آخر الأخبار :

إعداد: حسني ثابت
تحت شعار "كل مُتبرع بالدم بطل"، يحتفل العالم هذا العام بـ "يوم التبرع بالدم"، والذي تنطلق فيه الدعوات للمُساهمات المُنتظمة في توفير الدم للمرضى، وتعلو فيه النداءات الإنسانية لإنقاذ حياة الملايين في حاجة إلى قطرات دماء قليلة لترسم البهجة على وجوههم وتعيد لهم آمالهم في الحياة من مُنطلق "حق كل إنسان في الحياة".
اختارت منظمة الصحة العالمية يوم 14 يونيه/حزيران من كل عام للاحتفال بهذا اليوم بهدف تنمية الوعي لدى الناس بأهمية التبرع بالدم، وضرورة وجود توافر دم سليم للمرضى الذين هم في حاجة لنقل دم، وهو يوافق يوم عيد ميلاد العالم والطبيب النمساوي عام 1968 "كارل لاندشتاينر" الرجل ذي الأيادي البيضاء والإسهامات الكبيرة في عالم الطب الذي فتح أعين العالم عام 1901 على أفق علمي جديد باكتشافه لفصائل الدم "A,B,O" والتي سهلت الكثير من عملية نقل الدم من شخص لآخر، وهو الأمر الذي مكن الإنسانية من إنقاذ حياة ملايين البشر، ونال عن اكتشافه أرفع وسام علمي "جائزة نوبل في الطب" لعام 1930.
ويُركز شعار الحملة هذا العام على فكرة مُفادها بأن كل واحد منا قادر على أن يُصبح بطلاً عن طريق التبرع بدمه، كذلك يُعترف بالأبطال الصامتين والمجهولين الذين يُنقذون أرواحًا كل يوم بفضل الدم الذي يتبرعون به، ويُشجع بقوة أيضًا المزيد من الناس في كل أرجاء العالم على التبرع بدمائهم عن طواعية وبانتظام.
ويُعد الاحتفال بهذا اليوم بمثابة دعوة سنوية من منظمة الصحة العالمية والهيئات الشريكة معها للانضمام إلى حملة اليوم العالمي للمُتبرعين بالدم، حيث ستنظم تظاهرة عالمية 2012 فى سيول بكوريا الجنوبية وسيتولى استضافتها الصليب الأحمر الكوري ووزارة الصحة والرعاية الاجتماعية في كوريا.
ويُسلط هذا اليوم الأضواء على الحاجة إلى التبرع بالدم بانتظام للوقاية من ظاهرة نقصه في المستشفيات والعيادات، وبخاصة في البُلدان النامية التي باتت كميات الدم فيها محدودة، ومع ذلك فإن 79 بلداً، من أصل 80 بلداً تنخفض فيها معدلات التبرع بالدم، وتصل إلى أقل من 10 تبرعات لكل ألف ساكن، وهي من البُلدان النامية، ويُركز على ضرورة تحفيز المزيد من الناس على التبرع بدمائهم، وهو يبلور الطريقة التي تنتهجها النُظم الصحية، وينتهجها راسمو السياسات لجعل عمليات نقل الدم مأمونة ومُتاحة لجميع سُكان العالم.

دور منطمة الصحة العالمية:

تشارك في رعاية اليوم العالمي للمتبرعين بالدم أربع منظمات دولية تعمل من أجل توفير دم مأمون في جميع أرجاء العالم من خلال تشجيع التبرع الطوعي المجاني، وهي: منظمة الصحة العالمية، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، والاتحاد الدولي لمنظمات المُتبرعين بالدم، والجمعية الدولية لنقل الدم.
وقال الدكتور جونج- ووك لي - المدير العام لمنظمة الصحة العالمية - "إن الدم المأمون من اللوازم الأساسية لجميع النظم الصحية القطرية، وقد وافقت الدول الأعضاء في المنظمة، البالغ عددها 192 دولة في الآونة الأخيرة، على أن يُصبح اليوم العالمي للمتبرعين بالدم تظاهرة سنوية مُعترف بها رسمياً، وسيساعد ذلك على إذكاء الوعي بالحاجة الماسة إلى دم مأمون ومُتبرعين لا يشكون علة ولا مرضًا".
وقد دعت منظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات إلى وضع استراتيجيات واضحة تهدف إلى زيادة فرص حصول الجميع على الدم المأمون، وتقوم تلك الاستراتيجيات على تشجيع التبرع الطوعي وبانتظام وبدون مقابل وعلى التنسيق الوطني لخدمات نقل الدم.
غير أن ثمة حاجة إلى إحراز المزيد من التقدم على الصعيد العالمي، حيث لم يتمكن سوى 40 بلداً، حتى الآن، من إقامة نظام يقتصر على التبرع الطوعي، وعلى الرغم من بعض التحسينات التي أُدخلت مؤخرًا في هذا المجال، فإن أقل من 30% من البلدان يمتلك نظاماً لنقل الدم يتم تنسيقه على المستوى الوطني، وهناك بُلدان كثيرة، بما في ذلك بُلدان الاقتصاديات الناشئة، لا تزال تعتمد على التبرع الأسري البديل "أي تبرع دم يقدمه أحد أفراد أسرة المريض" أو على التبرع المدفوع الأجر.

أهمية التبرع بالدم:

للتبرع بالدم فوائد عديدة وإيجابيات في حياة الإنسان، أهمها الاطمئنان على صحته، حيث يُعد بمثابة شهادة صحية تدل على سلامته، فإنه يخضع لفحص طبي للجسم واختبار لسلامة دمه عن مرض التهاب الكبد الوبائي بنوعيه (ب، ج) - الملاريا - الإيدز - الزهري، ففي حالة وجود أي مشكلة يقوم الشخص بالتوجه للطبيب لمُتابعة حالته قبل تدهورها، كما يساعد التبرع على تنشيط نخاع العظم في إنتاج خلايا دم جديدة تستطيع حمل كمية أكبر من الأوكسجين إلى أعضاء الجسم الرئيسية، والعمل على زيادة التركيز والنشاط في العمل وعدم الخمول.
بالإضافة إلى ما سبق فإن التبرع بالدم تساهم في إنقاذ أرواح أطفال ومرضى في أمس الحاجة، وترسم البهجة وتعيد الفرحة إلى قلوب الكثير ممن يحتاجونها هذه الأيام، فهنا تكمن أهمية الحملة والتبرع بالدم.

التبرع بالدم واجب إنساني:

التبرع بالدم ضرورة إنسانية يحتاج إليها الكثير من الناس في أي وقت من الأوقات، وقد أفتى أغلب العُلماء بجوازها، من أجل إنقاذ حياتهم وتحسين ظروفهم الصحية عن طريق التبرع بدمائهم، والعمل على نشر ثقافة التبرع باعتباره عملاً إنسانياً نبيلاً، ويُسهم في إنقاذ حياة آلاف المرضى الذين يكونون في حاجة ماسة لنقل الدم، خاصة الذين يُعانون الأمراض الخبيثة أو المُستعصية، وكذلك الأشخاص الذين يتعرضون لحوادث خطيرة.
تخضع عملية التبرع بالدم لبعض الاختبارات والفحوص الأولية، ولا يتم إجراء عملية التبرع بطريقة عشوائية، فهي تبدأ أولاً بطرح مجموعة من الأسئلة على المُتبرع للاطئمنان على صحته من ناحية وللتأكد من سلامة الدم التي يتم أخذه حتى لا يكون سببًا في نقل الفيروسات أو الأمراض، ويجب على المُتبرع أن يكون مُنتبها إلى أسئلة الطبيب وصادقا في أجوبته، ولا يتردد في إمداده بمعلومات حول ما يتعلق بصحته وسوابقه الطبية، ومدى تعرضه لخطر العدوى بأحد الأمراض المنقولة عن طريق الدم مثل التهابات الكبد والزهري.
يتم أخذ قطرات من دمه من خلال وخز الأصبع برأس إبرة لمعرفة قوة دم المُتبرع ونوع دمه وسلامته، يجري بعدها أخذ كمية من الدم تتراوح بين 450 و500 ميلليمتر، وتستغرق فترة سحب الدم من 5 إلى 15 دقيقة يمكن بعدها للمُتبرع العودة لمُمارسة أعماله اليومية بشكل طبيعي، وينصح المُتبرع بتناول قليل من الطعام قبل التبرع بالدم، كما ويُنصح المدخنون بعدم التدخين مدة ساعة على الأقل قبل وبعد التبرع بالدم.
ومن جانبه يُنصح الدكتور سمير سامى، ماجستير التغذية العلاجية، الأشخاص الراغبين في التبرع بأن لا يكونوا خاضعين لأنظمة غذائية منخفضة السعرات الحرارية لفقدان الوزن، ولابد أن يتناول الشخص الذي يود التبرع أغذية بروتينية وخضراوات في اليوم الذي يسبق التبرع، مع الحرص على شرب الماء بالكمية الكافية، لأن السوائل التي يحملها الدم تجنب الدوار والهبوط اللذين قد يتعرض إليهما بعض الأشخاص عقب التبرع، وكذلك تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الحديد قبل التبرع بأسابيع وما بعده، إضافة إلى تناول قطع من الفاكهة أو كوب صغير من اللبن أو سكريات سهلة الهضم، أو قطعة من البسكويت، وذلك قبيل ساعات من التبرع، ليبقى مستوى السكر في الدم بحالة مستقرة.

فعاليات الاحتفال في مصر:

يشهد الاحتفال في مصر هذا العام استعراضًا لأوضاع إمدادات الدم في مصر والإقليم والعالم وتلقي الضوء علي أهمية التبرع التطوعي المُنتظم الغير مدفوع الأجر، ويتم خلالها عرض المواد الفيلمية المُنتجة في هذا الشأن.
وتنطلق فيه الحملات والتظاهرات الإنسانية لحشد الناس والشباب للتبرع بالدم ورفع مستوى الوعي بأهمية التبرع بالدم وتوجيه الشكر لمن يتبرعون بدمائهم بطواعية وبدون مقابل وما يقدمونه من هبات الدم المُنقذة للأرواح .
وعلى صعيد الاحتقال باليوم العالمي للتبرع بالدم في مصر تقام بعض الفعاليات لشحذ مُشاركات المواطنين للتبرع بالدم، مثل قيام عماد حسن أنور عماد حسن أنور - المخطط التسويقى ورئيس مبادرة ينابيع الحياة - بمُبادرة إنسانية على هامش الاحتفالية باليوم العالمى للمُتبرعين بالدم أعلن بالتنسيق مع أحد الإعلاميين عن تلك الاحتفالية بهدف العمل على شحذ همة الشباب على التبرع بالدم، تبدأ نهارًا من خلال التبرع بالدم فى بنك دم 57357، وبعدها سيتم تنفيذ تلوين جدارية الدعوة للتبرع بالدم على سور بنك الدم بالبطل أحمد عبدالعزيز بمُشاركة فاكسيرا - الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات - وسيتم بعدها إطلاق مسيرة من بنك الدم، مرورًا بشارع البطل أحمد عبد العزيز وصولاً بكوبرى السادس من أكتوبر ثم الزمالك، والتوجه إلى نقطة الوصول التي تمر بالنادي الأهلي والبرج ثم نقطة النهاية، وأن شباب الصم المتبرعين بالدم سيتصدرون المسيرة بقيادة النجم رامي وحيد، مما يدعم نشر ثقافة التبرع الشرفي المُنتظم بالدم، وتهدف المسيرة أيضًا إلى دعوة مُمثلي بنوك الدم للعمل بشكل جديد وتغيير سياسات التبرع والصرف، والاهتمام بأدوات التبرع كاملة وعدم إهمالها أو نقصها لما في ذلك ما يسبب نفور من عملية التبرع.
وعلى صعيد الاهتمام بالتبرع بالدم أعلن عماد أنور أنه بدأ الإعداد لإنشاء وتأسيس المؤسسة العربية لثقافة التبرع الشرفي المُنتظم بالدم بهدف التواصل مع الشباب على القطاع العربي بمُشاركة خدمات نقل الدم العربية بعدما يتم دعوتها لتكون الشريك الرئيسي في نشر الحملة بالدول العربية، وأيضًا اللجنة الصحية بالأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي للعمل على تحقيق توفير دم للمرضى بشكل عام ونشر الثقافة للجيل القادم، مؤكدًا على أن المشاركة الجماعية من الأمور التي ستساعد على ضمان أثر واسع لليوم العالمي للمُتبرعين بالدم وزيادة الاعتراف في كل أنحاء العالم بأن التبرع بالدم من أعمال التضامن المُنقذة للأرواح، وأن الخدمات التي توفر الدم المأمون ومنتجات الدم المأمونة تشكل عنصرًا أساسيًا لكل نظام من نظم الرعاية الصحية، وأن هناك نحو 62 بلدًا ممن تمتلك خدمات لنقل الدم تعتمد كليًا على تبرعات الدم بدون مقابل بعد ما كان عدد تلك الدول يبلغ 39 بلدًا فى عام 2002، وتماشيًا مع إعلان ملبورن لعام 2009 الذى يدعو البُلدان إلى تحقيق نسبة 100% فيما يخص تبرعات الدم الطواعية والمجانية بحلول عام 2020.
وعلى صعيد الجهود المبذولة من أجل توفير أكياس الدم الآمنة فقد تم افتتاح المركز الإقليمى للدم بالعباسية، والذى تم انشاؤه بالتعاون مع سويسرا بتكلفة 400 مليون جنيه في يونيه/حزيران من العام الماضي، مُجهز بأحدث التقنيات والكوادر البشرية المُدربة لضمان تطبيق نظم الجودة، يضم أقسامًا للتبرع والمُشتقات، وصرف وتحليل الدم، ويقدم المركز خدمات نقل الدم وصرفه للمستشفيات الواقعة في منطقة شمال القاهرة، وأجزاء من محافظتي القليوبية والشرقية.
وفي نفس السياق تسعى وزارة الصحة المصرية لتوفير الدم الآمن بمُشتقاته كافة، والوصول بخدمات نقله لمستوى الجودة وفقاً للمعايير العالمية، حيث يوجد هناك 6 بنوك إقليمية أخرى تعمل في نفس الوقت على مستوى المحافظات وجارى زيادتها إلى 16 بنكًا .
خاتمة:
على الرغم من
تقدم وتطور أساليب استقبال وتوزيع الدم عبر بنوك الدم في العالم، إلا أنه مازالت عملية التبرع بالدم تحتاج إلى تطوير ثقافة التبرع بالدم تصل رسائلها إلى أعماق قلوب الناس لتؤكد أهمية وضرورة التبرع المُنتظم بالدم، باعتبارها ركيزة أساسية في استراتيجية تحفيز المُتبرعين، وترسيخ قناعة لديهم بأهمية هذا العمل دون انتظار مقابل، بحيث لو أدرك الإنسان وضعه مكان المريض وهو في حاجة ماسة لقطرات من الدم لإنقاذ حياته لاستمر في التبرع مدى حياته.

13/06/2012

تعليق علي الموضوع إرسال لصديق طباعة الصفحة

تعليقات القراء

الاسم : احمد نور

ابطال نروح نتبرع بادم ببلاش وبعد كده نشترى الدم لزوينا بأغلى الأسعار

الاسم : محمود قاسم

ممكن نعرف نتبرع فين مكان يكون امين فى استخدامه مش غرض تجارى؟

 

شروط النشر