برامج اليوم
09:00 المداوية
09:30 الصقيع
10:00 الزيانة
11:00 سر أرخبيل الغولاغ
12:00 على طريق جنوب افريقيا
13:00 تاريخ السيارات المميزة
14:00 استكشاف غينيا الجديدة
يعرض الآن على شاشة الجزيرة الوثائقية 15:00 روائع براري الأكيتين
16:00 المصارعة بالذراع
17:30 تحت الركام
اقرأ المزيد في (سينمات)
سينمات
أرسل الى صديق طباعة Share article
"القيصر يجب أن يموت" يتوج في برلين
آخر تحديث : الاثنين 20 فبراير 2012   10:50 مكة المكرمة

قيس قاسم ـ برلين

خَرَج "القيصر يجب أن يموت" متوجاً بذهبية برلين  2012 ومتوافقا مع التوقعات الكثيرة بأن رئيس لجنة التحكيم الأنكليزي مايك لي سيميل اليه أكثر من بقية الأفلام لخصوصيته، كونه فيلماً  بعيداً عن الطراز الكلاسيكي والهوليوودي، وفيه تداخل بين المسرح بإعتبار قصته مستمدة من رائعة شكسبير "يوليوس قيصر" وبين سينما أرادت كسر أطر مساحة حركتها المكانية المحدودة، بوصف أحداثها تجري داخل السجن، بالذهاب الى دواخل سجناء حقيقيين، في زنزاناتهم، أسندا لهما المخرجان أدوارا مَثلوها وتَقمصوا الى حد كبير الشخصيات التي لعبوا أدورها أمام كامرة الأخوين باولو وفيتوريو تافياني. فيما ذهبت جائزة الدب الفضي عن استحقاق للمجري "مجرد رياح" والذي تناول فيه المخرج بنس فليجوف واقع الغجر الرومانيين المقيمين في جمهورية المجر وأحداثه لها صلة بالوقت الحالي، الذي تغيرت فيه ظروف عيش هذة المجموعة بعد سقوط الإتحاد السوفيتي وتغيير نظم الدول الإشتراكية التي كانت تحمي الى كبير هذة الأقليات ولكن برحيلها بقوا هؤلاء عراة الأظهر ينتظرون بخوف اللحظة التي سيأتي فيها العنصريون الجدد ليهاجموهم، فلا خيارات كثيرة لهم في ظل تضييق كبير من كل جهات الأرض التي تحيطهم. عمل فليجوف موجع، تعايشه في كل لحظة وأنت تراقب عالماً غارقاً بالوسخ والعزلة تتحرك وسطه كائنات ملفوظة في محيطها ولا تعرف ساعة مجيء الموت اليها بخاصة في الليل حيث لاشيء يسمع وسط عتمته سوى الريح وأشباح القتل العنصرية.


أما جائزة أفضل ممثلة فنالتها ممثلة أفريقية شابة، اسمها راشيل موانزا، لعبت دوراً مدهشاً في فيلم رائع تناول واقع المقاتلين الأطفال في الحروب الأهلية وكيف خسرت طفلة أفريقية كل ما عندها من عائلة وقرية بل حتى من البراءة الأولى حين أجبرها فصيل مسلح على الإنضمام الى صفوفه وأرغموها في أول خطوة لتدمير الكائن الإنساني داخلها بقتل والديها بنفسها للتتحول بفعلها الى كائن يمارس  القتل دون تردد. حكاية "ساحرة الحرب" وهو اللقب الذي أطلقه عليها مقاتلوا الوحدة  صورت في الكونغو قريباً من سوح المعارك الأهلية الطاحنة التي جرت في هذا البلد وغيره من دول الجوار وراح ضحيتها ألاف من البشر والأبرياء وأنتج نوعاً من المقاتلين الأطفال الذين يصعب وحتى بعد إنتهاء الحرب العودة الى الحياة السوية ولهذا هم يموتون أكثر من مرة فإذا نجوا من موت في المعارك فأن موتاً روحياً ينتظرهم حين يعودون الى قراهم، فالساحرة لاحقها الموت ولاحق كل من أحبت حتى طفلها الذي أنجنبه في ظروف غير إنسانية لا ينتظره مستقبلا واعدا فالحروب الأهلية قد حرقت الأخضر واليابس ومعها أوراح أطفال أبرياء. فيلم "ساحرة الحرب" للكندي كيم نيجوين كان أكثر من مفاجيء. وفي تجربة مثيرة لقراءة تاريخ الصين المعاصر يتوقف وانج جوانان عند اللحظة التي دخل فيها الجيش الياباني الأراضي الصينية أثناء الحرب العالمية الثانية، دون المضي في تسجيل صعود الماوية كأيدولوجية شيوعية جاءت كنتاج موضوعي لما سبقها من ظروف إجتماعية وإقتصادية عاشها المواطن الصيني. فيلم جوانان من الطراز الكلاسيكي حيث كل شيء فيه مشغول بعناية وتصويره كان حقاً أفضل ما فيه وعنه إستحق المصور لوتز ريترماير على جائزة الإبداع الفني "الدب الفضي"  كأفضل تصوير في فيلم "وادي الغزال الأبيض". والجائزة الخاصة لهذا العام أخذها "أخت" فيلم تقترح فيه المخرجة الفرنسية أورسلا مايير حكاية تمس علاقة ملتبسة بين أم وَلَدها المراهق في إحدى المناطق الجبلية والتي تتحول سفوحها شتاءا  الى ساحات للتزحلق يتسلى فوقها الأثرياء فيما الفقراء حولهم يعانون من مشاكل حقيقية تدفع طفلاً مثل سيمون للسرقة والتعرض بسببها الى انتكاسات نفسية شديدة فيما أمه تتنكر للأمومتها وتطلب من إبنها إدعاء نسب "الأخوة" بينهما هربا من كشف ضعف إلتزامها بواجبات الأم الحقيقية. على إلتباس العلاقة إشتغلت صاحبة الفيلم وقدمت عالماً جوانياً كثير التمزقات والتناقضات لدرجة يبدو التناقض جلي بين بياض الثلج الخارجي وبين ظلام أرواح وحيدة هائمة في جبال عالية وقاسية.  


  أما مجمل جوائز الدورة الثانية والستين لمهرجان برلين السينائي الدولي  فوزعت على الشكل التالي:  
ـ أفضل فيلم "الدب الذهبي" "قيصر يجب أن يموت" للأخوين الإيطاليين فيتوريو وباولو تافياني
ـ الجائزة الكبرى للجنة التحكيم "الدب الفضي" ل"مجرد رياح" من اخراج المجري  بنس فليجوف.

ـ جائزة أفضل مخرج "الدب الفضي" حصل عليها كريستيان بيتزولد عن فيلم "باربرا".
ـ أفضل ممثلة "الدب الفضي" راشيل موانزا عن فيلم "ساحرة الحرب" انتاج كندي تم تصويره في جمهورية الكونجو الديمقراطية.
ـ أفضل ممثل "الدب الفضي" ميكيل بو فولسجايرد عن الفيلم الدنماركي "علاقة ملكية".
ـ أفضل سيناريو "الدب الفضي" لكاتبَّي "علاقة ملكية" نيكولاي أرسيل وراسموس هياسبرج
ـ مساهمة فنية بارزة "الدب الفضي" لمصور "وادي الغزال الأبيض" لوتز ريترماير
ـ جائزة الفريد باور "تكريم الابداع" لفيلم "تابو" من إخراج البرتغالي ميغول جوميز
ـ جائزة خاصة "الدب الفضي مرة واحدة هذا العام" فيلم "أخت" للمخرجة أورسولا مايير، سويسري الإنتاج.

الى الأعلى
تعليقات القراء: + - 
التعليقات لا تعبر إلا على رأي أصحابها.
  تعليقك على الموضوع:
الاسم:*
البريد الإلكتروني:
عنوان التعليق:*
محتوى التعليق:*
(*) هذه الحقول مطلوبة