برامج اليوم
09:00 الشهباء - قلعة نزوي
10:00 أن تكون أديغا
11:00 السلطان الاطرش
12:00 ندوب الحرب
13:00 الإسلاميون
14:00 شهادات ضد الانسانية
15:00 ثنائيات: ريم البنا وليونيد
15:30 شارع فرهايا-البوسنة
16:00 سحر النغم
يعرض الآن على شاشة الجزيرة الوثائقية 17:00 وجهة نظر
اقرأ المزيد في (متابعات)
متابعات
أرسل الى صديق طباعة Share article
على اسطوانات: ولادة الفن وموت الإنسان في فيلمين
آخر تحديث : الخميس 12 ابريل 2012   10:32 مكة المكرمة


محمد رُضا

لا يتوقّف المخرج الألماني ?رنر هرتزوغ عن العمل وهو أنجز في عامين فيلمين تسجيليين نجد كلاهما أصبح متوفّراً على أسطوانات.
الفيلمان هما «كهوف الأحلام المنسية» (2010) و«في القاع» (2011) وبقدر ما ينتميا إلى السينما التسجيلية بقدر ما هما متباعدان كموضوع وفي بعض الحالات كأسلوب أيضاً.
«كهوف الأحلام المنسية» عندي هو الأكثر أهمية وفيه ذلك الصنو من المستوى الشعري الداكن الذي اشتهر به المخرج في بعض أعماله السابقة. لكن أهميّته ليست عذراً للإعجاب المطلق به. ما لدى المخرج في هذا الفيلم هو مادّة قليلة منثورة على ساعة ونصف من العمل. هنا يكمن ضعف جوهري بالكاد ينجح هرتزوغ في تفاديه. رغم ذلك، هو عمل مهم لمن يبحث في التاريخ والتاريخ الذي تنتمي إليه سينما- ما قبل- السينما.
«كهوف الأحلام المنسية» هو عن الاكتشافات التي تمّت سنة 1994 في جنوب فرنسا. بعض الجوّالين وهواة الرحلات البريّة اكتشفوا مغارة عميقة في جبال شوفيه وعندما دخلوها مستطلعين وجدوا رسومات على الجدران تصوّر حيوانات عديدة (ثيران وجياد ووحيد قرن الخ…) في أوضاع شتّى. في بعض أنحاء تلك الكهوف تنتشر عظام دبب. وما أن تم إعلام السلطات بذلك حتى قامت هذه بإقفال الكهف بباب حديدي وحددت عدد زوّاره ببضعة باحثين وعلماء وأوجدت ممراً يمشي فوقه هؤلاء حفاظاً على التربة ذاتها وما فوقها من آثار او بقايا، وعلى الرسومات من اللمس والتلاعب. ?رنر هرتزوغ هو السينمائي الوحيد الذي سُمح له ولمصوّره بالدخول إلى المغارة بعد اكتشافها وهما صوّرا ما هناك بإمعان شديد وبرغبة تشمل التعريف وطرح التساؤلات المتعاقبة.

فرنر هرتزوغ

واضح أننا أمام اكتشاف مهم، ذلك أن الرسومات كانت انعكاسا لفنانين أوائل عمدوا إلى التعبير عن رؤيتهم "الواقعية" للحياة. لاحظوا الخيول والحيوانات الأخرى ورسموها. لكنهم أيضاً لاحظوا أيضاً الرغبة في التعبير عن خصوبة الحياة وحركتها. يلاحظ هرتزوغ الذي يعلّق على الفيلم بلكنته الألمانية أن أحد هذه الرسوم التي تظهر حصاناً ثم ترسم فوقه بضعة خطوط فوق ظهره بدا كما لو كان رغبة في تصوير حركة ما يذكّره بالرسوم المتحركة الأولى. هذا جائز جدّاً. هذه الكهوف، التي تعود رسوماتها إلى نحو 35 ألف سنة لا تصوّر آدميين ولا الأرض فيها رفاتاً آدمية، لكن الملاحظة التي تبقى في البال هو ما يقوله المخرج بنفسه، فنحن "مقفولون داخل التاريخ، بينما ذلك الإنسان كان حرّاً من التاريخ".
المشكلة التي يواجهها الفيلم هي أن المادة لا تكفي من ناحية ثم ما تم اكتشافه منها هو أيضاً غير كاف. لا يستطيع الفيلم، والعلماء الذين استعانت الحكومة بهم، سوى التأكيد على حقائق قليلة والعديد من الافتراضات. وإذ عالج المخرج الفيلم بالأبعاد الثلاثة إلا أن ذلك لم يكن مهمّاً على الإطلاق. ما كان يستطيع أن يفعله هو ربط هذا الموضوع باكتشافات أخرى (فرنسية وإسبانية) أظهرت اكتشافات مماثلة مع ميزة ربما كانت أهم: في أحد الكهوف الإسبانية هناك حكاية مروية برسومات متعاقبة وثقباً في جدار الكهوف للخارج كانت بمثابة بؤر تصوير أول. الرسومات عنت ولادة أوّل أصل مسرحي/ سينمائي في التاريخ، إذ بدت مرسومة لكي تسرد قصّة ما لجمهور متابع.
فيلم هرتزوغ الثاني «في الهاوية» مختلف كلّـيّـاً. بينما يتناول الأول التاريخ، يعود الثاني إلى الحاضر: المخرج الألماني يتناول حقيقة أن ولاية تكساس لديها أكبر نسبة من المحكوم عليهم بالإعدام بين الولايات الأميركية الأخرى. في الحقيقة لديها حاليا 324 شخصاً محكوم عليهم بالإعدام وفي العام 1982  ?كان عدد الذي تم تنفيذ الحكم بهم فعلاً وصل إلى رقم قياسي: 473 شخصاً
من فيلم عند باب بيت الإعدام
??.?
فيلم هرتزوغ يتعامل مع هذا الوضع مباشرة ويركّز بحثه حول شخص آيل إلى الإعدام ارتكب ، وشريك له، جرائم قتل اعترف بها. يقوم الفيلم أساساً على مقابلات معه، ومع بعض أقاربه وأقارب الضحايا الذين سقطوا. في الفيلم يذكّـر المخرج الألماني المتّـهم (الذي تم تنفيذ الإعدام به بعد ثمانية أيام من المقابلة) قائلاً: "حقيقة أنني أجري معك مقابلة لا تعني أنني استلطفك، لكني أحترمك كإنسان وأعارض مبدأ تنفيذ حكم الإعدام".
للأسف، هذه المعارضة هي كل ما لدى الفيلم قوله على صعيد المواقف، وهذا أقل مما قالته أفلام أميركية تسجيلية أخرى، أحدها بعنوان «عند باب بيت الإعدام» أخراج ستيف جيمس وبيتر غيلبرت. لا يملك أي من هذين المخرجين شهرة هرتزوغ لكنهما حققاً فيلماً أفضل حول الموضوع الذي يدخل في صلب السياسة الداخلية للحكومة المحلّـية كما للنظام الأميركي بأسره. 
كذلك، في حين أن فيلم هرتزوغ يقدّم شخصاً محكوم بالإعدام لجرائم ارتكبها باعترافه، فإن ما يجعل «عند باب بيت الأعدام» عملاً مؤثراً أكثر هو أن المتّـهم المنوي إعدامه ربما كان بريئاً بالفعل. هذا إلى جانب أن فيلم هرتزوغ يترك مسافة باردة بينه وبين الموضوع الذي يبحث فيه.


تقييم الأفلام بلمحة

The Caves of Forgotten Dreams ?***?
Into The Abyss ?**?
At the Death House Door ?***?

 

الى الأعلى
تعليقات القراء: + - 
التعليقات لا تعبر إلا على رأي أصحابها.
  تعليقك على الموضوع:
الاسم:*
البريد الإلكتروني:
عنوان التعليق:*
محتوى التعليق:*
(*) هذه الحقول مطلوبة