آخر الأخبار :

بقلم: طارق الحميد

ها هي المنطقة تضج بدماء الشعوب، في اليمن وسوريا وليبيا، وعلى يد حكام يفترض أنهم يرأسون جمهوريات يحكم فيها الرئيس فترته ثم يرحل، هكذا يفترض، وهكذا تكون الجمهوريات، لكن واقعنا يقول العكس.

واقع منطقتنا يقول إن رؤساء الجمهوريات التي ابتليت شعوبها بحكام من نوعية حكام سوريا واليمن وليبيا، تسير وفق مفهوم إما أن أحكمكم أو أقتلكم، أو نموذج آخر من سوء حظ بلاده، وحسن حظه بالطبع، أن الأحداث قد غطت عليه، وهو الرئيس السوداني الذي قسمت بلاده وبقي في سدة الحكم! ولذا فإن ما يوصف بالربيع العربي في منطقتنا ما هو إلا مبالغة، أو أمانٍ، فمنطقتنا ما زالت بعيدة عن التحول الديمقراطي، لكن ذلك ليس بالأمر السلبي أبدا. فالأمر الإيجابي الذي تشهده منطقتنا اليوم هو أنها تمر بمرحلة انتهاء حقبة الشعارات المزيفة والكاذبة التي تاجرت بها الأنظمة كثيرا، وعلى مدى عقود، ولذا نرى اليوم في سوريا واليمن وليبيا أزمة مصداقية حقيقية بين الشعب والنظام، فمهما صدر من وعود من قبل تلك الأنظمة فإنه يقابل برفض شعبي.

السبب بسيط؛ فشعوب تلك الدول أدرى من الجميع بحجم كذب أنظمتهم، ومراوغتها، وعلى مدى عقود، مرة باسم المقاومة، وأخرى باسم القضية الفلسطينية، وكم كان محقا الزميل سليمان جودة عندما قال في أحد مقالاته إنه كلما تأمل حال الفلسطينيين، أو القضية، فإنه يسارع إلى قراءة الفاتحة على روح الرئيس الراحل أنور السادات الذي استعاد سيناء ولم يتركها لعبة للمتاجرة.

والأكاذيب والأعذار لا تنتهي؛ ففي اليمن تاجر علي عبد الله صالح بقضية «القاعدة» والحوثيين من أجل تقويض القبائل، وتدعيم مشروع التوريث، وليس القصد هنا أن «القاعدة» وهم، بل إن صالح تحالف مع الشيطان لتهشيم القيادات القبلية هناك مقابل توريث ابنه، والشيطان هو « القاعدة». ذات يوم قال صالح لضيف كبير أن لا قيمة لقبائل اليمن اليوم، فما كان من الضيف إلا أن عاجله بالرد، وهو ما أذهل الحضور: «لولا القبائل لما بقي حكمك»! وها نحن نرى صدق ذلك اليوم، وربما تعلم صالح الدرس، ولكن بعد خراب صنعاء!

وفي ليبيا لم يكن الوضع أحسن، فالقذافي كان دائما يتحدث عن الإمبريالية والاستعمار، وها هو «المستعمر» القديم يعود اليوم لإنقاذ الشعب الليبي من القذافي نفسه، وبعد أربعة عقود من شعار الثورة الليبية ضد الإمبريالية!

أما في سوريا فالوضع أكثر مدعاة للحزن؛ فالنظام الذي تغنى طويلا بالعروبة لم يفتأ يبيع العروبة إلى إيران في كل موقف وقضية، وها هم الخبراء الإيرانيون يساندونه في عملية قمع شعبه المنتفض، كما أنه تبنى المقاومة، لكنه، أي النظام، لم يقاوم إلا فكرة التطوير والإصلاح والتغيير، ولم يقاوم بالسلاح إلا شعبه، فالجيش السوري الباسل لم يحارب في الثلاثة عقود الأخيرة إلا الشعب اللبناني، والشعب السوري!
ولذا نقول هو ليس الربيع العربي، بل الانتفاضة العربية على أنظمة الشعارات والكذب والابتزاز السياسي، أنظمة تحكم وفق منهج: أحكمكم أو أقتلكم!

نقلا عن جريدة الشرق الأوسط

تعليق علي الموضوع إرسال لصديق طباعة الصفحة

تعليقات القراء

الاسم : Snow

You're the gretseat! JMHO

الاسم : ابن ليبيا

ياريت تنقلوا الحقيقة كاملة كلنا في ليبيا نعشق معمر القذافي واحنا سننتصر علي الخونة الذي يدعون بانهم ثوار

الاسم : م/ أشرف

حقا كلام فى الجون وعلينا أن نتاكد أن لكل بدايه نهايه والديكتاتوريه لا وجود لها فى القرن هذا القرن سواء قبل الحكام العرب أو رفضوا فهذه أراده الله للعرب أستعدادا للنهايه والسؤال هل ولاده هذا القرن الذى نعيشه ستسفر عن مولود صالح أم ماذا فبعد التغيير الذى شهتده مصر بعد الثورة لم نرى المستقبل بشكل واضح أهو امتداد لشكل أخر من الديكتاتوريه وسنرفضه مره أخرى ؟؟؟ أم ديمقراطيه مدنيه ؟؟ أم ديمقراطيه بمرجعيه أسلاميه؟ أم هى مزيج بطعم جديد بين كل هذا وذاك!!!! هذا ما ستحدده الايام القادمه أذا كان فى العمر بقيه

الاسم : baby face

بعض الحكام العرب نسى ان هناك نهاية لعمر الانسان على الارض وانه سيموت فى يوم من الايام ليقابل الله عز وجل ليسأله ويحاسبه، ونسى ايضاً ان الكفن ليس له جيوب وان الحاكم مهما كان عظيماًانما هو تراب والى تراب يعود

 

شروط النشر