الأربعاء 24 يوليه 2013 مـ - 15 رمضان 1434 هـ
 

الواشنطن بوست: "الديمقراطيون" في مصر يتخلون عن الديموقراطية

22 يوليه, 2013 08:21 م 
الاحتفالات بخلع مرسي، 3 يوليو 2013. تصوير : أحمد حامد - أصوات مصرية

كتب "جاكسون ديل" أن الشبان الليبراليين افي مصر، الذين كانوا يعدون قبل خمس سنوات أكبر حركة واعدة في العالم العربي في مواجهة سلطة مبارك، تهلل الغالبية العظمى منهم لجنرال آخر، عبد الفتاح السيسي، الذي تحمل البوسترات صورته في شوارع القاهرة مع صور الطغاة العسكريين السابقين،السادات وعبد الناصر، حسب قوله.

وفي مقاله على موقع صحيفة الواشنطن بوست، قال الكاتب إن هذا أمر غير مسبوق في تاريخ الحركات الجماهيرية الداعية للديمقراطية، ولم تكن حركة تضامن البولندية أو مناهضي بينوشيت في تشيلي ليحلمون بمعانقة مضطهديهم السابقين.

وأشار إلى واحدة من هؤلاء الليبراليين الشبان؛ إسراء عبد الفتاح التي التقاها في القاهرة في نهاية عام 2011 ، وقال إنها انضمت لمجموعات "الديمقراطيين السابقين" التي ابتهجت لحدوث انقلاب عسكري ضد حكومة محمد مرسي المنتخبة، وأضاف أنها دافعت عنه مرددة دعاوى حول "دعم الشعب المصري لجيشه في مواجهة تهديدات خارجية".

وأشار لصفحة أسستها الناشطة عام 2008 على فيس بوك دعت لإضراب عام وانضم لها عشرات الآلاف، وإلى اعتقالها حينذاك، وإلى مساهمتها في حركة شاركت في الثورة التي أسقطت مبارك عام 2011، وإلى ترشيح الناشطة لجائزة نوبل للسلام، و"انهمار الجوائز عليها من منظمات غربية، وتلقي منظمة أسستها في مصر لتمويل غربي".

ويقول إن هناك طرحا يدافع عن موقف "الديمقراطيين السابقين" في مصر، بأنهم وعلى خلاف نظرائهم في بلاد أخرى، مضطرون للمواجهة على جبهتين؛ ليس فقط ضد استبداد يدعمه الجيش، ولكن أيضا ضد حركة أيديولوجية هي جماعة الإخوان المسلمين التي بدا توجهها لاحتكار السلطة واضحا.

ويضيف إن الأمر يشبه مواجهة بينوشيت (في تشيلي) والحزب الشيوعي اللينيني (في بولندا) معا في نفس الوقت.

ويرى الكاتب أنه رغم إشعال الليبراليين لثورة يناير 2011 ، إلا أنهم كانوا دائما أضعف من الجيش ومن جماعة الإخوان، وأقل تنظيما، وأفقر ماليا، وأقل انضباطا، وأثبتت خمسة اقتراعات حرة على مدى عامين أنهم يمتلكون أنصارا قلائل بين الفقراء والريفيين المصريين خارج القاهرة.

ويقول إنهم "كانوا فخورين بتنظيماتهم السياسية التي بلا قائد، لكنهم اختاروا محمد البرادعي كزعيم، وإن الاختيار كان كارثيا، ويناسب صالونات فيينا، لا عشوائيات القاهرة"، مشيرا لانسحاب البرادعي من سباق الرئاسة قبل بدءه في اللحظة الأخيرة.

ويقول الكاتب إن وفدا من زعماء الشبان التقى مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين حينها، وتلقى وعودا منه التزم ببعضها فقط بعد انتخابه، وأصبحت حكومته أقل تسامحا وأكثر انغلاقا خلال معركتها مع بقايا نظام مبارك في جهاز الدولة البيروقراطي والشرطة والقضاء.

ويشير لتوجيه اتهامات لصحفيين بإهانة الرئيس ولاعتقال قياديين شبان لتنظيمهم احتجاجات في الشارع.

ويرى الكاتب أنه كان من الممكن الانتظار لحين إجراء الانتخابات البرلمانية خلال بضعة أشهر، في وقت تبين فيه استطلاعات الرأي تراجع حاد لشعبية جماعة الإخوان، بدلا من لجوء الليبراليين إلى الطريق السهل وتبديل مواقفهم إلى جانب الجيش "الذي التقى زعماء من المعارضة قادة منه باستمرار خلال الشهور القليلة الماضية، ووعدوهم بالاستجابة لأي مظاهرات ضخمة تطالب بإسقاط مرسي".

ويقول "أقنعوا أنفسهم، وهم مخمورون بنجاح (ثورتهم الثانية)، بأن الجيش سيتراجع عن التدخل في السياسة، وبأن الإسلاميين في مصر لن يفوزوا أبدا بانتخابات أخرى".

ويضيف "في نفس الوقت، يشارك البرادعي كنائب للرئيس في حكومة تحتجز مئات السياسيين، وتغلق قنوات تليفزيونية إسلامية، وتقتل عشرات المحتجين غير المسلحين في الشوارع"، ويقول إنها نتيجة لم يكن لإسراء عبد الفتاح وأصدقائها الشبان المثاليين أن يرغبوا فيها قبل 5 أعوام.

المقال كامل منشور على موقع صحيفة "الواشنطن بوست" بتاريخ 21 يوليو 2013.

تابعنا على

أضف تعليقا

هام: أصوات مصرية غير مسؤولة عن محتوى التعليقات.

اتصل بنا | شروط الاستخدام | عن الموقع موقع أصوات مصرية © 2013 - جميع الحقوق محفوظة