علم العراق

متى يُقرر الشعب نهاية اللعبة السياسية الفاسدة

بعض الأمثال ليست صالحة لكل الأزمنة أو بالإمكان إجراء تعديلات عليها ومنها المثل الشعبي الذي يتهم العاهرة بأنها لن تتوب ( لو الماء يروب فإن العاهر لا تتوب)، حيث إن الوجدان والواقع يثبت أن هناك من تتوب وأن رحمة الله واسعة تستوعب العاصين ، لكن في نفس الوقت وفي هذا الزمن الأغبر أثبت لنا الواقع أن هناك من هو أولى بهذا المثل من العاهرات وهم المتسلطين على رقاب الشعب منذ الاحتلال ولحد الآن ويبدو أن ذلك سوف يستمر.

ومصيبتنا في العراق أن ساسته يتحركون في فترة ما قبل الانتخابات بوعود معسولة لتحقيق الرفاهية والسعادة والعدل الاجتماعي والأمن والأمان والإصلاح ومحاربة الفساد وينسون أو يتناسون – ومعهم الشعب الضائع التائه المسكين المستكين المخدر – أنهم هم من يحكم العراق منذ ثلاثة عشر عاماً ، وكل الدمار والخراب والطائفية والفساد هو بسببهم ، وأنهم من أسس الفساد ورعاه ودافع عنه ، وأنهم هم الفاسدون الذين يجب أن يتخلص منهم الشعب ، ورغم دعوات الإصلاح الكاذبة التي سمعناها سابقاً ، ودعوات الكتل العابرة للقارات عفواً العابرة للطائفية والمحاصصة فإن ( حليمة قد عادت إلى عادتها القديمة ) ليتخندق الإخوة الأعداء على أساس الطائفية وتنتهي كل الدعوات بشخطة قلم ، لكن هذه المرة سوف يكون الحال أسوأ وأكثر مرارة على الشعب لكون هذه الكتل والأحزاب أدخلت مليشياتها في الانتخابات وسوف تسيطر تماماً وتزيح المتبقي من ما يسمى مؤسسة أمنية لديها بعض الاستقلال ، وستحكم الشعب هذه المليشيات المتخلفة وسوف تتحقق وعودهم بالسعادة الدموية ورفاهية الجوع وأمان السرقات والفساد واللصوص وعدالة القتلة والعصابات ، إضافة إلى قوة أكبر لإيران للتحكم بالحكومة ومقدرات الدولة وما ينتج عن ذلك من صراع أو مساومات مع قوى كبرى تكون نتيجته على حساب الشعب العراقي دائماً.

والغريب في وضع العراق أن الفاسدين يدعون إلى الإصلاح والطائفيون يدعون لكتل عابرة للطائفية ، والناس يتأملون خيراً منهم ، وهذا أشبه بمن يطلب الشفاعة من الشيطان كما شبهه المرجع العراقي السيد الصرخي الحسني بقوله ( هذا هو المتوقع من مثل ما طُرح من إصلاح وأُشيع من إصلاح ، من يطلب الإصلاح من فاسد ويقر بأنه فاسد كمن يطلب الشفاعة من إبليس حتى يدخل الجنة ، من يريد أن يتشفع يطلب الشفاعة من إبليس من أجل أن يشفع له إبليس حتى يدخل الجنة هذا حال من يريد الإصلاح من خلال الفساد والفاسدين ، هذا بغض النظر عن خلفية وأساس وأصل وحقيقة الإصلاح ومن يدعو للإصلاح ) وتنبأ المرجع الصرخي بأن المواقف ستتبدل قبل الانتخابات لأن مطالبتهم بالإصلاح ليست حقيقة وإنما لذر الرماد في العيون بقوله ( قلنا كل الموجودين يدعون للإصلاح ، صارت هنا كتلة سياسية وهنا كتلة سياسية للإصلاح وهنا كتلة سياسية للإصلاح ، الكل ينادي بالإصلاح والكل ينادي بالوطنية ، وفي المجالس الخاصة وأمام الجمهور ووقت الانتخابات الكل ينادي بالطائفية ، والكل ينادي بحماية المذهب وحامي الشرف فيتلونون كالحرباء مع كل موقف وكل مكان وكل زمان ) . وهذا ما ثبت حالياً بعودة التخندق الطائفي لدخول الانتخابات.

ولهذا فإن المشروع الحقيقي لنهاية مآسي العراق يتمثل بحل الحكومة والبرلمان وتشكيل حكومة إنقاذ وطني بدون مشاركة كل هذه الأحزاب والكتل الفاسدة وبإشراف الأمم المتحدة والحل السريع لمعاناة النازحين وتشكيل جيش وقوى أمنية مهنية وإبعاد إيران عن اللعبة السياسية في العراق وهذا بعض مما تم طرحه في مشروع خلاص للمرجع العراقي السيد الصرخي الحسني الذي سوف يعود بالعراق إلى بر الأمان إذا ما تم تطبيقه.

الكاتب: ايمن الهلالي‎ المصدر: نافذة العرب

أرضف رد (التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

النازحين العراقيين

نار الطائفية تفتك بالنازحين فأين السيستاني وسياسيه الفاسدين؟!

الطائفية وما ادراك ما الطائفية ، تلك الرياح الصفراء المحملة بالسموم القاتلة والتي لا تبقي ...