الأحد 6 تشرين الأول 2013 التوقيت المحلي للبصرة: 7:53 م درجة الحرارة بالبصرة: 30°
ترددات راديو المربد |
  • البصرة: 93.3
  • ذي قار: 101.3
  • ميسان: 89.4
  • بابل وكربلاء والنجف والديوانية: 98.8
  • المثنى: 97.7
  • واسط: 98.7

مريم الكفيفة، عاشقة الكتاب، بانتظار من يعالجها ويحقق أحلامها

الأربعاء 14 آب 2013 - 9:11 م
مريم الكفيفة، عاشقة المعرفة، تحتضن كتاباً لها

حيدر الجزائري

رغم حرمانها من نعمة البصر منذ ولادتها، لكنها لم تفقد البصيرة والأمل بالحياة، وما إن تراها، تغمرك الرحمة لبسمة بريئة مرسومه على شفتيها، تتحدى بها ما فقدته من النعم، وإصرار على الحياة، لتحلم بمستقبل واعد وتتخطى حياتها الصعبة.

الطفلة مريم عامر مزيد مواليد 1998، من حي الحكيم، في قضاء الزبير، تحدثنا والدتها عنها ونبرة الألم والحزن بصوتها ودموعها تكاد ان تحبسها لكي لا نراها "ولدت مريم وهي محرومة من نعمة البصر، فكل واحد منا لا يتصور حياته بدونها هذه النعمة كغيرها من النعم، لكن هذه إرادة ربنا سبحانه عز وجل، وأختها تصغرها بسنة كذلك لا ترى بإحدى عينيها".

مضيفة لاذاعة المربد، وهي تكتم دمعة ولوعة " مريم طفلة هادئة وذكية وطموحة، ورغم صغر سنها فأني وإياها كصديقتين حميمتين أشاطرها أمور الحياة اليومية وأستأنس برجاحة عقلها، و تصر على مساعدتي بشؤون البيت، رغم رفضي ذلك حرصاً عليها".

وتخبرنا الأم الحزينة عن محاسن إبنتها "لاحظت و أبوها حبها لمساعدة إخوانها وتعليمهم المواد الدراسية، فحاولنا جاهدين أنا وأبوها أن تلتحق بمدرسة المكفوفين من السنة الماضية، وهي الآن بالصف الثاني وعمرها أربعة عشر سنه، وتحلم أن تصبح يوماً معلمة".

وتشير أم مريم "نحن من سكنة قضاء الزبير ومدرستها في مركز المدينة تبعد نحو 20كم، ما يستوجب استئجار سيارة خاصة لنقلها، وأجور النقل باهظة جدا، لا طاقة لنا بها عليها إذ إن والدها يعمل باجر يومي، وعائلتنا تضم ولدين وبنتين، الأمر الذي يزيد من أعباء المعيشة وتكاليفها، ونأمل من الحكومة المحلية والمركزية مراعاة خصوصيتها وتخصيص راتب لرعايتها، لتحقق حلمها وتكمل دراستها بمدرسة المكفوفين".

أما والدها عامر مزيد فيؤكد "وجود أمل في استعادة مريم للبصر بعد إجراء عملية جراحية لكن في خارج العراق"، لافتاً عبر حديث لراديو المربد إن "تكاليف العملية باهظة، ولابد من تكفل جهات حكومية أو منظمات إنسانية بذلك".

ويختتم والدها قائلا "الرعاية الاجتماعية لم تراع حالتها وتعطيها الاهتمام الخاص لتشملها بالراتب، فهي تتحجج بضرورة عرض حالتها على عدة لجان، في حين مريم كفيفة بنسبة 100%، ما دفعونا بعد مراجعات عدة إلى اليأس من شمولها بالراتب، في ظل عجزي عن توفير حاجتها والعناية الخاصة لها".

مريم عاشقة الكتاب والمعرفة، وحافظة لأجزاء القران، والمتفوقة في الدراسة ومحبوبة أستاذتها، تتحدى فقدان بصرها بصبر وأمل يرسمان لها مستقبلاً جميلا يفتح لها ذراعيه، تنتظر مسؤولاً ينظر لحالها، ويخصص لها راتب رعاية يساعدها على صعاب الحياة، وإجراء عملية لعينيها، لتكمل تعليمها وتحقيق حلمها لتصبح مدرسة رياضيات وعلوم أخرى شغفتها حباً، ليرتقي دورها في المجتمع ومكانتها وشأنها بين صفوف رموز مكفوفين، كـ(طه حسين) وآخرين.

شارك برأيك

أصدقاؤك يفضلون