خبر عاجل :

رويترز : عضو بارز بالدعوة السلفية يقول ان الدعوة تؤيد ابو الفتوح رئيسا

آخر الأخبار :

اعداد سميحة عبد الحليم

فى السادس والعشرين من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للملكية الفكرية حيث يشهد الاحتفال "بالمبتكرين الملهمين".. أولئك الذين تركوا بصمات خالدة تدل على عبقرية البشر وإبداعهم من مخترعين وكتاب وموسيقيين وفنانين .

ويحمل كل ابتكار سواء كان فنيا أو تكنولوجيا, خلفه قصة بشرية تشق فيها أفكار الأفراد وإصرارهم طرقا جديدة.
ومن امثلة تلك القصص انبهار الأخوين رايتس بالطيران والذى كان اول الطريق إلى ابتكار آلة تطير واستخدامها في السفر عبر الهواء ..
وقادت عقلية لويس باستور الباحثة إلى إحراز تقدم في علوم الوقاية من الأمراض ..
وأثمرت مثابرة تو يويو على البحث عن سبل علاج بالأعشاب عن إيجاد علاج أنقذ ملايين الأرواح من الملاريا ..
أما طموح ستيفي جوبس في تبسيط التكنولوجيا الرقمية وإتاحتها للجميع فقد أدى إلى انتشار الحواسيب الشخصية
وابتكار نموذج جديد للترفيه بعد ذلك بثلاثة عقود.
وتطول القائمة التى تحفل بهؤلاء المبتكرين بل إنها تحفل بالأمثلة على عبقرية البشر وإبداعهم, فتضم أسماء الكثير من الفنانين والكتاب والموسيقيين الذين غيروا طريقة رؤيتنا وسماعنا للأشياء, ومنهم رمبرانت وترنر وبيكاسو وكاندينيسكي وقد أعاد كل منهم تشكيل إدراكنا للضوء والهيئة والشكل; وتشيكوف وتاغوري ونيرودا ومحفوظ وما قدمته كتاباتهم من أفكار جديدة إلى التجربة البشرية; وكذلك شارلي باركر وميليس دافيس وهندريكس وروستروبوفيتش - وهم موسيقيون تحدوا أوضاعهم .

ويمثل اليوم العالمي للملكية الفكرية فرصة للاحتفاء بإسهامها ت في الابتكار والإبداع الثقافي, وبكل ما تعود به تلك الظاهرتان الاجتماعيتان من منافع جمة على العالم.
واليوم العالمي للملكية الفكرية هو مناسبة للاتيان بفهم أعمق لدور الملكية الفكرية كآلية لحفظ التوازن في المصالح المتنافسة التي تحيط بالابتكار والإبداع
الثقافي :أي بين مصالح المبدع كفرد ومصالح المجتمع ككل, ومصالح المنتج ومصالح المستهلك, والمصلحة في تشجيع الابتكار والإبداع والمصلحة في تقاسم المنافع المستمدة منهما ..
أولئك المبتكرون الذين يغيرون حياتنا, قادرون أحيانا على إحداث التغيير في مجرى المجتمعات.

هؤلاء غيروا حياتنا ..

توماس اديسون

من هذه الامثلة التى تركت بصمات فى حياتنا نأخذ المبتكر الصيني كاي لون مثلا هو الذي وضع الأسس لصناعة الورق , وهى تقنية غيرت كل شيء لأنها مكنت من تدوين المعرفة .. ثم بعدها اختراع حروف الطباعة, الذي أتى به يوهانس جوتمبرج في أوروبا إذ اخترع فن الطباعة الذي بدوره مكن من
تعميم المعرفة وجعلها في متناول الجميع دون تفريق .. وشهدنا في حياتنا انتقال المواد إلى النسق الرقمي والإمكانيات الهائلة لتوزيع المصنفات الإبداعية المتاحة بفضل الإنترنت وتطور الشبكة العالمية للمعلومات, والشكر في ذلك يعود لتيم بيرنرز لي وغيره , ووراء العديد من الابتكارات الرائعة نجد قصصا خالدة لأشخاص متميزين.
وفي حقبة كانت النساء قلة قليلة في صفوف العلماء, كافحت ماري كوري اسكلودوفسكا كي تجد لنفسها مكانة في صفوف العلماء ولم تكتف بمرتبتها كزوجة عالم , كما كافحت لأنها كانت من المهاجرين العاملين في مجتمع جديد , ورغبتها في فهم الأمور كانت مفتاحها للاكتشافات الأساسية التي مكنتها من الفوز بجائزتي نوبل في مجالين علميين مختلفين هما الفيزياء والكيمياء, ولا تزال حتى اليوم تتفرد بالجمع بينهما.
وفي عالم الفن, يفتح الابتكار الآفاق للنظر إلى الأشياء بعين جديدة ..
فالفنان أو الملحن أو الكاتب الملهم قادر على أن يكشف لنا عن مسار مختلف أو منظور جديد للعالم ..
فنجد بوب ديلان مثلا الذي استلهم بما حوله فحول ضروبا موسيقية وتصرف فيها ولاسيما ضربي موسيقى البوب والروك ..
وهناك أيضا مهندسين معماريين من قبيل زها حديد و نورمان فوستر والذين يغيرون مشاهد مدننا ويزينون حياتنا بالطرق الجديدة وهم في كل ذلك واعون بضرورة المحافظة على البيئة , وكلنا معتمدون على الابتكار للسير قدما ودونه سنظل على حالنا الذي نحن فيه كعنصر بشري.

ان الاختراعات والابتكارات في مجال الصحة مثلا, قد تظل دون قيمة تذكر ما لم تستعمل وتتداول ..
وهنا الإشكالية الكبرى في مجال السياسة العامة ..
ومن جهة أولى نجد تكلفة الابتكار الهائلة في الطب الحديث , ومن جهة ثانية ندرك واجب الرفق ومشاطرة الابتكارات المفيدة, وهو جانب لا يقل وزنا عن الأول.
ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة, حققت إيداعات البراءات الدولية وفقا لمعاهدة التعاون بشأن البراءات التي تديرها الويبو رقما قياسيا جديدا في عام 2011, حيث بلغ عدد الطلبات 181900 طلب , بزيادة قدرها 7ر10% على 2010.
وقد ساهمت الصين واليابان وأمريكا بما نسبته 82% من النمو الإجمالي , وكانت شركة الاتصالات الصينية "زد تي إي" هى الأكثر إيداعا للطلبات وفقا لمعاهدة التعاون بشأن البراءات في عام 2011.

وتصديقا على النمو السريع الذي يحققه نظام معاهدة التعاون بشأن البراءات, شهد عام 2011 إيداع الطلب رقم 2 مليون الذي قدمته شركة كوالكوم الأمريكية العاملة في مجال تكنولوجيا الهواتف المحمولة ..
ومن بين أكثر البلدان إيداعا للطلبات, كانت الصين ثم اليابان وكندا وجمهورية كوريا وأمريكا هى الأسرع نموا من حيث أعداد الطلبات في 2011.
وشهدت البلدان الأوروبية أداء مختلطا ; حيث أن سويسرا وفرنسا وألمانيا والسويد حققت نموا, في حين تراجعت هولندا وفنلندا وأسبانيا والمملكة المتحدة ..

أما الاقتصادات الكبرى ذات الدخول المتوسطة في الاتحاد الروسي والبرازيل والهند فقد سجلت نموا بمعدلات لا تقل عن 10%.
ولا تزال أمريكا , التي بلغ عدد إيداعاتها (48596) هى أكبر مستخدم لنظام معاهدة التعاون بشأن البراءات, تليها اليابان (38888) وألمانيا (18568) والصين (16406),إلا أن أمريكا (-7,0%) وألمانيا (-5,0%) شهدتا هبوطا في حصتيهما من إجمالي الإيداعات, في حين زادت حصة كل من الصين (+5,1%) واليابان (+8,1%) بأكثر من 1%.

ستيف جوبز مخترع الكمبيوتر الشخصي المحمول ..

ستيف جوبز

ونذكر ايضا من هؤلاء العملاقة "ستيفن بول جوبز أو ستيف جوبز" الذي ولد في 24 فبراير عام 1955, وتوفي في 5 أكتوبر عام 2011 , وهو مخترع جهاز الحاسب الآلي الماكنتوش (ماك) بأنواعه, وثلاثة من الأجهزة المحمولة وهم (آيبود) و(آيفون) و(آي باد) , كذلك يعتبر أحد أقطاب الأعمال في أمريكا , الذي عرف بأنه المؤسس والمدير التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة أبل وهو أيضا الرئيس التنفيذي لشركة بيكسار ثم عضوا في مجلس إدارة شركة والت ديزني بعد ذلك وحتى وفاته.
ويعتبر ستيف جوبز مخترع الكمبيوتر الشخصي المحمول , ففي أواخر السبعينيات قام جوبز مع شريكيه ستيف وزنياك ومايك ماركيولا, وآخرون بتصميم وتطوير وتسويق واحد من أوائل خطوط إنتاج الحاسب الشخصي التجارية الناجحة, والتي عرفت باسم سلسة أبل فيما بعد.
وفي أوائل الثمانينيات كان جوبز من الأوائل الذين اكتشفوا القيمة التجارية لأنظمة تشغيل الكمبيوتر بالرسومات والتصاميم والفأرة بدلا من طباعة الأوامر أو
إصدارها باستخدام لوحة المفاتيح الأمر الذي أدى إلى قيام أبل بصناعة حواسب ماكنتوش , ونظام ماكنتوش الذي كان أول نظام تشغيل ناجح بواجهة رسومية وفأرة, وهى تقنيات لم تكن معروفة من قبل, ليحقق الجهاز نجاحا وانتشارا كبيرين في مواجهة إنتل ومايكروسوفت.
الا انه لم يكد يمضي عام على هذا الإنجاز حتى نشبت خلافات وصراعات داخلية عنيفة انتهت بطرد جوبز من شركته, دفع ذلك جوبز إلى إنشاء شركة جديدة هى نكست التي اهتم فيها بمنصات العمل ذات الإمكانيات المتطورة بدلا من الحواسيب الشخصية, ووضع من خلالها نظام برمجيات أوبجيكت أرونتيد الذي كان الأساس لنظام تشغيل ماك الحديث, وفي عام 1986 اشترى قسم رسوميات الحاسوب في شركة لوكاس فيلم ليحولها إلى شركة بكسار التي أصبحت بعد ذلك أحد أكبر شركات إنتاج أفلام الكرتون ثلاثية الأبعاد , والتي قدمت لنا أكثر الأفلام نجاحا في تاريخ هذه الصناعة.
وفي عام 1995 عاد مخترع جهاز الحاسب الآلي الماكنتوش (ماك) بأنواعه ستيف جوبز مرة آخرى إلى شركة آبل لكي ينقذ الشركة من الانهيار, وبدأ تعاون مع قطبي التكنولوجيا بيل جيتس (الرئيس السابق لمايكروسوفت) وستيف جوبز لتصميم برنامج ويندوز إن تي , وكانت النقلة الثانية التي أدخلها جوبز إلى عالم التكنولوجيا .،وبدأت عام 2000 هى تحويل استخدام أجهزة الكمبيوتر من الاستخدام المكتبي إلى الاستخدام المحمول عن طريق سلسلة من المنتجات التي لاقت رواجا.
ولم يتوقف جوبز عند حد معين بل سعى دائما من أجل البحث عن الجديد في التكنولوجيا, ومن الابتكارات التي يرجع الفضل فيها لجوبز هو ما قدمه عام 2001 وهو جهاز "الأي بود" أو جهاز الموسيقى المحمول الذي يقوم بتحميل الأغاني من نوع (إم بي ثري) , وحقق هذا المنتج انتشارا هائلا في جميع الأسواق العالمية, وبفكر جوبز التسويقي المميز تمكن من إقناع معظم شركات الأغاني بمنحه حقوق تسويق أغانيها على الإنترنت, واستكمالا لابتكاراته قدم جوبز برنامج أي تونز وهو برنامج موسيقي رقمي يبيع الأغاني ويحملها على الأي بود عبر الإنترنت.

ولكن الإنجاز الأهم كان عام 2007 باختراع جهاز "آي فون" الأنيق والمتطور الذي أحدث انقلابا في عالم الأجهزة النقالة من خلال شاشة اللمس المتطورة التي زود بها, وفي عام 2010 ظهر جهاز الحاسوب اللوحي آي باد ثم آي باد 2, وأخيرا آي باد 3 بعد وفاته.

إختار ستيف جوبز التفاحة كرمز لشركته, ويعود ذلك إلى أنه عمل في حقل تفاح في فترة من حياته .. في بادىء الأمر قرر جوبز أن يكون شعار الشركة عبارة عن رسم لشجرة تفاح يجلس إسحاق نيوتن في ظلها .. لكن بسبب صغر حجم الصورة وعدم وضوح تفاصيلها قرر استبداله بتفاحة مقضومة , ترمز إلى ثمرة المعرفة التي قضمها آدم في الجنة , ملونة بألوان قوس القزح في إشارة إلى قدرات آبل الشاملة , وبفضل ذلك تحولت تلك الشركة الصغيرة فيما بعد إمبراطورية تبلغ قيمة أصولها وفقا لبورصة نيويورك 346 مليار دولار في عام 2011 , وأصبحت آبل أكبر شركة في العالم تضمن الريادة في سوق الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية.

24/04/2012

تعليق علي الموضوع إرسال لصديق طباعة الصفحة

 

شروط النشر