الجابري يرقد حاليا في المستشفى لاستكمال علاجه

لم يمض على حارس السجن الإصلاحي (فاضل سوادي نعمة الجابري) من أهالي الكرمة، شمال البصرة، سوى شهر واحد في واجبه بسجن أبو غريب، بعدما نقلته وزارة العدل من سجن المعقل في البصرة، لإغراض الإسناد وتعزيز الحمايات، حتى واجهه ما لم يكن في الحسبان، ليشهد اكبر عملية هروب لسجناء وصفوا بأنهم الاعتى والاكثر اجراماً، في تاريخ العراق نفذتها "جماعات إرهابية"، في معركة دامية استمرت نحو ثلاث ساعات حسمتها لصالحهم.

الجابري الذي يرقد في احدى ردهات القسم الجراحي في مستشفى  الفيحاء يروي لراديو المربد جانبا مما حدث بالقول "فيما كنت أؤدي واجبي في سجن أبو غريب كحارس في باب سيطرة السجن الداخلي، وكان يسود السجن حالة من الاستقرار، والكل يمارس واجبه بشكل طبيعي ومنهم المنظفون، ولم نبلغ بإنذار أو تأهب لشيء ما حتى الساعة 8:45 مساءً، فوجئنا بهجمة عنيفة لا نعرف مصدرها وسببها، وبدأت قذائف الهاون و أطلاقات الرصاص بأنواعها تنهال علينا، وحدثت فوضى عارمة لاتوصف، ما دفعنا إلى غلق الأبواب الرئيسية للسجن بعجالة، بعدها اشتد الاشتباك، ولم يتمكن الحراس والشرطة مقاومة قذائف الهاون".

 وتابع الجابري قائلاً "بعدها خرجنا من داخل السجن، ووقعت علينا قذيفة هاون أصابتني بجروح بليغة وكسرين في يدي اليمنى ورجلي وإصابة في الرأس، وكذلك أصيب باقي الحراس، وأصبحنا أول ضحايا الهجوم، نصارع الألم بشبه غيبوبة، وسط صرخات (الله اكبر) التي يطلقها الإرهابيون والسجناء" نافياً ان يكون لدى السجن والحراس "علم مسبق بوجود هجوم يستهدفهم، او تجاهلوا نداءات او برقيات تحذرهم وتنذرهم بهجوم وشيك يستهدف إخراج الارهابيين من أبو غريب، حيث كان الهجوم مباغتاً، رغم استعداداتنا وتجهيزاتنا لاي حالة طارئة".

ويستدرك الجابري قائلاً "المعركة استمرت نحو ثلاث ساعات ونصف، لكنها لم تكن متكافأه ومتوازنة، حيث تمكن الإرهابيون بحسم المعركة لصالحهم، عبر الأسلحة وقذائف الهاون الثقيلة التي كانت بحوزتهم، حيث قتلت الحمايات وهزمت الشرطة الاتحادية المكلفة بحماية السجن، فضلا عن ثلاثة آلاف سجين محكومين بمادة 4 إرهاب، منهم عرب من السعودية  والأردن، محكومين بجرائم القتل والذبح والكواتم، ساندوا المقتحمين".

ويختتم الجابري قائلاً "بعدما جاءت قوات التعزيزات، نقلونا إلى مستشفى اليرموك لتقلي العلاج، ولا اعرف ما جرى من أحداث، ثم نقلت إلى مستشفى الفيحاء لإجراء عملية جراحية ليدي اليمنى المكسورة، وضع البلاتين في العظام، ومعالجة بقية الجروح التي جاءتني من شظايا قذائف الارهابيين".

يشار إلى أن سجن الحوت في قضاء التاجي شمالي بغداد وسجن بغداد المركزي (أبو غريب سابقاً) غربي العاصمة تعرضا، في (21 تموز 2013)، إلى قصف بقذائف الهاون، أعقبه هجوم شنه مسلحون مجهولون على السجنين في محاولة لاقتحامهما، فيما أثار النزلاء في السجنين أعمال شغب وحرق عدد من القاعات، أسفر عن هروب من 500 إلى 1000 نزيل من سجن أبو غريب المركزي معظمهم من أمراء وقادة تنظيم القاعدة، بحسب عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية حاكم الزاملي، فيما تبنى تنظيم القاعدة عملية اقتحام السجنين، واصفاً إياها بـ"الغزوة".

واعلنت قيادة عمليات بغداد في (28 تموز 2013)، عن اعتقال 350 من الهاربين وقتل 105 آخرين، معتبرة أن التقصير في هروب السجناء كان من قبل الشرطة الاتحادية وحراس السجن.