آخر الأخبار :

ما هو إنجاز الولايات المتحدة في أفغانستان بعد 11 عاما من الحرب؟

تعليق علي الموضوع إرسال لصديق طباعة الصفحة

أخبار مصر- خالد مجد الدين

الحرب الامريكية فى أفغانستان هى الاطول فى التاريخ الامريكى ، فمازالت قائمة منذ 11 عاما و كلفت الخزانة الامريكية اكثر من 57 مليار دولار في مساعدات التنمية الأميركية. و انفق الجيش الامريكي أكثر من 517 مليار دولار في محاولة لاخضاع وتأمين واحدة من أكثر البلدان التى تعرضت للغزو في تاريخ البشرية. ، و في النهاية، ماذا حققت الولايات المتحدة بعد كل هذا الوقت والانفاق في أفغانستان؟.

إنه سؤال هام، طرحته صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" خاصة في عام الانتخابات الامريكية. كذلك العديد من الأفغان أنفسهم يطالبون بشكل جدي الاجابة عنه ، مع تعهد الولايات المتحدة بسحب قواتها بحلول عام 2014.

إجابة هذا السؤال هو أمر صعب. فالمتحدثون باسم الجيش الامريكي يشيرون الى تفكيك تنظيم القاعدة ودفع قدرات الجيش الوطني الافغاني بشكل متزايد ليكون قادرا على حماية البلاد من أعدائها الداخليين والخارجيين.

أما الجهات المانحة للمعونة تشير الى زيادة الحريات السياسية وتحسين الفرص الاقتصادية ، وبناء الآلاف من مدارس البنات ، وارتفاع معدلات نجاة الأطفال حديثي الولادة وأمهاتهم.

وعلى الرغم من كل هذا الا ان الامن مازال متعثرا فالدعم للجماعات المتمردة مثل حركة طالبان ينمو في المناطق الريفية. و رغما من تلقى عشرات الآلاف من جنود وموظفي الخدمة المدنية للتدريب من الغرب على مستوى عالمي ، الا ان الفساد داخل الحكومة لا يزال يمثل مشكلة كبيرة. كذلك اصبح فى امكان النساء والفتيات الحصول على التعليم والرعاية الصحية، والحقوق السياسية اكثر بكثير من فترة حكم طالبان، ولكن كل هذه الحقوق يمكن أن تقلص إذا ما وافقت حركة طالبان على الدخول في حكومة ائتلافية مع الرئيس الافغاني حميد كرزاي.

أما بالنسبة للامريكيين الذين يشعرون بالقلق على نحو متزايد من الحرب. فقد أظهر استطلاع للصحيفة أجري في مايو الماضى ان 63 في المئة من الأميركيين يعارضون الاتفاقية الامنية الموقعة حديثا التي من شأنها أن تبقي كثير من الجنود الامريكيين في أفغانستان بعد أن يتم سحب غالبية القوات القتالية في عام 2014. بينما يرى العديد من الأفغان، بما في ذلك المتمردين الذين تمت مقابلتهم أن الانسحاب السريع للقوات الدولية سيؤدي الى انهيار الحكومة الأفغانية، وتفكك الجيش الوطني، ويفجر شرارة حرب أهلية جديدة. فلا يزال العقد الماضي ماثل للاذهان و لم يُنسى بعد . و ان بقاء القوات من شانه الحفاظ على الأقل على نافذة من السلام النسبي فى البلاد يمكن معها أن تخُلق المؤسسات التي تستحق الدفاع عنها.

والنجاح فى افغانستان يمكن تعريفه من قبل الاميركيين والأفغان على حد سواء بانه يمثل حكومة مستقرة ومستدامة وفعالة - و هو امر سيعتمد إلى حد كبير على ما سيحدث في العامين المقبلين-فيرى الاميركيون انه لا يزال لديهم فرصة لتصحيح أخطاء الماضي والبناء على الإنجازات، ليتركوا وراءهم بلد يمكن أن تعيش بمفردها. لكن إذا تكررت أخطاء الماضي فان الانسحاب سيكون امرا فوضويا في الواقع و سيثبت فشل و انحطاط واحدة من أكثر المشاريع تكلفة في التاريخ الأمريكي الحديث.

11/06/2012

تعليق علي الموضوع إرسال لصديق طباعة الصفحة

تعليقات القراء

الاسم : samehwaheed

إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا الي جهنم يحشرون

 

شروط النشر