السبت 03 أكتوبر 2015 مـ - 19 ذو الحجة 1436 هـ
 

مهام وزارة الهجرة والمصريين في الخارج

21 سبتمبر, 2015 04:55 م 
نبيلة مكرم عبد الشهيد وزيرة الهجرة والمصريين بالخارج - صورة من صفحتها الشخصية على فيس بوك.
أي آراء واردة في هذا المقال تخص صاحبها ولا تخص أصوات مصرية

كتب: خالد أبو بكر

يسافر المصري إلى الخارج وفي قلبه غصة من الإدارات المتعاقبة لوطنه التي عجزت عن أن توفر له ولغيره من عوام الشعب فرصة حقيقية للنجاح في بلده.. ينتظر بفارغ الصبر ذلك اليوم الذي يستطيع أن يحصل فيه على فرصة للعمل خارج الحدود.

وما أن يتم المراد حتى يكتشف أن قلبه معلق بمصر أكثر من أي وقت مضى؛ فيبحث عنها في كل الوجوه وكل البلدان التي تحط فيها رحاله.. يتابع بكل اهتمام دبيب النملة فيها رغم شواغله التى تفوق الحد.. يتلمسها من خلال فيلم من زمن «الأبيض والأسود».. أغنية تجلجل للست أم كلثوم في مطعم عربي.. متابعة مباراة بين الأهلي والزمالك.. زائر مصري يلتقيه مصادفة في البلد الذي يقيم فيه.. في نكتة جديدة أتت عبر البحار أو «فيس بوك» وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي.

ذلك المصرى الذى خرج إلى بلاد الله الواسعة بحثا عن الرزق، يحمل مشاعر سلبية تجاه الحكومة – أى حكومة ــ والجهاز الإدارى للدولة، وتتجدد وتتعمق هذه المشاعر عندما تضطره الظروف للجوء إلى السفارة أو القنصلية المصرية، التى فى أغلب الأحيان تغلق الأبواب فى وجهه قبل أن تسمعه، ومن هنا نتابع ذلك السخط الذى يملأ الآفاق منذ عقود من تعامل سفاراتنا وقنصلياتنا فى الخارج مع أبناء الوطن الذين يدعمون الاقتصاد المصرى المنهك بتحويلاتهم من العملة الصعبة.

من المفاجآت السارة فى تشكيل حكومة شريف إسماعيل، استحداث وزارة للهجرة وشئون المصريين فى الخارج، واختيار السفيرة نبيلة مكرم عبدالشهيد لتكون على رأس هذه الوزارة الجديدة، ذلك أن هذا الأمر كان إشارة واضحة لاعتزام الدولة بذل الجهد المطلوب فى الاهتمام بأبنائها خارج مصر، وهو ما قابلته روابط المصريين بالخارج بالمزيد من الترحيب والامتنان، وتعليق الآمال العريضة على مزيد من الربط بين مصر وأبنائها فى كل بقاع الدنيا فى قابل الأيام.

لكن اللافت حتى اليوم هو أن التصريحات الصادرة من الوزيرة عبدالشهيد ورئيس الوزراء بشأن هذه الوزارة الجديدة والمهمة فى آن واحد، يدل على أن رؤية واستراتيجية تتضمن مهام محددة لهذه الوزارة لم تنضج بعد؛ فالأحاديث عامة عن الاستفادة بالعلماء المصريين فى الخارج، وربط المصريين فى كل الدنيا بالوطن الأم، والاستفادة منهم ومن مدخراتهم فى المشروعات القومية الكبرى، مع الاهتمام بمسألة الهجرة غير الشرعية.

ومن التصريحات التى توقفت أمامها ما نقلته وكالة «أنباء الشرق الأوسط» عن عبدالشهيد باعتزامها «عقد الصالون الدورى للمصريين فى الخارج بصفة دورية من خلال الفيديو كونفرانس مع الدول التى يتواجد بها مصريون للتواصل معهم ومعرفة المشكلات التى يواجهونها والعمل على حلها»، وهنا نقول إن «الفيديو كونفرانس» آلية غير كافية للاستماع لمشكلات المصريين فى الخارج، ذلك أن هذه المشكلات تحتاج إلى تواصل مباشر، خاصة فى الدول التى تشهد حضورا مصريا قويا سواء فى البلاد العربية أو الأجنبية.

ومن الأمور التى أشعر حيالها بقلق أيضا بشأن وزارة الهجرة والمصريين فى الخارج، ذلك التداخل الكبير بينها وبين وزارة الخارجية، لأن القطاع القنصلى بوزارة الخارجية معنى بالدرجة الأولى بشئون المصريين بالخارج؛ وبالتالى الأمر يحتاج إلى توصيف دقيق جدا لمهام الوزارة الجديدة والقطاع القنصلى بوزارة الخارجية، بما يضمن ويؤكد على حتمية تعاونهما معا فى خدمة المصريين المغتربين، ويتجاوز حواجز الروتين وتداخل الاختصاصات التى تعانى منها بيروقراطية الجهاز الإدارى للدولة المصرية.

بقى أن نقول للوزيرة الجديدة: نعرف أن المهمة ثقيلة، وتحتاج إلى بذل الجهد المخلص لخدمة نحو 10 ملايين مصرى منتشرون بطول وعرض الكرة الأرضية، ولذلك عليك أن تنتهى مع رئيس الوزراء من وضع تصور واضح لمهام وأهداف وزارتك والعمل على تحقيقها فى أسرع وقت، بعيدا عن الإغراق فى الحديث عن العموميات.

هذا المحتوى من :
موقع أصوات مصرية موقع مجاني ويمكن للجميع استخدام ما فيه من أخبار صادرة عن صحفيي الموقع شريطة الإشارة إلى المصدر ووضع رابط نشط للموقع. أما بالنسبة للأخبار المأخوذة من وكالة رويترز أو المصادر الأخرى من صحف ووكالات فيتعين استئذانها في ذلك

أضف تعليقا

هام: أصوات مصرية غير مسؤولة عن محتوى التعليقات.

تابعنا على

اتصل بنا | شروط الاستخدام | عن الموقع موقع أصوات مصرية © 2015 - جميع الحقوق محفوظة