برامج اليوم
09:30 شارع محمد علي
يعرض الآن على شاشة الجزيرة الوثائقية 10:00 سحر النغم
11:00 في الواجهة
12:00 حقول ألغام في الفضاء
13:00 الاسلامو فوبيا
14:00 اطفال جولو
15:00 فنون مضيئة
16:00 اكثر الاحلام غرابة
17:30 من تصميم الحب
18:00 عشب غانا
اقرأ المزيد في (المجلة)
المجلة
أرسل الى صديق طباعة Share article
سينمائيو الحرية : في توثيق للثورات الشعبــــية
آخر تحديث : الاثنين 09 ابريل 2012   13:04 مكة المكرمة

يقال إن كل شعب يتأقلم و طبيعة المجتمع الذي يحيا و يعيش فيه، ويخوض صراعاته اليومية والتاريخية بالوسائل المتجددة عبر الزمن وعبر تجربة المجموعة في التاريخ. فالمتغيرات غير ثابتة و كذلك الأساليب. والمتأمل في عصر الحديث يرى أن من الأسلحة التي بات يحارب بها أبناء الألفية الجديدة، التكنولوجيات الحديثة التي قالت كلمتها و أثبتت جدارتها في أكثر من مجال، فكانت الشاهد المستنطق في كل حين و مرة على ما يحدث من انتفاضات، احتجاجات و ثورات شعبية في عز الربيع الذي أتى هذا العام متقلبا على حين غرة، فبالأمس كانت الذاكرة الحية للإنسان الشاهد الوحيد على أقوال صاحبها و أفعال غيره، بينما يستنجد اليوم العبد الضعيف بالتكنولوجيات الحديثة و المتطورة كدليل على صحة أقواله على ما يفعل غيره، وبالتالي كتابة التاريخ اليوم تخضع لتوثيق حديث غير الذي عهدناه سابقا، إذ يتم باستعمال الهواتف المزودة بأحدث التقنيات والكاميرات التي كانت للثورات بالمرصاد منذ شرارتها الأولى، فجمعت هتاف الثائر و شهدت على حديث المسجون، الهارب و الغائب، و رصدت ردة فعل المتفرج و المشاهد، وصنعت الفارق بين المؤيد و المعارض، و غيرت مسار السينما العربية بالداخل و الخارج، فكل يوم يأتي بجديده، بإيجابه و سلبه، و في كثرة السؤال يغيب الجواب، و بعد مضي أزيد من عام على اندلاع ثورات الربيع العربي نتوه بين السؤال و السؤال، بحثا دائما عن الجواب ومن الأسئلة التي تفرض نفسها اليوم : هل كان المخرج العربي في موعده لتوثيق و تأريخ حاضر أمته و هموم شعبه أم ترك الكلمة للشباب و الهواة ؟ كمخرج هل وثق لأحداث الربيع العربي أم احتفظ بصفة و صيغة المواطنة ؟ ما أنتجه لحد الآن من أفلام هل هي ردة فعل عفوية أم رغبة و إرادة قوية في التعبير عن حلم التغيير و بحث الشعوب عن الحرية ؟ كيف نستفيد من توثيق ثورات الربيع العربي و فيما تخدمنا ؟ وهل الاهتمام بالثورات حالة فرضها الواقع معرضة للزوال أم أنها بداية لرؤية سينمائية جديدة و فنية تقوم أساسا على ما هو واقع ؟ و كيف يمكن للمخرج غدا التمييز بين ما هو موجود على الساحة من وثائق سمعبصرية و بين ما يحتاجه لبناء صورة فنية عن شهداء الثورات الشعبية ؟


توثيق الثورات لمستقبل سينمائي معلوم الهوية

لما يفتح النقاش و يثار موضوع كهذا نجد أن الآراء متقاربة جدا ربما بحكم الماضي، الحاضر والمستقبل المشترك لشعوب البلاد العربية التي تعيش اليوم على وقع الثورات والانتفاضات الشعبية، وباعتبار أن السينما المصرية مدرسة قائمة بحد ذاتها و رائدة عربيا، وبحكم أن مصر شملها التغيير أيضا بعد تونس، لا بد لنا أن نتساءل عن مدى اهتمام و إقدام سينمائيو مصر هواة و محترفين بتوثيق ما حدث منذ تاريخ 25 يناير و ما يحدث لحد الآن في عديد المدن المصرية، والإجابة عن هذا السؤال جرتنا إلى طرح أسئلة أخرى لعلنا نجد لها جوابا عند الإعلامي و الناقد المصري أشرف نهاد، الذي أكد في البداية أن التوثيق للثورة و لكل ما كان يحدث في الميدان من حركات احتجاجية بدأ منذ اليوم الأولى، حيث واكبت كاميرا العام و الخاص يوميات الثورة، التي تأججت بل وصلت ذروتها لحد الآن باستخدام التكنولوجيات الحديثة كالموبايل، و هذا ما ساعد على توثيق اللقطات الحية و الصورة الحقيقية للأحداث فور وقوعها مما يعطي مادة قوية جدا للمخرجين و صناع الأفلام الوثائقية للعمل على هذه المادة و تصنيفها و البدء في رواية ما حدث سينمائيا في المستقبل القريب أو البعيد، كون السينما على وجه الخصوص و الفن عموما اليوم أصبح أرشيف معترف به و بما يقدمه و بتأثيره المباشر في نفسية الأفراد، ما دام به دليل الصوت و صدق الصورة و ما دام فيه مصداقية و تناول للحقائق التاريخية بكل موضوعية.
و بما أنه يتوجب أن يكون الطرح المستقبلي لواقع اليوم موضوعيا فهل يكفي الاعتماد على ما صوره الشباب و ما تبثه القنوات والفضائيات يوميا كمصدر لتأريخ تلك الوقائع و الأحداث في شكل أفلام سينمائية مستقبلا و العودة إليها كلما دعت الضرورة ؟ و عن هذا أجاب الناقد المصري ''أشرف نهاد'' قائلا: '' أعتقد أن الاعتماد على ما تبثه القنوات التلفزيونية و ما يتم تداوله بشكل يومي و مستمر على الوسائط الاجتماعية، يمكن اعتباره إلى حد كبير مصدرا موضوعيا لتوثيق الأحداث يمكن العودة إليه مستقبلا، لكن في حال الاستعمال الجيد للمادة الموجودة بين أيديهم، و من جهة أخرى هناك من  المخرجين في مصر أو في تونس من صور ما حدث في ميادين التحرير بكاميراتهم لأرشيفهم الشخصي، لكن يبقى الأهم هو مشاركتهم في هذه الثورات و الاحتجاجات الشعبية فيكفي التزامهم بالمهنية في التصوير و التوثيق وهذا لم يقتصر على المخرجين بل أيضا بالنسبة للثوار و المحتجين.
و يصف الكثير من السينمائيين الأفلام التي صورت و أنتجت خلال الثورات الشعبية بالاستعجالية، لعدم تقيدها بشروط و مقاييس الصناعة السينمائية السليمة، و يبدو أن الناقد ''أشرف نهاد'' يتفق مع هذا الرأي، و يختلف معه في بعض التفاصيل، أو بالأحرى بتعقيب بسيط و توضيح مهم في نفس الوقت، إذ يرى أنه من الضروري أن نوثق لما حدث من جانب الثوار والمحتجين فلا نستطيع أن نصل إلى ما حدث في الجانب الآخر و عند الطرف الآخر أي عند الحكام السابقين الهاربين أو المخلوعين و بالتالي سنأخذ وقت طويل لتقديم وجهات النظر، لكن على الأقل يجب أن نوثق ما حدث أو نوثق لمرور وما فعله زعماء أو قادة و مفجري هذه الثورات العربية التي يقول أعداؤها أنها ثورات بلا عقل وبلا قادة وأنا أختلف معهم تماما، بل كان هناك قادة فضلوا التنحي بنبالة و بأخلاق الفرسان عن قيادة هذه الثورات، وفي المقابل يجب أن نقدم رموز هذه الاحتجاجات بشكل سينمائي راقي يليق بأبطالها مثل خالد سعيد في مصر و محمد بوعزيزي في تونس وغيرهما من الثائرين والثائرات ضد سياسة الظلم و طغيان الحكام.

 توثيق للأحداث بعد التحليل و التعليل

اختلاف تحليلات السينمائيين من مخرجين، نقاد وأكاديميين للوضع والنظرية التي فرضها الواقع، لا يعني أن التقارب في الآراء احتمال غير وارد، إذ يرى المنتج والمخرج التونسي ''رضا الباهي'' أن التوثيق للثورات سواء بتونس أو بمصر بدأ منذ اليوم الأول للمظاهرات، على أيدي شباب استغل الفرصة، أخذ الكاميرا و بدأ يصور في تلك اللحظات الهامة و الحاسمة في تاريخ الأمة، ربما ليس بنية التوثيق، غير أن التوثيق في النهاية تحقق سواء بشكل إرادي أو غير إرادي، لكن الشيء الأصعب باعتقاد ''رضا الباهي'' كيف تدخل الأحداث الأخيرة للثورات والمتغيرات التي تحصل يوميا للوجدان لكي تظهر وتترجم في شكل سيناريوهات، أفلام و قصص نابعة من عمق الحقيقة، لا تعتمد فقط على نقل الحدث، و بالتالي يجب  استغلال ذلك بشكل جيد، فني وعقلاني، وهذا يتطلب وقتا ومسافة بين الحدث و صياغة السيناريو لينتج لنا مادة سينمائية، تكون قد أسهمت التكنولوجيات الحديثة وإلى حد كبير في تكوينها و بعث الصورة الفعلية لما يحدث على أرض الواقع، بعد أن أعطت التكنولوجيات المتطورة صدى بعيد للأحداث و فضحت الأنظمة الفاسدة، وعلى حد تعبير ''رضا الباهي'' فإنها سهلت المأمورية و شكلت الطرف الثاني لنجاح الثورات رغم أن هذه الأخيرة لما قامت و الشعوب، خرجت و انتفضت وقالت ''كفاية'' في مصر و ''ديقاج'' في تونس، أو ''ارحل'' في اليمن، لم تكن الكاميرا شغالة بل الشباب هو من عرض نفسه و صدره لكل أشكال العنف الممارسة.
و بما أن ''رضا الباهي'' من المخرجين التونسيين الكبار و المخضرمين، وبانتمائه لتونس و تواجده بها خلال فترة اندلاع ثورة الياسيمن أردنا أن نعرف إن كان استغل فرصة التوثيق و التأريخ لتلك المرحلة، على غرار أبناء جلدته و قام بتصوير جانب من الأحداث فقال أنه: ''من غير المعقول بل حرام أن يرى السينمائي حيه يهتز و نظاما جثم على صدره يسقط و لا يوثق لما يراه من أحداث ستدخل التاريخ، أنا شخصيا لم أصور المظاهرات لكن جلب انتباهي موضوع أو واقعة حدثت قبل الثورة بيوم لما قاموا بفتح السجون، فهناك مساجين فروا و آخرين أجبروا على الخروج رغما عنهم، فانا أردت أن أفهم الموضوع و ماذا حصل، فأخذت الكاميرا و اتجهت لمدينة ''سوسة'' وصورت ساعات طويلة، وعملت لقاءات مع المساجين الذين هربوا أردت أن أعرف منها لماذا كانوا مسجونين، ولماذا هربوا، لكن عكس ما يفعله الكثير باتجاههم لعملية المونتاج بعد الانتهاء من التصوير، أنا قلت لا.. لابد أن أفهم أولا، فلم تكن نيتي أو رغبتي أن أجري وراء الأحداث، و لحد الآن لم أقم بعملية مونتاج للفيلم لأني أريد أن أحلل ذلك وأفهمه وأتعمق في تفاصيله، وهذه من المواضيع التي تهمني، هناك أسئلة عدة تنتظر الإجابة، لماذا هذا الفيلم و لم يصلح ؟ أما ما قام به الغير من تصوير و مونتاج للمادة المسجلة فهو يعتبر جهدا شخصيا، و أخذه لقاءات و مقابلات على السريع هي مبادرة طيبة يمكن جدا أن تستعمل وتستغل كوثيقة، لكن لا يمكن إدراجه ضمن قائمة الأفلام السينمائية أو تسميته شريطا وثائقيا، غير أنه يصلح كأرشيف يعود إليه من يحتاجه فيما بعد، فالإجماع اليوم والاهتمام قائم على ضرورة جمع أكبر قدر ممكن من الوثائقيات التي سيتم الاشتغال عليها مستقبلا، لأن السينما هي رسالة أولا و قبل كل شيء و أمانة وتقديم أفلام سينمائية عن ثورات الربيع العربي في هذا الوقت بالذات لا يزال مبكرا.

كامل المقال

الى الأعلى
تعليقات القراء: + - 
التعليقات لا تعبر إلا على رأي أصحابها.
  تعليقك على الموضوع:
الاسم:*
البريد الإلكتروني:
عنوان التعليق:*
محتوى التعليق:*
(*) هذه الحقول مطلوبة