بغداد/نينا/ تقرير..عمرهشام..بدأت فكرة تاسيس جمعيات انسانية تعنى بتقديم المساعدات لضحايا الحروب في عام 1859 عندما شاهد رجل الاعمال السويسري / هنري دونان/ التبعات القاتمة التي اعقبت معركة /سولفرينو/ في إيطاليا والتي كانت ضد القوات النمساوية.والتي مات فيها وجرح في ساحة المعركة حوالي/ 40/ الف شخص.
والصليب الأحمر الدولي من أقدم المنظمات الإنسانية في العالم حيث تأسست عام 1863 وعُقد حتى الآن اتفاقيات مقر مع أكثر من 79 دولة من بينها سويسرا التي يقع مكتبها الرئيسي فيها ويبلغ عدد المنتسبين إليها أكثر من /12/ الف شخص منهم الموظف المحلي والدولي.
وفي عام 1873 اجتمع هنري دونان في "جنيف" مع أربعة أشخاص وستة عشر خبيراً من دول أخرى، فأعلنوا تأسيس منظمة دولية لإغاثة الجرحى وهكذا ولدت الفكرة.
في عام 1874 وقعت أول اتفاقية لحماية جرحى الحرب فأصبح اسم المنظمة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومقرها جنيف، واتخذت من معكوس العلم السويسري شعارا لها، أي أصبح الصليب بلون أحمر والأرضية التي حوله بيضاء.
واثناء الحرب بين روسيا وتركيا في الاعوام مابين 1876-1878 اعلنت الامبراطورية العثمانية انها ستستخدم الهلال الاحمر شارة لها عوضا عن الصليب الاحمر وان كانت قد وافقت على احترام الصليب الاحمر الذي يستخدمه الطرف الاخر .واختارت بلاد فارس ايضا علامة مختلفة وهي الاسد والشمس الاحمران .
واقر المؤتمر الدبلوماسي الذي عقد في عام 1929 كلتا الشارتين بعدها قررت جمهورية ايران الاسلامية في عام 1980 استخدام الهلال الاحمر بدلا من الاسد والشمس الاحمرين.
بعدها طرحت فكرة ادخال شارة اضافية تكون مقبولة من جميع الدول والجمعيات الوطنية وتحولت الفكرة التي ايدتها المنظمة الى حقيقة واقعة في كانون الاول 2005 عندما اقر المؤتمر الدبلوماسي للدول الاطراف في اتفاقيات جنيف 1949 برتوكولا اضافيا ثالثا لاضافة / الكريستالة الحمراء او البلورة الحمراء / كشارة مميزة الى جانب شارتي الصليب الاحمر والهلال الاحمر.
فعدت الشارات العلامة المرئية للحماية التي تكفلها اتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها الاضافية لعمال الاغاثة والموظفين الطبيين والمرافق ووسائل النقل الطبية في النزاعات المسلحة .
وعلى هذا الاساس فاللجنة الدولية للصليب الاحمر منظمة مستقلة ومحايدة وغير متحيزة تؤدي مهمة انسانية بحتة تتمثل في حماية ارواح وكرامة ضحايا الحرب والعنف الداخلي وتقديم المساعدة لهم .
فالاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الاحمر والهلال الاحمر اكبر منظمة انسانية في العالم يتكون من 185 جمعية وطنية ويدعمه 100 مليون من الاعضاء والمتطوعين في جميع انحاء العالم .
ويعود نشاط المنظمة في العراق الى سنوات الثمانينات خلال فترة النزاع العراقي الايراني والذي استمر لمدة ثمان سنوات و حرب الخليج 1991 والتي تركت الالاف من الاشخاص المفقودين اضافة الى سنوات النزاعات الداخلية والتي اجتمعت مع عقوبات اقتصادية سابقة وعنف طائفي وانعدام كامل للامن لتكون النتيجة حاجات دائمة للعائلات العراقية لاعادة الروابط العائلية والحفاظ عليها .
ان الخدمات الرئيسية التي تقدمها اللجنة في العراق تتضمن شهادات الاحتجاز وخدمات رسائل الصليب الاحمر والبحث وادعاء الاعتقال ونقل الوثائق ويتم تقديم بعض من هذه الخدمات بالتعاون مع جمعية الهلال الاحمر العراقي والتي تعمل لجنة الصليب الاحمر معها لمساعدة الاشخاص الذين افترقوا عن ذويهم واعادة الاتصال وتبادل الاخبار فيما بينهم من خلال فروعها ال 18 في كل محافظات العراق. ان خدمة رسائل الصليب الاحمر هي واحدة من النشاطات المركزية للجنة الدولية للصليب الاحمر في العالم وقد خدمت العديد من العائلات التي فقدت الاتصال بذويها في الخارج او الداخل وتقوم اللجنة بتقييم منتظم للاوضاع لغرض دعم المهاجرين والمحتجزين الاجانب في اعادة الروابط العائلية .
وللجنة نشاطات اخرى في العراق ومنها في جانب الرعاية الصحية خاصة خلال السنوات التي اشتدت فيها وطأة النزاع المسلح وغيره من اعمال العنف فقدمت اللجنة الدعم لردهات الطوارئ في المستشفيات العراقية الكبرى وزودتها بالادوات الجراحية وغيرها من المستلزمات الطبية وبالتنسيق التام مع الجهات الصحية المحلية اضافة لتدريب الاطباء والممرضين واعادة تأهيل البنى التحتية وتوفير خدمات اعادة التأهيل البدني حيث وفرت اللجنة منذ عام 1993 خدمات اعادة التاهيل البدني لاكثر من 35 الف شخص .
كما توفر اللجنة مصادر دخل لذوي الاحتياجات الخاصة بتوفيرها المواد والتجهيزات اللازمة للمشاريع الصغيرة مثل / دكان بقالة صغير ,محل حلاقة . خياطة , نجارة /وغيرها .
وبعد الازمة في سوريا التي مازالت مستمرة قام الاف من اللاجئين بعبور الحدود الى العراق والكثير منهم بدون متعلقات شخصية وبموافقة المنظمات والسلطات المعنية وبالتعاون مع جمعية الهلال الاحمر العراقي تساعد اللجنة الدولية للصليب الاحمر العائلات السورية المتواجدة في مخيمات اللاجئين في العراق في اعادة الروابط العائلية والحفاظ عليها وتتضمن الخدمات مكالمات هاتفية مجانية الى افراد العوائل الموجودين في سوريا او في اي مكان اخر ورسائل الصليب الاحمر وطلبات البحث وادعاءات الاعتقال.
وستركز الجهود الكلية للاتحاد الدولي للصليب الاحمر والهلال الاحمر في السنوات الخمس المقبلة على جدول اعماله العالمي الذي يعمل صوب تحقيق اهداف التنمية الالفية ./انتهى3
|