متابعات

جديد الوثائقية... سلسلة تؤرخ للأزهر الشريف

يبدأ بث هذه السلسة ابتداء من يوم الخميس 19 أبريل 2012 الساعة 21:00 بتوقيت الدوحة 18:00 بتوقيت غرينتش

تأسست القاهرة سنة 358 هـ بعد أن فتح الفاطميون مصر في عهد خليفتهم المعز لدين الله الفاطمي. بعث المعز بقائده جوهر الصقلي من عاصمته المهدية لاحتلال مصر وافتكاكها من الدولة العباسية. حينها قال شاعرهم ابن هانئ الأندلسي

قال بنو العباس قد فتحت مصر       قل لبني العباس قد قضي الأمر

كان الرهان على مصر رهانا استراتيجيا  وعسكريا واقتصاديا ولكنه كان رهانا ثقافيا وإيديولوجيا أيضا. بعد سنة من وضع جوهر الصقلي الأساس لمدينة القاهرة وضع أساس جامع الأزهر. ولم تمض عشريتان حتى أصبح الأزهر جامعة لتدريس العلوم والمذهب الشيعي الإسماعيلي. لقد ارتبط تاريخ الأزهر بتاريخ القاهرة حتى لا يكادان ينفصلا. وهو ارتباط ليس فقط في لحظة التأسيس وإنما سيخترق كل تاريخ المدينة والمؤسسة والعلاقة بينهما فلا تكاد تخلو مرحلة أو حدث يهم القاهرة كمدينة إلا وللأزهر دور أو حضور.
كان الفاطميون يريدون أن يكون الأزهر منارة علمية تعادل بغداد ورغم الصبغة المذهبية لذلك الصراع السياسي والثقافي إلا أن الأزهر اضطلع بدوره كمنارة علمية صمدت لقرون وتواصلت إلى اليوم مؤسسة شاهقة المقام في العالم العربي والإسلامي. وقد شهد تاريخ هذه المؤسسة تحولات في التوجهات وفي الدور وكانت مؤسسات على تخوم السلطة الحاكمة يتصارعان حينا ويتصالحان أحيانا في إطار لعبة احتواء وتوظيف من جانب الحاكم أو الغازي وامتناع ومقاومة ومهادنة من طرف الأزهر الشريف.

الجزيرة الوثائقية تفتح صفحات تاريخ  الأزهر الشريف من خلال سلسلة وثائقية من أربع اجزاء تحاول أن تلم بكل ما يطرح حول الأزهر من إشكاليات تاريخية وسياسية وثقافية وعلمية.

وتحمل الحلقة الأولى عنوان "الخوذة والعمامة" والتي تتناول الأزهر منذ نشأته على يد الدولة الفاطمية وعمليات التأسيس التي قام بها الفاطميون من حيث جعل الأزهر جامعا وجامعة. وكذلك يتم تناول الأزهر في عهد الدولة الأيوبية والمملوكية والتحول الجوهري الذي شهده الأزهر من مركز للدعوة والتعليم الشيعي إلى منارة التعليم الديني السُني، ثم الأزهر والدولة العثمانية انتهاء بالاحتلال الفرنسي لمصر.
تبدا الحلقة الثانية من حيث انتهت الأولى وهي لحظة بونابارت ودخوله لمصر سنة 1798واتخذت الحلقة عنوانا معبرا "ودخلت الخيل الأزهر" لبث الأزهر خلال الحكم العثماني سائرا على ذات الدرب قائما بمهتمه العلمية رغم ما كان يحيط به من الصعاب ويعتريه من أسباب الضعف المادية والأدبية وقد انتهى الأزهر كما ذكرنا آنفا في أواخر القرن الثاني عشر إلى حالة من الركود والانحلال لم يعاني مثلها من قبل قط حيث هبط عدد أساتذته وطلابه إلى اقل حد وصل إليه في عصر من العصور. وفي هذه الحلقة لن نكون أمام سرد تاريخي بقدر ما سنحاول فهم أسباب التراجع العلمي للأزهر في تلك المرحلة.

الحلقة الثالثة وهي بعنوان "الإصلاحيون والثوار" تتناول سيرة الثوار والإصلاحيين الذين خرجوا من رحم مؤسسة الأزهر الشريف...وهم أولئك الثوار الذين قاموا بدور وطني لحماية مصر وإصلاحيون كانت لهم أفكارهم لتطوير المؤسسة ومناهجها وطرق التعليم بها، أمثال الشيخ محمد عبده وغيرهم من أئمة الأزهر الشريف.
أما الحلقة الختامية فعنونها المخرج بـ "بين ثورتين" حيث تمضي الأيام وتتحول الأوضاع في مصر ولكن الأزهر باق بمآذنه الشاهقة. لتمر مصر في قرنين بثورتين؛ الأولى في خمسينيات القرن الماضي...

التي وعدت  بالتطوير ولكن سرعان ما أحكم النظام الخناق على البلاد والعباد وكان الأزهر في مقدمة ضحايا السيطرة والتطويع... وفي الألفية الثالثة كانت الثورة الثانية. ثار الشعب المصري فعادت الروح للأزهر وهب ثائرا مع طوائف الشعب...و بدأ الأزهر رحلة البحث عن الذات. 

هذه الحلقات الأربع تؤرخ للأزهر بطريقة إشكالية وليس زمنية تاريخية أي أنها تطرح جل الإشكاليات المتعلقة بهذه المؤسسة العريقة ولكن يظل الخيط التاريخي هو الناظم لتلك الإشكاليات. ولكن النتيجة المستخلصة هي أن الأزهر منذ تأسس كان جزءا من المدين يتبع نبضها وأحينا يسرع نبضها. فإن تحركت القاهرة تحرك الأزهر وإن نامت نام. كما أن الأزهر كان في مرمى الرهان السياسي من قبل السلطة ومعارضيها معا.
الأزهر كحالة حضارية وسوسيلوجية يمكن أن نفهمه ضمن رؤية أعم في تاريخ المدن والدول والحضارات. فهو  لا يختلف في الدولر والوظيفة عن المسرح الروماني واليوناني أو عن المؤسسات الدينية في المدن الآسيوية أو بيت الحكمة في بغداد أو جامعة غرناطة في الأندلس أو عن كل المؤسسات التي كانت مقر الثقافة وموقع المثقف داخل المدينة (طبعا مع اختلاف نوع الثقافة ومضومنها). إن مثل هذه المؤسسات تأسس مع المدينة لتوجه بدورها مسار المدينة الثقافي والفكري. إن الأزهر جزء أساسي من نسيج مصر دولة ومجتمعا بني مع القاهرة حجارة حجارة وارتبط بصفحة تاريخها عبارة عبارة.

قد ينال إعجابكم

بورتريه

أنا.. عمّار الشريعي

لم يتخيل والدي أن ابنه الخامس "عمّار" المولود في 16 إبريل 1948، والذي جاء العالم كفيفا سيصبح موسيقارا ملء السمع والبصر..
حوارات

"نون"

كانت الصورة في بعض المواقف آخر همِّي كما يقال! في ذلك المشهد نبهني المصور إلى أن الكادر غير مناسب. فصرخت فيه: عمّ تتحدث...