آخر الأخبار :

اعداد سميحة عبد الحليم

قبل نحو عشرون يوما من الذهاب الى صناديق الانتخاب لاختيار رئيسا جديدا لمالى وقع انقلاب عسكري أطاح بحكومة البلاد ، فى نهاية مُبكرة غيرت النظام الحاكم ..
وكانت مالي البالغ تعداد سُكانها 15 مليون نسمة الى وقت قريب تعتبر نموذجاً للديمقراطية في غرب أفريقيا .
وفى صبيحة 21 مارس 2012، سيطرت مجموعة من العسكريين الماليين على السلطة، بعد استيلائها على القصر الرئاسي في العاصمة باماكو.
الانقلاب جاء بعد عدم استجابة الحكومة لمطالب الجيش، الذي يطالب بتسليح رفاقهم الذين يعانون هزائم متكررة في شمال البلاد. في حربهم ضد الطوارق وأنشطة مجموعات اسلامية مسلحة ورجال مدججون بالسلاح قاتلوا لحساب نظام الرئيس الليبى السابق معمر القذافي.
الرئيس حامادو توماني توري الذى اطيح به هو قائد سابق في سلاح المظلات وكان قد اطاح بنظام حكم دكتاتوري من خلال انقلاب فى عام 1991،ثم تخلى عن السلطة في العام التالي قبل ان يعود الى السلطة عبر صناديق الانتخابات سنة 2002.
وكان يعتزم التنحي عن السلطة بعد الانتخابات التي ستجرى في ابريل 2012.

بداية النهاية ..

كانت مشاعر الغضب قد احتدمت في صفوف الجيش المالي من أسلوب معالجة الحكومة للتمرد الذي يقوده الطوارق والذي أودى بحياة عشرات من الناس وأجبر نحو 200 ألف من المدنيين على ترك ديارهم وكشف عن ضعف سيطرة العاصمة باماكو على النصف الشمالي
للبلاد. ومماطلتها في إحباط التمرد الذي تقوده قبائل الطوارق في شمال البلاد.
وقبل محاولة الانقلاب بأسابيع طالب الجنود الحكومة بتحسين تسليحهم لقتال المتمردين الذين يدعمهم مقاتلون كانوا قد شاركوا في المعارك التي دارت في الحرب الأهلية الليبية سنة 2011.
وعرفت البلاد منذ 17 يناير 2012 احتدام الهجمات على معسكرات الجيش المالي في شمال البلاد والتى يشنها مقاتلين من الحركة الوطنية لتحرير أزواد.
وفى مساء يوم الأربعاء 21 مارس 2012 عمل وزير الدفاع ساديو غاساما جاهداً على احتواء أجواء الاحتقان خلال زيارة للقاعدة العسكرية قبل أن يفشل وتخرج الأمور عن السيطرة ويحتدم الوضع.
وفي أثناء زيارته القاعدة العسكرية بالقرب من القصر الرئاسي، بدأ جنود باطلاق النار في الهواء، ثم ألقوا الحجارة على سيارته، مجبرين إيّاه على مغادرة المخيم على عجل.

وفى 22 مارس اقتحم عسكريون من الجيش المالي مباني الإذاعة والتلفزيون في مدينة باماكو ، وطوّق آخرون القصر الرئاسي وقاموا بمحاصرة الرئيس أمادو توماني وعائلته، واعتقلوا عددا من الوزراء.

ثم ظهر على التلفزيون الحكومي مجموعة من العسكريين، وتكلم متحدث باسم المتمردين وأعلن عن إنهاء حكم الرئيس أمادو توماني توري مؤكدآ على نية الجنود تسليم السلطة الى حكومة منتخبة.،كما أعلن عن قرار حل جميع المؤسسات الحكومية وتعليق تنفيذ دستور
البلاد، وتعيين النقيب أمادو سانوغو لتولي رئاسة هيئة جديدة أطلق عليها اسم "اللجنة الوطنية لاستعادة الديمقراطية وإعمار الدولة".
ثم فرض العسكريون المتمردون حظر تجوال، معلنين أنه سوف يستمر حتى إشعار آخر.

فى هذه الاثناء استطاع حامادو توماني توري رئيس مالي سابقاً التحصن بأحد معسكرات التابع للجيش في حراسة قوات موالية ذاكرا بأن
ما حدث لا يعتبر انقلابا عسكريا ضد نظام الحكم فى مالي وإنما هو مجرد تمرد وعصيان من قبل بعض الجنود .
اعتقل المتمردون يوم الجمعة 23 مارس ثلاثة من أعضاء الحكومة المالية السابقة وهم رئيس الوزراء سيسي مريم كايداما سيديبي ووزير الخارجية سوميلو بوباي مايغا ووزير الادارة الاقليمية كافوغونا كونيه ويعتقد أنهم محتجزون في معسكر للجيش قرب العاصمة المالية
باماكو
وبالرغم من دعوة أمادو سانوغو لوقف النهب واحترام الممتلكات الخاصة فقد حدثت اعمال نهب وسلب في باماكو عاصمة مالي خلال يوم 23 مارس من قبل بعض الجنود وطالت اعمال النهب محطات الوقود و المتاجر و السيارات الخاصة بالسكان مما سبب نقصاً في السلع و
تضاعف أسعار الوقود الى أكثر من 1300 فرنك افريقي (مايقرب 2.60 دولار) للتر الواحد مع اغلاق بعض المتاجر ومحطات البنزين والشركات أبوابها .
وسرت شائعات بين اوساط الناس في مالي بأن انقلاب لموالي الرئيس السابق حامادو توماني توري سيعيد الاوضاع إلى ما كانت عليه و إن رئيس اللجنة الوطنية لاستعادة الديمقراطية وإعمار الدولة النقيب أمادو سانوغو قد قتل إلا إن التلفزيون المالي قد نفى هذه الشائعات
وظهر بيان للمنقلبين مطمئناً الشعب المالي على إن كل شيء على مايرام وداعيا اياهم لممارسة حياتهم اليومية كالمعتاد
وظهر أمادو سانوغو على التلفزيون المالي صباح يوم السبت 24 مارس قائلاً "مساء الخير شعب مالي .. مساء الخير رفاق السلاح ..
مساء الخير ايها المواطنون انا الكابتن سانوجو وانا في صحة جيدة وبخير"

الطوارق يتوغلون جنوباً
كان أمادو سانوغو قد اكد خلال مقابلة بثتها اذاعة ار.اف.اي يوم 23 مارس بأنه مستعد للتفاوض مع المتمردين لكن هدفه هو الحفاظ
على وحدة أراضي البلاد قائلاً ان المفاوضات هي ما أريده لانني أريد مالي موحدة يمكن ان ينعم فيها الجميع بالرخاء.

وأعلن متمردي الطوارق في 23 مارس سيطرتهم على أنفيس التي تقع على الطريق السريع بين جاو وكيدال في شمال مالي مستغلين خلو
المدينة من القوات الحكومية وانشغالها بالاضطرابات الحاصلة في باماكو وبينت مصادر اخبارية بان مقاتلي الطوارق زحفوا صوب
الجنوب لاحتلال المواقع التي جلت عنها القوات الحكومية .
ثم أعلنوا مساء يوم السبت 24 مارس عن قرب إعلانهم السيطرة الكاملة على كيدال إحدى مدن شمال شرق مالي وبهذا يكون الإنقلاب
سبباً في سيطرة الطوارق على المدينة الثانية منذ بداية الانقلاب.

ردود الفعل الدولية ..

- مفوضية الاتحاد الأفريقي..
أعلن جون بينج رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي في 23 مارس أن الاتحاد جمد عضوية مالي فيه على إثر الانقلاب.

الاتحاد الاوروبي ..
أدان الاتحاد الاوروبي الانقلاب العسكري المالي وطالب بعودة السلطة الدستورية في اقرب وقت ممكن.

منظمة المؤتمر الاسلامي..
أدان الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلو الانقلاب الذي شهدته دولة مالي مشددا على ضرورة الالتزام بالنظام
الديمقراطي والاحتكام لشرعية صناديق الاقتراع.

- الجزائر..
أدانت الجزائر الانقلاب العسكري الذي أطاح بنظام الرئيس المالي حامادو توماني توري معتبرة استخدام القوة والعنف مخالفة واضحة
للدستور .
فرنسا ..
دعت فرنسا الى احترام النظام الدستوري ونددت باللجوء الى العنف و اجراء الانتخابات في اسرع وقت ممكن.

الولايات المتحدة الامريكية ..
دعت الولايات المتحدة الامريكية إلى تجاوز الضغوط عن طريق الحوار وليس من خلال العنف وتطالب بالعودة الفورية للنظام الدستوري
المالي .
نيجيريا ..
أدان الرئيس النيجيري جودلك جوناثان الانقلاب الذي قام به مجموعة من ضباط الجيش في مالي مؤكد ان بلاده لن تعترف بحكومة غير
دستورية .

المانيا..
أدانت الخارجية الألمانية الانقلاب العسكري في مالي ووصفته بأنه غير دستوري ودعت جميع الأطراف إلى الامتناع عن المزيد من
العنف والعودة للنظام الدستوري في مالي.
موريتانيا..
أدانت موريتانيا الأحداث التى وقعت في مالي داعية كافة القوى في مالي إلى تضافر الجهود ووحدة الصف من أجل تجاوز المحنة والعمل
على استرجاع النظام الدستوري والسلام الاجتماعي والوئام الوطني

المغرب ..
رفضت وزارة الخارجية المغربية الإستيلاء على السلطة بالقوة في مالي.

وتعتمد مالي، البلد الصحراوي الذى يعاني مشاكل مزمنة في تأمين الغذاء، على المساعدات الخارجية، وتمر مالي اليوم بأزمة غذائية يزيد
من تفاقمها القتال المندلع في الشمال.
ومع أن البلد غني بالموارد المهمة مثل الذهب واليورانيوم، ويعتبر أحد المنتجين الأساسيين للقطن، يبقى أغلب سكانه يعيشون في الفقر، بل
حتى قطاع السياحة يعاني من انتكاسة كبيرة بسبب اختطاف وقتل سياح غربيين من قبل مجموعات إرهابية مرتبطة بتنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي .


يشار الى ان مالي تعد دولة ديمقراطية مستقرة نسبيا في منطقة مضطربة بشكل دائم تلازمها الانقلابات والعصيان المدني منذ عقود.
وهي حليف للحكومات الاقليمية والغربية في جهودها لمنع الهجمات وعمليات الخطف التي يقوم بها متشددون مرتبطون بالقاعدة من
الانتقال جنوبا عبر الصحراء.

26/03/2012

تعليق علي الموضوع إرسال لصديق طباعة الصفحة

تعليقات القراء

الاسم : سيلين

ربنا يستر ويارب الدول العربية تستقر

الاسم : بحب مصر

يارب عقبال مصر يارب

 

شروط النشر