السماوة/نينا/ تقرير : تعدّ بادية السماوة مذخرا طبيا ضخما للأدوية البديلة ، وأعشابها المتميزة وتنوع مصادرها الطبيعية ووفرة مياهها الصحية ، يؤهلها لتصنيع علاجات بديلة لكثير من الأمراض المستعصية.
لكن بادية /الرحاب/ على وجه الخصوص تعتبر بتنوعها الجيولوجي مركز النباتات الطبية الخام والأعشاب النادرة.
والسؤال .. هل يلعب الاستثمار دورا مهما في استغلال البادية طبيا ، وتصنيع العلاج البديل ، حيث المحسوس الكيمياوي الصرف لنباتات الرحاب واعتمادها على طريقة الاستخلاص المتميز والذي جعلها مصدرا بيئيا متوازنا.
يقول التدريسي في كلية العلوم بجامعة المثنى وخبير الأعشاب الدكتور نبيل صبري " من فضل الله على الإنسان أن اوجد النبات ليكون له الغذاء ويستخلص منه الدواء ، وأدرك ذلك بفطرته فعرف العلاج بالأعشاب منذ القدم وجعل من الطبيعة أول صيدلية يلوذ بها ليجد العلاج الشافي ، وبدأ يستعمل صيدليته البدائية التي تذخر بالجذور والأوراق إضافة إلى الثمار والبذور وكذلك الحشائش ".
ويضيف " إذا تغذيت بنتاج أرضك طازجا ، وتعالجت بأعشابها وأزهارها ونباتها وتنعمت بطبيعتها وجمالها ومياهها ، اكتشفت انك تنعم بحياة رغيدة كما أرادها الله أن تكون ".
ويؤكد في تصريح للوكالة الوطنية العراقية للانباء /نينا/ " ان بادية السماوة (الرحاب) تعتبر مركزا للمواد النباتية الطبية الخام ، وبهذا تعتبر ممولا رئيسا لكل العراق وليس لمحافظة المثنى ".
وتابع :" يعود السبب في ذلك للتنوع الجغرافي الى امتداد الصحراء والتغير الجيولوجي بين المنخفضات والمرتفعات من الأرض حيث توجد مناطق غنية بالمعادن وأخرى بالأملاح بالإضافة إلى الموارد المائية على شكل مسطحات مائية طبيعية مثل بحيرة ساوه ومنطقة العين والقطارة ، فضلا عن الآبار القريبة من سطح الأرض . وعليه فان مستلزمات الزراعة الصحراوية متوفرة وسلسة وهي الأرض والماء والشمس ".
ويبين صبري ان " بادية السماوة تمتاز بجودة النوعية واختلافها على عوامل عدة تتأثر بالبيئة المحيطة ، فنباتات جنوب بادية السماوة تختلف عن نباتات شمالها وهذا مثبت علميا من حيث المحسوس الكيمياوي الصرف لمكونات الأوراق النباتية ، البذور، السيقان، الجذور وحسب نوع النبات وحسب المادة الطبية الفعالة المستخدمة كعلاج واعتمادها على طريقة الاستخلاص فيما لو كانت من الجذور او الورق او الساق ".
واشار الى " ان لعامل الوقت أهمية قصوى بخصوص استحصال المنتوج الطبي ، فمن النباتات من يكون استحصاله أثناء فترة الإنبات الأولى وآخر في التزهير وعندما يكون النبات كاملا حيث يمكن الاستفادة من ثماره أو جذوره ، وهذا التنوع والتغير يعتبر ذا فائدة خلابة ومهمة جدا لتحضير كثير من الأدوية باعتبار البادية الجنوبية في السماوة مذخرا ضخما للبدائل الدوائية ".
واستطرد " على سبيل المثال توجد نباتات تحتوي على الفلوينات (المواد المرة) وأخرى تحتوي على التانينات (المواد الدابغة) وأخرى تحتوي على كلتا المادتين أو أكثر ".
وحول امكانية استثمارها ، يقول صبري " يمكن استثمار أعشاب البادية وتصنيع المواد الطبية البديلة بطرق سلسة ورخيصة الثمن إضافة إلى إنها طرق حديثة ومعتمدة عالميا وتؤدي بالنتيجة إلى حالات تطبيب متميزة كون المواد العلاجية المستخدمة هي من مصدر طبيعي وليس صناعي ".
واوضح " ان المواد المصنعة تدخل عليها عمليات متعددة منها مواد مضافة ، وحافظة ، وملونة ، ومعطرة ، ومطيبة ، وملطفة للاستخدام البشري ، وهذه المضافات لها أثار جانبية أكيدة ، وبالتالي فان الدواء الكيمياوي المصنع ليس رديئا بقدر ما هو سريع الأثر ، ولكنه يترك آثارا للاستخدام المتكرر عكس ما هو موجود في الطب البديل حيث إن تكرار العلاج لا يؤدي إلى هكذا آثار ".
وقال " ان الدواء المصنع على الغالب الأعم يخدر عللنا ولا يشفيها ، يسكن آلامنا لا يقضي عليها ، لكن الأدوية البديلة ، أحيانا تزيد الألم والمعاناة لفترة قصيرة ، إلا إنها تزيل العلة وتختفي بعد حين ، فضلا عن إمكانية استخدام الأدوية البديلة لأكثر من مرة وتكرارها بدون أي اثر جانبي باعتبارها من صنع الطبيعة ومن خلق الباري عز وجل ، فتكون المواد الكيمياوية الموجودة في الجذور ، والساق، والأوراق، والبذور موزعة بطريقة تكون النسب متوازنة للعشبة الطبية بصورة عامة ".
وينوه الى إن " استثمار هذه الموارد في الصناعات الدوائية يكون ذا مردود ايجابي من الناحية المادية أولا والصحية ثانيا إضافة إلى البيئية ثالثا، باعتبار إن صناعة الطب البديل من أصدقاء البيئة لعدم تركها أي مخلفات صناعية أو مواد كيمياوية ، كما في معامل الأدوية الصيدلانية ".
ويشير صبري الى ان صناعات الطب البديل تحتاج إلى أجهزة بسيطة جدا للسحق ، والطحن ، والتكسير، والعصر، والتجفيف، إضافة إلى عمليات التغليف للأدوية وأجهزة تعبئة الكبسول الفارغ.
وبيّن إن " سعر العلاج المستخلص من النباتات يكون واطئ الكلفة وبالتالي يمكن الاستفادة من قبل جميع شرائح المجتمع ، وتكون الفائدة عامة ".
وتابع :" ليس السبب الوحيد إن الأدوية الرديئة وغير المرخصة هي سبب توجه المرضى نحو طب الأعشاب ، ولكن النجاحات الطبية المتحققة من الطب البديل لحالات مستعصية كثيرة وحتى الأمراض الخبيثة التي تم علاجها بالطب البديل ".
ولفت الى ان المواطن اتجه نحو هذا النوع من العلاجات ، فكثير من الحالات تم علاجها بالاعشاب ، فضلا إن هناك بعض الحالات لا يمكن تطبيبها بالأدوية الصيدلانية مثل الطب الفيزياوي والوخز بالإبر الصينية وغير ذلك من حالات مستعجلة شائعة عند الناس مثل عرق النسا والشد العضلي المفاجئ وأمراض الجهاز الهضمي بصورة عامة والدمامل والحروق المفاجئة ، لذا فان الطب البديل نجح فيها نجاحا باهرا وهذه أسباب أدت الى توجه المواطن إلى الطب البديل.
ويرى صبري ان نجاح العلاجات الطبية البديلة يعتمد على مدى تعشيقها بالطرق الحديثة في التحضير والصناعة والخبرة العالية لدى الصيدلاني المتخصص عالميا من غير العطارين ، بسبب كون الطب البديل يدرس في جامعات العالم المتقدمة مثل ألمانيا الرائدة والصين ، كما فتحت أقسام للطب البديل في جامعة الملك خالد بالسعودية وقسم في جامعة بغداد يسمى بقسم الأدوية والنباتات الطبية./انتهى
|