الجزائر : انجازات ضخمة, لكن ما القيمة الحقيقية لها ؟

algeria flag

الجزائر : انجازات ضخمة, لكن ما القيمة الحقيقية لها ؟

 من منا لم يسمع بالمشاريع العملاقة التي تعمل الحكومة الجزائرية على تحقيقها منذ قرابة العشرة سنوات , حيث خصصت أكثر من 700 مليار دولار من أجل هاته المشاريع , و التي مست كل الميادين و شملت كل ولايات الوطن الثمانية و الأربعون. الى هنا كل الأمور عادية و تبعث على الارتياح كونه لا توجد دولة بالعالم صرفت مثل هاته المبالغ الخيالية في فترة وجيزة أي 10 سنوات دون أن نجد هناك ملموسات حقيقية , فأصبحت على سبيل المثال المشاريع التي تكلف دولا 10 مليون دولار نجدها في الجزائر تنجز بأضعاف أسعارها بالاضافة الى الغش في الانجاز أحيانا و هو ما أكدته عديد المشاريع على أرض الواقع , فكما تستفيد الشركات الأجنبية من هاته الأموال الضخمة كذلك تستفيد الشركات الجزائرية. لكن السؤال المطروح لماذا انجاز مشروع في الجزائر يكلف أضعاف ثمنه مقارنة بدولا أخرى ؟؟ و ما هي هاته المشاريع التي كلفت كل هاته الأموال ؟ سنحاول الاجابة عن كل هذه التساؤلات من خلال سرد شامل لجل المشاريع التي عرفتها الجزائر خلال العشرة سنوات الأخيرة

الطريق السيار شرق-غرب ….. المعجزة من منا لم يسمع بمشروع القرن في الجزائر ألا و هو الطريق السيار شرق-غرب الذي يربط الشرق الجزائري بغربه بقرابة 1720 كم يشتمل على 179 جسرا منها 11 عملاقة و أحدها صنف أكبر جسر بافريقيا , قام بانجاز المشروع المجمعين الصيني سيتيك-سيإرسي والياباني كوجال , حيث كلف خزينة الدولة ما يفوق 12 مليار دولار , المبلغ الذي لم يهضمه كل خبراء الاقتصاد في الجزائر. و حتى الشعب فهناك من الدول من انجزت مشاريع مماثلة أقل تكلفة بكثير من الجزائر

السدود ….. الثروة التي ينتظرها الجزائريون

يبلغ عدد السدود في الجزائر اليوم 70 سدا حيث تم انجاز أكثر من 25 سدا في الألفينية الأخيرة , و توضح وزارة الموارد المائية أن عدد السدود سيبلغ أكثر من 139 بحلول سنة 2030 , حيث تعول الوزارة على أن تدخر حوالي 12 مليار متر مكعب من المياه , و في احصائيات القطاع المعني قدرت قيمة انجاز مشاريع السدود أكثر من 20 مليار دولار , حيث شاركت العديد من الشركات الأجنبية في انجاز السدود على غرار سد بني هارون الذي يعتبر من أكبر السدود الجزائرية و الذي أنجزته شركة فرنسية

قرابة المليون سكن …. و الشعب لا زال يعاني

منذ الثمانينات طغت على السطح مشكلة السكن الذي أصبح يؤرق الجزائري , فالجزائري من بين الشعوب القلائل ممن تؤمن بضرورة تملك السكن و الابتعاد عن الايجار , فالحكومة الجزائرية منذ سنة 2000 تعمل جاهدة على توفير السكن للمواطنين و توزيعه عليهم. فقرابة المليون سكن أنجز من مختلف الصيغ , كما أعلن مؤخرا عن برنامج جديد لمليون سكن اضافي للقضاء على مشكلة السكن التي يبدو و أنها أصبحت كابوس للحكومات الجزائرية التي لم تستطع ايجاد حل للمعضلة , فملايير الدولارات أنفقت في هذا القطاع لكن لم تفي بالغرض و الكل بنتظر منزله رغم أن الدولة في عديد من المرات تطلب من المواطنين الابتعاد عن ظاهرة الاتكال عليها لكن لا حياة لمن تنادي , فالشركات الصينية , البرتغالية , الفرنسية , التركية , البرازيلية , الاسبانية , الايطالية , الى جانب الجزائرية لم تستطع أن تنجز مليون سكن اضافي في الفترة الممتدة بين 2009 و 2014

ميترو أنفاق الجزائر ….. مشروع عمره 30 سنة

بعد 30 سنة من الانتظار شهد مشروع ميترة الأنفاق ولادته القيصرية بالعاصمة الجزائر حيث التحقت الجزائر بركب الدول الكبرى ممن تمتلك ميترو أنفاق و دخل الميترو افريقيا مرة ثانية بعد أن كان حكرا على جنوب افريقيا لوحدها , الميترو الذي كبد الدولة ملايير الدولارات يبلغ طوله 12 كيلومتر و تعمل الحكومة على أن يصل الى 80 كم بحلول 2020 , الجزائريون لم يصدقوا أن هذا الحلم قد تحقق حيث تم الاعلان عن انجاز ميترو الأنفاق في الثمانينات من القرن الماضي الا أنه لم يرى النور الا في سنة2011

المؤسسة العسكرية …. قوة الجزائر الضاربة

الكل يتكلم عن عسكر الجزائر و الكل لا يعي حجم صفقات التسليح التي أبرمتها المؤسسة العسكرية الجزائرية , فالجزائر الحليف القوي و التقليدي لروسيا أمضت المئات من صفقات التسلح في طائرات حربية , بوارج , بواخر , و طائرات عمودية و غيرها كما أن الجزائر من الدول القلائل ممن تمتلك طائرات السوخوي الروسية ذات الطراز العالي اضافة الى أن الجزائر تعتبر ضمن الثلاثة دول بالعالم ممن تمتلك صواريخ أس 300 التي أزعجت العديد من دول المنطقة و العالم , أخر الاحصائيات تقول بأن الجزائر أنفقت في العشرة سنوات الأخيرة أكثر من 100 مليار دولار تجهيزات عسكرية

التربية و التعليم …أفاق الجزائر المستقبلية

شيدت الجزائر حوالي 48 بين جامعة و مركز جامعي بمعدل جامعة لكل ولاية اضافة الى عديد المدارس العليا المنتشرة عبر الولايات كما أن الدولة تولي اهتماما بالغا لقطاع التعليم العالي حيث أنشئت ما يقارب المليون غرفة جامعية لفائدة طلبة الجامعات يستفيدون منها مجانيا اضافة الى تنقلاتهم و وجباتهم الغذائية و منح مالية للطلبة حوالي 20 أورو لكل طالب شهريا , كما أنا المدارس و الاكماليات و الثانويات نالت حظها من التشييد حيث شيدت ألاف المدارس و الاكماليات اضافة الى ثانويات و الكل يعلم أن التعليم مجاني بالجزائر , و تعتبر ميزانية التعليم في الجزائر ثاني أعلى ميزانية بعد الدفاع و تقدر بحوالي 4 مليار دولار سنويا

المطارات , الموانيء , السكك الحديدية ….. مشاريع واعدة

للجزائر 41 مطارا مصنفة بين داخلية و خارجية من بينها 11 مطارا دوليا و يعتبر الاستثمار في قطاع الطيران من بين طموحات الدولة خاصة و أن كل أشغال تهيئة المطارات و اعادة ترميمها قد انتهت حيث كلفت الدولة أموالا معتبرة , كما أن الجزائر بسواحلها و المقدرة بأكثر من 1500 كم تمتلك موانيء كبرى تقدر بأكثر من 6 موانيء ضخمة حيث سلم انجازها من طرف شركة موانيء دبي العالمية و هي حاليا تحت ادارة الشركة , كما أن للجزائر خطوط للسكك الحديدية تقدر بأكثر من 5000 كم حيث تصبو الدولة كي تصل الى ما يقارب ال 10 ألاف كيلومتر بحلول 2015

السياحة و الفندقة … الاقتصاد البديل للجزائر امكانيات سياحية هائلة فمساحة البلد تقدر بأكثر من 2مليون موزعة بين سواحل , هضاب , صحاري, جبال و غيرها بالاضافة الى أن الدولة تمتلك العديد من المواقع العالمية المصنفة دوليا حيث مرت على الجزائر عديد الحضارات , فالسياحة في الجزائر قطاع جوهري و تعول عليه الدولة كثيرة خاصة مع مناداة الكثيرين بضرورة الابتعاد عن الاقتصاد الريعي , كما أن قطاع الفنادق سينال حصته من الانجازات من خلال مئات الفنادق بمستوى عالمي التي شيدت و التي على وشك الانجاز

الى هنا نصل الى أن الجزائر بايجابياتها و سلبياتها تبقى مألنا الأول و الأخير لكن لا زال أمامنا الكثير و الكثير من أجل اعادة الاعتبار الى كل القطاعات المهمشة و الى الشعب الذي يعاني من أزمات خانقة , فالحكومات مطالبة أن تعمل أكثر لأن كل ما حققته خلال السنوات الماضية لا يصبو الى تطلعات شعبنا العظيم

أنيس بوزيد

Leave a Reply

Your email address will not be published.

You may use these HTML tags and attributes: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>