آخر الأخبار :

باريس- أ ش أ

مرة أخرى يتصدر الإسلام والنقاب والهجرة المشهد في سباق جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة الفرنسية التي تنطلق في السادس من الشهر المقبل وينتافس فيها الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي, وغريمه الأوفر حظا الاشتراكي فرانسوا هولاند.

المرشحان اللذان تصدرا نتائج انتخابات الجولة الأولى الأحد الماضي (هولاند 28.36% وساركوزى27.18%) يسعيان إلى حصد أصوات ناخبي الجبهة الوطنية "اليمين المتطرف" الذي جاءت نتائجه بشكل غير مسبوق في الاقتراع الأول (حوالى 6.5ملايين مواطن) لضمان وصولهما إلى سدة الرئاسة الفرنسية, ولكن ومع هذا الصراع السياسي تتجه الحملتان الرئاسيتان إلى أفكار وأيدولوجيات أقصى اليمين.

ويبقى الإسلام والحجاب وأعداد الأجانب المتواجدين على الأراضي الفرنسية في قلب المهرجانات واللقاءات الانتخابية والمقابلات الإعلامية والصحفية للمرشحين المتنافسين, فبدأت موجة جديدة ضد توظيف المساجد في حملة الانتخابات الفرنسية بتصريح صدر من النائب إيريك تشيوتي, من الحزب الحاكم الذي أدان "موقف التواطؤ اللامسئول للحزب الاشتراكي ومرشحه من المساندة المعلنة من ممثلي الديانات الذين يشكلون شبكة مما يقارب 700 مسجد", كما شاركت وزارة الداخلية الفرنسية في الترويج لوصف مساندة المساجد لهولاند ب`"الانحراف".

ولم يكتف الحزب الحاكم بهذه الاتهامات بل أكد الرئيس الفرنسى عبر التلفزيون الفرنسي (تى إف 1) - أن المفكر الإسلامي السويسري المصري الأصل طارق رمضان (حفيد الإمام حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين) يدعم خصمه الاشتراكي فرنسوا هولاند, وقال ساركوزي بخصوص طارق رمضان "هذا الرجل يدعو إلى التصويت لفرنسوا هولاند.. لم أسمع فرنسوا هولاند يقول إن هذا الأمر يزعجه".

وصباح الخميس, كرر ساركوزي لإذاعة "فرانس إنتر" هذه الاتهامات، مؤكدا أن طارق رمضان دعا إلى التصويت لهولاند "أو أي حزب يخدم الإسلام" في مارس الماضي بمدينة ليون الفرنسية.

ورد المرشح الاشتراكي عبر إذاعة "فرانس انفو" أن ساركوزي "ذكر بأن طارق رمضان دعا للتصويت لصالحي وهذا غير صحيح.. أنها أكاذيب".

وأضاف "لم يذكر اسمي أبدا.. طارق رمضان لا يصوت حتى في فرنسا ولا داعي لأي تبرير عندما يقول شخص أنه لا يحب (الرئيس) المنتهية ولايته".

حفيد الإمام حسن البنا:غالبية الفرنسيين غير راضين منذ خمس سنوات

وكان طارق رمضان"حفيد حسن البنا" الذي شارك في السابع من أبريل الجاري في اللقاء السنوي لاتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا في الضاحية الباريسية بورجيه قد أشار إلى أن "غالبية الفرنسيين غير راضين منذ خمس سنوات" منتقدا ضمنا نيكولا ساركوزي من دون أن يسميه.

كما نفى هولاند وجود "دعوة من 700 مسجد" للتصويت لصالحه أشار إليها نواب من الحزب الرئاسي "الاتحاد من أجل حركة شعبية" رغم النفي الرسمي للمجلس الفرنسي للدين الإسلامي لهذا الأمر.

ولم يفلح تذكير دليل بوبكر, عميد مسجد باريس, بعدم التدخل في الشأن السياسي بشيء, كما لم ينفع توضيح رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية, محمد موساوي, الذي ذكر بدوره بالتزام الحياد وفقا لمبادىء الجمهورية العلمانية.

وبدأ المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند مساء الخميس بتركيز تصريحاته على تقليص عدد المهاجرين الأجانب إلى فرنسا .. مشيرا إلى أنه يعتزم "ترحيل جميع الأجانب المتواجدين على الأراضي الفرنسية بطريقة غير شرعية, مع السماح بوجود الأجانب المقيمين بطريقة شرعية"

كما تعهد هولاند، في مقابلة صباح الجمعة, في حال وصوله إلى الإليزيه بمواصلة تطبيق قانون "حظر ارتداء النقاب" الصادر العام الماضي, والذي يعتبر ارتداء النقاب (المعروف في فرنسا باسم البرقع) رمزا لقمع المرأة وواحد من سمات الإسلام الأصولي، وهذا القانون يفرض غرامة مالية على من ترتدي النقاب تقدر بـ150 يورو, فهذا القانون حاز على إجماع جميع الأحزاب الفرنسية آنذاك وتأييدا من قبل قاعدة شعبية واسعة بمن فيهم الرئيس الفرنسي الذي لم يخف أبدا أنه يهدف من وراء حظر البرقع إلى محاربة القيمة الرمزية له.

رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية يرفض أن يكون الإسلام ضحية الحملة الانتخابية

وفي خضم الحملات الانتخابية الرئاسية الفرنسية, وقبل إنطلاق الجولة الأولى منها كانت قضية "اللحم الحلال" (المذبوح وفقا للشريعة الإسلامية) في قلب هذه الحملات وازداد الجدل اشتعالا بعد تصريحات لفرانسوا فيون رئيس الوزراء تناول فيها تقاليد الذبح على الطريقتين الإسلامية واليهودية.

وقد أخذت حملة الانتخابات الرئاسية الفرنسية منعطفا دينيا عقائديا, وباتت قضية اللحم الحلال في قلب المهرجانات الشعبية والمقابلات والتصريحات الصحفية, وانبعث الجدل بشكل ملتهب بعد تصريحات فرانسوا فيون رئيس الوزراء الفرنسي, الذي دعا في مارس الماضي الديانات إلى "التفكير في تقاليد الذبح التي كان يطبقها الأسلاف" والتي "لم تعد صالحة اليوم، ونحن في دولة حديثة".

كان فيون يتحدث عن اللحوم التي تذبح على الطريقتين الإسلامية واليهودية, مما أثار استنكار مسئولي الهيئات الممثلة للمسلمين, وكذلك اليهودية, حيث أدان محمد موسوي رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية تصريحات فيون مؤكدا لعدة وسائل إعلام فرنسية أنه يرفض أن يكون الإسلام والمسلمين ضحية الحملة الانتخابية.

كما واصل كلود جيان وزير الداخلية الفرنسية تصريحاته المثيرة للجدل تجاه الإسلام, وفي مهرجان انتخابي بمدينة نانسي شرقي البلاد علق جيان على اقتراح هولاند إعطاء الأجانب غير الأوروبيين حق التصويت قائلا "إن إعطاء حق التصويت للأجانب قد يدفع هؤلاء إلى فرض وجبات الطعام الحلال في المطاعم المدرسية".

كانت مارين لوبان رئيسة "الجبهة الوطنية" اليمينية المتطرفة هي التي أثارت في أول الأمر قضية اللحم الحلال, عندما زعمت خلال مهرجان انتخابي في 18 فبراير الماضي بمدينة ليل (شمال) أن كل (مسالخ) المنطقة الباريسية تذبح على الطريقة الإسلامية, لكن نيكولا ساركوزي وصف هذه الأرقام بـ"الكاذبة".

ساركوزي يشن حربا على اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا

ومنذ أحداث تولوز ومونتوبان التي ارتكبها محمد مراح, وأدت إلى مقتل سبعة أشخاص من بينهم ثلاثة أطفال, اتخذت الحملة الانتخابية للرئيس الفرنسي المنتهية ولايته بعدا جديدا يغلبه الطابع الأمني.

وعقد ساركوزي مقارنة بين الصدمة التي أثارها اغتيال هؤلاء الضحايا السبعة في فرنسا وبين أحداث 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة .. معلنا أنه لن يتسامح على الإطلاق حيال "الإسلاميين المتطرفين" الذين يرتكبون أعمال عنف, على حد قوله, فيما يظهر من أحاديثه واللقاءات الإعلامية على أنه الحامي والمدافع عن أمن وأمان الفرنسيين.

كما شن الرئيس الفرنسي حربا على اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا والمقرب من الإخوان المسلمين, وهو إحدى المنظمات الإسلامية الأساسية في البلاد التي تضم أكبر جالية مسلمة في أوروبا.

وبعد منع عدد من أعضاء اتحاد المنظمات الإسلامية من دخول الأراضي الفرنسية للمشاركة في مؤتمره الـ29 السنوي في لوبورجيه في ضواحي باريس الذي عقد في بداية الشهر الجاري على غرار الشيخ يوسف القرضاوي, وجه ساركوزي تحذيرا إلى الاتحاد من مغبة صدور كلام يحرض على العنف خلال هذا المؤتمر.

وقال ساركوزي في رسالة مفتوحة الى الاتحاد "لن أسمح أن تصدر دعوات إلى العنف والكراهية ومعاداة السامية خلال مؤتمر عام يعقد على الأراضي الفرنسية, وهي أمور تعتبر تعديات لا تحتمل على الكرامة البشرية والمبادىء الجمهورية".

تراجع شعبية شعبية ساركوزي من 26.58% الى 19.48

ومن المرجح, وبحسب المحللين الفرنسيين, أن يصوت مسلمو فرنسا في الدورة الثانية من الانتخابات الفرنسية ضد الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي الذي تبنى بعض أفكار اليمين المتطرف في قضايا تهمهم على غرار الهجرة واستهلاك اللحم الحلال وارتداء النقاب.

وفي مقاطعة" سين-سان-دوني" في الضاحية الباريسية التي تأوي أعلى نسبة من المسلمين في فرنسا, وحيث كان الامتناع عن التصويت مرتفعا, تراجعت شعبية ساركوزي من 26.85 % في الدورة الأولى سنة 2007 إلى 19،48 % في عام 2012
ونقلت قناة (فرانس 24) الإخبارية عن رافائيل ليوجييه, أستاذ العلوم الاجتماعية في معهد الدراسات السياسية في "ايكس-ان-بروفانس", جنوب شرق فرنسا, قوله "إن هناك تغيرا في موقف المسلمين في الأحياء الشمالية الأكثر فقرا في مدينة مرسيليا" (جنوب شرق).

وأضاف "كان يمكن أن يصوت المسلمون في مرحلة ما لصالح ساركوزي, لكن مع اتجاه حزبه نحو أقصى اليمين لم يعد هذا ممكنا.
الكلام نفسه أكده سمير امغر, أستاذ العلوم الاجتماعية الذي نشر كتاب "السلفية اليوم", و"كريم املال", استاذ العلوم السياسية ومؤلف كتاب "أنا عرضة للتمييز", قالوا إنه رغم انتمائهم إلى الطبقات الأكثر فقرا في فرنسا, يعتبر مسلمو فرنسا وخصوصا المتدينين منهم, قريبين من الأحزاب المحافظة.

ولا يعرف عدد المسلمين المسجلين على اللوائح الانتخابية, حيث يمنع في فرنسا ذكر الديانة أو الانتماء القومي, ولكن يعيش في فرنسا 2.1 مليون "مسلم معلن" تتراوح أعمارهم بين 18 و50 عاما, وفق معهد "انسي" للاحصاءات, فيما تقدر الحكومة
عدد المسلمين الإجمالي بأكثر من أربعة ملايين.

والجبهة الوطنية التي أسسها جان ماري لوبن في ثمانينيات القرن الماضي وورث قيادتها العام الماضي إلى ابنته مارين لوبن - التي تعد الحدث الاستثنائي الفرنسي اليوم, بعد احتلالها المركز الثالث في الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية, بمعدل أصوات قياسي بلغ 17.9بالمائة - تدق ناقوس الخطر على وضع الإسلام والمسلمين فى فرنسا, فالمعروف سياسيا أن الجبهة الوطنية التي تمثل تيار أقصى اليمين يرفع شعارات مناهضة للهجرة ووجود الأجانب بأعداد كبيرة في البلاد, مما يهدد فرص التوظيف بالنسبة للأبناء الشعب الفرنسي وأيضا من الإسلام باعتباره يمثل خطرا على الهوية الفرنسية.

الحملات الانتخابية للجولة الثانية الحاسمة لتحديد رئيس فرنسا القادم في ذروتها, والتصريحات والتعهدات التي تطال وضع المسلمين والمهاجرين (وغالبيتهم من البلدان العربية المسلمة) تتزايد يوما بعد يوم, والسؤال إلى أين تتجه تلك الحملات الانتخابية.. وهل سيدفع المسلمون الثمن مرة أخرى ليحصد المرشحان المتنافسان أصوات أقصى اليمين?.

27/04/2012

تعليق علي الموضوع إرسال لصديق طباعة الصفحة

تعليقات القراء

الاسم : مجدي ابو الفتوح

بسبب تشرزم المسلمين في كل مكان وعدم اتحادهم وجتماعهم جعل كل من هب ودب في العالم يتتطاول علي الاسلام والمسلمين حتي في دعايا الانتخابات في كثير من الدول مثل فرنسا واميركا واسرائيل حتي وصل هذا الامر لبعض الدول العربية فيا امة الاسلام افيقوا

 

شروط النشر