برامج اليوم
09:00 فنون مضيئة
10:00 اكثر الاحلام غرابة
11:30 من تصميم الحب
12:00 عشب غانا
13:00 الاسلامو فوبيا
14:00 العرب والأتراك
15:00 امهات عازبات
يعرض الآن على شاشة الجزيرة الوثائقية 16:00 مسلمو بولونيا
17:00 ارض الاجداد
18:00 موريتانيا : إذ تغني
اقرأ المزيد في (متابعات)
متابعات
أرسل الى صديق طباعة Share article
"تورا بورا": رحلة روحية إلى مجاهل العنف والجريمة
آخر تحديث : الاثنين 16 ابريل 2012   10:06 مكة المكرمة


صحوة العقل، ووخزة الضمير الإنساني في اللحظة المناسبة

دبي: عدنان حسين أحمد
أفتتح مهرجان الخليجي السينمائي دورته الخامسة بفلم "تورا بورا" للمخرج الكويتي وليد العوضي. وقد اشترك في تمثيله نخبة من نجوم السينما الكويتية خاصة والعربية بشكل عام مثل سعد الفرج، أسمهان توفيق، خالد أمين، عبدالله الطراروة، العربي الساسي، قيس ناشف وآخرين لا يسع المجال لذكرهم جميعاً. لا شك في أن ثيمة الفلم الأساسية حسّاسة ومثيرة للجدل في واقعنا العربي. ففكرة التطوّع للجهاد ومقاتلة القوات الأميركية سواء في أفغانستان أو في العراق أو في أي بلد إسلامي آخر هي فكرة رائجة وتشغل بال العديد من العوائل في مجتمعاتنا الإسلامية.

غسل الأدمغة
يمكن اختصار القصة السينمائية لفلم "تورا بورا" ببضعة جمل مركزة مفادها أن "أحمداً" شاب ينتمي إلى عائلة كويتية مثقفة، وميسورة الحال. وقد بذل والداه جهداً كبيراً في تربيته وتعليمه، لكنه وجد نفسه فجأة في أفغانستان مدفوعاً بفكرة الجهاد ضد القوات الأميركية. وفي غفلة من هذه الأسرة المكونة من أبي طارق وأم طارق وشقيقه الدكتور طارق وصل أحمد إلى مدينة تورا بورا التي تسيطر عليها بعض المجموعات الدينية المتطرفة التي لا تتورع عن ممارسة الإرهاب ضد الناس الأبرياء، وتقتل من دون وازع أخلاقي الشيوخ والعجائز والأطفال، ويتعرض هناك إلى غسيل للدماغ بحيث تتغير قناعاته كلياً ولا يجد حرجاً في أن يقوم بأية عملية إرهابية تُسنَد إليه. وفي خضم هذا الغياب تنشغل أسرة أبي طارق برمتها، وتقلق على مصير ابنها أحمد فيقرر الأب أبو طارق "جسّد الدور بإتقانٍ عالٍ الفنان سعد الفرج"، وزوجته أم طارق "مثّلت الدور بحرفية شديدة الفنانة أسمهان توفيق، يقرر الأبوان السفر إلى أفغانستان، والقيام برحلة مليئة بالمخاطر إلى مدينة تورا بورا التي ينتقلان إليها عبر الحدود الباكستانية الأفغانية ويتحملان مشاق السفر بسيارة كبيرة تحمل البشر والحيوانات معاً.


وقبل الوصول إلى غايتهما يتعرضان إلى مخاطر جدية أوشكت أن تفضي بهما إلى الموت غير مرة، فلقد قُتل الدليل الذي كان يقودهما إلى تورا بورا في الطريق بحجة التجسس عليهم لمصلحة الأميركان والصهاينة، كما يتعرض للسجن والتعذيب دليل آخر بالتهمة ذاتها. تمرضت أم طارق بعد أن فقدت أدويتها التي وضعتها في حقيبتها اليدوية التي أخذها أحد أفراد طالبان، فيما سجن أبو طارق وتعرض إلى تعذيب شديد. قبل أن يصل الأبوان إلى غايتهما يلتحق بهما ابنهما الثاني الدكتور طارق ويصادف مشاكل جمة هو الآخر، بل ويصاب بطلق ناري في أثناء الهجوم على المعسكر الذي يسيطر عليه طالبان بمساعدة شيخ من شيوخ القبائل البشتونية التي تحمي الناس الذين يلوذون بها ويطلبون مساعدتها. وفي خاتمة المطاف يتمكن الأخ طارق من انقاذ أخيه أحمد وتجرى له عملية بدائية يخرجون فيها الرصاصة من ظهره، لكنه يظل بحاجة ماسة إلى عملية جراحية سريعة. وفي نهاية المطاف تأتي طائرة سمتية لتنقل مجمل أفراد هذه العائلة من منطقة الخطر إلى مكان آمن لكي يعودوا أدراجهم إلى الكويت بعدما لاقوه من المصائب والأهوال في هذه الرحلة المضنية والمحفوفة بالمخاطر الجدية.

الرؤية الإخراجية
لا شك في أن ثيمة هذا الفلم واقعية، وأن هناك الكثير مما أُتفق على تسميتهم بـ"العرب الأفغان" الذين "تأفغنوا" متأثرين بالفكر الجهادي ضد تواجد القوات الأميركية في كل مكان من هذا العالم. وما أحمد إلا أنموذج لهذا المثال، لكنه صحا في اللحظة المناسبة واكتشف أن "الأمير" "نفذّ الدور الفنان  العربي الساسي" قد اشتط بعيداً عن الخطوط الحمر التي يجب أن لا يتجاوزها حينما كلفه بتفجير نفسه في مدرسة أطفال لا غير، وأن الهدف المخطط لتفجيره ليس قاعدة عسكرية على الإطلاق. ما يريده المخرج في هذا الفلم أن هناك شباباً قد يصحون في اللحظة المناسبة، ويرفضون تنفيذ الأوامر التي يبلغون بها كما حصل لأحمد الذي رفض تنفيذ العملية الإرهابية. وعلى الرغم من تعرضه للضرب، والتعنيف الشديد، والإهانة إلا أنه أصرّ على موفقه، كما أفادته الظروف المحيطة به، وخصوصاً ما قام به الأبوان من رحلة شاقة في محاولة أخيرة لانقاذ ابنهم مما هو فيه. كما أن وصول طارق في الوقت المناسب هو الذي أنقذه من المأزق الحقيقي الذي يعاني منه، ولولا الهجوم الذي شنّه الشيخ البشتوني وجماعته لكان أحمد في عداد الأموات خصوصاً وأن المهلة الزمنية التي مُنحت له كانت قصيرة وغير محمودة العواقب. لقد حقق المخرج وليد العوضي رؤيته الإخراجية التي تعالج ومضة الصحو التي تبرق في ذهن الضحية المُغرر بها، كما أراد القول بأن الأُسر الحريصة على أبنائها لا تترك فلذات أكبادها تتخبط تحت هذه التأثيرات الدينية المشوهة التي تفضي حتماً إلى نتائج كارثية للضحايا وعوائلهم في آنٍ معاً.

لابد من الإشارة إلى الجهود الجهيدة التي بذلها الممثلون أنفسهم، تحت إدارة المخرج طبعاً، في تأدية أدوارهم بحرفية عالية أقنعت غالبية المشاهدين والنقاد. وتجدر الإشارة في هذا المضمار إلى أن المصور هو الشخص الوحيد الذي كان في أدائه نوعاً من المبالغة التي لا تنسجم مع أجواء الحرب المليئة بالصخب والعنف. وكان على المخرج أن تنبه إليه ويخفف من وطأة هذه المغالاة غير الضرورية التي لا تنسجم مع أجواء الحروب المعروفة. لابد من الإشادة بدور الفنان سعد الفرج الذي بدا مقنعاً جداً، وكذلك الفنانة أسمهان توفيق التي وجدت نفسها في هذا المأزق الحرج، لكنها انسجمت معه وقدّمت شكلاً مقبولاً للأم الكويتية التي تركت الغالي والنفيس بغية إنقاذ ولدها من موت محقق دون مسوغات مقنعة. وعلى الرغم من أن مواقع التصوير لم تكن في أفغانستان نفسها، إلا أن اختيار المخرج لهذه المواقع المناسبة في المغرب قد منحت الفلم جماليات مضافة تشي بالأمكنة الأفغانية وتوحي بها في الأقل. وفي الختام لابد من القول بأن هذا الفلم يعد إضافة حقيقية للسينما الكويتية، والعربية بشكل عام لأن فيها نخبة من الممثلين العرب الذين تألقوا في الأدوار المُسندة إليهم. كما يجب التذكير بأهمية التصوير وبراعة المصور السينمائي راكيل فرنانديز الذي قدم لنا لقطات ومشاهد غاية في الحرفية والروعة والإتقان، كما لعب المونتير أليخاندرو لازارو دوراً مهماً في تكثيف لقطات الفلم ومشاهده بحيث لم نشعر بالحشو والترهل والإطالات غير المبررة. أما الموسيقى التي نفذها رعد خلف فقد كانت متناغمة مع مناخات الفلم وأجوائه الداخلية. بقي أن نشير إلى أن المخرج وليد العوضي قد أنجز عدداً من الأفلام الوثائقية والقصيرة نذكر منها "لحظة من الزمن"، "صمت البراكين"، "هاتف الكويت"، "سدرة" و "أحلام بلا نوم". وقد حاز على بعض الجوائز المهمة خلال مشواره الفني.

الى الأعلى
تعليقات القراء: + - 
التعليقات لا تعبر إلا على رأي أصحابها.
1   هزلت
مازال الاعلام يكذب     الاثنين 16 ابريل 2012   19:51  مكة المكرمة 
وهل هذا الفلم يتحدث عن قصة واقعية او من خيال مخرجنا الفاضل لكي نعلم عن حقيقة الوضع فان كانت قصة حقيقةفنريد ان نعلم لمن القصة وان كانت من خيال المخرج فما مدى نضج ثقافة المخرج. كل ماسبق لكي نفرق بين الحقيقة وبين الااذيب التي دمرت الامة .
  تعليقك على الموضوع:
الاسم:*
البريد الإلكتروني:
عنوان التعليق:*
محتوى التعليق:*
(*) هذه الحقول مطلوبة