برامج اليوم
00:00 نورمان فنكلستين
01:00 أحلامنا : من الألم إلى الأمل
02:00 محطات موسيقية
يعرض الآن على شاشة الجزيرة الوثائقية 03:00 بنات الكورال
04:00 اسطورة الريف
05:00 أرشيفهم وتاريخنا
06:00 من عمق الارض
07:00 الإسلاميون
08:00 العرب والترك
09:00 عبودية الآجر
اقرأ المزيد في (سينمات)
سينمات
أرسل الى صديق طباعة Share article
مهرجان سينمائي في مدينة العدالة
آخر تحديث : الاثنين 02 ابريل 2012   11:23 مكة المكرمة

أمستردام – محمد موسى

إختتمت في الثامن والعشرين من شهر مارس، في العاصمة السياسية الهولندية "لاهاي"، دورة جديدة من مهرجان ( الافلام التي تعني شيئا)، وهو المهرجان الاكبر في العالم الذي يتخصص بعرض الافلام التسجيلية والروائية من التي تركز على قضايا انسانية واجتماعية.
يقوم المهرجان، وبالاضافة الى عروض الافلام السينمائية، بتنظيم ندوات ومؤتمرات، يتعرض بعضها الى قضايا اثيرت في افلام المهرجان. ويستضيف احيانا شخصيات من الافلام التسجيلية التي عرضت في مسابقاته وبرامجه، ليستكمل معها الجدال الذي بدئته الافلام. كما يحتفي المهرجان بناشطي القضايا السياسية والاجتماعية، الذين يظهرون في بعض افلام المهرجان، بل ان جائزة المهرجان الرئيسية ( الفراشة الذهبية ) تذهب لناشطين عوضا عن مخرجين.
وترجع بدايات المهرجان الهولندي الى منتصف التسعينات من القرن الماضي، حيث بدأ كمهرجان سينمائي دولي لمؤسسة العفو الدولية، قبل ان يتغير اسمه قبل سنوات، الى مهرجان ( الافلام التي تعني شيئا)، متخليا عن جمود الاسم الاول، والذي يشير بحدة الى الطابع التحريضي والدعائي المباشر الذي يرتبط بالمنظمة الانسانية المباشر. كذلك انتقل المهرجان الى مدينة لاهاي الهولندية، الى مكان جديد ليس بعيدا عن بناية محكمة العدل الدولية، ليكتسب المهرجان مع هذا الانتقال بعدا رمزيا، بمجاورته للمحكمة الشهيرة التي تنشد العدل في العالم.


لكن التغيير الذي أطاح بالاسم القديم لم يقترب من البرمجة الخاصة بالمهرجان، والتي تنفرد باخلاصها للافلام التي تهتم بالمهمشين اينما كانوا ، دون الالتفات الى الجنس او العرق. كما إن الاختيار في المهرجان يتجه تماما الى الافلام التي تقدم شخصيات تصارع حكومات فاشية، نظم اجتماعية ظالمة، وتسلط ذكوري مقيت. لذلك من الصعب كثيرا العثور بين برامج المهرجان المتنوعة، على افلام ذاتية، فالالم الذي تحمله تلك الشخصيات، يجب ان يكون جزء من "ألم" جماعي، ليكون من الممكن وقتها، التفكير بحلول عامة، " نظرية" على الاقل، لمشاكل تلك المجتمعات، وهي الغاية الاساسية للمهرجان، والتي يشير اليها الاسم الجديد للمهرجان، والذي يتضمن نوعا من المشاكسة المرمزة.
تشير الافلام الفائزة بجوائز هذا العام الكبيرة، على التنوع الذي تتضمنه الافلام، سواء في المواضيع المقدمة، او توزيعها الجغرافي، فالفيلم الذي فاز بجائزة الجمهور " أستسلم في الغد " للمخرجين مايكل كولينز و مارتي سوجوكو، يقدم قصة الصراع الطويل الذي خاضته اسرة شاب فلبيني اتهم بجريمة قتل شهيرة قبل 14 عاما لاثباب براءة الابن، في بلد يعاني من الفساد الاداري، وهيمنة اعلام الاثارة.
في حين حصل فيلم " 5 كاميرات مكسورة " للمخرجين الفلسطيني عماد برناط والاسرائيلي جاي دافيدي، على الجائزة الثانية في مسابقة الفراشية الذهبية، اضافة لجائزة الطلبة. ويقدم الفيلم، الذي جال على عدة مهرجانات تسجيلية حول العالم، قصة الصراع السلمي الطويل الذي يخوضه المصور الفلسطيني ضد الجدار العازل الاسرائيلي الذي يقطع اوصال قرية بلعين التي يعيش فيها المخرج مع عائلته الصغيرة.
وتعرض الفيلمان الذي تقاسما جائزة الفراشة الذهبية للجهود التي تبذلها مجتمعات صغيرة  للبحث عن حياة عادلة من على طرفي العالم، ففيلم " تصاعد المقاومة" للمخرجين بيتنا بورجفيلد، ديفيد برنيت، يعود الى قصة الاستغلال القديمة الحديثة، هذه المرة في البارغواي في قارة امريكا الجنوبية، والصراع الذي يقوده فلاحيين ضد اقطاعيين اثرياء يقومون باستهلاك الأراضي الزراعية هناك. هذا الصراع يشبه ذلك الذي قدمه فيلم "عزيزي مانديلا" للممخرجين دارا كيل و كريستوفر نيزا، والذي ينغمس فيه سكان ضاحية فقيرة في جنوب افريقيا يسعون للحصول على منازل صحية، بدل تلك التي ازالتها الحكومة هناك في عام 1994.
اما جائزة مسابقة "عدل الكاميرا" فذهبت هذا العام الى فيلم " جرائم الحب في كابول" للمخرجة الايرانية تانز اشهان، والذي يذهب خلف قضبان سجن افغاني ليقدم من هناك قصص نساء وفتيات افغانيات محبوسات هناك بسبب اتهامهن باقامة علاقات جنسية. اما جائزة " موفيسكاود " فنالها الفيلم التسجيلي " اي ويوي- أبدا قصة " للمخرج اليسون كلايمان عن الفنان التشكيلي الصيني الشهير اي ويوي.
واذا كان معظم افلام المهرجان الهولندي، والذي حضره ما يقارب العشرين الف متفرج هذا العام، تهتم بمشاكل العالم الثالث، الا انه لم يغفل تماما مشاكل دول اوربية، وخاصة في الجزء الاوربي الشرقي، والذي لازال يحاول اللحاق بجيرانه من الدول التي تحمل نظم ديمقراطية متطورة. ففيلم "مدرستنا " للمخرجة والنشطة الاجتماعي مونا نيكورا يتعرض للتفرقة العنصرية التي يتعرض الاطفال الغجر في رومانيا. كما تناقش افلام تسجيلية عدة موضوعة المثلية الجنسية في الدول التي قامت على انقاض الاتحاد السوفيتي، اذ يخصص المهرجان تظاهرة سنوية خاصة للافلام التي تتعرض لموضوعة الاضطهاد الذي يتعرض له المثليين الجنسين حول العالم. كما يعرض في برامج موازية، أفلام بموضوعات مرض الايدز، التعليم، حقوق المرأة.

ثورات عربية
وسارت الدورة الاخيرة من مهرجان (الافلام التي تعني شيئا) على خطى معظم المهرجانات السينمائية الاوربية لهذا العام، بتخصصيها تظاهرة للافلام التي تناولت الثورات العربية، فعرض المهرجان الهولندي افلام روائية انتجت قبل ثورات العام الماضي، لكنها تشير الى حال مجتمعات عربية قريبة على الانفجار، مثل: فيلم القاهرة 678 والذي كتبه واخرجه المصري محمد دياب، فيلم مايكرفون للمصري احمد عبد الله. كما عرض المهرجان افلام من نتاجات العام الماضي هي: "وهلا وين" للبنانية نادين لبكي، "نبع النساء" للمخرج الروماني رادو ميهاليان ، عن قرية خيالية تقوم بها النساء العربيات بالامتناع عن ممارسة الجنس مع ازواجهن لاجبارهن على تحقيق رغباتهن.


وعرض في التظاهرة العربية ذاتها فيلمان تسجيليان عن الثورات العربية بتوقيع مخرجيين اجانب، رافقوا لاشهر طويلة شخصيات عربية اثناء فترات الثورات العربية العاصفة، فعرض فيلم المخرج التشيكي بيتر لوم ( والذي خصص له المهرجان تظاهرة خاصة لافلامه التسجيلية المتميزة ) " العودة الى الساحة"، والذي يسجل فيه عودة مصريين الى ميدان التحرير، بعد عام من انتهاء الثورة المصرية، احتجاجا على المجلس العسكري الذي يحكم البلد. كما عرض فيلم ( صفر صمت) للمخرجين رزفي قباني، جوني فون الستروم و ألكسندرا ساندلز والذين يتابعون من ثلاث دول عربية ( تونس، مصر، لبنان )، تخلص العرب من إرث الخوف الذي كان يفسد حياتهم وبلدانهم في الماضي.
وعن المرأة السورية، عرض ضمن التظاهرة ذاتها فيلم " الضوء في عينيها " والذي يعد مفاجاة كبيرة بحميميته وشجاعه صانعيه، اذ يرافق سيدة سورية تعمل مدرسة في مدرسة للبنات، ومحاولتها للوقوف بوجه الضغط الذي تواجهه الفتيات في مدرستها من مجتماعتهن للبقاء في البيت، وتربية الاطفال، متذرعة بتفاسير مختلفة للنص القرآني.
وبعيدا عن الثورات العربية، عرض المهرجان افلام بموضوعات عربية ، واخرى يقف خلفها مخرجين عرب، فتم عرض فيلم ( في أحضان أمي) للاخوين العراقيين محمد وعطية الدراجي، فيلم ( حبيبي رأسك خربان) للمخرجة اللبنانية سوزان يوسف، فيلم " كيف تبدأ ثورة" للمخرج ريوريا ارو والذي يركز الانتباه على البروسفور جين شارب، والذي اصدر في عام 1993 الكتاب الشهير ( من الديكتاتورية الى الديمقراطية)، وكيف يمكن تطبيق افكار الكتاب على ما شهدته منطقة الشرق الاوسط من ثورات العام الماضي، كما عرض فيلم المخرج الكندي دينيس فيلنيف "حرائق"، والذي يقدم قصة مأساوية من الشرق العربي ، دون ان يحدد المخرج هوية البلد الذي تقع فيه الاحداث.

الى الأعلى
تعليقات القراء: + - 
التعليقات لا تعبر إلا على رأي أصحابها.
  تعليقك على الموضوع:
الاسم:*
البريد الإلكتروني:
عنوان التعليق:*
محتوى التعليق:*
(*) هذه الحقول مطلوبة