آخر الأخبار :

ترقب ثمار الجهود الدولية للخروج بسوريا من النفق المظلم

تعليق علي الموضوع إرسال لصديق طباعة الصفحة

القاهرة - أ ش أ - نجلاء عزت

دخلت الأزمة في سوريا شهرها الخامس عشر الأطول والأكثر تكلفة بين ثورات الربيع العربي ..فمع استمرار الوضع المتردي في المشهد السوري يصعب التكهن بالتوصل لحل داخلي أو عربي أو أممي في الوقت القريب ،من هنا تأتي زيارة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الحالية لنيويورك مع تحرك دبلوماسي مكثف تسعى من خلاله الأسرة الدولية للتوصل لحل سياسي يوقف القتل والعنف ويمهد انتقالا سلميا للسلطة ويجنب سوريا والمنطقة تداعيات خطيرة.

واستهدفت مباحثات العربي خلال زيارته التي تستمر أسبوعا العمل على إيجاد حل عاجل للأزمة السورية خلال لقائه بسفراء الدول الأعضاء بمجلس الأمن ورئيس الدورة الحالية ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ويتزامن التصعيد التركي الأخير مع آخر عربي خليجي من أجل موقف عربي عبر الجامعة العربية يذهب بالأزمة من جديد إلى مجلس الأمن الدولي أو الجمعية العامة للأمم المتحدة وإصدار مجموعة من القرارات لحل الأزمة وهو ما تتركز عليه زيارة الأمين العام للجامعة العربية حاليا في نيويورك.

وقد طلب مجلس الجامعة إبلاغ كل من الجمعية العامة ومجلس الأمن بالموقف العربي وبالرؤية العربية للخطوات المطلوبة للخروج من الأزمة في سوريا ولوقف حالة التدهور السريع الذي تشهده تلك الأزمة, خاصة في ضوء استمرار الحكومة السورية في اتباع سياسة الحل الأمني واستمرار القوات النظامية وغير النظامية التابعة للحكومة في ارتكاب انتهاكات وجرائم ضد المدنيين السوريين, وآخرها المجزرة البشعة التي وقعت في يونيو الحالي في مزرعة القبير بريف حماه , وأعمال العنف المستمرة اليوم في تلبيسه وأحياء مختلفة من محافظة حمص , وذلك في خرق سافر لتعهدات الحكومة السورية بالتنفيذ الفوري والكامل لخطة أنان, وقراري مجلس الأمن رقمي 2042 و 2043.

وفي المقابل ومع استمرار الموقف الروسي الصيني المساند للنظام تقوم بعض القوى الإقليمية الدولية بمساندة المعارضة لمنع سحقها وإضعاف النظام ويعني ذلك في رأي المحللين امتداد عمر الأزمة السورية وما تحمله من استنزاف النسيج الاجتماعي والوطني السوري إضافة إلى مخاطر تداعي بنية الجيش والدولة وتصبح سوريا ساحة مفتوحة لصراع دولي.

و يعلق المحللون على دور روسي لما له من علاقات متينة مع النظام السوري لإيجاد حل سياسي على شكل خريطة طريق تقدمها روسيا تضمن التغيير المطلوب عبر سلسلة إصلاحات سريعة ضمن برنامج زمني محدد ويبقى التحدي الأساسي أمام روسيا في كيفية دفع المجلس الوطني السوري نحو التفاوض أو التجاوب مع الحل السياسي لأنه يرفض التفاوض مع النظام الحالي .

كما يشير المحللون إلى أن تزايد عنف النظام في قمع المتظاهرين يصل بالبلاد إلى حرب أهلية مع فشل المهمات الأممية في وقف عمليات النظام العسكرية مما يؤدي إلى اضطرار المجتمع الدولي لتجاوز الفيتو الروسي الصيني وتلجأ للخيار العسكري لحماية المدنيين بفرض منطقة حظر جوي ومناطق آمنة وتوجيه ضربات للقوى الجوية والمدرعات والمدفعية التي تقتحم المدن والبلدات المنتفضة .. ولكن هذا السيناريو له تداعيات على المنطقة يؤدي إلى تفجيرها خاصة أن منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي منطقة حساسة.

وعلى الرغم من الاتجاه الدولي لإيجاد حل سلمي لخروج سوريا من الأزمة الحالية إلا أن الوضع الميداني وتطوره بسرعة يتطلب في رأي المحللين التعامل مع منظومة إقليمية متكاملة ومترابطة أمنيا وسياسيا واستراتيجيا للوصول إلى هذا فهناك حسابات مختلفة لدى القوى الدولية فأمريكا والدول الأوروبية التي تعيش وطأة أزمة مالية فهى لم تعد تقوى على خوض الحروب الخارجية وأيضا التحرك التركي كلاعب إقليمي يلوح بالحرب والتهديد بإقامة منطقة أمنية عازلة وممرات إنسانية بحماية عسكرية دولية والتمهيد للتدخل الخارجي الذي ظهر بفرض عقوبات على سوريا.

خطة آنان مدخل للتوصل لحل سياسي

وعلى الرغم من موافقة الجميع على خطة المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سوريا كوفي آنان كمدخل لبدء الحوار والتوصل لحل سياسي يعبر عن توازن القوى المحلية والإقليمية والدولية إلا أن التصعيد العسكري والسياسي والطائفي يأخذ منحنى خطيرا ينذر بتهديد وحدة البلاد أرضا وشعبا ويجعل الحل السياسي معقدا نتيجة استمرار النظام في اعتماده على الحل الآمني.

ومعادلة التوازنات الداخلية المتمثلة في عدم قدرة النظام على إخضاع الحراك الشعبي وإعادته لبيته ولا الحراك الشعبي وصل بقدرته حد لإسقاط النظام مما أوجد لهذه المعادلة الداخلية زريعا إقليميا ودوليا ومن هنا اتجهت السلطات السورية نحو توطين الأزمة وإدامتها إلى أبعد وقت ممكن وهو ما تم التعبير عنه بالقول إن السلطات السورية تسعى لشراء الوقت لتعزيز محاولتها إلحاق الهزيمة بالحراك الشعبي .

ومن جانبها رجحت مصادر سورية مطلعة أن يكون بعد غد الثلاثاء أول يوم عمل رسمى لحكومة الدكتور رياض حجاب رئيس مجلس الوزراء السورى الجديد الذى بدأ منذ صباح يوم الخميس الماضى سلسلة لقاءاته ومشاوراته مع الأحزاب الوطنية والقوى السياسية والاقتصادية والاجتماعية السورية لتشكيل الحكومة الجديدة.

وأشارت المصادر إلى قرب انتهاء حجاب من اختيار أعضاء فريقه الحكومى الجديد الذى سيمثل كافة أطياف المجتمع السورى , حيث من المتوقع أن يقوم حجاب بتقديم قائمة مرشحيه مساء غد الاثنين أو صباح بعد غد الثلاثاء على أبعد تقدير إلى الرئيس السورى بشار الأسد , تمهيدا لصدور المرسوم الخاص بالحكومة, ودعوة الوزراء الجدد إلى أول جلسة عمل لهم فورا.

ومع ازدياد حدة التوتر من أزمات عديدة داخليا كالوضع الاقتصادي والمعيشي والأزمات المتكررة يعقد الأوضاع بل ويؤكد أن الأزمة دخلت طورا جديدا مما يجعل من الشجاعة اتخاذ إجراءات ملموسة والتي تتطلب في رأي المحللين بلعب مجلس الشعب السوري دور فعال يتمثل في إعطاء إشارات قوية تدل على نيته بإجراء تغييرات حقيقية في البلاد وأيضا إطلاق سراح جميع المعتقلين على خلفية الأحداث وتقديم كل من تلوثت يداه بالدم السوري من أية جهة كانت للقضاء بل وتهيئة الظروف المادية والإنسانية لعودة المهجرين والتعويض لهم والبدء الفعلي بحوار وطني شامل وجدي للخروج الآمن من الأزمة.

10/06/2012

تعليق علي الموضوع إرسال لصديق طباعة الصفحة

 

شروط النشر