بينما تشتد حدة المعارك بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد والثوار الذين باتوا يشنون معارك ضخمة، تتزايد وتيرة نزوح السكان إلى الدول المجاورة، لاسيما مع اعتماد قوات الرئيس الأسد على سلاح الطيران والقصف العشوائي في ردّها على الثوار.
فبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن أعداد النازحين السوريين إلى دول الجوار تقفز بمعدل يفوق 3000 لاجئ في اليوم.
ووفق السيدة ميليسا فليمنغ، كبيرة المتحدثين باسم المفوضية، فإنه ومنذ بداية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ارتفع عدد اللاجئين المسجلين يومياً في كافة أنحاء المنطقة إلى 3200 تقريباً، من بينهم الوافدون الجدد من سوريا وطالبو اللجوء الذين وفدوا بالفعل إلى تلك الدول منذ فترة، ولكنهم لم يطلبوا المساعدة عن طريق التسجيل لدى المفوضية.
وأضافت في تصريح نشره الموقع الإلكتروني للمنظمة أنه من المتوقع ارتفاع أعداد أولئك الذين ينزحون إلى الدول المجاورة دون أن يتقدموا بطللبات لجوء "ويصارعون من أجل البقاء اعتماداً على مدخراتهم الخاصة ولكنهم يتقدمون في نهاية الأمر للتسجيل نظراً لتواصل الصراع في سوريا ونفاد مواردهم وعدم استطاعة المجتمع والأسر المضيفة إعالتهم لفترة أطول".
وتقدر هذه الأعداد في الأردن على سبيل المثال التي يوجد فيها نحو 100 ألف لاجئ لم يُسجلوا بعد، كما تقدر تركيا وجود ما يزيد على 70 ألف لاجئ خارج المخيمات، فيما تقدر مصر وجود نفس العدد على أراضيها، كما تقدر لبنان وجود عشرات الآلاف ممن لم يتقدموا للتسجيل بعد.
وأكدت المتحدثة باسم المنظمة أن تواصل عمليات النزوح إلى خارج سوريا رفع أعدادهم إلى ما يزيد على نصف مليون لاجئ سوري قد سُجِّلوا أو مازالوا قيد التسجيل في أربع دول حدودية وكذلك في دول شمال إفريقيا، وذلك دون حسبان عشرات الآلاف الذين لم يسجلوا أنفسهم كنازحين، ويقيمون بطرق شرعية اعتماداً على مصاريفهم الخاصة.
وأوضحت أن العدد الإجمالي للنازحين السوريين في الدول المجاورة بلغ إجمالي 509,559 سورياً، يصل عدد المسجلين منهم إلى 425,160 لاجئاً، فيما يظل 84,399 لاجئاً قيد التسجيل.
وأضافت أنه خلافاً للتصورات السائدة يعيش نحو 40 بالمائة فقط من اللاجئين السوريين المسجلين في كافة أنحاء المنطقة في مخيمات للاجئين: "يعيش معظم اللاجئين خارج المخيمات، وغالباً ما يستأجرون منازل، أو يعيشون مع أسر مضيفة أو في أشكال مختلفة من المراكز الجماعية وفي أماكن إقامة مرممة".
وففي لبنان ودول شمال إفريقيا على سبيل المثال لا توجد مخيمات، إذ يعيش اللاجئون السوريون في المجتمعات الحضرية والريفية، أما في الأردن فيعيش 24 بالمائة فقط من اللاجئين في المخيمات، وفي العراق تبلغ نسبتهم النصف، بينما يعيشون جميعاً في مخيمات تديرها الحكومة في تركيا.
ويبلغ عدد المخيمات في الوقت الراهن 14 مخيماً في تركيا، و3 مخيمات في العراق، و3 مخيمات في الأردن.
وقد أوردت التقارير الصادرة الاثنين الماضي أحدث الإحصائيات لأعداد اللاجئين السوريين المسجلين أو الذين هم قيد التسجيل في كل دولة وتبلغ: 154,387 لاجئاً في لبنان، و142,664 لاجئاً في الأردن، و136,319 لاجئاً في تركيا، و64,449 لاجئاً في العراق، و11,740 لاجئاً في دول شمال إفريقيا.
وتأتي هذه الأرقام فيما تشتد وتيرة المعارك وفقدان النظام السوري للسيطرة على الأرض، ما أجبره على التكثيف من استعمال سلاح الجو والقصف بعيد المدى الذي يستهدف أحياءً سكنية، في وقت أكدت فيه تقارير استخباراتية غربية ونشطاء سوريون، لجوء قوات الأسد إلى استعمال صواريخ سكود بعيدة المدى وذات التدمير الكبير في قصف المدن.