برامج اليوم
09:00 فنون مضيئة
10:00 اكثر الاحلام غرابة
11:30 من تصميم الحب
12:00 عشب غانا
13:00 الاسلامو فوبيا
14:00 العرب والأتراك
15:00 امهات عازبات
يعرض الآن على شاشة الجزيرة الوثائقية 16:00 مسلمو بولونيا
17:00 ارض الاجداد
18:00 موريتانيا : إذ تغني
اقرأ المزيد في (متابعات)
متابعات
أرسل الى صديق طباعة Share article
"أرض الدراما" بلا دراما تلفزيونية
آخر تحديث : الثلاثاء 17 ابريل 2012   10:34 مكة المكرمة

التقصير رسمي واستثماري وفني أيضا

سعيد أبو معلا/ رام الله

في أواخر الأسبوع الماضي - وتحديدا في يومي الثلاثاء والأربعاء- طفى على السطح حديث الدراما التلفزيونية الفلسطينية التي لم تولد بعد من خلال ورشة عمل استمرت يومين متتاليين نظمتها وزارة الإعلام والجمعية الفلسطينية للفنون السينمائية.
الورشة المستحقة موضوعا والمتأخر سنوات كثيرة حملت عنوان: "الدراما الفلسطينية- إعلام الشعوب النافذ" هدفت إلى تشجيع الدراما المحلية من خلال تشجيع الإستثمار في مجالها على أرض الوطن (الضفة الغربية)، وبحث آليات التعاون بين مؤسسات الإنتاج العربية والفلسطينية.
بدا واضحا في الورشة أن فلسطين التي تشكل أحد المصادر الرئيسية لحكاية الحضارة ببعديها التاريخي والراهن، كما تشكل مصدرا ملهما للكتاب والمبدعين، وهي في الوقت نفسه النقطة الساخنة للخبر السياسي، بدت غائبة في انتاج الدراما محليا رغم وجود سلطة فلسطينية على أرض فلسطين بموؤسساتها الثقافية والإعلامية والفضائية منذ أكثر من 15 عاما.
تلك النقطة التي تتمحور حول التقصير الرسمي في انتاج دراما فلسطينية تصنع في الأرض الفلسطينية وتقدم الأرض والسكان الفلسطينيين نالت نصيب الأسد من النقاش والحديث.
فكل الكلمات التي قيلت من مسؤولين فلسطينيين في مؤسسات مثل الإعلام والثقافة كانت في ذات السياق وتؤكد التقصير بدءا من كلمة المتوكل طه، وكيل وزارة الاعلام السابق، ووكيل وزارة الإعلام الحالي محمود خليفة، وصولا إلى وزيرة الثقافة سهام البرغوثي، إلى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومسؤول الإعلام الرسمي ياسر عبد ربه.

                                       من اجواءالورشة

ويمكن أن ندرك ذلك إذا ما عدنا قليلا للخلف لنكتشف أن منظمة التحرير الفلسطينية قامت بانتاج مسلسل درامي في سبعينيات القرن الماضي حمل عنوان "بأم عيني" فيما لم تنجز عملا دراميا حقيقيا خلال السنوات العشرين الماضية.
فقد أقرت سهام البرغوثي بعجز وزاراتها عن تلبية الاحتياجات الخاصة بإنتاج الدراما وأكدت أن الامر يتطلب تضافرا للجهود والتعاون لإحداث نقلة نوعية على صعيد الإبداع الدرامي.
وقالت ان وزارتها قصرت عندما لم تطرح الدراما التلفزيونية على جدول أعمالها على قاعدة ان أطرافا أخرى تُعنى بهذا الجانب.
وتبدو الورشة مناسبة مهمة لتنتبه وزارة الثقافة الفلسطينية لتكون جزءا من مسألة بحث كيفية النهوض بالدراما التلفزيونية وتوفير الإمكانيات لها وخاصة في ظل تنامي المنافسة في الوطن العربي حيث لا يمكن للدراما الفلسطينية فيها أن تشق طريقها إلا بصعوبة بالغة مع وجود نتاجات فنية ضخمة في كل من المشرق والمغرب والخليج العربي.
وكيل وزارة الإعلام محمود خليفة رأي أيضا أن الشعب الفلسطيني يواجه الدراما الصهيونية التي تستهدف المسلمين والمسيحيين وتحاول ان ترسخ صورة ملوثة بحقهم فيما تعمل على تكريس الاحتلال باعتباره الضحية الوحيدة في العالم. مذكرا بعدد من الأفلام والإعمال الدرامية التي عملت الصهيونية عبرها على ابتزاز العالم وتشويه الحقائق الى جانب اله إعلامية ضخمة ومحدثة وممولة تذكر بالهلوكست بمبالغة مفضوحة وتوظفها لتغطية على عدونها وجرائمها بقصد صرف الأنظار عنها وإبقاء إسرائيل دولة مارقة وفوق القانون.
فيما تغيب رواية فلسطينية ينتجها فلسطينيون مبدعون على أرض فلسطينية محتلة بجدارة.
فحتى نقول إن لدينا دراما في فلسطين يجب أن تتوافر المؤسسة الراعية للحراك الدرامي التي عليها أن توفر المناخات التي تؤدي إلى انهاض هذا الجانب في حياتنا الثقافية والإعلامية.
أما المؤسسة الفضائية الرسمية التي لا تنتج دراما تلفزيونية البتة وتتلقي أعمال درامية عربية على شكل هدايا وهبات فتسعى من خلال الورشة وعلى لسان ياسر عبد ربه لتكون شريكا في الإشراف على إنتاج أعمال درامية تلفزيونية تنتج هذا العام. فعبد ربه يرى في البدء بعمل أو عملين هذا العام بمشاركة مؤسسات وطنية أمرا معقولا في حال تم تحشيد مؤسسات عربية لهذا الغرض، كاشفا النقاب عن مباحثات جرت مؤخرا مع المخرج الفلسطيني يوسف الديك لإنتاج مسلسل تلفزيوني حول القائد عبد القادر الحسيني.
هنا تحديدا اقترح عبد ربه تأسيس شركة إنتاج درامي بالشراكة الدائمة مع القطاع الخاص وبعيدا عن التبرعات، وتحظى بتمويل حقيقي لتعمل على فتح أبواب التسويق وإنتاج أعمال جيدة قادرة على التعاطي مع متطلبات السوق وتخضع لقواعده وحساباته ما يشجع الشركات على الدخول في شراكات حقيقية.
بدا لجميع الحضور من خلال الورشة أن المطلوب معروف سلفا لخلق انتاج درامي فلسطيني مثل انشاء هيئة خاصة بالدراما وبالسينما والمسرح بموازنات كافية وبالشراكة مع رأس المال الوطني أو الشراكة العربية، وكذا وضع القوانين اللازمة لتسهيل الانتاج ورفع الضرائب، إضافة إلى حث الكتاب والمؤلفين لتقديم كل ما يدفعهم لتقديم سيناريوهات ونصوص درامية. وكذلك تدريس مساقات وانشاء معاهد خاصة لتوفير طواقم فنية وتقنية للانتاج الدرامي في فلسطين.

والعالم بأمر الانتاج الدرامي يدرك أننا كفلسطينيين إن رغبنا بالانتاج فعلينا أن ننطلق من الصفر بعكس الانتاج السينمائي الذي له حضوره المحلي والعربي والعالمي أيضا.
المخرج يوسف الديك رئيس مجلس إدارة الجمعية الفلسطينية للفنون السينمائية وأحد القائمين على الورشة يري في أهمية الفعالية بأنها تتمثل بفعل الدعم والمساندة، فالفنان برأيه "يحتاج إلى أن تحتضنه المؤسسة الرسمية، وإلى مساحة يعلن فيها عن حاجاته، ويتحدث فيها عن همومه وتطلعاته للنهوض بالدراما الفلسطينية". والأمر هنا وتلك الأمنية تكتنفها فخاخ كثيرة، فتجارب درامية عربية كثيرة نجحت في اللحظة التي خرجت العملية الإبداعية من إطار وحدود المؤسسة الرسمية.
غير أن الورشة ذاتها تعي تلك المسألة فحشدت مستثمرين ومنتجين فلسطينين وعرب لهذا الغرض، فربط الفنانين والمنتجين والمخرجين وكل العاملين في مجال الدراما لإيجاد حالة من التعاون لإنتاج دراما فلسطينية واقعية هدف لهذه الورشة اليتيمة حتى اللحظة.
فالمستثمر هو أحد أهم عناصر عملية الانتاج الفني وتحديدا في مثل الحالة الفلسطينية التي تعتبر واحدة من الدول الأقل حظاً في الإنتاج الدرامي رغم غنى بيئتها من قصص وروايات تستحق أن تتحول إلى دراما، فهذا القطاع لم يستطع الوصول إلى صناعة الإنتاج الدرامي على مستوى الاستثمار الوطني الفلسطيني الذي لم يلق بالا حتى اللحظة للدراما التي تعتبر قطاعا مربحا ومجديا اقتصاديا في ظل تعطش الجمهور العربية لرؤية فلسطين ولكن هذه المرة من قلب فلسطين.
أما الدراما الفلسطينية الموجودة حاليا فهي إن وحدت فبصفتها محاولات تجريبية بدأت من الصفر، ولم تستفد من تطور الدراما في الوطن العربي ولا اتساع سوقها، فاتسمت بالسطحية من حيث الموضوع والضعف في الأداء والإخراج.
مجمل أوراق العمل والمناقشات التي دارت على مدى يومي الورشة أظهرت مدى التقصير والتهميش الرسمي والخاص الذي تعاني منه صناعة الدراما في الأراضي الفلسطينية، فهذا القطاع عاني الكثير من غياب قوانين واستراتيجيات وطنية داعمة وحامية وانخفاض في مستوي الحرية وعدم استقرار الأوضاع السياسية...الخ.
أما الواقع الفلسطيني فهو درامي بطبعه كما أنه مليء بالقصص التي تستحق أن تتحول إلى دراما تلفزيونية تنال مكانتها على الصعيد المحلي والعربي، غير أن كثرة التحديات لا تلغيها بعض التوصيات التي طالبت المستثمرين التكاتف لإعلاء القضية الفلسطينية وتشكيل لجنة لصياغة ومتابعة توصيات المشاركين في الورشة من فنانين ورجال أعمال للنهوض بواقع الدراما التفزيونية في فلسطين، فكما تقول المأثورة العربية "أن رغبت في إماته قضية شكل لها لجنة!".
ولنا في حديث الفنان الأردني زهير النوباني قفلة عندما قال في مداخلته: "الفنان أهم من السياسي، ومن يتحمل التقصير في النهوض بواقع الدراما هم المسؤولون والمستثمرون.. كلهم مدانون" فكلهم مدانون أيضا.

الى الأعلى
تعليقات القراء: + - 
التعليقات لا تعبر إلا على رأي أصحابها.
  تعليقك على الموضوع:
الاسم:*
البريد الإلكتروني:
عنوان التعليق:*
محتوى التعليق:*
(*) هذه الحقول مطلوبة