجموعه مع الحراك السياسي والشعبي الذي تشهده منطقتنا شارك فيه عدد من المخرجين والمنتجين الى جانب الإعلاميين وكان من بينهم علاء كركوتي، الناقد والمساهم في أكثر من ندوة والذي خصنا بحوار قَيَّم فيه المساهمات العربية وأهمية استغلالها في برلين مؤشرا الى ظهور ما يشبه "الموضة الجديدة" في العالم تهتم  بما يجري عندنا، كما إهتمت من قبل بالسينما الإيرانية مدة وبسينما أمريكا اللاتينية مدة أخرى، وهذا موجود منه في برلين اليوم ولكن الى جانبة موجود أيضاً إهتمام حقيقي بالسينما لهذا هناك توازن بين الميلين يمكن ملاحظته عبر إختيارهم لفيلم "الجمعة الأخيرة" للأدرني يحيى العبد الله، مثلا،  فهو ليس فيلماً عن الثورة ويمكن أيضاً ملاحظة وجود حضور عربي كثيف في "مخيم المواهب" الذي يهدف الى كشفها في العالم كله.

وأضاف: حلقات النقاش ليست محصورة بالثورات العربية وبالأفلام التي وثقتها فهناك رغبة قوية للإستماع لضيوف المهرجان من أجل معرفة واقع السينما عندنا، ومسؤليتنا هي استغلال الفرصة لعرض ما هو متوفر لدينا من قدرات وإمكانيات، فهذا الإهتمام قد يترجم الى  دعم مالي وإنتاجي في المستقبل يخدم سينمتنا العربية. أما النقاشات نفسها بين الضيوف العرب فهي تمثل خلافات وإختلافات في الرؤية الى المشهد العربي، وقد لا تصل كلها الى الجمهور الألماني ولكنها قد تشبع الحاجة عند المختصين والإعلاميين الذي يريدون معرفة المزيد منا، فنحن بحاجة الى الى تشكيل رأي عام في الغرب خاصة قد يتحول الى ضغط  يفرض نفسه على ساستهم. وأصر كركوتي على عدم الإكتفاء بالقول ان مهرجان برلين يحتفي بالسينما العربية في هذة الدورة بل التأكيد بأنه إهتمام بالجيد الذي عندنا، فمعظم الأفلام المشاركة مستوياتها معقولة وهي تستقطب جمهورا برلينياً ويتوقع أن يشاهدها، مستقبلا، جمهورا كبيرا في مناطق أخرى من العالم.          

الى الأعلى
تعليقات القراء: + - 
التعليقات لا تعبر إلا على رأي أصحابها.
  تعليقك على الموضوع:
الاسم:*
البريد الإلكتروني:
عنوان التعليق:*
محتوى التعليق:*
(*) هذه الحقول مطلوبة