متابعات
أرسل الى صديق طباعة Share article
آيت أومزيان: تقييم أفلام عاصمة الثقافة الإسلامية
آخر تحديث : الاحد 13 مايو 2012   12:02 مكة المكرمة

ضـاويـة خلـيفـة – تلمسان 

بعد حول كامل من العروض و النشاطات والحركية ودعت تلمسان الوافدين إليها من كل مكان، بعد أن تزينت بعباءة الثقافة الإسلامية، و شكلت جسر تواصل للثقافات و الحضارات الإسلامية و غير الإسلامية، محاولة عبر كل الدوائر''سينما، مسرح، تراث...'' إبراز الجوانب الخفية لعاصمة الزيانيين واستقبال ضيوفها في عديد المحطات الفنية و الأسابيع الثقافية.

عبد الكريم آيت اومزيان

على الصعيد السينمائي، ورغم عدم تمتعها بإنتاج سينمائي كبير في السنوات الأخيرة و رغم ضمانها للجودة و النوعية مقارنة بقلة الإنتاج، إلا أن الجزائر أو السينما الجزائرية تحاول من خلال عديد الانتاجات والمهرجانات السينمائية (الناشئة والقديمة) استطاعت أن ترفع التحدي، وتفعّل دور السينما عبر مختلف التظاهرات التي دأبت على تنظميها سنة 2007 من خلال عاصمة الثقافة العربية أو سنة 2009 في المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني أو سنة 2011 من بوابة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، وتظاهرات أخرى تعِد بالكثير وأقربها الاحتفال بالذكرى الخمسين لعيدي الاستقلال و الشباب، و خلال كل التظاهرات والمهرجانات التي سبق ذكرها أشرف السيد عبد الكريم آيت اومزيان -رئيس دائرة السينما بوزارة الثقافة- على إدارة و رئاسة دوائر السينما بالمهرجانات المذكورة وآخرها دائرة السينما باللجنة التنفيذية لتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية حيث سيتحدث لنا في هذا الحوار عن الرصيد السينمائي في التظاهرة وبصفته محافظا أيضا لمهرجان السينما المغاربية سيتحدث عن المهرجان في دورته الأولى المزمع انطلاقها هذا العام.

*********

بعد عام كامل من الإنتاج، والنشاط والديناميكية ودعت تلمسان احتفالية عاصمة الثقافة الإسلامية، بعدما شكلت متنفسا للإبداع السينمائي، فكل الأعمال السينمائية التي عرضت في إطار البانوراما، انتقلت بها من العاصمة 2007 إلى تلمسان 2011 و أتت بالجديد فهل من تفاصيل عن ذلك؟
من التقاليد التي باتت تتبعها وزارة الثقافة في كل المهرجانات والتظاهرات التي تنظمها و تشرف عليها هي أن تؤرخ لكل الأحداث وذلك لن يكون إلا بالصوت والصورة، ولهذا دائرة السينما والسمعي البصري سعت جاهدة للقيام بهذه المهام  والدور المنوط بها، و بالعودة إلى سؤالك فان بانوراما السينما الجزائرية هذا العام نظمت في الفترة الممتدة من 21 مارس وإلى غاية 25 من نفس الشهر، واحتضنتها ولاية تلمسان كونها عاصمة للثقافة الإسلامية بعد أن نظمت سنة 2007 بالعاصمة تزامنا وعاصمة الثقافة العربية، البانوراما كانت عبارة عن مسابقة للأفلام الوثائقية التي أنجزت في إطار التظاهرة، حيث دخل المسابقة ثلاثون فيلما وثائقيا، كل فيلم يحكي جانب من تاريخ تلمسان، و يتطرق إلى بطولات رجالاتها، أعلامها، و بعض المناطق التي تروي بدورها تاريخ شعب وحكاية مكان، وقد تنافست الأفلام المشاركة في البانوراما على ثلاث جوائز : أحسن فيلم، أحسن سيناريو وبحث تاريخي و جائزة أحسن بناء تاريخي، أمام لجنة تحكيم تكونت مؤرخين و مخرجين ونقاد سينمائيين و بحضور أسماء فنية كبيرة، كما تزامن تنظيم البانوراما مع افتتاح قاعة سينما ''جمال الدين شندرلي'' أو ''كوليزي'' سابقا، وتعد هذه القاعة من أحسن وأكبر القاعات السينمائية التي تعززت بها ولاية تلمسان، ففضلا على أنها مجهزة بأحدث التقنيات، فقد شيدت وفقا لمقاييس عالية، و إطلاق اسم المخرج السينمائي الكبير ''جمال الدين شندرلي'' على هذه القاعة، هو بمثابة اعتراف وتقدير لهذه القامة السينمائية الكبيرة التي خدمت الثورة الجزائرية من بوابة السينما.

بصفتك المشرف الأول على دائرة السينما وبعد متابعتك لكل العروض كيف تقيم لنا برنامج الدائرة الذي تميز بإنتاج أزيد من ثلاثين فيلما وثائقيا تراوحت مستوياتها مقارنة بالأعمال التي أنجزت في التظاهرات المنظمة سابقا؟
في الحقيقة تقييمي للأفلام المنتجة في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية سيكون بالإيجاب لأنه ورغم قلة الإمكانيات وما إلى ذلك تمكننا وفي ظرف قياسي من إنجاز 48 فيلما وثائقيا، وهذا الأمر لم يكن سهلا وهينا خاصة وأننا نتحدث عن التاريخ الذي لا مجال للخطأ فيه وعن أعمال تستخدم فيما بعد كأرشيف، فهي تجمع بين الصناعة الوثائقية والذاكرة الجماعية، فبالرغم من كل النقائص والهفوات المسجلة في عدد من الأعمال التي تراوحت مستوياتها بين الجيدة و المتوسطة و دون ذلك، إلا أننا حققنا الكثير من الانجازات وفضلا عن جملة الانتاجات الوثائقية تعززت تلمسان بعدة قاعات سينمائية، والشيء الجميل في كل هذا هو أن التظاهرة كانت فرصة للعديد من الشباب الذين برزوا و تألقوا سواء في الإخراج أو التمثيل، و سعادتي كبيرة لأننا حصّلنا رصيدا سينمائيا وثائقيا يمكن أن يعرّف بالإرث الحضاري و التاريخي لربوع الجزائر من خلال أعمال يمكن الاتكال عليها لتمثيل الجزائر في العديد من المهرجانات الدولية. فضروري أن نستثمر في هذه الكفاءات و الطاقة الشابة التي تستحق كل الدعم و التوجيه.

وزيرة الثقافة خليدة تومي كانت قد أعلنت مؤخرا عن تأسيس ثلاثة مهرجانات سينمائية من بينها مهرجان الفيلم المغاربي، بصفتكم محافظ المهرجان إلى أين وصلت التحضيرات الخاصة بهذا المولود السينمائي الجديد؟


هذا صحيح، إذ يمكن القول أن الساحة السينمائية الجزائرية تعززت أو ستعزز فعليا بثلاث مهرجانات الأول وقد رأى النور شهر نوفمبر المنصرم ويتعلق الأمر بمهرجان السينما الملتزمة والثاني مهرجان الفيلم المغاربي حيث كان مقررا عقد الدورة الأولى من الفعالية في الفترة الممتدة من 20 أبريل إلى 27 من نفس الشهر بالجزائر العاصمة، و تأجل بعض الشيء، فبعد تشكيل الطاقم الفني بدأنا نشتغل على اختيار الأفلام التي ستعرض في أول دورة وكذلك على الموقع الالكتروني الخاص بالمهرجان. لقد بدأت التحضيرات للطبعة الأولى منذ أشهر ونسعى جاهدين لإنجاحها سواء من الجانب التنظيمي أو من ناحية نوعية الأفلام والبرنامج الذي سنسطره من لقاءات وندوات ستقام على الهامش، أما الأفلام التي ستشارك في مهرجان الفيلم المغاربي فستتوقف على مدى قبول المنتجين والمخرجين، حيث ستشمل المنافسة الرسمية للمهرجان ثلاث فئات الفيلم الروائي الطويل، القصير والوثائقي، وسيتوج أفضل عمل سينمائي ب ''أمياس الجزائر'' الجائزة الكبرى للمهرجان، و لكي تكون هناك قوة، جودة ونوعية في الأفلام ارتأينا أن نوسع المشاركة لتشمل أيضا دول الساحل كالتشاد، المالي، و النيجر... بحكم التقارب الجغرافي مع البلدان المغاربية، على أمل أن تكون اللغة السينمائية لغة الجميع من على أرض الجزائر.

احتفالا بالذكري الخمسين لعيدي الاستقلال والشباب كانت وزارة الثقافة قد أعلنت عن فتح باب المشاركة للراغبين في إنتاج أفلام ثورية، إلى أين وصل هذا المشروع و كم وصلتكم من مشاريع في هذا الإطار ؟
في إطار الذكرى الخمسين لعيدي الاستقلال والشباب أعلن المركز الوطني للسينما والسمعي البصري شهر جوان من سنة 2011 عن فتح المجال لكل المنتجين والمخرجين الجزائريين الراغبين في انجاز أفلام سينمائية عن الثورة الجزائرية، وقمنا بإعلانات عبر كل وسائل الإعلام من صحافة مكتوبة وإذاعة و تلفزيون وكذا الموقع الرسمي لوزارة الثقافة وهذا تقليد دائم نسير عليه كي لا نقصي أي منتج أو مخرج، في البداية حددنا تاريخ 31 أكتوبر كآخر أجل لتسليم المشاريع ولكن نظرا لأهمية الحدث لدى كل الجزائريين ارتأينا تمديد فترة تسليم وتقديم المشاريع إلى غاية نهاية 31 ديسمبر من سنة 2011، حيث استقبلنا 155 مشروعا سينمائيا بين فيلم طويل ووثائقي، وهذا دليل على اهتمام السينمائي الجزائري بالإنتاج السينمائي والسمعي البصري المخلد للثورة التحريرية، المشاريع هذه تدرسها لجنة قراءة تضم أسماء سينمائية بارزة تقوم بقراءة الأعمال بكل شفافية، وبكثير من الدقة والموضوعية، فأحسن الأعمال السينمائية ستحظى بدعم مالي من وزارتي الثقافة والمجاهدين وبعض الشركاء، هذا فيما تعلق بالمشاريع السينمائية كون الاحتفال والتحضير للاحتفال بالذكرى الخمسين لعيدي الاستقلال والشباب لا يقتصر على دائرة السينما فحسب ولا على مؤسسة واحدة أي وزارة الثقافة بل كل الوزارات والمؤسسات الحكومية ستؤقلم برامجها هذا العام و طبيعة الحدث.

الى الأعلى
تعليقات القراء: + - 
التعليقات لا تعبر إلا على رأي أصحابها.
  تعليقك على الموضوع:
الاسم:*
البريد الإلكتروني:
عنوان التعليق:*
محتوى التعليق:*
(*) هذه الحقول مطلوبة