بغداد/نينا/ تقرير لمياء العامري : كشفت موجة الفيضانات العارمة التي اغرقت معظم مناطق بغداد بسبب الامطار الغزيرة التي شهدتها البلاد مؤخرا ، المستور عن حقيقة البنية التحتية المتهالكة بالعاصمة في ما يتعلق بشبكات تصريف مياه الامطار والصرف الصحي.
ويحمّل البغداديون ، امانة عاصمتهم مسؤولية ما يسمونه الخراب الذي حل ببغداد بسبب ما يصفونه فشلها الذريع بالنهوض بالعاصمة التي تحولت الى مكب نفايات وبحيرات من المياه الاسنة ، وكأن مليارات الدولارات التي صرفت على امانة بغداد ذهبت ادراج الرياح في مشاريع اقل ما توصف بانها فاشلة ويلفها الفساد.
وما ان استفاقت بغداد من غيبوبة الفيضانات والتفجيرات ، حتى تلقت نبأ تعيين الوكيل البلدي لامانة بغداد نعيم عبعوب امينا لها بالوكالة بدلا عن امينها السابق بالوكالة ايضا عبد الحسين المرشدي ، وكأن البغادّة اصابهم العقم ولم ينجبوا شخصية تليق بهذا المنصب الذي كان في ما سبق عنوانا لمكانة بغداد وارثها الحضاري ، كما يقولون.
وبحسب مراقبين للشأن الداخلي ، فان رئيس الوزراء نوري المالكي لم يكن موفقا بقراره تعيين عبعوب امينا لبغداد وحتى بالوكالة ، وستبقى معاناة اهالي بغداد سيما انه كان يتولى منصب الوكيل البلدي لامانة بغداد منذ سنين ولم يقدم شيئا يذكر ، ما يعني انه غير مؤهل لتولي هذا المنصب.
وما زاد من الطين بلة ، ان نعيم عبعوب اتهم جهات ـ لم يسمها ـ بالقاء صخرة وزنها 150كغم في شبكات الصرف الصحي ما تسببت باغلاقها.
وقال في في تصريح صحفي الشهر الحالي " ان جهات خارجية وداخلية عملت على إلقاء صخرة وزنها 150 كغم في احد شبكات الصرف ما تسبب بانسداد الأنبوب وغرق الناس " مبينا ان " هناك الكثير من المواطنين قاموا برمي الاوساخ والسوائل الثقيلة في فتحات تصريف مياه الامطار ".
واكد ان " الصخرة التي وجدت في احدى فتحات تصريف المياه تم تفتيتها واخراجها لكن هناك جهات تريد افشال عمل الامانة والقاء أللوم عليها ، وهناك من تعمد انسداد خطوط نقل المياه وإحراج الأمانة والحكومة بذلك لأغراض انتخابية " بحسب قوله.
وعلى الجانب الاخر انتقد النائب عن كتلة الاحرار حسين الشريفي ، قرار رئيس الوزراء نوري المالكي بتعيين نعيم عبعوب امينا لبغداد بالوكالة ، والذي قال انه متهم بالفساد في كثير من القضايا.
واضاف في بيان صحفي " ان البرلمان العراقي واستنادا للمادة 61 ثانيا من الدستور يعتبر الجهة الرقابية العليا في البلد وهو يرفض رفضاً قاطعا تعيين الوكيل البلدي السابق لأمانة بغداد أمين للعاصمة بالوكالة " معتبراً الامر" تجاهلاً لمصير أبناء بغداد الذي عانوا الأمرين ".
واوضح أنه " وبدلا من ان يتخذ المالكي قراره الحازم بإحالة كل المقصرين في الأمانة إلى النزاهة لفشلهم في إعمالهم ، يقوم بترقيتهم " لافتا الى أن " هذا الأمر يحدث في العراق فقط وهو تكريم الفاشل في عمله وترقيته".
واشار الشريفي الى ان " مجلس النواب ناقش في وقت سابق ملفات الفساد في أمانة بغداد ، وأن لجنة الخدمات البرلمانية أوصت وفي مرتين بإقالة عبعوب لكن الشعب العراقي تفاجأ اليوم بهذا القرار " معتبرا ان تعيينه يعني عدم الاكتراث للمواطن البغدادي وعدم احترام لهيبة العاصمة ، بحسب قوله.
فيما اكدت رئيسة لجنة الخدمات البرلمانية فيان دخيل ان قرار تعيين الوكيل البلدي لامانة بغداد نعيم عبعوب ، يحمل مخالفتين قانونيتين , اضافة الى ان القرار يمثل مكافأة قدمتها الحكومة للمواطنين الذين غرقت منازلهم بمياه الامطار بسبب سوء اداء البلديات التي يديرها عبعوب.
وقالت ان " اولى المخالفتين هي ان منصب امين بغداد هو بدرجة وزير ، لذا يتوجب على مجلس الوزراء اناطة وكالة المنصب الى وزير او من هو بدرجة وزير ولايجوز منحه الى موظف بدرجة مدير عام كما منح للوكيل البلدي ".
واضافت " اما المخالفة الثانية فهي ان يكون اصدار قرار بتعيين امين بغداد اصالة او وكالة يتم عن طريق التصويت داخل مجلس الوزراء وهذا لم يحصل ، وكان القرار تصرفا شخصيا من رئيس الوزراء ، وكلتا الحالتين مخالفتان للقانون ".
ورأت دخيل ان " القرار يمثل تحديا ايضا للجنة الخدمات البرلمانية ، اذ سبق للجنة ان اوصت مجلس الوزراء ولمرتين ، باقالة الوكيل البلدي لامانة بغداد نعيم عبعوب ".
وفي ظل ما تشهده هذه المؤسسة من تجاذبات سياسية ، يبقى المواطن هو الخاسر الوحيد ، لاسيما بعد ان غرقت دور المواطنين باختلاط مياه الامطار مع المياه الاسنة ، فضلا عن التردي الخدمي الذي يعانيه المواطن في بغداد منذ عام 2003 حتى وقتنا هذا بسبب الفساد المالي والاداري الذي يشوب مشاريع الامانة./انتهى ل
|